رؤى
محمد حسنيماذا لو هُزمت إسرائيل؟ 5 يونيو 1967- سيناريوهات بديلة
2019.06.01
ماذا لو هُزمت إسرائيل؟ 5 يونيو 1967- سيناريوهات بديلة
التاريخ لا يعرف "لو" حقًّا؛ فالتاريخ يسير في مسار واحد؛ إلى الأمام، لا يعود للخلف. متى إذن يمكن أن يكون السؤال “ماذا لو؟” مقبولاً في التاريخ؟ ربما في الإطار الأكاديمي، لتحليل حدث ما، واختبار قوة تأثير هذا العنصر أو ذاك في تحويل مسار الأحداث التاريخية، أما في السياسة، فالأسباب تختلف
لأنك قد تجد أن من يوافق ويساند الأمر الواقع، يتخيَّل سيناريو بديلاً شديد السلبية والكارثية، وبذلك يوجد المبررات للأحداث الواقعية التي يؤيدها بالفعل. وفي المقابل تجد من يعارض حدث ما يراه هو نفسه “كارثة” ومن ثم يكون السيناريو البديل يتضمَّن مصيرًا أفضل، وقد يصل إلى الطوباوية.
وعن إسرائيل، قد نجد عوامل أساسية وراء كل الكتابات التي تُصنَّف كسيناريوهات بديلة لأحداث مفصلية في تاريخ الصهيونية، فهناك المسيرة غير الاعتيادية لتاريخ نشأة إسرائيل، علاوة على الوتيرة السريعة للتحولات، التي تدفع الكثيرين للتفكير في سيناريوهات بديلة، أكثر إيجابية/سلبية، على النحو المشار إليه.
وتعد حرب 1967 من أهم الأحداث في تاريخ إسرائيل، بدرجة لا تقل عن إعلان الدولة في 15 مايو 1948، ومن ثم كان من المتوقع أن تكون محورًا للتحليل التاريخي، وإعادة القراءة، بما في ذلك تخيل سيناريوهات بديلة، بعض هذه السيناريوهات بغرض السخرية، وبعضها بغرض طرح سلبيات “انتصار إسرائيل” على مسار الصراع الإسرائيلي العربي، من وجهة نظر إسرائيليين لا يعبأون بـ“الإجماع الصهيوني”. بينما البعض الآخر مبني على تحليل الأحداث وموازين القوى قبل 1967.
لنتأمل، على سبيل المثال، المشهد التالي:
تجتمع الحكومة في ملجأ سفلي داخل مبنى الكنيست، ثم يضطرون إلى الانتقال لمستوطنة سديه بوكِر في مخبأ معد لذلك.
تسقط ياعيل ديَّان –ابنة وزير الدفاع موشيه ديَّان- في القتال، كما يسقط ديَّان نفسه أسيرًا لدى القوات المصرية ويقدم لمحاكمة بتهم ارتكاب جرائم حرب، تنتهي بإعدامه في ميدان ديزنجوف بتل أبيب. ثم تتوالى محاكمات أعضاء الحكومة.
في اليوم الثالث للحرب يعلن ليڤي إشكول الهزيمة ويدعو كل قائد عسكري في مكانه أن يتخذ القرارات وفقا للوضع الذي يراه. قبل أن تسقط الحكومة كلها في الأَسر1.
الفقرة السابقة من كتاب “ماذا لو هُزمت إسرائيل” If Israel Lost the War الذي ألفه كل من ريتشارد تشيزوف، وروبرت ليتل، وإدوارد كلين، محررو نيوزويك، والذي حقق مبيعات مرتفعة، وتُرجم إلى العبرية في العام نفسه، فصدرت أجزاءً من ترجمته مسلسلة في صحيفة معاريڤ، قبل أن يُنشر في كتاب.
يطرح الكتاب، المصنف من الخيال العلمي أو التاريخ البديل، سيناريو وثائقيًّا خياليًّا، مدعَّمًا بخرائط وبيانات. وفق هذا السيناريو، فإن اختلاف تفاصيل معينة قبيل الحرب، تتعلق بقرارات الأطراف المتحاربة وتوقيتات صدورها، كان يمكن أن يحسم النتيجة بشكل عكسي تمامًا. ومن ثمَّ استرسل المؤلفون في رسم نتائج ذلك السيناريو المتخيل، على جميع الأطراف؛ إسرائيل، والدول العربية، والشعب الفلسطيني.
يعكس السيناريو رؤية المؤلفين لطبيعة إسرائيل وعلاقتها بالولايات المتحدة، وكذا رؤيتهم للأنظمة العربية وعلاقتها بالقضية الفلسطينية.ويطرح تساؤلًا حول تأثير هذا التغير المتخيل على فرص بقاء إسرائيل، والتغير في الدور الذي تلعبه، ومستقبل علاقتها بالدول والشعوب المحيطة.
ربما تكمن أهمية الكتاب في أنه لا يهدف إلى وضع سيناريو ساخر لنتيجة متخيلة للحرب، ولكن لأنه مبني على تحليل ومعايشة، وصادر بعد فترة وجيزة من الحرب، والهدف من الدراسة هو عرض رؤية المؤلفين، وتحليلها من منطلق الواقع التاريخي نفسه.
