
الموت يزور غرفتي فجرًا
"يزداد حنيني إلى كوب شاي مغلي، على رأس الغيط، الرجال يدخنون الشيشة، حكايات السفر والعمل في أراضي الغير، الثور يدور في الساقية، البهائم عائدة إلى زريبتها، وجوه الأطفال الملحوسة، النساء يحملن الصواني الكبيرة، فوران اللبن على صاج الفرن، حكايات الجن، والنداهة، و"أبو لمبة" (يظهر عند الترعة قبل الفجر ويختفي مع الأذان).
خطرَ لي أني سأجد قريتنا كما هي، الرجال يتسامرون، النساء يغسلن الأواني على شاطئ الترعة، والأطفال يلعبون إلى جوارهم بلا ملابس".
تتناول مجموعة "الموت يزور غرفتي فجرًا" عالم القرية المصرية بعيدًا عن الصورة النمطية التي يتم تداولها، يغوص الراوي في عالم الطفولة البعيدة وصورة الريف المثالي وحكايات الجدة والقصص العجائبية بل التي يتناولها بإجلال ومحبة، لكنه يعي التطور والقفزة الحداثية التي طالت الأرض والشجر والناس.
من خلال مجموعته التي تحتوي على سبعة عشر قصة قصيرة تدور في عالم القرية المصرية وتحمل عناوين دالة (شجرتي، الدار، قنديل لا يضيء إلا كوخًا واحدًا، رسالة لبعيد، التلييس، عند الكومة وغيرها) ترتبط بانتماء الراوي لجذوره الريفية وارتباطه بتفاصيل الحياة اليومية فيه ثم انسلاخه عنه مثله مثل كل طالبي العلم والتحديث، ويعيد محمد الخولي بقلمه الشعري الحثيث سؤال الجذور وهل كان الانسلاخ ضروريًا أم أنها الجنة المفقودة التي تلازم الإنسان طيلة حياته.