مراجعات

أنس غنايم

عن كتاب حتى ينتهي النفط

2017.09.12

تصوير آخرون

عن كتاب حتى ينتهي النفط

يرى المؤرخ الفلسطيني طريف الخالدي أن أدوات المؤرخ الفذ «تبدأ من المعجم ولا تنتهي بحذائين متينين». ملاحظة الخالدي هذه ليست موقوفة على المؤرخين دون غيرهم، بل تنسحب على عموم المشتغلين بالعلوم الاجتماعية والإنسانيات، من فلسفة واجتماع وإناسة. والأنثروبولوجي الفنلندي صامولي شيلكه، مؤلف الكتاب الذي نحن بصدد تقديمه

يمثل صدق كلام الخالدي، وذلك لما يمتلكه من تصبُّر وأناة قلما نجدها عند الباحثين. فهو قد جلس أكثر من سبع سنوات على بحثه، يسجل الملاحظات ويدوِّن المقابلات، ثم يحلل النتائج بعد رصف النظير إلى النظير، متسلحًا بخمس لغات، ومعرفة كبيرة بالعامية المصرية.

لكتاب شيلكه «حتى ينتهي النفط: الهجرة والأحلام في ضواحي الخليج» أهمية مزدوجة في ميدان البحث الأنثروبولوجي المتعلق بالمنطقة العربية عمومًا، ومنطقة الخليج العربي خصوصًا، وذلك لاعتبارين مهمين، أولهما ضعف البحث الأنثروبولوجي في منطقة الخليج العربي وشُحّ المكتوب عنها. فخلافًا للمنجز البحثي للأنثروبولوجيين الدنماركيين كلاوس فرديناند وبول أولسن وهني هانسن، وعموم أبحاث ثريا التركي وأبو بكر باقادر وسعد الصويّان وعبد الله يتيم، وقليلين آخرين، لا نكاد نعثر على أبحاث تُعنى بهذه المنطقة، رغم ما تمثله من ظواهر مغرية لحقول البحث الإثنولوجي والأنثروبولوجي.

أما الاعتبار الثاني فهو أن البحث الأنثروبولوجي في منطقة الخليج العربي ينحصر، تقريبًا، في بحث قضيتين: القبيلة ومتعلقاتها (الشعر النبطي، والبنى القبلية والقانون العشائري.. إلخ)، وأحوال المرأة. ولا يجاوزهما إلا قليلاً.

من هنا، تكمن أهمية بحث شيلكه في ولوجه إلى عمق حالة التحديث الخليجية، ومحاولته تفكيك الأسطورة الرائجة والمتداولة عن «عالم الفانتازيا الخليجية»، المتمثلة في مشروعات «البرستيج» العمرانية باذخة الترف، التي يغدو فيها «الزيف فضيلة ونموذجًا» بتعبير المعماري المصري ياسر الششتاوي، وذلك بالاقتراب من حال القوى العمالية، مُمثّلة بعاملين مهاجرين مصريين هما «عمرو وتوفيق»، في بيئتهما مع باقي زملائهما من مصر ونيبال ممن يعملون بالوظيفة ذاتها، وهي وظيفة «موظف أمن» في شركة خدمات أمنية في قطر.

بين «الهايبر-واقع» و «الهايبو-واقع»

ينطلق شيلكه، عبر سرد شفيف وبناء قصصي ممتع، في تسجيل حالة الإحباط والأسى النفسي التي أصابت صديقه توفيق إثر تأمله في «فيلاجيو مول» و»أكاديمية أسباير» وغيرهما من مشروعات الإنشاء والتعمير الطموحة، المتمثلة في سلسلة الأبراج المتطاولة العلو في العاصمة الدوحة. ترجع حالة الانزعاج عند توفيق، كما سجلها شيلكه، إلى التباين الصارخ بين حال البذخ العمراني الذي يلُف الدوحة، وحال العوز الذي يعيشه العمال الذين قامت على أكتافهم هذه المدينة.

