رؤى
أمل إدريس هارونالأمهات والميمز: كتابة مرحة حول الأمومة - الجزء الثاني
2024.05.18
مصدر الصورة : آخرون
الأمهات والميمز: كتابة مرحة حول الأمومة - الجزء الثاني
بداية تعارفي على الأنثروبولوجيا كانت عبر نصوص لمارجريت ميد عن الأمومة في قبيلتين في غينيا الجديدة: علاقة الرضاعة الهادئة الكافية للرضيع، مقابل علاقة الرضاعة العنيفة غير المرضية للرضيع، سلوك الرضيع يختلف في الحالتين والعلاقة وحجم التوتر يختلفا كليًّا. كان هذا المقال القديم له وقع الغرام من النظرة الأولى للأنثروبولوجيا.
الأمومة كمادة للبحث
عرفت فيما بعد أن الجانب البيولوجي مؤثر بشكل غير معقول في تحديد شكلنا الخارجي والداخلي، حتى أزمات المرض والمجاعات والأزمات النفسية التي يمر بها الأسلاف، كل ذلك ينتقل للأرشيف الجيني، كل منا يحمل معه أرشيف أسلافه بالإضافة لما مر به هو نفسه من محن بيولوجية، الأم التي حملتنا في جسدها نحملها أيضًا في العظم والدم والأعصاب، ونمرر كل ذلك للأجيال القادمة، يقول السكان الأصليون لأستراليا: إننا نرث من أمنا اللحم والدم، ومن الأب العظام. ويقول العلم: المسألة أعقد من ذلك أيضًا.
دراسات الأنثروبولوجيا حاليًّا حول الأمومة تواجه الفرد والمجموعة والسلطات بالأم، نجد موضوعات حول الأمومة المأزومة في سياقات الهجرة التعسفية والعولمة والفقر والعنف، الأمومة كخيار فائض عن الفردية، الأمومة كمفهوم فئوي مثل الأقليات، الأمومة كمعوق مستتر للرأسمالية، الأم كضحية للمجتمع الذكوري، الأمومة السوداء والنسوية التقاطعية.. إلخ! على الجانب الآخر ولدى بلاد الأديان والأسرة والتقاليد، الأمومة توصف بكونها مسؤولة عن الأخلاق والقيم والتربية والأسرة هي مجاز للأمومة المجتمعية، والأم معنية بذلك البنيان، الأم أكبر من شخصها الضيق، هي الراعية لصورة المجتمع عن نفسه.
من الأبحاث الطريفة التي قرأتها؛ أن الحداثة في قطاعات الصحة والتعليم عززت منظومة الأمومة والبطريركية في جنوب إيطاليا، وارتفاع الاهتمام بالصحة والتعليم منح تمكينًا ما للمرأة باعتبارها حارسة صحة البنوة، وبالتالي منح دورها بُعدًا جديدًا لمنظومة الزواج هناك، يصبح الابن استثمار الحياة لأمه. يحكي لي أستاذي عن أم إيطالية وابنها الذي تجاوز الثلاثين في الطائرة، كانت تطعمه وتدلِّـله، كان تفسيره أن تلك السيطرة عليه تجعله حولها؛ لأنه رأسمالها واستثمارها الطويل.
تخبرني صديقة أخرى بأن الحداثة نشأت في سياق ذكوري بطريركي وأننا ننسى ذلك، كانت هيراركية الكائنات كالتالي: الرجل، ثم الإنسان، ثم المرأة، المرأة كانت طفلة أو بوعي طفلة، غير عقلانية بشكل تام، نفس النظرة للشرق التي أنتجت الاستشراق، الشرق الطفل، الأرعن، المنفلت، المدهش أن فرويد يصف المرأة بالسلبية في عملية التزاوج والإخصاب، وتقارن فاطمة المرنيسي بينه وبين الغزالي بالقرن الـ12 في كتابها المهم "ما وراء الحجاب"، حيث ذهب الغزالي إلى أن المرأة قد تكون محددة في عملية الإخصاب أكثر من الرجل. أمومة الشرق فاعلة في ذاتها، أمومة الغرب طفلة قاصرة. ربما يمنحنا ذلك فهمًا ما حول نظرة القصور الحالية للمرأة كموروث استعماري قبل أن يكون إرثًا حضاريًّا.
