ينقسم الديوان إلى مجموعة قصائد أولى بعنوان أحلام اليقظة والنوم ثم مجموعة ثانية بعنوان (يوميات الألم الأخضر).
تستدعي الشاعرة أحلام الطفولة البعيدة والصبا، والحبيب المتخيل بملامحه المثالية وحضوره الطاغي، تتذكر الذات الشاعرة الرؤى والأحلام التي تتداخل مع اللحظة الراهنة فتخرج لنا تأملات فلسفية عميقة ونثرا شعريًا يفيض عذوبة وألمًا.  
من أجواء الجزء الأول، قصيدة "النوم":
"بالأمس حلمت أنني أنقذ غريقًا، له شعر أسود، منكفئًا ومستسلمًا، بانتظار معجزة، سحبته من كتفه برفق، لم يقاوم، لا وجه له في الحلم، الغرقى لا وجوه لهم، بحثت عن غرقى آخرين، بلهفة وخوف، كنا كُثرًا نبحث وننادي، أخرجنا الكثير من الغرقى، فقدنا واحدًا منهم، ناديناه كثيرًا، جففنا النهر من أجله، في الحلم يمكن إيجاد الغريق بعد يوم أو اثنين، انتظرنا طويلًا، وأسفل أقدامنا كان النهر الجاف يبدو منتزهًا شديد الاخضرار، وبقاعِه الواسع الكثير، الكثير من ودائع الغرقى السابقين.

تتوالى الأحلام حول الحياة والحب والغرق والموت، هذا الصراع الخفي بين الحلم واليقظة، وكيف تتلبس الذات الشاعرة ملامح أخرى على نقيض ملامحها في الأحلام كما لو كان زمن الحلم هو الزمن الحقيقي التي تكون فيه كما تود أن تكون، زمن انتزاع الآمال والأحلام المفقودة، زمن الحبيب المفقود وصورة الأم الحقيقية.

وفي مجموعة قصائد يوميات الألم الأخضر تتناول تجربة الفراق وتستدعي من خلالها مفهوم الخلود عن القدماء وتأملات الموت في زمن الجائحة، وتجربة فقد الأم "تصبحين على خير يا ماما"، وتخايل في أبيات شعرية شفيفة صورة الأب بعد رحيله  والفضاء الموحش بينما تسبح في حزن عذب وهاديء.