مراجعات
زكريا صادق الرفاعياليهود المصريون وتجربة الهجرة إلى أستراليا
2025.11.30
مصدر الصورة : آخرون
اليهود المصريون وتجربة الهجرة إلى أستراليا
تمثل هذه الدراسة واحدة من الأدبيات الكثيرة المتناثرة عن الشتات اليهودي المعاصر في أرجاء العالم شرقًا وغربًا، حيث لاقت قضايا الشتات رواجًا كبيرًا بحكم إصرار ودأب الجاليات اليهودية هنا وهناك على طرحها كتجارب إنسانية في المقام الأول. وكان لصاحبة هذه الدراسة دوافعها الخاصة، فقد وُلدت في مصر وظلت بها حتى هجرتها إلى سيدني بأستراليا عام 1958، ورغبت في تسجيل ملابسات ومآلات تلك التجربة التاريخية لها ولأقرانها، رغم قلتهم العددية مقارنةً بنظرائهم الذين هاجروا إلى فرنسا، والولايات المتحدة، والبرازيل، وإسرائيل.
ومن خلال اتباع منهج دراسة الحالة، نجحت المؤلفة في نسج سردية ثرية ومتماسكة، مشوبة بحالة من العاطفة والحنين (النستالجيا). ولعل هذا هو بيت القصيد، فكثير من الأدبيات التاريخية المتعلقة بتاريخ الأقليات لا تخلو من المبالغة في تعظيم دورهم وأثرهم في المجتمعات التي عاشوا فيها، وكأنهم وحدهم من حملوا مشعل التقدم والازدهار لتلك المجتمعات، كما اعتمدت المؤلفة أيضًا على الرواية الشفوية للتاريخ، فأجرت لقاءات موسعة مع رفاق الهجرة، ونثرت بطريقة جاذبة ومثيرة تجاربهم وماضيهم في ربوع المدن والقرى المصرية، من القاهرة إلى الإسكندرية، وأسيوط، والمنصورة، وطنطا، تاركةً القارئ مشدوهًا أمام بانوراما تاريخية مفعمة بالحيوية عن تاريخ اليهود في مصر في العصر الحديث.
ولعل من أهم إيجابيات هذه الدراسة أنها تضمنت في بدايتها جردًا تاريخيًّا لأهم الدراسات المتعلقة باليهود في مصر والعالم الإسلامي، مثل أعمال المستشرق المعروف برنارد لويس (1916–2018)، وبات يارون، وهي يهودية مصرية هاجرت إلى سويسرا منذ عام 1956، وكتبت عن أهل الذمة في الإسلام عام 1985. وأشادت الباحثة على نحو خاص بكتاب نورمان ستلمان عن اليهود في البلاد العربية في الأزمنة الحديثة، الصادر عام 1979، ولا سيما مدخله عن الاختراق الأوروبي العنيف والمفاجئ للعالم العربي منذ حملة بونابرت، وأثر ذلك في الأقليات. فعلى حين أسبغت فرنسا حمايتها على الكاثوليك منذ القرن السادس عشر، ظل اليهود في العالم العربي -على حد قولها- بلا حماية حتى عام 1830، عندما شرعت بريطانيا في إسباغ حمايتها على الجاليات اليهودية في الدولة العثمانية. وقد اعتمد ستلمان على مادة أرشيفية متنوعة.
ومنذ عام 1980 زادت وتيرة الدراسات الخاصة عن اليهود في مصر، ومنها أعمال جاك حسون، ويعقوب لاندو، ومايكل ليسكر، وشيمون شامير، وهو مؤسس ومدير المركز الأكاديمي الإسرائيلي بالقاهرة منذ عام 1982. كما أسس إيري شولسبرج في تل أبيب مركزًا مماثلًا لتراث اليهود المصريين عام 1999، وهو مصري المولد، ونظّم كثيرًا من الفعاليات العلمية، وعقد مؤتمرًا دوليًّا عن اليهود المصريين عام 2004.
