عربة التسوق

عربة التسوق فارغة.

سعد زغلول في مرآة جرامشي

السعر 270 ج.م

سعد زغلول في مرآة جرامشي

شارك عبر

في الآونة الأخيرة، كثُر حضور جرامشي في دراسات تاريخ مصر المعاصر؛ لذا جاءت هذه الدراسة لتسلط الضوء على الكيفية التي حضر بها، والطريقة التي تم توظيف مفاهيمه من خلالها، ولقد قسمت تلك الدراسة إلى جزأينِ رئيسَينِ: الجزء الأول يتكون من فصلين: الفصل الأول مدخل نظري، يتناول حضور المادية التاريخية في كتابة تاريخ مصر المعاصر، ومآل ذلك الحضور، ولماذا بات من الضرورى إعادة قراءة أعمال جرامشي؟ مع تقديم قراءة استوغرافية سريعة لحضور جرامشي في الدراسات التاريخية، ويُختتم الفصل ببعض المحاذير المنهجية عند استخدام النظرية الجرامشية في التفسير. أما الفصل الثاني: "توظيف الجرامشية في كتابة تاريخ مصر المعاصر"؛ فإنه يسلط الضوء على عينة من الدراسات التي شهدت حضورًا قويًّا للمفاهيم الجرامشية في دراسة تاريخ مصر المعاصر، غير آبهة بتلك التي يُستشهد بجرامشي داخلها كمرجع دون أن يستخدم فكره بصورة منهجية للتّأطير والتنظير، أو تلك التي تقف عند حدود المقاربات النصية فقط. ويعمد الفصل إلى رصد الكيفية التي تم بها توظيف المفاهيم الجرامشية، في فهم وتحليل الإشكالية الأساسية التي تعالجها تلك الدراسات المختارة. 

أما الجزء الثانى فهو يهدف إلى تقديم محاولة أولى لتوظيف أحد أهم المفاهيم الجرامشية، في تفسير حراك الجماهير ومآلات هذا الحراك، في ظل الإصلاحات التي فرضتها الدولة الاستعمارية البريطانية وطبقة كبار الملاك التي تصدرت قيادة الحركة الوطنية،  وبدلًا من إسقاط الكتلة التاريخية الكولونيالية القائمة قبل الحراك، أعيد تشكيلها، واكتفى كبار الملاك بإعادة التفاوض مع سلطة الاحتلال على موازين القوى بما يخدم مصالحهم.  

وتم تقسيم هذا الجزء التطبيقي إلى فصلين، الأول: "الكتلة التاريخية الكولونيالية في مصر ومحاولات إعادة تنظيمها"، والفصل الثاني: "الثورة السلبية واحتواء حركة الجماهير"، وتقف الدراسة في هذا الفصل عند ميلاد قيصرية الوفد.

وأخيرًا، أقول: إن الدعوة إلى الانفتاح على الجرامشية واستخدام منظومته المفهوماتية، لا تعني أنه يمتلك مفتاحًا سحريًّا لمشكلاتنا الحالية، ولا نريد أن نتعامل معه كما تعامل الماركسيون الأرثوذكسيون مع ماركس، باعتباره نبيًّا من العهد القديم ينبغي الوقوف على نصية كتاباته، وانتظار تحقق نبواءاته عن مسار حتمي للبشرية لا بد لها أن تسير فيه.. فلا يمكننا أن ننتزع هذا "السرديني" من تكوينه السياسي الخاص والفريد، وننزله إلى القرن الحادي والعشرين ونتوقع منه أن يحل مشكلاتنا: خاصة وأن جوهر تفكيره كان يرفض هذا الانتقال السهل للتعميمات من فترة زمنية أو دولة أو حقبة إلى أخرى. إن أهمية جرامشي لا تعني أن لديه حلولًا جاهزة للاستيراد؛ فجرامشي كمفكر أوروبي لا تقبل أفكارُه المَشْرَقَةَ بالكلية؛ لكنها ليست مغلقة أمام الجهد الشرقي المبدع. ثانيًا: إن محورية التاريخ عند جرامشي تحتاج مزيدًا من الجهد للاستفادة منها في دراسات تاريخ مصر المعاصر، مع الأخذ في الحساب أن التاريخ مَرْكز قوة وضعف في النظرية الجرامشية؛ فهو يراه بمثابة مسألة تَبحث عن حلٍّ؛ ذلك هو مركز القوة، أما نقطة الضعف عنده - أو بالأحرى الانحراف التاريخي الذي عانى منه - فتظهر عندما يعالج التاريخ على أنه يَحوي في داخله حلًّا لمسألته.

epop شراء نسخة إلكترونية
السعر متوفر من خلال التطبيق
سعر نسخة الواحدة 270 ج.م
(فقط للمُقيمين في مصر)

كتب أخرى

داود عبد السيد.. سينما الهموم الشخصية

الفلاحون وفن الزراعة

قناع أزرق

فرصة مع العالم

بنايات التيه المعتادة

بحر لا ينشق