وجوه أفريقية

وجوه أفريقية

شارك عبر

قُسِّم الكتاب إلى أربعة أبواب، يتضمن كلٌّ منها عددًا من الفصول الوجيزة والمتنوعة موضوعيًّا في سياق تحليلي واحد، تمثل في النهاية رؤية معقَّدة نوعًا ما، وتحتمل تأويلاتٍ متباينةً ربما تسهم في النهاية في كشف جانب أكبر من صورة الأزمات في القارة الأفريقية، والعوامل التي تؤثر إلى اليوم في إعاقتها عن التقدم بخطوات معقولة؛ عوضًا عن تمكين حالة التراجع المؤلمة في بعض أوجه الحياة في مجتمعات القارة المختلفة. 

يتناول الباب الأول في فصوله الثلاثة الحالة المصرية كتجسيد لعدد من مشكلات أفريقيا على صعد الهوية والتاريخ ومواجهة الاستعمار في "نسختيه" التقليدية والجديدة. وارتبطت فصول الباب الثلاثة بمناقشة مسألة الهوية المصرية عبر طرح مثالين مهمَّينِ، أُثيرَ أحدهما قبل نحو قرن تقريبًا عقب اكتشاف مقبرة الفرعون الشاب توت عنخ آمون (1922)، وتشابكات هذا الحدث مع تصاعد جهود دعاة حركة الوحدة الأفريقية في الولايات المتحدة الأمريكية لتأصيل التاريخ والتراث الأفريقيَّينِ، وهي الجهود التي التقت بقوة مع الكشف الأثري المهم سواء عبر تمويل عملية الحفريات الأثرية في صعيد مصر (والتي كانت ثمرتها الكبرى كشف مقبرة توت عنخ آمون)، أم عبر تقديم قراءات تاريخية قسرية ناقشها الفصل الأول. 

أما الفصل الثاني فقد تناول جدلًا أثير في العام 2023 وإن لم يكن ببعيد عن جدل توت عنخ آمون رغم الفارق الزمني الذي استطال قرنًا كاملًا؛ إذ ناقش الفصل مسألة موقع مصر في فكر المركزية الأفريقية عبر عرض عدد من أطروحات المدافعين عن "زنوجة مصر" ودحض بعضها بعد ضبط عدد من سياقاتها. 

وقدم الفصل الثالث في الباب نفسه مناقشة تاريخية لقرار تأميم قناة السويس، وموقعه بين ديناميات الاستعمار التقليدي والجديد ومساعي الاستعمار (مجردًا) لإعادة فرض الهيمنة على القناة، في قراءة قامت بالأساس على توظيف التناص التاريخي.  

ويقدم الباب الثاني لمحاتٍ مكثَّفةً من نضالات عدد من قادة التحرر الفكري والسياسي في أفريقيا، عبر خمسة فصول تناولت تجارب هؤلاء القادة في لحظات تاريخية حاسمة. وكان لافتًا للغاية أوجه تشابه روح المقاومة والنضال لدى هؤلاء القادة، وكذلك ظروف نضالهم ومصرعهم في النهاية على يد قوى الهيمنة المتنوعة (سواء الاستعمار بتجليات هيمنته العسكرية والقمعية، أم قوى محلية ظلت أداة استعمارية بامتياز) فهي متشابهة على نحو لافت مع مصائر عددٍ لا يحصى ممن بشروا برسائل الحرية وانعتاق الإنسان من العبودية والاستغلال مما يرتقي بهم (رمزيًّا) إلى مدارجهم. وبَيْنَ فرانز فانون، وستيف بيكو، وباتريس لومومبا، وتوماس سانكارا - الذين تتردد سِيَرهم في أوساط الشباب الأفريقي في القارة حاليًا على وقع استحكام قواعد الهيمنة وآمال التحرر - يأتي الباب متضمنًا فصلًا عن جهود عدد من المناضلات الأفريقيات في النصف الأول من القرن الماضي في حركة البان أفريكانزم في الولايات المتحدة والكاريبي، اللاتي كان لهن الفضل في تعزيز مسار الحركة حتى مؤتمر مانشستر الرابع. 

أما الباب الثالث فيقدم رؤى غربية وشرقية للقارة الأفريقية من زوايا التشابك مع نظراء أفارقة (ساسة ومفكرين وعلماء)، ويمتد نقاش الباب من هذه الناحية بين تجربة الرئيس السوفييتي البارز ميخائيل جورباتشوف الأفريقية وتفكيكها، وأفكار العالم فينسنت مونتيه العنصرية تجاه الإسلام في أفريقيا، ومحاورات مهمة بين الزعيمين الجزائري هواري بومدين، والصيني ماوتسي دونج، تدور حول فكرة "العوالم الثلاثة" التي صكها الأخير، ثم رؤية مستشار الأمن القومي الأمريكي الأبرز هنري كيسنجر تجاه الحرب بين مصر وإسرائيل وأثرها على سياسات مصر الأفريقية بعد حرب أكتوبر 1974.        

ويُختَتَم الكتاب بباب رابع خُصِّص لسَبْر أفكار عدد من أبرز المثقفين الأفارقة بخلفيات ثقافية بالغة التنوع وربما التناقض، وعكست في الوقت ذاته حجم التباين الكبير في الثقافة الأفريقية ومشاربها ومنتجاتها بين الاقتصادي الأبرز المصري سمير أمين، والسياسي السوداني المخضرم الصادق المهدي، والمفكر التونسي ألبير ميمي، والسينمائي السنغالي عثمان سيمبين.

epop شراء نسخة EPUB
سعر نسخة الواحدة 4 $
شراء نسخة مطبوعة
سعر نسخة الواحدة 220 ج.م
(فقط للمُقيمين في مصر)

محمد عبد الكريم

تدمك  978-977-6898-72-1

كتب أخرى

داود عبد السيد.. سينما الهموم الشخصية

كيرلي.. قصايد بالعامية المصرية

الجماليات الثقافية للقصة القصيرة

وجوه أفريقية

هذا الغضب ليس موجهًا إليك