ومن الأسماء المهمة من اليهود المصريين موريس فرجون واسمه المستعار «توفيق سليمان أبو هيف»، وهو محامٍ عمل بالصحافة الفرنسية، وكان من المتحمسين للحركة الصهيونية. وقد صدرت له دراسة عام 1938 تناولت وضع اليهود في مصر عبر التاريخ وحتى الحرب العالمية الثانية، وأبرزت على نحو خاص الجوانب الإثنية والديموغرافية لهم منذ عهد محمد علي، بما في ذلك تجمعاتهم الريفية والحضرية، وطقوسهم الدينية واحتفالاتهم، ومدارسهم وقادتهم. وقد صوّر فرجون العصر الذهبي لليهود في مصر بصورة مثالية، رغم ما شاب تقديراته الإحصائية من أخطاء.
وفي الإسكندرية، صدرت له دراسة أخرى عام 1939 عن العلاقة بين اليهود والمصريين. ومن الكتابات الجديرة بالاهتمام أيضًا كتاب يعقوب لاندو عن اليهود في مصر في القرن التاسع عشر، وهو ذو صبغة أكاديمية، وصف فيه الجالية اليهودية ونشاطها السياسي والثقافي، معتمدًا على المصادر العربية والفرنسية والعبرية حتى الحرب العالمية الأولى. ويبدو أن الكتاب تُرجم إلى العربية، وله كتابات أخرى متنوعة عن تاريخ مصر الحديث. كما نوّهت المؤلفة بكتاب شيمون شامير الصادر عام 1987، والذي كان حصيلة لمؤتمر عقدته جامعة تل أبيب عن اليهود في مصر عام 1984.
وفي فرنسا أسس جاك حسون، المصري المولد، مجلة نهر مصر Nahar Misraim التي استمرت في الصدور من عام 1980 إلى 1989، وتناولت مختلف القضايا السياسية والاجتماعية والثقافية المتعلقة باليهود المصريين. وسعى حسون دائمًا إلى إثبات تواصل الوجود اليهودي في مصر منذ فجر التاريخ ولمدة خمسةٍ وعشرين قرنًا متصلًا.
كما عرضت المؤلفة -من باب المقارنة- عملًا لـ جيل رويشو، وهو من مواليد مدينة الإسكندرية، عن تجربة اليهود المصريين في البرازيل. ومن ثم، فرغم أهمية الدراسات العربية على تنوعها، فمن الضروري أولًا الوقوف على الدراسات التي كتبها اليهود أنفسهم، وهي كثيرة ومتنوعة، باعتبارها شهادات موثقة اعتمدت في كثير من الأحيان على وثائق خاصة ربما غابت عن الوثائق الرسمية. ثم السعي ثانيًا إلى النظر في تلك الدراسات بموضوعية، وبحس نقدي قادر على التحليل والمقارنة والاستنتاج.
وقد استخدمت الباحثة في طرحها تعبير اليهود المصريين، وعنت بهم اليهود المقيمين في مصر بغض النظر عن جذورهم الإثنية والدول التي هاجروا منها، وبغض النظر أيضًا عن حصولهم على الجنسية المصرية أو غيرها من الجنسيات، معتبرةً أن اليهود المصريين في نهاية المطاف هم جزء من يهود المشرق (الليفانت/شرق البحر المتوسط). ومن ثم فهم أقلية لها تجربتها وثقافتها الخاصة، وطريقتها في الحياة، ومهارتها في الاندماج والتعايش مع المجتمعات التي استقروا فيها.
وفيما يبدو، لم يتقدم كثير من اليهود للحصول على الجنسية المصرية عقب صدور القانون المنظِّم لها عام 1929، ربما لحصولهم على جنسيات أخرى، أو لعدم شعورهم بأهميتها، إلا عندما صدر تعديل قانون الشركات عام 1947 وربط الحصول على العضوية بالجنسية المصرية. وفي تقدير موريس فليسكر، كان ربع اليهود المصريين من حاملي الجنسيات الأجنبية، والربع الآخر مصريين، بينما ظل نصفهم بلا جنسية محددة. كما أشار جول بنين إلى أن 12% فقط من اليهود في مصر كانوا مصريين عام 1948، بينما كان 37% منهم من حملة الجنسيات الأجنبية.