هنا يستعير شيلكه مصطلحين من «القاموس الفني» لتوضيح حالة الإحباط التي يعيشها صديقه توفيق. إذ تمثل الحالة العمرانية للدوحة، وما يصاحبها من بهرجة واستعراض مصطنعين، تطبيقًا جيدًا لمصطلح «الهايبر-واقع» (Hyperrealism). الهايبر-واقع، أو ما يفوق الواقع، هو شكل من أشكال المحاكاة المقنعة لدرجة أن الشيء الأصلي يبدو إلى جوارها أقل واقعية. وعلى النقيض من ذلك، تعد حالة البؤس العمالي، التي يمثلها توفيق وعمرو وعموم أصدقائهم في شركة الأمن، تجسيدًا جيدًا لمصطلح «الهايبو-واقع» (Hyporealism) أو «تحت الواقع»، وهو بالضبط معكوس «الهايبر-واقع».

يرى شيلكه أن حالة البهرجة العمرانية، وما توحي به من رفاه وانبساط، تمثل النقيض المباشر لحال العمال المهاجرين وما يعانونه من ضيق وعنت. يصف توفيق هذا التناقض بالإحالة إلى رواية الخيال العلمي «يوتوبيا» للكاتب المصري أحمد خالد توفيق، وهي الرواية التي تقدم نسخة كابوسية لمجتمع طبقي، حيث الأثرياء يعيشون في مدينة «يوتوبيا» المعزولة التي تحميها أسوار عالية، تفصلها عن التعاسة الشديدة الواقعة على الجانب الآخر، الـ»ديستوبيا». يقول توفيق: «الدوحة هي كمان يوتوبيا تانية، على الناحية الثانية من اليوتوبيا، فيه الديستوبيا اللي إحنا عايشين فيها.»

يذكرنا هذا بالبداهة الماركسية التي صورت النظام الرأسمالي وعبثية عالمه المقلوب على رأسه. يقول ماركس عن الرأسمالية إنها «نظام ينتج الذكاء للسادة والغباء للعمال، ينتج القصور من جهة والأكواخ القذرة من جهة أخرى، ينتج الجمال ويشوّه العامل، فيشعر العامل بنفسه فقط خارج العمل، فهو يشعر في العمل بغربته عن نفسه. عندما لا يعمل يشعر بوجوده، وعندما يكون في العمل لا يشعر بوجوده.»

تبدأ حالة الضيق والعنت عند العمال المهاجرين، كما سجلها شيكله، من عنف اللغة الذي يرى فيهم»مغتربين» لا «مسافرين». إذ يحيل «الاغتراب» إلى فضاء دلالي أشد عنتًا وعنفًا من الفضاء الدلالي لكلمة «السفر». وتصل الحالة إلى إحدى ذراها في الألم المرتبط بالإحساس بـ»سيولة الوقت» وفي «اضطراب الإحساس بالزمن الرابض في مستقبل متأخر دومًا». هذا بالإضافة إلى التعرض لسلطة القانون الصارمة، التي تحظر على العمال تكوين نقابات أو تنظيم إضرابات، ولا تترك لهم سبيلًا قانونيًا للمطالبة برواتبهم غير المدفوعة، ولهذا تتمكن كثير من الشركات من ترك عمالها دون أجر لشهور، لأنه عند أي محاولة لمقاومة نظام العمل، فإن المخالفين «يتكنسلوا»، أي تُلغى عقودهم وتأشيراتهم ويتم ترحيلهم.

