ذخائر
فيدريكو جارسيا لوركالعبة ونظرية الدويندي
2019.06.01
ترجمة: عماد أبو صالح
لعبة ونظرية الدويندي
السيّدات والسادة:
منذ عام 1918 عندما دخلت بيت الطلبة في مدريد، وحتى عام 1928 عندما غادرت بعد أن أنهيت دراستي للفلسفة والآداب؛ استمعت إلى حوالي ألف محاضرة في ذلك الصالون الأنيق الذي قصدَته الطبقة الأرستقراطيّة الإسبانيّة القديمة للتكفير عن رعونتها على الشواطئ الفرنسيّة.
شوقاً للهواء وأشعّة الشمس، شعرت بالملل، لدرجة أنني أحسست وكأنني مغطّى بغبار خفيف، على وشك أن يتحوّل إلى مهيّج للحساسية.
لذا، لا، لا أريد أن تدخل ذبابة الملل المزعجة هذه الغرفة، لتلضم الرؤوس معاً في الخيط النحيل لعُقد النوم، وترشق مجموعة صغيرة من الإبر الحادّة في عيون المستمعين.
بأسلوب بسيط، بسِجلّي الذي يخلو فيه صوتي الشعري من لمعة خشب، أو ثنايا شوكران، أو أغنام تصبح فجأة سكاكين السخرية، سأرى إذا كان بإمكاني أن أعطيكم درساً بسيطاً عن الروح الخفيّة لإسبانيا الحزينة.
من يتجوّل بين الثيران على امتداد أنهار الخوكار، جواداليته، سِيل وبسويرجا (ناهيك عن الجداول، التي تلتقي مع أمواج، لون لبدة الأسد، ليَهدر البلاتا) سيسمع الناس يرددون: «لديه الكثير من دويندي». قال مانويل تورّيس(2)، وهو فنّان عظيم من الأندلس، لشخص يغنّي له: «لديك صوت، لديك أسلوب، ولكنك لن تنجح أبداً لأنك لا تملك دويندي».
في جميع أنحاء الأندلس، من صخرة خاين(3) إلى محارة قادش(4)، يتحدّث الناس باستمرار عن الدويندي ويتعرّفون عليه أينما يظهر بفطرة سليمة. المغنّي الرائع إل لبيريخانو(5)، مبتكر الديبلا(6)، قال: «في الأيّام التي أغنّي فيها مع دويندي لا أحد يستطيع أن يجاريني». الراقصة الغجريّة العجوز لا مالينا سمعت ذات مرّة برايلوفسكي(7) وهو يعزف مقطوعة من باخ، فصرخت: «أوليه! هذا لديه دويندي!»، بينما كانت تشعر بالملل من جلوك(8) وبرامز(9) وميلهاود(10). مانويل تورّيس، الذي تجري الثقافة في عروقه أكثر من أي شخص عرفتُه، عندما سمع فايا(11) يعزف مقطوعته «ليلة جنّة العرّيف(12)»، قال هذه الجملة الرائعة: «كل من لديه أصوات سوداء لديه دويندي». وما من حقيقة أعمق من هذا.
تلك الأصوات السوداء هي السرّ، الجذور المغروسة في الوحل، التي نعرفها جميعاً، ونتجاهلها جميعاً، ولكن من خلالها يأتي جوهر الفن. «الأصوات السوداء»، قالها رجل إسباني عادي في تعريفه للدويندي، متّفقاً مع جوته، الذي قال عن باجانيني(13): “قوّة غامضة يشعر بها الجميع ولا يفسّرها أي فيلسوف”.
لذا، فإن الدويندي قوّة لا كدح، صراع لا فكر. سمعتُ عازف جيتار عجوزاً يقول: «دويندي ليس في الحلق، إنه ينبثق عالياً من باطن القدمين». بمعنى أنه ليس مسألة مهارة، بل أسلوب حي، بمعنى أنه في العروق، بمعنى أنه أعرق ثقافات الخلق الفوري.
تلك «القوّة الغامضة التي يشعر بها الجميع ولا يفسّرها أي فيلسوف» هي، في الواقع، روح الأرض، وهي الدويندي نفسه الذي امتلك قلب نيتشه أثناء تفتيشه عنه في أشكاله الخارجيّة على جسر ريالتو وفي موسيقى بيزيه(14)، دون أن يجده، ودون أن يعرف أن الدويندي الذي يلاحقه قفز من الأساطير اليونانيّة إلى الراقصين في قادش والصرخات الديونيسوسيّة(15)مقطوعة الرؤوس في سيجيريا(16) سيلفيريو(17).
إذن، لا أريد لأحد أن يخلط بين الدويندي وشيطان الشكّ اللاهوتي عند لوثر، بطباعه العربيدة، الذي قذفه بدواة الحبر في نورنبيرج(18)، ولا الشيطان الكاثوليكي المدمّر ومحدود الذكاء، الذي تنكّر في هيئة تقيّ ليدخل الدير، ولا القرد الناطق الذي رافق ترجمان سرفانتس في كوميديا الغيرة(19) في الغابات الأندلسيّة.
لا، الدويندي الذي أعنيه سرّي ومرتجف، ينحدر من البهجة في روح سقراط، من الرخام والملح، إذ خدشه بغضب يوم تجرّع سمّ الشوكران، ومن كآبة شيطان ديكارت الصغير بحجم لوزة خضراء، الذي بعد أن ضجر من الخطوط والدوائر؛ فرّ إلى الأنهار ليسمع غناء البحّارة السكارى.
