في عالم يموج بتحولات القوة في مرحلة ما بعد الحرب الباردة، يحاول هذا الكتاب التركيز على واحدة من أكثر القضايا إلحاحا وإن كانت غير مدروسة بشكل كاف: الوجود المتزايد لإيران وتركيا وروسيا في إفريقيا. وبينما تظل القوى العالمية الكبرى هي المحور المعتاد للخطاب العالمي يكشف هذا الكتاب عن سرد مختلف. إنه يُظهر للقارئ كيف تعمل هذه القوى الصاعدة الثلاثة على إعادة تشكيل مستقبل أفريقيا السياسي والاقتصادي بطرقها الخاصة. كما يُسلط هذا العمل في الوقت المناسب الضوء على الدوافع التي تحرك هذه الدول، ويكشف عن استراتيجياتها ويستكشف ما إذا كانت شراكاتها مع الدول الأفريقية مبنية على تعاون حقيقي أم على طموحات خفية للنفوذ والهيمنة.
وعليه يحلل كتاب التكالب «الجديد» من خلال مناقشة مختلف أبعاد المناورات الدبلوماسية والمخاطر الاقتصادية والشراكات الأمنية، تعقيدات هذه المنافسة الجيوسياسية الحديثة، ويضع القراء وجهاً لوجه مع التساؤلات المطروحة حول دور إفريقيا كمسرح للتنافس الدولي. لماذا وضعت إيران وتركيا وروسيا أنظارها على أفريقيا مؤخرا؟ وما هي المخاطر التي تهدد تنمية القارة وسيادتها واستقرارها؟ ومن خلال فصول الكتاب تتضح لنا الكيفية التي قد تشكل بها هذه العلاقات الجديدة مستقبل الدول الأفريقية، وتقدم منظورًا دقيقا يتحدى وجهات النظر التبسيطية أو النمطية حول التفاعلات الدولية في القارة.
د. حمدي عبد الرحمن حسن
كاتب ومفكر ،مصري، تشمل اهتماماته البحثية قضايا السياسة والحكم والتنمية في إفريقيا، ودراسات الصراع والأمن والتطرف الديني. يعمل أستاذًا للعلوم السياسية بجامعتي زايد والقاهرة. يشغل حاليا منصب نائب رئيس لجنة دراسات الأمن والصراع والتحول الديموقراطي بالجمعية الدولية للعلوم السياسية.