أما الأموال التي تُجنى، فهي بالكاد تكفي لتشجيع العمال على الاستمرار في العمل. لكن ليس بإمكانهم شيء حيال هذا إلا ترك العمل والعودة للوطن. ولأن أموالهم لا تكفي لشراء سيارة تتيح لهم التنقل الحر، على رخص أسعار السيارات، فهم غالبًا ما يعتمدون على باصات الشركة في الحركة، أو على التنقّل على طريقة المتنبي: «وفي الناس من يرضى بميسور عيشه ومركوبه رجلاه.» كل هذا إلى جانب الأحوال المزرية للمساكن العامة، التي تُطل على حديقة تُسقى من مياه العوادم، وإلى جانب الأسرَّة المهلهلة وأسراب الصراصير التي لا يطيب مجلسها إلا في السكن، وغير ذلك من الأحوال البائسة من مختلف الأنواع.

عنصرية المهمشين

وجود أبناء الجالية الواحدة مع بعضهم بعضًا يجعل الحياة محتملة، لكنه في الوقت نفسه يعني تشكيل جماعات منغلقة، متنافرة ومتشككة في بعضها البعض، على خطوط إثنية ووطنية. الدخل المرتفع الذي يتمتع به المنتمين إلى مستويات طبقية متميزة عادة ما يسهّل عليهم عبور الحدود العرقية واللغوية. أما من ينتمون إلى شرائح منخفضة الدخل، فلا بد أن يعتمدوا على مجتمعاتهم العرقية واللغوية للحصول على الدعم المطلوب في «الغُربة».

وهكذا تحاول كل جالية إظهار أفضليتها على الأخرى في صراع أنداد لأنداد. يقترن هذا المزاج من التحيز العنصري، الذي ينتهجه المضطهدون الذين يحاولون الإحساس بأنهم أفضل من مضطهدين آخرين، بأمرين: ضرورة الاعتماد على أشخاص يمكن للمرء أن يفهمهم ويثق بهم في الشدائد، أي إيجاد عصبة بالمعنى الخلدوني، وضغط التنافس المدفوع بهاجس تحصيل امتيازات تتفوق به جالية على أخرى. ويساعد هذا وذاك في خلق توجُّه عام عند أصحاب الشركات والمراكز التجاريّة، يقضي بتفضيل جالية على أخرى – «أنا أُفضِّل المصري»، «أنا أُفضِّل الليبي»، «أنا أُفضِّل الهندي».. إلخ – وهذا، فيما يبدو، مظهر من مظاهر الداروينية الاجتماعية.

بيد أن عنصرية المهمشين، كما يرى شيلكه، ليست أثرًا جانبيًّا عارضًا للهجرة من أجل العمل. إنما هي جزء لا يتجزأ من سياسات الحكم في بلدان الخليج. ففي قطر نظام «كوتة» لاستخدام العمال من مختلف الدول، مع الاحتفاظ بأغلبية مسلمة من إجمالي تعداد السكان. وعلى الرغم من أن هذه التعددية المنظمة قد تؤثر سلبًا على الإنتاجية، إلا أنها ضرورية للحيلولة دون تسييس العمال وتحركهم الجماعي.

فقد غدت السياسة المعتمدة في دول الخليج هي تقليل عدد العمال العرب والجمع بين جماعات إثنية عديدة تتبادل العداوة. جاءت هذه السياسة إثر احتشاد العمال الفلسطينيين لدعم العراق بعد احتلال العراق للكويت، حيث تم طرد أغلب الفلسطينيين وقتها من الكويت.

عنصرية المهمشين هي جزء من معمار السلطة إذن؛ حيث ينزع التسييس من المجتمع الخليجي بأسره. ولأن المهاجرين سيخسرون كثيرًا، ويربحون قليلًا، من الاضطراب السياسي، ولأنهم منقسمون انقسامًا عميقًا على خطوط الطبقة والعرق، فلا يمكن لهم التحرك للمطالبة بحقوقهم المستلبة. وما دامت الكراهية المتبادلة بين تلك الجنسيات أكبر من كراهيتهم لأصحاب العمل ولنظام الاستغلال القائم في دول الخليج، فلن يتحركوا أبدًا.