دراسة إيمان مرسال مهمة وجديدة حول المسألة في السنوات الأخيرة، للأسف قرأت كتاب مرسال في ظروف مأساوية، فقدت صديقة مقربة ابنها في السابعة عشرة من عمره، كانت ضربة قوية ومباشرة من القدر، قبلها بست سنوات صديقة أخرى فقدت ابنها في الثامنة عشرة، كان ذلك نوعًا من التروما التي تتجاوز قدرتي على الفهم وتحمل الألم، التناول للأمومة كحالة تمشكل جمعي وفردي وتاريخي بدا لي غير كافٍ لفهم لحظة دخول أم على أم لمواساتها في موت ابنها، لا شيء يمكنه محو هذا الانعكاس في مسار الحياة، الأم لا يجب أن ترى أولادها يموتون، كما قالت مرسال أيضًا. موت الابن بتر لشراكة حياة مع الأم، موت الأم لا يعوق البنوة عن التحول والاستمرار، موت الابن يجعل حياة الأم متوقفة عند لحظة الموت.
على ذكر الأبحاث، الماتريركية لم توجد أبدًا وهي تعني السلطة المطلقة للنساء، بالطبع الأمازونيات مجرد خيال فانتزي ويمكننا رؤية الذكورية به، المجتمعات الأمومية موجودة، السلطة بها مشتركة بين النساء والرجال، بالطبع الرجال يدافعون عن القبيلة وهم من يحاربون، النساء لديهم سلطة معنوية واتخاذ القرارات بشكل مشترك، الاختلاف أن الإرث يعبر عبر النساء (المادي والمعنوي) ومكان الزواج والسكن لدى قبيلة المرأة، العمل لدى قبيلة المرأة مقدم على العمل لدى قبيلة الرجل في حالة وجود تضارب، بس كده حضرتك!
الأمومة كأسطورة:
إذا عدنا للأسطورة الأولى المؤسسة للبشرية بتنويعاتها، سنجد صراع الأخوين على المرأة، المرأة التي ستنجب البشرية، المرأة متعلقة دومًا بالمستقبل، حب، بيت، أبناء، جماعة.. إلخ. نسختها المصرية جديرة بالتأمل، إيزيس وأوزير، فنجد إيزيس فاعلة وسطوتها كبيرة، بينما أوزير مستسلم لقدره، إيزيس تعيد الحياة وتحيي الميت، وتتحرك في أرجاء الأرض، وتنجب منه وتغير مسار التاريخ، أمومة تاريخية مستمرة، نرى من خلالها مصر كأم، الأرض الأم، مصر أصلًا ظاهرة جغرافية هشة وغير مبررة، يبدو تعبير أنها "محروسة" مناسبًا للامنطقية وجودها أصلًا، هي عبارة عن واحة كبيرة في قلب بيئة عدائية، كل أقدارها مرتبطة بالنيل، فيض أمومي سنوي يجسده الإله حابي بأثدائه العديدة، استدعاءً لعلاقة أولية وجذرية هي الرضاعة، تعلُّقُنا بالسيدة زينب (أم العواجز) ونفيسة والسيدة العذراء مجاز آخر لتلك الأمومة، مصر مجاز أمومي مستمر، حتى تعبير مستورة ببركة الطيبين ودعاء الصالحين وكل ما نطلق عليه دروشة، منطقيًّا مرهون بالبذل المجاني لشيء أصبح مبهمًا، بذل أمومي جمعي وسخط طفولي جمعي أيضًا، حتى النموذج الرجولي الجيد هو بالضرورة ابن البلد، البلد التي هي أم غير محددة الملامح، لكنها تربطنا بها بشكل مبهم وعميق.
