رؤى

أمل إدريس هارون

الأمهات والميمز: كتابة مرحة حول الأمومة - الجزء الأول

2024.05.11

مصدر الصورة : آخرون

الأمهات والميمز: كتابة مرحة حول الأمومة - الجزء الأول

معظمنا لديه هذا التصور القوي، أنَّ أمه هي "الأم" بـ"ألف لام" التعريف، ومن الصعب التعبير بدقة منصفة عن خصوصية العلاقة معها سواء كانت حبًّا خالصًا، أو مرارة لا تخفت مع الأيام، ربما تظل الأم الشخص الأكثر تأثيرًا في حياة أبنائها، بشكل قد لا يستوعبه حتى الأبناء، بل يفهمونه ويستوعبونه ببطء عبر السنين والتجربة.

الأمومة يمكن وصفها بالتجربة المركبة والخاصة، وإن كان هناك مشترك كبير بين الناس فيما يتعلق بأداءات الأمومة ومظاهرها الأشهر، مثل: العاطفة والتصورات القوية عن التضحية والتجاوز، وبالتالي عن النموذج الجمعي الأمثل لأمومة مطلقة تصبح رمزًا به شبهة قداسة. لكن في واقع الأمر، الأمومة هي تجربة منخرط بها طرفان على الأقل بالضرورة، وبالتالي فإن البُنوَّة جزء لا يتجزأ من التجربة، وكما تقول إيمان مرسال في كتابها "كيف تلتئم: الأمومة وأشباحها": البنوة تشكل الأمومة، وربما يكون ذلك سر توترنا كأمهات، لا يمكن تخيل أمومة مكتفية بنفسها إذن، "الأمومة" بالتعريف هي اشتمال مفترض للرعاية نحو فرد أو أفراد آخرين ولو في مرحلة ما من الحياة. كل بُنوَّة تفترض أيضًا وجود أمومة، على الأقل بيولوجية. 

في هذا المقال أتعرض للأمومة بشكل أتمناه مرحًا، ويرتكز على تفاصيل المشترك الجمعي -بعد مرحلة ما من نضجنا كأبناء- وهي مرحلة الكوميديا، كلنا نضحك أحيانًا من ممارسات ماما، وربما تضحك هي معنا، وربما تغضب وتقذف بالشبشب الطائر وتعود وتسامح ونعود ونضحك، وهكذا دواليك.

الميمز هدفها محاولة إجراء حوار مع الأمومة الضاغطة أحيانًا، والرد على مطالبها الصعبة ببُنوَّة مثالية، والتوكيد على قدر من الفردية والمقاومة الهادئة لسطوة الأم. السخرية والفكاهة هي شكل غير عنيف من إدارة العلاقات الطويلة التي تتميز بمفهوم الالتزام والاستمرارية، الفكاهة إذن هي طريقة آمنة لترميم العلاقات والتصريح بعِبئِها، والتعبير ربما عن مدى الامتنان لها. 

الميمز الحديث اختصارًا هو فن رقمي ساخر، انتشر مع بداية الألفيات وانتشار الإنترنت وشيوع مواقع التواصل الاجتماعي، يقوم على التركيب بالأساس بين صورة أو مقاطع فيديو مشهورة أو تريند لها مدلول معروف، يتم إضافة رسالة كتابية أو صوتية لها، والتناقض بين المكونين يخلق حالة الفكاهة. 