كل شخص، كل فنّان ولو كان نيتشه، كل خطوة يصعدها في برج كماله تجيء حسب الصراع الذي يخوضه مع الدويندي، وليس مع الملاك، كما يقال، ولا مع ربّة الشعر. من المهمّ أن نميّز هذا الاختلاف الجوهري في جذور أعمالهم.
إن الملاك يعطي ويمنح مثل القدّيس رافائيل، يحرس ويحمي مثل القدّيس مايكل، ينبّه ويحذر مثل القديس جبريال.
الملاك مبهر، لكنه يحلّق فوق رأس الإنسان، مرتفعاً في الأعالي، يغدق نعمته، ويدرك المرء عمله، أو سحره، أو رقصه دون أي جهد. الملاك السائر على الطريق إلى دمشق، والذي دخل من شقوق الشرفة الصغيرة في أسيزي(20)، أو اتبع خطى هاينريش زيزوه(21)، أصدر أمره، وما من طريقة لاعتراض نوره، لأنه يضرب أجنحته الفولاذيّة في سماء القدر.
ربّة الشعر تملي، وأحياناً تقترح. يمكنها فعل القليل نسبيّاً نظراً لأنها بعيدة ومتعَبة جدّاً (رأيتها مرّتين) لدرجة أنني اضطررت أن أمنحها نصف قلب من الرخام. الشعراء الذين يستعينون بربّة الشعر يسمعون أصواتاً ولا يعرفون مصدرها، لكنها من ربّة الشعر التي تلتهمهم وأحياناً تسحقهم، كما كان حال أبولينير، وهو شاعر عظيم دمّرته ربّة الشعر المرعبة، مثلما رسمه الملائكي الربّاني روسو(22) بجوارها ذات مرّة.
ربّة الشعر تثير العقل، حيث تجلب صوراً مرصوصة ومذاقاً زائفاً للغار، والعقل عدوّ الشعر في كثير من الأحيان، لأنه يقلّد، ولأنه يرفع الشاعر إلى مكانة عالية، ويجعله ينسى أن النمل قد يلتهمه فجأة، أو أن سلطعوناً ضخماً من زرنيخ قد يسقط فوق رأسه. لن تنقذه ربّة الشعر التي تسكن في نظّارة بعدسة واحدة، أو ورود اصطناعيّة باهتة في صالون صغير.
الملاك وربّة الشعر يأتيان من خارجنا: الملاك يهب النور، وربّة الشعر تعطي الشكل (هزيود(23) تعلّم منها). تمنح الشاعر خبزاً ذهبيّاً أو رداء كهنوتيّاً مطويّاً في بستان الغار. أمّا الدويندي فيندلع من غرف الدم النائية.
لنرفض الملاك، ونركل ربّة الشعر، ولنتغلّب على خوفنا من رائحة البنفسج التي تفوح من شعر القرن الثامن عشر، ومن التلسكوب الضخم الذي تنام ربّة الشعر مريضة بقيودها بين عدساته.
إن الصراع الحقيقي هو مع الدويندي.
الطرق التي يبحث فيها المرء عن الله معروفة، سواء بالطريقة الخشنة للناسك أو الطريق الناعم للصوفي، في برج، مثل القديسة تيريزا، أو من خلال مسارات القدّيس يوحنّا الصليب الثلاثة(24). ورغم أننا قد نضطرّ للصراخ، بصوت إشعيا: «حقّاً أنت إله محتجب»، إلا أنه في النهاية، يرسل الله أوائل أشواكه الناريّة إلى الباحثين عنه.
في البحث عن الدويندي، لا توجد خريطة ولا تدريب. نحن نعلم فقط أنه يشعل الدم مثل زجاج مسحوق، أنه ينهك، يرفض كل الهندسة الحلوة التي نفهمها، أنه يحطم الأنماط ويجعل جويا، خبير الرمادي والفضّي والوردي في روائع الفن الإنجليزي، يلطّخ ركبتيه وقبضتيه في الفحم الأسود الكريه، أو يعرّي موسن سينتو فرجادور(25) بالكامل رغم برد جبال البرانس، أو يرسل خورخي مانريكي(26) لانتظار الموت في براري أوكانيا(27)، أو يُلبس جسم رامبو الرقيق بذلة بهلوان خضراء، أو يعطي الكونت دي لوتريامون عيني سمكة ميّتة عند الفجر في الشارع.
الفنّانون العظماء في جنوب إسبانيا، الغجر أو الفلامنكو، الراقصون، المغنّون، الموسيقيّون، يعرفون أن الحساسية مستحيلة دون وصول الدويندي. قد يخدعون الناس ليظنّوا أنهم يستطيعون توصيل إحساس الدويندي دون أن يمتلكوه، كما يخدعنا كل يوم المؤلفون والرسّامون ومصمّمو الموضات الأدبيّة الخالية من دويندي، لكن علينا فقط أن ننتبه، لنكتشف الخدعة، ونطرد تصنّعها الفجّ.