في القرآن أمثلة حول الأمومة ملهمة ومتنوعة، بالطبع رمزية أمومة مريم العذراء تتخطى كل المجازات، ويرى البعض أمومتها امتداد لأمومة إيزيس الأولى، عملية الإنجاب نفسها كمنجز خاص بالمرأة ورعاية الحياة في مطلقها، نجد أيضًا الأمومة المأزومة المهمومة بالحفاظ على الحياة، أم موسى التي تجبر على ترك وليدها للمجهول والخوف والحزن وربما الشعور بالذنب، ونموذج هاجر مع ابنها اسماعيل، هناك الأمومة المشتهاة أم يحيى وآسية امرأة فرعون، وهناك الأمومة الملعونة زوجة لوط، وبالطبع الأمومة الأولى التي لم تقدم كأم بل كشريك في تقرير مصير الإنسانية حواء، هناك أمومة صامتة لم نعرف ردة فعلها في قصص الأنبياء: يوسف، ومسار نوح الطويل، وغياب يونس في بطن الحوت. اللافت أنه لا يوجد نموذج موحد للأمومة في النص القرآني، حتى في شرح الأمومة بالمطلق في مراحلها الأولى هناك {حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ} [لقمان: 14] والوهن هنا قد يحتمل التخلي والتعب والهشاشة، تلك الحالة التي يحدث بها تحول ورضوخ، وهناك كذلك {حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا} [الأحقاف: 15]، وهذا النموذج موجود، الإنجاب منجز متكرر وإعجازي، لكنه بشكل ما قد يتحول لفعل مبتذل وغير مرغوب بقوة الأشياء أو كخطأ في العلاقات.
في أحد بوستات "هيومانز أوف نيويورك" قالت المتحدثة الأفرو-أمريكية: أنا أعتقد في أسلافي- الاعتقاد هنا ديني- إذا كنت أنا هنا فذلك دليل على وجودهم فيما مضى! تضرب الجانب الغيبي للإيمان بجملة واحدة، بالطبع هي تتجاوز الدين لفكرة من أين أتيت، وفكرة القطيعة التاريخية بين الأسلاف هناك بأفريقيا الأرض الأولى وما أنا عليه هنا في أي أرض كيفما اتفق أو أرض الصدفة، هي نظرة تصالح وتواصل مع أصول أم مبتورة، أينما كانت وفي أي زمن، ومهما حدث من تحولات. إنني هنا يعني: أن أسلافي مروا من هنا.
الأمومة كسلطة
نتناسى أن الأمومة سلطة وليست أي سلطة، الأمومة كممارسة تحدد بشكل تعسفي وأحيانًا لا رجعة فيه ما سنصبح عليه ربما للحياة كلها، علاقتنا بالطعام، السلوكيات، العادات، المسموح والممنوع، القيم وربما الطموح. هي أقوى السلطات سواء حضرت أم غابت، حتى الأمومة الغائبة تثير دائمًا الأسئلة حول ما كنا سنصبح عليه مع تلك الأمومة المفقودة.