أمي كتجربة جمعية

أول مرة فهمت فيها أن هناك مشتركًا جمعيًّا بين الأمومة والبُنوَّة، بل وكليشيهات مكررة لممارسات الأمومة، كانت مع عصر الميمز، بالتالي كنت امرأة ناضجة، كانت البداية تحديدًا مع ميم أو اسكتش كوميدي يستدعي العبارة الأشهر: "أنا هامشي وأروح حتة مش هتعرفوها"، أو "هاسيبكوا ومش هتعرفوا لي طريق". استوعبت لحظتها -ببعض الحرج والدهشة- أن الطابع الشخصي المتوتر لذلك الحوار الذي كان يدور من وقت لآخر لدينا بضيق ونفاد صبر من أمي ليس دراميًّا كما كان يبدو، وأن جموع المصريين لديهم أم تشترك مع أمي في التهديد بالرحيل في لحظة ما من شراكة البنوة والأمومة، واستحالة التفاهم أو ممارسة السلطة. هوَّنت المميز فجأة من الشعور القديم بالخوف من الفراغ المحتمل بغياب أمي وبالذنب الخفيف كوننا سبب تلك الرغبة العابرة. عزز ذلك الميم ومع تواتر غيره من الميمز من مشاعر وأفكار مبهمة، مثلًا: إن التجربة -نزاعات الأمومة والبنوة- كونية وليست خاصة، أو على الأقل وطنية حتى تلك المرحلة! لاحقًا عندما أصبحت أمًّا منهكة لطفلين فإن الفكرة كانت حاضرة من وقت لآخر في ذهني، أن أنفصل ولو قليلًا عن كل تلك الامتدادات المتطلبة لالتقاط الأنفاس، كان مجرد التصريح مربكًا ومحبطًا في تلك الشراكة الحصرية؛ لأني أستعيد مشاعري كابنة ويتضاعف الشعور بالذنب، الميم هنا يؤكد على لحظة قوية في الشراكة وهي لحظة التعب العاجزة. ما فهمته من تجربة الأمومة أن تلك الإستراتيجية كي تؤتي بثمارها لا يجب ابتذالها، بل التهديد بها فقط في أوقات الحسم الكبرى! 

الأمومة أيضًا تجربة فردية كبيرة، ورغم ذلك لا نتحدث كفاية عن ذلك، ولا عن دور البنوة في تعزيز فردية الأم وتحقق جزء من تجربتها الإنسانية الأشمل، ولا عن الإشباع العاطفي التلقائي الذي تمنحه البنوة لنا، لا طلاق ممكن هنا، علاقة لصيقة وعضوية لا تنحل، أحيانًا لا نتصور أن الأمومة أيضًا تجربة فردية محضة، قاسية ومضنية وبها تحولات درامية، لو تحدثت عن ذلك التحول الدرامي بشكل شخصي فسأقول: إن الإنهاك والتعب كخبرة أمومية قد حلَّا محل السأم من الحياة كتجربة فردية، الامتنان العميق حل مكان الغضب وفقدان المعنى. جاء أيضًا الخوف المزمن والرعب على الحياة كشيء هش يجب حمايته مكان العدمية واللامبالاة.

مهام الأم، جهوزية الأخطبوط

تقريبًا معظم المصريين كأبناء يمكنهم فورًا فهم الميمز التالية التي تخلد كلمات أو تعليقات الأم في مناسبات محددة تمر علينا كلنا، مثل: "الجو برد يبقى نعمل عدس"، أو "ابن خالتك جاب درجات أكتر منك، دخل جامعة أحسن منك، اتجوز وانت لسه"، أو الميمز التي يهول رعبها إذا لم يفتح الابن الخط لحظة الاتصال أو تأخر قليلًا في العودة، أو الفريزر الذي عندما نفتحه لا ينغلق إلا بحضور الحاجة، أو الشعور العبثي بعدم تقدير تعبها بجلسة عبلة كامل الشهيرة ويدها على خدها، كل مرة يظهر ميم جديد يستدعي تجربة تكاد تكون مطابقة للمشترك الجمعي، وفي كل مرة تكون الميمز قادرة على استدعاء فضاءات تلك العلاقة.