ذات مرّة، كانت مغنية الفلامنكو الأندلسيّة باستورا بافون، الفتاة ذات الأمشاط، العبقريّة الإسبانيّة الصارمة، التي تضارع قوّة خيال جويا أو رافائيل ديلجايو(28)، تغنّي في حانة صغيرة في قادش. غنّت بصوت ذي ظلال، بصوت من قصدير مطروق، بصوت تكسوه الطحالب، جدلته في شعرها، ونقعته في نبيذ البابونج، وتاه منها في أحراش معتمة نائية. لكن، لم يكن هناك أي تأثير. كان دون جدوى. ظل الجمهور صامتاً.
كان هناك إجناثيو إسبيليتا، الجميل كسلحفاة رومانيّة، الذي سئل ذات مرة: «لماذا لا تعمل؟» والذي أجاب بابتسامة جديرة بأرجانثونيوس(29): “لماذا أعمل، وأنا من قادش؟”.
كانت هناك إلوايسا، الأرستقراطيّة الحارّة، العاهرة الإشبيليّة المنحدرة من سلالة سوليداد بارجاس، التي رفضت في الثلاثين أن تتزوّج شخصاً من آل روتشيلد(30)، لأنه لم يكن كفؤاً لدمها. كان هناك أشخاص من آل فلوريداس، الذين يظن الناس أنهم جزّارون، وما هم سوى كهنة، من ألف سنة، لا يزالون يضحّون بالثيران لأجل جريون(31)، وفي الركن كان مربّي الثيران المهيب، الدون بابلو موروبي، الشبيه بقناع كريتي. أنهت باستورا بافون أغنيتها وسط الصمت. فقط، رجل صغير، واحد من أولئك الراقصين الأقزام، قفز فجأة من وراء زجاجات البراندي، مستهزئاً، وبصوت خافت جدّاً قال: «تحيا باريس!» كأنه يريد أن يقول: «هنا لا يهمّنا المقدرة، ولا التقنية ولا المهارة. هنا نهتمّ بشيء آخر».
عندئذ نهضت الفتاة ذات الأمشاط مثل المجنونة، منهكة كنائحة من القرون الوسطى، عبّت، في جرعة واحدة، كأساً كبيرة من خمر كاثيا، وبدأت الغناء بحلق محروق، دون صوت، ولا نفَس، ولا تلوين، ولكن بـ... دويندي. نجحت في هدم كل قواعد الأغنية، لتفتح الطريق أمام دويندي الغاضب المشتعل، صديق العواصف الرمليّة، الذي يدفع المستمعين لشقّ أثوابهم بنفس طريقة زنوج الأنتيل في طقوسهم أمام أيقونة القدّيسة باربارا.
كان على الفتاة ذات الأمشاط تمزيق صوتها لأنها أدركت أن هناك نخبة رفيعة تستمع إليها، ولا تطلب الشكل، وإنما نخاع الشكل؛ موسيقى خاماً مع جسد خفيف يسبح في الهواء. كان عليها أن تتخلّى عن المهارة والأمان، وهذا يعني أن تطرد الملاك، وأن تقف عاجزة، ربّما يأتي دويندي، ربّما يتنازل ويتعارك معها بمنتهى الوحشيّة. ويا لغنائها! لم يعد صوتها تمثيليّة، صار نافورة دم، جديراً بألمها وصدقها، تفتّح كيد بعشرة أصابع لأجل قدم المسيح المسمّرة لكن المتفجّرة بالعاصفة كما رسمها خوان دي جونى(32).
إن تجلّي الدويندي يتطلّب تغييراً جذريّاً لكافة القوالب القديمة، ويجلب إحساساً بِكراً وغير معروف تماماً، كروعة وردة نبتت للتوّ، كمعجزة، ويولّد حماساً شبه دينيّ.
في كل الموسيقى العربيّة، الرقص، الأغاني أو المراثي، يستقبلون دويندي بصيحات حماسيّة هي: «الله! الله!» القريبة جدّاً من «أوليه!» في حلبات مصارعة الثيران، ولا أدري إن كانت هي الكلمة نفسها. وفي جميع أغاني جنوب إسبانيا، يتبع ظهور دويندي صرخات صادقة هي: «يحيا الله»، صرخات عميقة، عاطفيّة، للتواصل مع الله من خلال الحواس الخمس، بفضل الدويندي الذي يرعش الصوت وجسد الراقصة، في هروب حقيقي وشاعري من هذا العالم، صافٍ كالذي وصل إليه شاعر القرن السابع عشر النادر بيدرو سوتو دي روخاس(33) بواسطة الحدائق السبع، أو القديس جون كليماكيوس، بسُلّم متأرجح من البكاء(34).
بطبيعة الحال، عندما يكون هذا الهروب متقَناً، يشعر الجميع بتأثيره: الخبير يرى هزيمة الأسلوب لقالب فقير، أمّا المبتدئ فيسعى لاكتشاف ماهيّة هذه المشاعر الحقيقيّة. قبل سنوات، فازت امرأة تبلغ من العمر ثمانين عاماً بالمركز الأوّل في مسابقة للرقص في خيريس دي لا فرونتيرا(35)، نافست نساء وفتيات جميلات بخصور كالماء، فقط عن طريق رفع ذراعيها، وإمالة رأسها إلى الوراء، ودقّ قدمها على الأرض. وسط ذلك الحشد من الملائكة وربّات الجمال بأجسادهنّ وابتساماتهنّ الفاتنة، كان يجب أن تفوز، فاز هذا الدويندي المحتضر الذي كان يجرجر على الأرض جناحيه المصنوعين من سكاكين صدئة.
