غرفة لا تتسع لشخصين
غرفة لا تتسع لشخصين
اقترب يوم البؤس السنوي، أعلنت أبلـة الناظـرة عبر مكبر الصـوت عـن
موعد الحفل فهيم العيسال، صفقوا وأطلقوا صافرات الابتهاج، أما أنـا
فانقبض قلبي. يتبقى يوم واحد ويحل عيد الأم. ساحر وأراجوز وبلياتشو
يأتون إلى فناء مدرستنا، يضحك العيال ويصفقون ثـم تغـادر ميكرين إلى
منازلنا، هدايا بالجملة للمدرسات يصاحبها قبلات على خدودنا. لا زعيـق
ولا ضرب فاليوم هو عبد "ست الحبايب يا حبيبة".
أيـن أمـي؟ لا أتذكر أنني قابلتهـا في يـوم، لا يتبقـى مـن ذكراهـا إلا صـورة
يعتليها الغبار، ثبتهـا أبي على الجدار منذ زمن. إطـار ذهبي كان يحتويها
فيما مضي، شارة سوداء على جانب الصورة لا أفهم لماذا وضعت.
أتأمل ملامحها كل يسوم: وجه مستدير ورقية رفيعة، حسنة على الخـد
الأمن وأخرى أعلى الحاجب الأيسر، شعر أسود كثيف يصل إلى كتفيهـا
ابتسامة تملأ الفم، وعينـان بـلـون القهـوة. تدمع عينـي وأنـا أحـاول تذكر
صوتها، أحاديثنا المشتركة وحتى عراكتا، بالتأكيد بيننا الكثير لكن للأسف لا
كلما سألت ناجي رد ياقتضاب، يقول: كانت طيبة وراحت إلى مكان أفضل.
سعر نسخة الواحدة 3 $
سعر نسخة الواحدة 3 $
سعر نسخة الواحدة 150 ج.م
(فقط للمُقيمين في مصر)
فريد عبد العظيم
تدمك: 9789776898547
عدد الصفحات: 149