فكلها مواضيع متعلقة بالرعاية والتطلع لمستقبل آمن، والمحافظة على الحياة والروتين اليومي، وهي مهام الأم الأصيلة، كانت جملة "مهمة الأم (...) هي الحفاظ على أولادها أحياء" في كتاب إيمان مرسال هي أدق تعبير عن دور الأمومة وأكثرها إلحاحًا. مع الأمومة تتطور لدى المرأة القدرة على التوقع، والتنظيم الزمني، والمكاني، والانتباه. غالبًا ما نكون كأبناء في آنية الحياة الفردية الخاصة بنا، أما الأم فتخطط للجميع على المدى البعيد، وتمارس دور الوسيط والسياسي، وتقوم بالضغط والتفاوض بشكل يتعدى فرديتها الضيقة لصالح المجموع بأداء فيه هم الإعالة والدفع، مشروعها يتضمن الجميع داخل نطاق الأسرة وأحيانًا خارج نطاق الأسرة لأفراد آخرين ترعاهم. الأمومة هنا تجربة إنسانية وفردية عميقة تسحبنا بممارستها لمناطق لم نكن نعرف أنها موجودة لدينا قبل أن نصبح أمهات مضطرين أو حبًّا في التجربة، الأمومة تغير الإنسان داخل المرأة للأبد وبشكل جذري.

تستند الأمومة في ذلك لقيم ترتاح فيها، أو نتيجة خبرتها الحياتية أو القيمية الأقرب، غالبًا ما نتعارك كأبناء مع طريقتها فيما بعد، ونحاول بناء نسق آخر يعوض النقص أو العيب في النسق الأم، لكنها في كل تلك الأدوار الأمومية مجرد ابنة لتجربتها وخبرتها الخاصة، في معترك التجربة لا مجال للتنظير هنا أو التفلسف. علينا التفكير في أذرع الأخطبوط كحالة جهوزية مستمرة، يعني إيدها في المية وكمان في النار.

الأم ككائن خارق، أو محدودية قدرتنا على التوقع

الميم الذي يصور أمًّ تصلي وتصيح: "الله أكبررررر" من أهم الميمز المكررة، هذا الميم القاتل بتنويعاته يجعلنا نتصور العوالم المختلفة التي يدور كل من الأم والبيت فيها، مجرد الصوت بـ"الله أكبر" نفهم حالة الاستنفار، وندور بالبيت لمنع الكارثة دون معرفة كنهها: اللبن؟ النار؟ الباب؟ ماذا؟! غالبًا لا نصل للموضوع، كان يبدو لأمي واضحًا وبديهيًّا ما كانت تشير إليه في الصلاة، تعبر عن خيبتها في حدسنا وفي فطنتنا المعطلة، تكرر "بصوا، شوفوا، افهموا!"؛ أي: استدعاء للانتباه كقيمة مطلقة في ذاتها، تجاوز الحيز الضيق للعين لكلية وعضوية ما تحكم الأشياء، إدارة الأمور بشكل يتجاوز طفولتنا المعيقة النرجسية. تلك الطفولة المستمرة بكوني غير معنية بالتفاصيل بإرادة واعية ورافضة لعالم الكبار، وبالتالي قيمة الانتباه كمشترك وواجب إنساني لم أكن مهتمة كثيرًا به! لذلك فإن قدرة أمي على التنظيم والإنجاز والتصرف كانت تبدو لي خارقة، قدرتها على إيجاد الحلول والتدبير بلا ارتباك ملهمة، كان ذلك يبدو لي خاصًّا بها هي فقط مهما برعت الأمهات في محيطنا، إنجازها أيضًا يشعرني بالإعجاب، الإعجاب بنسقها القيمي العادل الذي يوجد في متن التجربة بشكل مستمر بلا تقعر، كنت في تلك الطفولة الاختيارية أشعر باليأس أيضًا من قدرتي على الإنجاز حتى عندما أصبحت أمًّا. 