أغلب الفنون تقبل دويندي، لكن المجال أوسع في الموسيقى والرقص وإنشاد الشعر، لأنها تحتاج إلى لحم حيّ لنقلها، ولأنها أشكال تولد وتموت على الدوام، وتلقي بتأثيراتها على واقع رتيب.
في بعض الأحيان، دويندي الملحّن يُشبع المؤدّي، وفي أوقات أخرى، عندما يفتقده الشاعر أو الملحّن، يخلق دويندي المؤدّي أعجوبة مدهشة لا تشبه العمل الأصلي إلا في المظهر الخارجي فقط. كانت تلك حالة الممسوسة بالدويندي، إليونورا ديس(36)، التي بحثت عن مسرحيات فاشلة لتحوّلها إلى ناجحة من خلال إبداعها، وحالة باجانيني، التي شرحها جوته، والذي جعل المرء يسمع ألحاناً عميقة من تفاهات فعليّة، وحالة فتاة شابّة لذيذة شاهدتها في ميناء سانت ماريا، ترقص وتغنّي تلك الأغنية الإيطاليّة المزعجة «أوه ماري!» بإيقاعات ووقفات وحدّة، حوّلت قطعة الخُردة الإيطاليّة إلى ثعبان لامع من الذهب. ما حدث هو أن كلاً منهم وجد شيئاً جديداً لم يره أحد من قبل، ضخّ دماً حيّاً ومعرفة في الجثث الخالية من التعبير.
كل الفنون وكل البلاد قادرة على امتلاك دويندي والملاك وربّة الشعر. ألمانيا تمتلك ربّة الشعر، مع بعض الاستثناءات، وإيطاليا لديها ملاك دائم، أما إسبانيا فيحرّكها الدويندي في جميع الأوقات، بلد الموسيقى العتيقة والرقص، حيث يعصر الدويندي ليمون الفجر، بلد الموت، بلد مفتوح على الموت.
في البلدان الأخرى، الموت هو النهاية. يجيء وتُسدل الستائر. في إسبانيا لا. في إسبانيا يرفعونها. يعيش أشخاص كثيرون هناك بين الجدران حتى اليوم الذي يموتون فيه وينقلونهم تحت الشمس. عندما يموت الرجل في إسبانيا يكون أكثر حياة ممّا لو مات في أي مكان آخر على الأرض. ظلّه قاطع كموس حلّاق. السخرية من الموت وتأمّله بصمت، مألوفان لدى الإسبان. منذ حلم كيبيدو(37) بالجماجم، إلى المطران المتحلل عند بالديس ليال(38)، ومن ماربيلا في القرن السابع عشر، التي ماتت حين جاءها المخاض في منتصف الطريق، وقالت:
دم رحمي
يغطي الحصان
حوافر حصانك
تقدح شرر القطران
إلى فتى سلامانكا(39)، الذي قتله ثور حديثاً، وصرخ:
يا أصدقائي، أنا أموت
يا أصدقائي، أنا أتألم بشدّة
ثلاثة مناديل دخلت أحشائي
وأدخِل الرابع
على إفريز من أزهار الملح، يتفرّج شعب من المتأمّلين في الموت، بآيات من سفر إرميا في الجانب الأكثر مرارة، وعطر أخشاب شجر السرو في الجانب الأكثر فنّاً. بلد أهم شيء لديه هو القيمة الصلبة المطلقة في الموت.
السكاكين، وعجلات العربات، وأمواس الحلاقة، ولحى الرعاة الشائكة، والقمر الحليق، والذباب، والخزائن الرطبة، والأنقاض، والقدّيسون الملتحفون بالدانتيل، والجير، وحواف الأفاريز الجارحة للمتفرّجين؛ حشائش موت صغيرة في إسبانيا، إشارات وأصوات توقظ الروح، وتنعش الذاكرة خلال مرورنا في الهواء الراكد. ليست صدفة أن كل الفنّ الإسباني المرتبط بجبالنا مليء بأشواك وحجارة مسنّنة: مأساة بلبيريو(40)، ورقصات المايسترو خوسيف ماريا ديبالديبيسو(41) ليست أمثلة وحيدة، وليست صدفة، من بين كل الأغاني الشعبيّة الأوروبيّة، خلود هذه الحبيبة الإسبانيّة:
إذا كنت رفيقتي الجميلة،
لماذا لا تنظرين إليّ؟ قولي
العينان اللتان رأيتك بهما
وهبتهما للعتمة.
إذا كنت رفيقتي الجميلة،
لماذا لا تقبّلينني؟ قولي
الشفتان اللتان قبّلتك بهما
وهبتهما للجبال.
إذا كنت رفيقتي الجميلة،
لماذا لا تحتضنينني؟ قولي
الذراعان اللتان احتضنتك بهما
غطيتهما بالدود.
وليس غريباً أن نجد هذه الأغنية في بواكير تراثنا الغنائي:
في الحديقة
سأموت
عند شجرة الورد
سيقتلونني.
ذهبت يا أمي
لأجمع الورد،
وجدت الموت
في الحديقة.
ذهبت يا أمي
لأقطف الورد،
وجدت الموت
عند شجرة الورد.
في الحديقة
سأموت
عند شجرة الورد
سيقتلونني.