وهناك تفاوت في تقدير عدد اليهود في مصر، ففي إحصاء عام 1947 بلغ عددهم 65 ألفًا، بينما قدّرهم موريس فرجون عام 1937 بـ59 ألفًا، وحسون بنحو 90 ألفًا عام 1946، في حين بلغوا لدى بنين 75 ألفًا عام 1948. وكان التأثير الأكبر لليهود القادمين من إيطاليا، حتى إن سجلات الجالية اليهودية في الإسكندرية ظلت محفوظة بالإيطالية قبل أن يتم الاعتماد على الفرنسية في مطلع القرن العشرين.
وأشارت الباحثة إلى تباين نظرة الجالية اليهودية إلى نفسها، فاليهود في الإسكندرية اعتبروا أنفسهم أكثر ارتباطًا بالطابع الكوزموبوليتاني المميز لمدن البحر المتوسط في الرؤية والثقافة، أكثر منهم مصريين، بينما كان أعضاء الجالية في القاهرة أقرب إلى الطابع المصري في العادات والتقاليد. وبلغت نسبة اليهود في باقي المراكز الحضرية المتناثرة في مصر ما بين 7% و8%، وغالبًا ما اتجهوا في مرحلة الشباب إلى القاهرة والإسكندرية للحصول على تعليم أفضل ومزيد من فرص العمل، باستثناء الجالية في بورسعيد التي ظلت مستقرة بها حتى حرب 1948.
وبحسب إحصاء موريس فرجون، كان في أسيوط 62 يهوديًّا، و900 آخرون موزَّعون في قرى صعيد مصر. ووفقًا للإحصاء السكاني لعام 1917، كان في مدينة المنصورة نحو 80 عائلة يهودية، لتأتي بذلك في المرتبة الثالثة بعد القاهرة والإسكندرية. بينما ذكر فرجون أن بها 150 عائلة في مطلع القرن العشرين، وأن العدد الإجمالي لهم بلغ 500 فرد عام 1927، ثم هبط إلى 200 فرد عشية الحرب العالمية الثانية. وكان نشاطهم الرئيس في الصناعات القطنية، كما عمل بعضهم مدرسين للغة الفرنسية في مدارس الجالية اليونانية والمدارس المصرية الحكومية.
كما وُجدت جالية يهودية نشيطة في طنطا، باعتبارها سوقًا كبيرًا لتجارة القطن، ولوحظ أن أصولهم في الأغلب تعود إلى المهاجرين القادمين من المغرب والجزائر وسوريا والعراق قبل أزمات عام 1907. وكانت هناك امتيازات لفقراء الجالية، فضلًا عن التعليم المجاني لأبنائهم، ثم تراجعت أعدادهم عند قيام الحرب العالمية الثانية بسبب سوء الأحوال الاقتصادية والاجتماعية.
ومن بين المراكز الحضرية اللافتة للانتباه أيضًا المحلة الكبرى بحكم وجود مصانع الغزل والنسيج بها. وقد أكد فرجون على قِدم الجالية اليهودية فيها، مشيرًا إلى امتدادها لستة قرون. وقد اتجه الأثرياء منهم إلى طنطا والإسكندرية، ولم يبقَ عام 1937 سوى عشر عائلات فقط.