 يعتقد ابني المراهق اعتقادًا راسخًا بقدرتي على إيجاد الأشياء المفقودة، رغم عدم طرحي للقصة معه مطلقًا في أي وقت، وفهمت أنه ربما كان ذلك بسبب تأثير الأصدقاء الذين يأتون من خلفيات متنوعة أو ربما ذلك المشترك الأمومي الجمعي، ربما رأى ميمًا مشابهًا، المدهش أنني مدفوعة بتلك الثقة وفي بحثي أجد فعلًا الأشياء المفقودة له وفي وقت رمزي، بينما ينظر لي هو كل مرة نظرة المؤمن بيقين مسبق لا يتزعزع، فكرت كثيرًا في المسألة، ببعض المنطق والتتبع للأحداث ووضع الأمور في سياق أوسع يتضح لي إذا ما كان الشيء مفقودًا فعلًا أو بالبيت، معظم الأمهات ينظرن أبعد من اللحظة والسياق الحالي، إنهن دائمًا في التوقع والتفادي والإصلاح والمحافظة، الأمومة ترى الأشياء في كلية متوالية مع ما قبل وما بعد ومع إدراج السياقات والأفراد والطبائع، الآن أفهم ذلك، كما كانت تفعل أمي وخالتي وأمهات أخريات، أستطيع تفادي شجار أو تصادم بين الإخوة ببعض الانتباه لتفاصيل صغيرة. عندما يشعر ابني بقلق نحو شيء قادم يطلب مني الدعاء، وكل مرة أندهش من أين يأتي بذلك الاعتقاد. ربما حالة التوقع والتنبؤ المتواصلة تجعلنا نشعر بقدوم الأشياء، فالحدس يكون قويًّا، لكن يبدو لي منطقيًّا؛ لأنه بشكل مادي عقلاني يمكننا اعتبار أن الأبناء كامتداد جسدي للأمهات، بيولوجي محض في البداية، علائقي فيما بعد، التوقع يكون سهلًا إذا بنينا على ذلك التعقيد البيولوجي والنفسي. 

لا يعني ذلك مقابلة كل النصائح أو الآراء التي أتطوع بها لهما بنفس الحماس، أنا أيضًا ابنة تجربتي، وكل تجربة لها قصور، الأبناء يرون بوضوح القصور في تجربة الآباء والأمهات. كان ابني وهو طفل يطلق عليَّ لقب "ملكة السبابة" وهو تعبير يصف بصدق علاقة الأمهات في الإشارة للطريق لأبنائهم باستخدام السبابة تهديدًا وموعظة، وأحيانًا إرشادًا حقيقيًّا أو سلطويًّا، الأبناء أيضًا لديهم تصور مقابل وسخرية ضد الأمهات!

الجنوح للحياة كمقابل للخوف على الحياة

الميم حول مبالغة الأم عندما لا يرد عليها ابنها فورًا أنه حدث له شيء "وأن قلبها مش مطمن أو جرى حاجة للواد" يضحك معظمنا؛ فهو يوضح سخرية الأبناء وضيقهم من هوس الأمومة وخوفها على الحياة، وهاجسها المستمر حول الأخطار الموجودة بالعالم. الخوف على الحياة قد يعطل الحياة نفسها بشكل درامي وخطير، الوعي الزائد بأخطار العالم يجعلنا نرغب في ضم الأبناء إلى أقصى حد ممكن ولأطول فترة ممكنة، وتوقيف الزمن في محيط آمن محكوم، يصل الأمر حد الابتزاز العاطفي، الأبناء في المقابل يتطلعون للركض في الجهة المقابلة لخوض تجربتهم الخاصة، والتدليل على كونهم كبارًا ولهم تجربة وحكم خاص على الأمور. في ردات الإمساك والإفلات، الحجز والهروب، الغضب والقطيعة، الهوس والسأم تتوقف أحيانًا العلاقة وربما تهترئ، وربما يخرب كل طرف الآخر، وكل خراب هو خراب متبادل. وأحيانًا يستسلم أحد الطرفين، وأحيانًا يبتلع أحد الطرفين الآخر، البنوة أيضًا يمكنها ابتلاع الأمومة وتأصيل الذنب والتقصير لديها، وأحيانًا يقود حدس الطرفين للتغافل الجزئي عن مواضع الخلاف وتقريب وجهات النظر، والعمل على تحولات إيجابية في العلاقة نفسها. يتطلب الأمر وقتًا والكثير من النزاعات واقتناص شكل من أشكال الاعتراف بالحرية للأبناء.