الرؤوس التي جمّدها القمر التي رسمها ثورباران(42)، والأصفر بلون الزبدة مع الأصفر البرّاق في لوحات إل جريكو(43)، ومواعظ الأب سيجوينزا(44)، وأعمال جويا بأكملها، وقبّة كنيسة الإسكوريال، وكل المنحوتات الملوّنة، وقبو منزل دوق أوسونا(45)، و«الموت مع الجيتار» في كنيسة لوس بينابينتس بمدينة دي ريوسيكو(46)، تعادل ثقافياً مواكب الحج إلى القدّيس أندريسدي تييكسيدو(47)، حيث يصطفّ الموتى بين نساء أستورياس(48)، وسط لهب مشاعل متوهّجة، في ليلة من نوفمبر، للرقص وإنشاد الترانيم في كاتدرائيتي مايورقة وطليطلة، وفي طقوس الجمعة الحزينة التى لا تُحصى، والتي تشكّل مع مهرجانات مصارعة الثيران العتيقة “انتصاراً” شعبيًا للموت في إسبانيا. من بين كل بلدان العالم، لا ينافس بلادي في هذا إلا المكسيك.
ربّة الشعر حين ترى الموت تغلق الباب، أو تبني حاجزاً، أو تقدّم جرّة لجمع الرفات، أو تكتب شاهد قبر بيد من شمع، لكنها تعود سريعاَ لتمزّق إكليل الغار في صمت يتراوح بين نسمتين. تحت قوس القصيدة المقطوع، تحزم، بحس جنائزي، الأزهار الدقيقة المنمنمة التي رسمها الإيطاليّون في القرن الخامس عشر، ثم تستحضر ديك لوكريتيوس(49) الوفي، ليصرف الأشباح المفاجئة.
والملاك عندما يرى الموت، يطير في دوائر بطيئة، وينسج بدموع من ثلج ونرجس، المراثي التي رأيناها ترتجف بين أيدي كيتس وبياساندينو وإيريرا(50) وبيكر وخوان رامون خيمينيث. لكن يا لرعب الملاك إذا شعر بحبّة رمل، مهما كانت صغيرة، فوق قدمه الورديّة الناعمة!
على النقيض من ذلك، لن يظهر الدويندي إلا إذا سنحت له فرصة رؤية الموت، إلا إذا عرف أنه سوف يقتحم بيت الموت، لن يأتي إذا لم يكن متأكّداً من أنه قادر على أن يهزّ الأغصان التي نحملها جميعاً، والتي لا ولن تقدّم لنا العزاء.
بفكرة، أو صوت، أو إيماءة، يتلذّذ الدويندي بصراع مباشر مع المبدع على حافة الهاوية. يتحصّن الملاك وربّة الشعر، بالكمان، أو بالقوافي، أما الدويندي فيجرح، وفي محاولة لشفاء الجرح الذي لا يلتئم أبداً، تكمن الدهشة والابتكار في عمل الإنسان.
تتركّز القوّة السحريّة للقصيدة في أنها ممسوسة دائماً بالدويندي، حتى تُعمّد كل من ينظر إليها بمياه سوداء، لأنه مع دويندي، من الأسهل أن تحب، أن تفهم، ومن المؤكد أنك تكون محبوباً، ومفهوماً، وهذا الصراع من أجل التعبير والتواصل، في الشعر، يكتسب أحياناً سمات مميتة.
تذكّروا على سبيل المثال، دويندي الفلامنكو الذي سكن القديسة تيريزا. هي فلامنكيّة لا لأنها حاصرت ثوراً غاضباً، وسدّدت له ثلاث تمريرات رائعة، مع أنها فعلتها، ولا لأنها كانت تؤمن بأنها فاتنة حين رسمها خوان دي لا ميسيريا(51)، ولا لصفعها المبعوث البابوي؛ لكن لأنها كانت واحدة من المخلوقات القليلة التي اخترقها دويندي (ليس الملاك، لأن الملاك لا يهاجم أي شخص) بسهم وأراد أن يقتلها لأنها سرقت سرّه النهائي؛ الرابط الرقيق الذي يوحّد الحواس الخمس مع جوهر الجسد الحي، الغيمة الحيّة، وبحر الحب الحي المتحرّر من الزمن.
مثال آخر مغاير على جبروت دويندي، هو فيليب النمسا(52)، الذي بحث بشغف في اللاهوت عن ربّة وملاك، وسجنه دويندي ذو لهب بارد في بناء الإسكوريال، حيث الهندسة تقيّد الحلم، وحيث الدويندي يرتدي قناع ربّة من أجل عقاب أبدي لهذا الملك العظيم.
قلنا إن الدويندي يحب الحواف، والجرح، ويقترب من الأماكن التي تنبئ فيها الأشكال عن لوعة أرقى من تعبيراتها الظاهريّة.
في إسبانيا (كما هو الحال في الشعوب الشرقيّة، حيث الرقص تعبير ديني) يمتلك الدويندي مساحة بلا حدود لأجساد راقصات قادش، اللاتي مدحهنّ مارتيال(53)، لصدور الذين غنّوا، وأشاد بهم جوفينال(54)، ولطقوس مصارعة الثيران، التي تعتبر دراما دينيّة حقيقيّة، حيث يتم بنفس طريقة القدّاس، تقديم الأضحية للربّ، وعبادته.