وأعادت الباحثة إلى الأذهان منشور بونابرت لليهود، باعتبارهم يهود فرنسا، وطلب مساعدتهم لحملته على مصر والشام، وذلك اعتمادًا على الوثيقة التي نشرها يعقوب لاندو، وعُثر عليها ضمن أرشيف اليهود بالإسكندرية مؤرخة في 7 سبتمبر عام 1798. ويبدو أن دعوة بونابرت لم تجد الاستجابة الكافية، وعند وصول الحملة الفرنسية إلى مصر، كان عدد اليهود نحو ستة أو سبعة آلاف، يعيشون في فقر مدقع وفي أحياء فقيرة، ويعملون كحرفيين صغار وصرّافين. كما نقلت المؤلفة عن المستشرق إدوارد وليم لين (1801–1876) قوله إن اليهود في مصر كانوا موضع كراهية من المسلمين والأقباط معًا في عهد محمد علي باشا، وإنهم حرصوا على عدم إظهار أي علامة من علامات الثراء، وظلوا يدفعون الجزية حتى أُلغيت عام 1855.
والحقيقة أن سياسات محمد علي جعلت مصر موضع جذب لكثير من الجاليات مثل: الإيطاليين، واليونانيين، والسوريين، والأرمن. كما قدم كثير من اليهود من أقاليم الدولة العثمانية مثل: كورفو، وسالونيك، وجزر إيجه، تحت مظلة الامتيازات الأجنبية، خاصة بعد حرب الاستقلال اليونانية عام 1821، وقد التقى موسى مونتيفيوري (1784–1885)، الثري البريطاني اليهودي، بمحمد علي في مصر عام 1838، وقدم إليه مشروعًا لتوطين اليهود في فلسطين ثم قابله مرة أخرى عام 1840 عقب أحداث دمشق المعروفة واتهام اليهود فيها، وتوسط لديه لإطلاق سراح اليهود المسجونين.
كما قدم بعض اليهود الأشكناز من روسيا ورومانيا وبولندا في نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين. واعتبر البعض أن مصر كانت أرض الفرص والأحلام منذ عام 1860، خاصة مع انخراطها في السوق العالمي، وزيادة أهميتها بعد افتتاح قناة السويس والتطور الكبير في صناعة القطن، وأشار موريس ليسكر إلى أن 11 ألفًا من اليهود الأشكناز نزحوا بين عامي 1914 و1916 من فلسطين إلى القاهرة والإسكندرية والسويس. ومن ثم فإن عدد اليهود في مصر عام 1888 قد تضاعف بحلول عام 1918، وفي الإحصاء البريطاني الأخير عام 1947 وصل عددهم إلى ما بين 70 و75 ألفًا.
ومن العائلات الرئيسة لليهود المصريين سوارس وموصيري، وكانوا من رعايا إيطاليا، بينما قطاوي ومنسّه كانوا من رعايا النمسا والمجر. ولا يعني ذلك أن جميع اليهود المصريين كانوا رعايا أجانب، إذ كثيرًا ما أرسل اليهود المصريون من الطبقتين العليا والوسطى أبناءهم للتعليم في فرنسا وإنجلترا وألمانيا.
وعندما تم إنشاء بنك مصر عام 1920، كان من بين المؤسسين اثنان من اليهود: يوسف أصلان قطاوي ويوسف شيكوريل. فضلًا عن نشاطات ومساهمات كثير من الأسر اليهودية في قطاع صناعة المنسوجات، وقصب السكر، والبنوك، والعقارات، والسكك الحديدية، والتجارة الدولية. وبات بوسع الجالية اليهودية بناء مؤسساتها ومدارسها ومستشفياتها، كما انخرط بعضهم في الأحزاب والجماعات السياسية، وصارت الصفوة اليهودية مقربة من البلاط الملكي والأسرة الحاكمة، وعُيّن يوسف أصلان باشا قطاوي، رئيس الجالية اليهودية، وزيرًا للمالية ثم وزيرًا للأشغال وعضوًا بمجلس النواب عام 1927 كما صارت زوجته كبيرة وصيفات الملكة نازلي.
وقد تركت معاهدة 1936 أثرًا سلبيًّا في الجالية اليهودية في مصر، في ظل دولة ذات أغلبية مسلمة. وفي بداية القرن العشرين انحصرت تدريجيًّا إقامة اليهود في القاهرة والإسكندرية، باعتبارهما قلب العمل السياسي والاقتصادي. وبينما عاشت الصفوة اليهودية وفق النمط الغربي في العادات والتقاليد والتعليم، كان فقراء اليهود أقرب إلى الثقافة العربية.