فحتى الأمومة تقف قدرتها الخارقة عند حد ما، الشرنقة تصبح أضيق على الفراشات، هذا مؤلم للشرنقة بالطبع وللفراشات!

 عندما أفكر أجد أن أمي لم تكبلني في أي وقت ولم تفلتني تمامًا، كان العقد غير المبرم بيننا ينطوي على عدم إهدار قيمنا الخاصة مقابل السماح لي بأحلام مختلفة، والانطلاق في اتجاهات لا تفهمها. كل يوم أستخلص وعدًا غليظًا من ابني بالعودة قبل نومي؛ لأنني لا أستطيع النوم وهو بالخارج، هي حيلة أخبرني بها أستاذي، بدلًا من طلبه لبناته بالعودة في الساعة الفلانية كان يخبرهنَّ بأنه سيأتي لموقف الباص لمرافقتهنَّ للبيت حتى لا يتعرضن لأي مخاطر، كل مرة، ومع تكرار الأمر، ورفقًا بالأب المسكين أصبحت البنات تحرص على العودة في وقت معقول للبيت حتى زواجهنَّ، الأمر لا يسير دومًا كما أريد، لكنها إستراتيجية جيدة في المجمل.

أمك ثم أمك

يدور فيلم "200 جنيه" حول فكرة مبتكرة، عن رحلة ورقة بـ 200 جنيه مصري من يد ليد، من شخص لآخر، في أحراش القاهرة، الفيلم يبدأ بفقدان أم محتاجة لورقة الـ200 جنيه من معاشها الشهري، ثم بدعوتها على من سرقها بالموت مصدومًا، وانتهى الفيلم بموت ابنها مصدومًا، السارق كان الابن!

منذ سنوات طويلة قابلت مراهقة من بلد أفريقي تدرس بالقاهرة، بدت لي فتاة تقدمية وذكية ولديها شخصية قوية، سألتها عما تريد عمله في المستقبل، فأخبرتني برغبة أمها في دراستها بمجال معين، بينما رغبتها هي كانت العمل في الترجمة، وقبل أن أستوعب عادت وأخبرتني أنها غالبًا ستسمع كلام أمها؛ لأنها تخاف من غضبها عليها إذا لم تطعها. بعدها بسنوات قال لنا مرة أستاذ أنثروبولوجي: إن الأم بكل القارة الأفريقية لها قداسة كبيرة، ومكانتها الروحية تعادل البطريركية المترسخة، بل هي من يخفف وطأة السلطة البطريركية بذلك الجانب العاطفي القوي لأواصر الأمومة والبنوة، والأمومة هنا تشمل ليس فقط الأبناء المباشرين، بل كل امرأة قد تكون أمًّا لأطفال المجموعة الاجتماعية. لا أذكر أنني أغضبت أمي بشكل يستوجب شعورًا قويًّا بالذنب، بل كان التمرد المعتاد، ثم الإهمال المبرر بالمشاغل والحياة، الصدام الطفولي العنيد مقابل توجيه نابع من انتباه وتفاصيل ورؤى عملية، رعونة شابة وكبرياء ساذج أمام حِلم وصبر جميل. لم تتجاوز الحدود أبدًا أي خطوط حمراء بها تخريب مشترك، في العمق كنا نظن أنه بهذا الاتفاق الصامت كل منا يحتفظ بفرديته واستقلاله، أو كل منا يحترم فرديتي واستقلالي. افترضت دومًا استحقاق أولادي نفس الاستقلال والفردية، لا أذكر أنني مارست تلك السلطة الأمومية بشكل أناني أو لابتزاز ما، مع ذلك هناك رهبة ما من إغضابي عندما نختلف، ربما الحب، ربما الخوف، ربما شيء آخر. لا يمنع ذلك ممارستي لتلك السلطة من وقت لآخر بشكل ساخر عبثي، يقابله دومًا رد فعل ساخر مضاد نحوي.