يبدو كما لو أن كل دويندي العالم الكلاسيكي يتجمّع في هذا المهرجان المثالي، ليبرز الثقافة والحساسية العظيمة لأمّة اكتشفت أرقى ما في الإنسان من غضب، ومرارة، ودموع. لا أحد يبتهج في الرقص الإسباني ولا في مصارعة الثيران، لأن الدويندي يشتغل في خلق الألم عن طريق الدراما والأشكال الحيّة، ويهيّئ الدرج للهروب من الواقع الذي يحاصرنا.
يفعل الدويندي بجسد الراقصة ما يفعله الريح في الرمل. إنه يحوّل فتاة، بقوّة سحريّة، إلى مشلولة أمام القمر، أو يكسو خدّي رجل عجوز مكسور يستجدي الصدقات في الحانات بحُمرة خجل المراهقين، أو يعطي شَعر امرأة رائحة ميناء بحري في منتصف الليل، وفي كل لحظة يدفع الأذرع إلى تلويحات هي أمّهات الرقصات على مرّ العصور.
لكن من المستحيل أن يكرّر نفسه، ومن المهم التأكيد على ذلك. الدويندي لا يكرّر نفسه أبداً، كما لا تتكرّر أشكال البحر في العاصفة.
تأثيره الأكثر دهشة يظهر في حلبة مصارعة الثيران، لأنه من ناحية، يتعارك مع الموت الذي يمكن أن يدمّره، ومن ناحية أخرى مع الهندسة، والإجراءات، والقواعد الأساسيّة للمهرجان.
الثور له مدار، والمصارع له مدار، وبين المدار والمدار تكمن نقطة الخطورة، حيث ذروة اللعبة المرعبة.
يمكن أن تساعدك ربّة مع الموليتا(55)، والملاك مع الباندريلات(56)، وتمرّ كمصارع جيّد، لكن عندما تستعمل الرداء(57) في مواجهة ثور لا يزال خالياً من الجراح، ففي لحظة القتل، مطلوب مساعدة من دويندي لتصيب هدف الحقيقة الفنيّة.
مصارع الثيران الذي يرعب الجمهور بتهوّره في الحلبة لا يقاتل الثيران، إنه بهذا المستوى السخيف يفعل ما يمكن لأي شخص أن يفعله، يقامر بحياته. لكن المصارع الممسوس بالدويندي يعطي درساً في موسيقى فيثاغورس ويجعلنا ننسى أنه يفتح قلبه باستمرار أمام القرون.
لاجارتيخو(58) بدويندي روماني، وخوسيليتو(59) بدويندي يهودي، وبيلمونتي(60) بدويندي باروكي، وكاجانتشو(61) بدويندي غجري، أضاءوا، في غبش حلبة مصارعة الثيران، للشعراء والرسّاميّن والموسيقيّين، أربعة طرق عظيمة من التراث الإسباني.
إسبانيا بلد فريد، الموت فيه مشهد وطني ينفخ في أبواق كبيرة عند وصول الربيع، وفنّها محكوم دائماً بدويندي داهية يخلق خصوصيّتها المختلفة وإبداعها المتفرّد.
الدويندي الذي يصبغ بالدم، لأول مرّة في النحت، خدود قدّيسي المُعلم ماتيو دي كومبوستيلا(62)، هو نفسه الذي يدفع القدّيس يوحنّا الصليب إلى الأنين، أو يحرق الحوريّات عاريات في سونيتّات لوبي(63) الدينيّة.
الدويندي الذي يرفع أبراج ساهاجون(64) أو يحرق القرميد الساخن في كالاتايود(65)، أو تيرويل(66)، هو نفسه الذي يمزّق غيوم إل جريكو، ويركل بعيداً الحاجب في محاكمة كيبيدو، وكائنات جويا الخرافيّة.
عندما يمطر دويندي ، يخطف بيلاثكيث(67)، سرّاً، من أمرائه الرمادييّن. عندما يثلج، يعرّي إيريرا ليثبت أن البرد لا يميت. عندما يشمس، يدفع بيروجويتي(68) في لهيبه ليخترع أبعاداً جديدة للنحت.
ربّة جونجورا(69) وملاك جارثيلاسو(70)، يجب أن ينثرا أكاليل غارهما حين يمرّ دويندي القديس يوحنّا الصليب، عندما:
الظبي الجريح
يظهر فوق التل.
يجب أن تغادر ربّة جونزالو دي بيرسيو(71)، وملاك أسقف إيتا(72)، ويفتحا الطريق أمام دويندي خورخي مانريكي، الذي وصل جريحاً إلى باب قلعة بيلمونتي. ويجب على ربّة جريجوريو إيرنانديث(73)، وملاك خوسيه دي مورا(74)، أن يبتعدا ليعبر دويندي مينا(75) الذي بكى دموعاً من دم، ودويندي مارتينيث مونتانيس(76) برأس ثور آشوري، تماماً مثل ربّة كاتالونيا الكئيبة، وملاك جاليسيا(77) المحبَط، اللذين يحدّقان في عجب ومحبّة إلى دويندي قشتالة، البعيد جدّاَ عن خبزهما الدافئ وأبقارهما اللطيفة التي ترعى وفق مبدأ سماء جرداء وجبل بور.
دويندي كيبيدو ودويندي سرفانتس، بشقائق نعمان خضراء من فوسفور للأول، وأزهار من جص رويديرا(78) للثاني، تكللان مذبح دويندي إسبانيا.