سبل المقاومة

 استنادًا إلى رؤية ميشيل دو سارتو حول تكتيكات الضعفاء في مقابل استراتيجيات الأقوياء، وكذلك إلى التحليل الفوكوّي لسلطة الخطاب والانضباط، تثير مسألة الإجراءات والتقنيات الخاصة بالقوة التساؤل حول كيف يتعامل الناس مع الظروف التي يخضعهم لها أصحاب القوة.

يرى شيلكه أن الحيلولة دون تبلور وعي طبقي يدفع نضالاً جماعيًّا حول حقوق العمال، تُحوِّل الصراع إلى أعمال التفافية وتكتيكات تُعنى بتحقيق أفضل استفادة، حقوقية، من المواقف، مع الإقرار بحتميتها. هنا تبرز ثقافة ما يُسمى بـ«خلِّي ولِّي»، وهي كلمة تعني بالعامية الخليجية «هون عليك» أو «كبَّر دماغك». يستخدم هذا التعبير للالتفاف على القوانين والأنظمة، كالنوم في العمل، وعدم إتقانه، والهروب منه، وترك الفواتير دون سدادها.. إلخ. ولأن هذه الأعمال الالتفافية لا تتحدى النظام، إنما تجعله أنعم وقعًا، يسعى النظام إلى تقنينها أو التغاضي عنها، لتصبح جزءًا منه هو نفسه.

الجنس أداةً للتفريق الطبقي

يُمثل منطق «العوائل/العائلات» و«العزاب» جزءًا من النظام الخليجي، لكنه لا يقتصر على إبعاد القطريين «المواطنين» عن المهاجرين «المقيمين»، وإنما يفصل كذلك المهاجرين الذين يربحون أجورًا جيدة بالقدر الكافي لجلب عائلاتهم، عن المهاجرين غير القادرين على هذا، كما يفصل المهاجرين ذوي الأصول الأوروبية عن المهاجرين من أصول آسيوية وشرق أوسطية، وهذا كله شكل من أشكال الفصل بناءً على الطبقة والدخل المتداخلين مع العرق والإثنية. فمثلًا، يُسمح عادةً للأوروبيين بدخول مناطق «العوائل»، كما حصل لشيلكه نفسه أكثر من مرة. فهو لم يحتج لشيء ليمر؛ كانت شقرته وزرقة عينيه ورقة عبور دائمة.

ينتج هذا المنطق الجنساني للتفرقة الطبقية سبلاً عديدة متباينة لحياة المهاجرين في قطر. ففصل «العوائل» عن «العزاب» يميز بين من يمكنهم أن يعيشوا حياة كاملة في قطر، ومن يعملون ويتحملون لأجل حياة مكانها مصر أو نيبال أو الهند أو الفلبين.

حاكمية المال: الفلوس معطىً وجوديًّا

يلخص بوبال، عامل نيبالي، هذه الفكرة بقوله: «كل شيء هنا يدور حول الفلوس.» تتحول الفلوس إلى قوة وجودية تجعل الأشياء ممكنة. فالأبراج المتطاولة لم تكن لتوجد من دون الفلوس. أن يكون معك فلوس يعني حرية واختيار. الفلوس هي شكل السلطة والقوة الوحيد هنا. حاكمية المال هنا تجعل المرء يكفر بأفكاره ويتنكر لثقافته. فعبد الوهاب، عامل مصري، صار يشكك في مبدأ «خلفة الأولاد» الذي كان ذو قيمة ومرتبط ارتباطًا كبيرًا بتحقق الرجولة والأنوثة على السواء في مصر والوطن العربي، ذلك لأنه فشل في تأمين تكاليف الزواج وتبعاته. ليس هذا فقط، بل إن الفلوس تجعل من المرء عبدًا طيِّعًا للمال. فبتعبير أحدهم: نحن جالسون هنا حتى ينتهي النفط، أو حتى آخر ريال.