على الجانب الآخر، من المؤكد أن الوضع الاجتماعي للمرأة كأم يمنحها تحققًا ما، بشكل فردي محض، وأن هناك من يعتمد كلية على وجودها ويثق بها ثقة عمياء، تلك العلاقة الاعتمادية الأولى لها أثر الخلق بشكل ما، سواء اكتمل على ما يرام أو تم إهماله. أذكر قريبة لنا كان يصر زوجها على مناداتها باسمها بلا ألقاب، أمام أفراد الأسرة كلهم رجالًا ونساء وأطفالًا، كانت تغضب بشدة وتطالبه أن يناديها بأم فلان، "أنا باحترمك قدام كل الناس وباقولك: يا أبو فلان، يبقى أنا كمان تناديني بأم فلان!"، "أم فلان" تحمل تميزًا فرديًّا خاصًّا وتاريخًا من الإنجاز، لم يعد مهمًّا بالضرورة الآن للمرأة في عصر الصراع بين الفردية والأمومة، لكنه كان منجزها الحقيقي والأكبر في المجتمعات التقليدية، اللقب كذلك يضع حدودًا اجتماعية خفية بين الأفراد، يضع الأمومة في مقام أهم من الفردية. بلا أدنى شك يلمس قلبي أن يلقِّبني أحدهم بأم نور، لا أجد أي إهانة أو غضاضة الآن في ذلك، بل أجد مودة واحترامًا، عندما كنت أصغر كنت أشعر بالإهانة؛ لأنني ببساطة وبشكل خاص كنت لا زلت في حدود الفردية الهشة الخائفة، بينما الأمومة هي أيضًا تجربة فردانية بها تحولات درامية وكبيرة. على كلٍّ نور نفسه يناديني الآن بـ"أمل" حاف كده من غير ألقاب!
بشكل ساخر أجد أهم تجليات السلطة الأمومية هو قلب الشقة والاستعداد للأعياد، السلطة ليست فقط مطلقة في إجبار الجميع أو النفس على ذلك، بل تتجلى هنا أعتى صور الديكتاتورية الجمعية والخاصة، إنه إعلان حرب وتوكيد غاشم على تلك السلطة، يجب تجنيد كل الأفراد، كل على قدر استطاعته، حتى ولو كان هناك من يأتي للمساعدة يجب "ترويق الشقة عشان المساعدة اللي هتيجي بكرة تنضفها!" والطابع العسكري الأمومي للتحضير للعيد أو رمضان أو المناسبات المصرية الجمعية، هو فرصة ذهبية لتوكيد سلطة الأمومة على الجميع، وإرسال رسائل دبلوماسية بالسيطرة والإدارة للخارج والداخل!
أحد تجليات تلك السلطة الفكاهية هو إدارة الموارد التي لها منطق خاص غير مفهوم، لكنه ينم عن ابتكارية وتفاوض لا يكل مع الواقع المتغير، مكان الأشياء نفسها وطريقة التنظيم هي أشياء ملغزة وربما مشفرة، كيف تعيد تدوير الأشياء؟ أين تحفظ المستندات المهمة؟ كيف ترتب الفريزر؟ أو تخزن الحبوب والخضار وما إلى ذلك؟ لا يمكن تخيل المجهود والطاقة وإستراتيجيات إدارة الموارد البشرية واللوجستية المبذولة. بل كيف توجه أنماط الاستهلاك ومعدلاته؟ وكيف تخفضه وتحايله؟ مؤكد هنا أهم مجالات الإبداع الأمومي وتجلياته على إطلاقه. بلا دارسات مسبقة في الماركسية، ولا إدارة الموارد البشرية، ولا تدريب إتش آر، ببساطة وحسم وإعادة التجربة والمحاولة والخطأ ومواجهة التحديات!
أتذكر الميم الأقوى عن قدرات الأم الذي ظهر وقت الكوفيد في مراحل إيجاد دوار أو تطعيم، وكم التصريحات عن صعوبة إيجاد دواء للكورونا، وأن الجميع يعمل على ذلك. الجزء الآخر من الميم عبارة عن أم تنظر للجميع نظرة ثقة وهي تصرح التصريح المشهور "ولو قمت وجبته لك من جوة!".