وأخذ دور الجالية اليهودية في مصر في الانحسار أيضًا عقب إلغاء الامتيازات الأجنبية عام 1937، وإلغاء المحاكم المختلطة عام 1949، إلى جانب التصاعد المستمر للأصولية الإسلامية والقومية العربية، خاصة بعد حرب فلسطين عام 1948، فضلًا عن نشاط جماعات العمل السياسي مثل، مصر الفتاة، والإخوان المسلمين، والتيارات الماركسية والصهيونية.
وقد حرص زعماء اليهود في مصر على إعلان نأيهم عن الحركة الصهيونية لعدم إثارة المشاعر العدائية تجاه اليهود واتهامهم بازدواج الولاء، وكان بعضهم رافضًا للفكرة بالكلية. ومع ذلك، انخرطت بعض العناصر اليهودية المعروفة، مثل الصحفي ليون كاسترو، في التعاون مع المنظمة الصهيونية، إذ كان رئيسًا لفرعها في مصر منذ عام 1917، وأسّس فرعًا ثانيًا لها في الإسكندرية، وأوضح مائير فيلكس أنه لا يوجد أي تناقض بين تأييد الحركة القومية في مصر والمنظمة الصهيونية. كما أشار أحد الزعماء اليهود في فلسطين إلى أنه وصل إلى مصر في مهمة سرية لجمع التبرعات المالية للصندوق اليهودي عام 1939، وأن المتبرعين رفضوا أخذ إيصالات، ومن ثم ليست هناك وثائق عن تلك التبرعات.
وقد ظهرت احتجاجات عنيفة رافضة للصهيونية منذ عام 1943، وتدخلت الشرطة لحماية اليهود في القاهرة والإسكندرية وطنطا، في وقتٍ راجت فيه المطبوعات المعادية لليهود. وبذلت القيادات اليهودية ما وسعها مع السلطات الحكومية والسفارات الأجنبية لاحتواء الموقف، وطالبت الجماعات الصهيونية بوقف أنشطتها وخفت النشاط الصهيوني في نوفمبر 1944 عقب اغتيال الوزير البريطاني المقيم بالقاهرة اللورد موين، احتجاجًا على السياسات البريطانية في فلسطين. ثم تجددت الاحتجاجات في ذكرى وعد بلفور عام 1945، وامتد العنف إلى حارة اليهود ورجال الأعمال منهم.
ومن خلال المقابلات الشفوية، ذكرت الباحثة أن 15% من اليهود المصريين المهاجرين إلى أستراليا اعترفوا بانخراطهم في المنظمات الصهيونية، وأن بعضهم شارك في العمليات العسكرية في فلسطين مع منظمة الهاجاناه مرتدين الزي العسكري البريطاني. كما هاجر 16 ألف يهودي من مصر إلى إسرائيل في الفترة من 1948 إلى 1951.
وبعد عام 1948، تصاعد الرفض والكراهية لليهود بصورة ملحوظة، خاصة عقب فضيحة شبكة لافون عام 1954، ولم تكن محطات الهجرة ميسورة أو موضع ترحيب، بل واجه اليهود المصريون عقبات جمّة في عالمهم الجديد. وكانت هذه سمة عامة ليهود السفارديم، سواء قدموا من مصر أو العراق أو الهند، في محاولاتهم للاندماج بإزاء اليهود الأشكناز الذين اعتبروا أنفسهم من الأستراليين البيض، وختامًا، فإن الدرس الأهم من هذه المراجعة هو إدراك أن الأقليات الأجنبية، على تنوعها، هي جزء من تاريخ مصر الحديث والمعاصر، وليس بوسع أحد إنكار ذلك. غير أن التعامل مع تاريخهم يجب أن يكون بموضوعية، بلا تهويل ولا تهوين.