حدود الأحلام وطبيعتها

الأحلام طاقة كبرى لتحريكنا ودفعنا للمضي قدمًا. يصح في هذا المقام قول الأنثروبولوجي النيوزيلندي مايكل جاكسون بإن الخيال يعطينا فكرة مفادها «أن في الحياة أكثر من الموجود لنا هنا والآن». كان الخيال دائمًا مكوّنًا أساسيًّا وعامًا من مكونات الحياة الهادفة عند الجميع. الأحلام والأمل هما فائض في الطاقة الإنسانية يبقيانا في سعي إلى أكثر مما نحتاجه لمجرد البقاء أحياء. لكن لا يمكن للمرء أن يحلم بحرية.

صحيح أن الأحلام تفتح مساحات تتجاوز الآن وهنا، إلا أنها توجهنا نحو غايات بعينها. لذلك من السبل الممكنة للتفكير في هذه القوة المتباينة للأحلام، أن نفصل بين قوة توجيهها للمسارات وإعادة إنتاجها لحدود ما هو متوقع من جانب، وقدرتها على فتح مسارات قد تتجاوز الحدود من جانب آخر.

هنا يعمد شيلكه إلى تحريك رواكد تصوراتنا تجاه فكرة الأحلام باعتبارها قوة مطلقة. فالحال أن الأحلام تتحدد بحدود المتاح والممكن، وهذا ما يجعلها أحيانًا تخالف طبيعتها الآملة والمتفائلة، فلا تعدو كونها إعادة إنتاج الواقع بكيفية أكثر رفاهًا وأفضل حالاً.

إعادة الأحلام إلى طبيعتها المطلقة مرهون بما أسمته الأنثروبولوجية الإيطالية باولا أبينانتي «فتحات تأويلية»، وآية ذلك أنه عندما يتعرض الناس لحدود الخطابات التي تبني سلوكهم ومطامحهم، قد يشعرون بضرورة البحث عن سبل لإعادة التفكير وإعادة تشكيل الأسس الخطابية والأخلاقية التي تتبنى سلوكهم ومطامحهم. هذا بالضبط هو ما حصل مع توفيق الذي انتشلته قراءته لأمل دنقل وباولو كويلو من الوضع الضاغط الذي أُحكم عليه نتيجة ظروف العمل القهرية.

الهايبر-واقع أداةً للهيمنة

يرى شيلكه أن بذخ مشروعات العمران الخليجية «الهايبر-واقعية» هو استراتيجية لتحويل أموال النفط إلى رأس مال رمزي. وفي ذلك، فكلما زادت الفضاءات العمرانية وأيقونة الهايبر-واقعية، زاد إسهامها في إضفاء الشرعية والاستقرار على هياكل سلطة وحكم بعينهما. وهكذا فإن سعي دول الخليج إلى خلق فضاءات استعراضية للفرجة (spectacles) ربما كان منبعه العميق أحلام وأيديولوجيا تحدد إطار سعى نخب الخليج للسيطرة والهيمنة. من هنا نفهم حالة الاستنساخ العمراني الذي صار يغزو القرى المصرية ويغيِّر طابعها الريفي. وليست حالة الاستنساخ موقوفة على أنماط العمران، بل تنسحب أيضًا، وفقًا لشيلكه، على أنماط التدين.

خاتمة

صدَّر شيلكه كتابه برباعية شهيرة لصلاح جاهين تقول: 

اقلع غماك يا تور، وارفض تلف

كسّر تروس الساقية واشتم وتف

قال: بس خطوة كمان.. وخطوة كمان

يا أوصل نهاية السكة، يا البير يجف!

 هذه الرباعية، على بساطتها، إلا أنها تحمل تكثيفًا بلاغيًّا عاليًا، يكاد يكون تلخيصًا جامعًا لما أراد قوله شيلكه على طول بحثه البالغ 12 فصلًا.