الأمومة كنوستالجيا
تأتي لحظة يتجاوز فيها الأبناء قدرات الأم، كل النصائح والتهديدات والوصفات اللذيذة والعادات الخاصة والأوقات المشتركة تتباعد وتحل محلها أشياء أخرى من اختيارهم، سلطة الأم تتقلص، يسعى الأبناء لذلك، شرط مهم للنضج هو قطع الحبل السري الرمزي بين الأم والأبناء، يتهم المجتمع الرجال الذين ربتهم امرأة بأنهم "تربية نسوان"، في مجتمعات غينيا الجديدة هناك سن يفصلون فيه الابن الذكر على أمه، ويظل طوال مراهقته مع الرجال في فضائهم الخاص فيما يسمى ببيت الرجال، خروج الطفل من كنف الأمومة للعمل أو التجربة أو مرافقة الأب أو العم حتى يكبر، يعززه شعور الابن نفسه بأن البيت ليس كافيًا، وأن رعاية الأم ليست كافية، وأن الحياة كلها في مكان آخر. بالطبع هناك أمومة عاجزة عن المضي قدمًا والقبول، ولنكن صرحاء المضي قدمًا مؤلم للأمومة، في الفضاء الجديد من الشراكة المصنوع من المسافة والصمت، تعود الأمومة والبنوة كشيء نعيد تشكيله، كسردية خاصة جديدة نبرز بها ملامح تناسبنا ونسقط ما لا نحتاجه، تصبح الأمومة حالة نوستالجيا، والبنوة حالة نوستالجيا، الأبناء يتحولون ربما لأمهات وآباء، الأم تظل أمًّا لأبنائها بتحفظ أو بلا مواربة، تظل أمًّا بشكل ما.
في مرحلة ما أصبح حجم يد ابني المراهق أكبر من حجم يدي، حجتي أمامه أصبحت ضعيفة، وأصبح قادرًا على تفنيدها في ثلاث ثوانٍ رغم أن لساني "أدِّ الفرئلة"، لم يعد بحاجة كبيرة لي ليصنع طعامه أو ليخرج وحده أو يقرر ما يريد فعله في يومه أو مستقبله، يعمل بشكل جزئي ويمكنه الآن الاعتماد على نفسه، وتصليح سماعته، وترتيب حجرته، وإيقاظ نفسه. عظيم، هو جاهز للحياة بشكل جزئي، الأمومة هنا مرتبكة، كل هذه السنوات ومهارات الـ HR والتخطيط والوساطة والابتكار في الحلول الآن يمكنها التقاعد فيما يبدو، يظل هاجس رعاية الحياة وتحجيم أضرار الرعونة والغفلة، رويدًا رويدًا تحركات الأمومة تتقلص في البيت، دورها يتقلص في حياة الأبناء، سلطتها تتقلص إلا في بعض المظاهر والأعياد، حتى تصبح ذاكرة، الأمومة والبنوة تظل كشراكة، لكنها ماضية وتاريخية أكثر منها راهنة.
على سبيل الخاتمة
منذ يومين يبكي رضيع ما لدى الجيران، نادرًا ما يبكي هذا الرضيع الذي ولد تقريبًا منذ ثلاثة أشهر، أستطيع أن أقول بدقة: إنه يعاني من وعكة ما، وربما بسبب تطعيم أو حرارة، يندهش ابني المراهق ويشكك في كلامي الذي يبدو له تنجيمًا، يسخر من قدرتي الأمومية، أشعر بالإهانة وأتحفز، أنا أم طوال حياتي، لإخوتي الصغار ثم لطفلين غير أطفال مروا بحياتي، أفكر بأن وقاحة هذه الأجيال لا تصدق! لكني أتذكر أنه لم يحمل رضيعًا طوال حياته وربما لم ينتبه لأي رضيع مر به، بعد صمت قصير أكتفي بقولي له: ربما ستفهم يومًا ما. بعدها بأيام سألني: أريد أن أعرف كيف للأم أن تفهم رضيعها وهو يبكي؟ كيف تفرق بين بكاء وآخر؟ قلت له: نحن لم نولد أمهات، لكننا نصبح أمهات.
نسيت أن أقول: إن أمي هي "الأم" بـ"ألف لام" التعريف. هذا النص نوع من النوستالجيا غير الدرامية والمرحة على روحها التي كانت محبة للحياة رغم تقلبات الحياة