كل فنّ، بطبيعة الحال، له أسلوب مميّز وشكل من الدويندي، ولكن جذور الفنون تتّحد عند النقطة التي تنطلق منها أصوات مانويل تورّيس السوداء، مادة نهائية، وعمقاً مشتركاً منفلتاً ومتأرجح الجذع، والنغمات، والنسيج، والكلمات.
الأصوات السوداء، تلك التي توجد خلفها، في تآلف حميم، البراكين، النمل، النسيم، والليل الشاسع الذي يحزم خصره بدرب التبّانة.
السيّدات والسادة:
رفعتُ ثلاثة أقواس، وبيد خرقاء وضعت فيها ربّة الشعر والملاك والدويندي. ربّة الشعر ظلت هادئة، بغلالة مجعّدة قليلاً أو عيني بقرة تحدّقان في بومبيي(79)، إلى الأنف الضخم بأربعة وجوه الذي رسمه لها صديقها العظيم بيكاسو. الملاك يمكن أن يهزّ شَعر رؤوس أنطونيلو دا ميسينا(80) أو قميص ليبي(81) أو كمان ماسولينو(82) أو روسو.
الدويندي... أين هو الدويندي؟ من القوس الفارغ، يهبّ هواء الروح، يعصف بإصرار فوق رؤوس الموتى، بحثًاً عن مناظر جديدة ولهجات مجهولة. هواء برائحة لعاب طفل، وعشب مهروس، وأغشية رخويّات، يعلن التعميد الأبدي للإبداعات المولودة حديثاً.
هوامش:
1 - البلاتا، اسم نهر.
2 - مانويل تورّيس (1878 - 1933) مغني فلامنكو.
3 - خاين (أسمها العربي جيّان) مدينة في جنوب إسبانيا.
4 - قادش أو قادس، مدينة ساحليّة جنوب الأندلس.
5 - إل لبيريخانو، موسيقار ومغنّي فلامنكو، ولد في إشبيليّة عام 1847 وتوفي في العقد الأول من القرن العشرين.
6 - الديبلا- نوع من الغناء الإسباني.
7 - ألكسندر برايلوفسكي (1896 - 1976) عازف بيانو فرنسي من أصل روسي، متخصّص في أعمال شوبان.
8 - كريستوف ڤيليبالد جلوك (1714-1787) ملحن أوبرا ألماني كلاسيكي.
9 - يوهانس برامز (1833 - 1897) موسيقار ألماني.
10 - داريوس ميلهاود (1892 - 1974) مؤلف ومعلم موسيقى فرنسي.
11 - مانويل دي فايا (1876 - 1946) موسيقار إسباني.
12 - جنّة العرّيف، قصر بناه العرب قرب قصر الحمراء في القرن الثالث عشر الميلادي.
13 - نيكولو باجانيني (1782 - 1840) عازف كمان وجيتار وملحن إيطالي.
14 - جورج بيزيه (1838- 1875) مؤلف موسيقي فرنسي، من أشهر أعماله أوبرا كارمن.
15 - نسبة إلى ديونيسوس، إله الخمر والنشوة والبهجة في الميثولوجيا الإغريقيّة.
16 - السيجيريا، نوع من الفلامنكو.
17 - سيلفريو فرانكونيتي (1831 - 1889) مغن من أصول إيطاليّة، اشتهر بتطوير الفلامنكو.
18 - نورنبيرج، مدينة ألمانية، عاش فيها مارتن لوثر بين عامي 1498-1501.
19 - كوميديا الغيرة، أو العجوز الغيور، واحدة من ثمانية فواصل كوميديّة كتبها سرفانتس للعرض بين فصول المسرحيّات الطويلة.
20 - أسيزي، مدينة إيطاليّة، عاش ومات فيها القديس فرنسيس الأسيزي مؤسّس الرهبنة الفرنسيسكانيّة.
21 - هاينريش زيزوه (1295 - 1366) كاتب ولاهوتي ألماني.
22 - هنرى جولين فيلكس روسو (1844 –1910) رسّام فرنسي يتميز بالتلقائيّة والبساطة.
23 - هزيود، شاعر إغريقي.
24 - القدّيس يوحنّا الصليب أو سان خوان دي لا كروز (1542–1591) شاعر وقدّيس وإصلاحي كاثوليكي.
25 - موسن سينتو فرجادور (1845 - 1902) من أهمّ شعراء كتالونيا.
26 - خورخي مانريكي (1440 - 1479) شاعر إسباني من العصور الوسطى.
27 - أوكانيا، بلدة في إسبانيا.
28 - رافائيل ديلجايو (1882 - 1960) أحد أشهر مصارعي الثيران في القرن العشرين.
29 - أرجانثونيوس، ملك روماني، أقام مملكته جنوب إسبانيا.
30 - آل روتشيلد، عائلة يهودية ألمانيّة واسعة الثراء والنفوذ.
31 - جريون، إله إغريقي على هيئة وحش برؤوس بشريّة.
32 - خوان دي جونى (1507-1577) رسّام ونحات فرنسي- إسباني.
33 - بيدرو سوتو دي روخاس (1584 - 1658) شاعر من غرناطة.
34 - جون كليماكيوس أو يوحنّا السُلّمي (579 - 649) راهب من أصل سوري، عاش في دير سانت كاترين. من أشهر أعماله كتاب يتضمّن رؤيته للصعود الإلهي عبر سلّم ذي ثلاثين درجة، تمثّل سنوات عمر المسيح.
35 - خيريس دي لا فرونتيرا، مدينة في جنوب غرب إسبانيا.
36 - إليونورا ديس (1858 - 1924) ممثلة إيطاليّة.
37 - فرانسيسكو دي كيبيدو (1580 - 1645) سياسي وشاعر وكاتب إسباني، حوكم بسبب منشور هجائي نسب إليه ظلماً، وقضى أربع سنوات في السجن.
38 - خوان دي بالديس ليال (1622 - 1690) رسام إسباني.
39 - سلامانكا، مدينة شمال إسبانيا.
40 - بلبيريو، بطل مسرحيّة الكاتب فرناندو دي روخاس (1470- 1541).
41 - خوسيف دي بالديبيلسو (1565 - 1638) شاعر وكاتب إسباني.
42 - فرانسيسكو دي ثورباران (1598 - 1664) رسّام إسباني.
43 - إل جريكو (1541 - 1614) رسّام ونحّات إسباني.
44 - خوسيه دي سيجوينزا (1544 - 1606) مؤرّخ وشاعر وعالم لاهوت.
45 - منزل دوق أوسونا، مكان لإقامة النبلاء الإسبان، ومنهم بيدرو تيليز جيرون، أحد أكبر رعاة جويا.
46 - مدينة دي ريوسيكو، بلدة إسبانيّة.
47 - أندريسدي تييكسيدو، قرية صغيرة بها مهرجان سنوى للاحتفال بالموتى.
48 - أستورياس، منطقة شمال غرب إسبانيا.
49 - لوكريتيوس، فيلسوف روماني وشاعر ملحمي.
50 - فرناندو دي إيريرا (1534-1597) شاعر إسباني، أطلق عليه سرفانتس لقب"الإلهي".
51 - خوان دي لا ميسيريا (1526- 1616) فنان إيطالي- إسباني، من أشهر أعماله لوحة للقدّيسة تريزا.
52 - فيليب النمسا (فيليب الثاني) ملك إسباني تمتد أصوله إلى النمسا.
53 - ماركوس فاليريوس مارتيال- شاعر روماني عاش بين القرنين الأول والثاني الميلادي.
54 - ديسيموس يونيوس جوفيناليوس، شاعر روماني، عاش في إيطاليا أواخر القرن الأول وبدايات القرن الثاني الميلادي.
55 - الموليتا، قطعة قماش حمراء متّصلة بعصا، يستخدمها المصارع لتهييج الثور.
56 - الباندريلا، عصا ملوّنة تستخدم في مصارعة الثيران.
57 - الرداء، قطعة قماش حمراء مزخرفة يرتديها المصارع على الكتفين في بداية المصارعة.
58 - لاجارتيخو (1841 - 1900) مصارع ثيران ولد في قرطبة.
59 - خوسيليتو (1895 - 1920) أحد أعظم مصارعي الثيران في إسبانيا.
60 - بيلمونتي (1892 - 1962) مصارع ثيران، ولد في إشبيليّة.
61 - كاجانتشو (1903 - 1984) مصارع ثيران غجري، ولد في إشبيليّة، ومات في المكسيك.
62 - ماتيو دي كومبوستيلا (1150 - 1217) نحات، عمل في الممالك المسيحيّة في شبه الجزيرة الأيبيريّة.
63 - لوبي دي بيجا (1562 - 1635) شاعر إسباني مشهور بآلاف السونيتّات.
64 - ساهاجون، بلدة إسبانيّة بها دير شهير.
65 - كالاتايود أو "قلعة أيوب" بالعربيّة، بلدة شمال شرق إسبانيا بناها العرب، وتتميز بمعمارها الإسلامي.
66 - تيرويل، مدينة شرق إسبانيا.
67 - دييجو بيلاثكيث (1599 - 1660) أحد أهم فناني إسبانيا، وكان رسّام البلاط الملكي.
68 - ألونسو بيروجويتي (1488 - 1561) من أهم النحّاتين في عصر النهضة الإسبانيّة.
69 - لويس دي جونجورا (1561 - 1627 ) شاعر وكاتب مسرحي ينتمي للعصر الذهبي الإسباتي.
70 - جارثيلاسو دي لا بيجا (1498 - 1536) شاعر وكاتب، ولد في طليطلة.
71 - جونزالو دي بيرسيو (1498 - 1264 ) شاعر وراهب.
72 - أسقف إيتا (1283 - 1350 ) شاعر وراهب من قشتالة.
73 - جريجوريو إيرنانديث (1576 - 1636) نحّات إسباني، ينتمي إلى المدرسة القشتالية في النحت.
74 - خوسيه دي مورا (1642-1724) نحّات إسباني.
75 - بيدرو دي مينا (1628 - 1688) نحّات من غرناطة.
76 - مارتينيث مونتانيس (1568 - 1649 ) نحّات اشتهر باسم "إله الخشب" لسهولة تعامله مع المواد الخام.
77 - جاليسيا، منطقة شمال غرب إسبانيا.
78 - رويديرا، بلدة في منطقة قشتالة.
79 - بومبيي، مدينة رومانيّة قديمة.
80 - أنطونيلو دا ميسينا (1430 - 1479) رسّام إيطالي من عصر النهضة.
81 - فيليبو ليبي (1406 - 1469) رسّام إيطالي.
82 - ماسولينو (1383 - 1447) رسام إيطالي.