التاريخ البديل
عندما نتحدث عن التاريخ البديل، نجد عددًا من المصطلحات المتداخلة، والتي لا يؤدي المزيد من القراءة حولها إلى استنباط خطوط واضحة تفصل بينها، بما في ذلك الأعمال التي تُوضع بين أكثر من تصنيف، ومن بينها الكتاب موضوع المقال.
وأول تلك المصطلحات هو التاريخ البديل Alternate history / alternative history، كما يُستخدم أيضًا مصطلح Uchronia. ويضع البعض في هذا التصنيف الأعمال الأدبية التي تطرح تاريخ متخيل موازٍ للتاريخ الواقعي، بما في ذلك الأعمال التي تدور حول عنصر السفر عبر الزمن، وهذا التصنيف يتداخل بذلك مع أدب الخيال العلمي Science fiction.
كما نجد مصطلح التاريخ المغاير/المعاكس Counterfactual history والذي يشير إلى مناقشات في السياق الأكاديمي، تنطلق من السؤال “ماذا كان سيحدث لو؟” هدفها تحليل أهم أحداث مرحلة تاريخية، عبر تصور عكسي لحدث ما، وهو ما يكشف مدى محوريته في تاريخ المرحلة. والجدير بالذكر أن هذا النوع من الأطروحات لم تحظَ بتقدير علمي كمجال مستقل للدراسة. وقد حظي التاريخ البديل بالاعتراف الأكاديمي في 1931 بصدور عدد من المقالات الخاصة بهذا المجال كتبها مؤرخون كبار، وإن لم يتمتع بالتقدير الكافي.
الكِتاب والمؤلفون
في مطلع عام 1969 صدر في الولايات المتحدة كتاب If Israel Lost the War حيث نشرت صحيفة نيوزويك مقاطع منه قبيل نشره ككتاب عن دار Coward-McCann ، وقد تزامن نشر الترجمة العبرية، التي أنجزها م. درومي وش. يوناتان، مع صدور النص الإنجليزي. أصبح الكتاب من الكتب الأكثر مبيعًا، بل واعتُمد من قبل المؤسسة العسكرية الإسرائيلية وأصدرت وزارة الدفاع الإسرائيلية طبعة صدَّرتها بمقدمة لمؤرخ عسكري، يوضح أهمية الكتاب.
كان أحد المؤلفين، وهو ريتشارد تشزنوف قد درس في إسرائيل وتزوج من إسرائيلية، ثم عمل مراسلاً لصحيفته في إسرائيل، وغطى احتلال غزة في يونيو1967، وقام روبرت ليتل وإدوارد كلين بتحرير التقارير المرسلة من جانبه. جاءت الفكرة عند عودة تشزنوف لنيويورك، خلال جلسة عادية جمعتهم حين طُرح السؤال «ماذا لو انتصر العرب» وقد اقتبسوا جملة من تصريح لجولدا مئير «تخيل ما كان سيحدث لو أن انتصر ناصر». وقد صرح تشيزنوف في مقابلة صحفية لمعاريڤ، أن المؤلفين اتفقوا على تنحية المشاعر، وأنهم استعانوا بتصريحات العرب إبان الحرب كما هي.2
في حين لقي الكتاب ذلك الاهتمام، طالب مارك جيفن رئيس تحرير صحيفة «عل همشمار» الناطقة باسم مبام (حزب العمال الموحد) بحظر الكتاب،3 كما هاجمه أوري أڤنيري في «هاعولام هازِه» وفي مجلة «لايف» الأمريكية.
هناك من يرون أن المؤلفين قد تأثروا بمقال إفرايم كيشون4 «كيف فقدنا تعاطف العالم» الذي يصف سيناريو بديلاً لحرب 1956، إذ يتخيَّل أن بريطانيا وفرنسا لم تشنا الحرب على مصر، وبذلك زادت قوة مصر، التي احتلت إسرائيل في 1957. وقد خلص المقال إلى أن «الاعتذار أمام العالم عن هجوم ناجح أفضل من انتظار تعاطفه عقب الاحتلال»، وقد انتشر المقال في العالم بعد حرب 1967، في كراسة تضم كاريكاتير كاريئيل جاردوش5، بعنوان «عفوا أننا انتصرنا- So Sorry we won»
السيناريو
ينطلق التصور المعكوس للكتاب من فرضية أن العرب هم من بادروا بالضربة الجوية الأولى، دمروا معظم سلاح الطيران الإسرائيلي، ودخلت الجيوش العربية (مصر، سوريا، الأردن، العراق، لبنان) وسيطرت على مناطق واسعة، وخلال ستة أيام هزموا إسرائيل.
الضربة الجوية
يبدأ الكتاب بتصوير الضربة الجوية الأولى التي شنها سلاح الطيران المصري على المطارات الإسرائيلية، حيث دمَّر الطائرات الحربية وهي لا تزال على الأرض (عكس عملية موكيد-البؤرة التي نُفذت في الواقع) ويشمل القصف المكثف مناطق مدنية في تل أبيب وحيفا، حيث قصف الطيران المصري مبنى “شالوم”-أشهر مباني تل أبيب العصرية- والسفارة الأمريكية في تل أبيب، واستخدم المصريون الغاز في هجومهم، وكان أهم أهدافهم تدمير مفاعل ديمونة. وقصفت القوات الأردنية القدس، لقي “تيدي كولك” رئيس بلدية القدس مصرعه خلال القصف.6
يوم الاثنين 5 يونيو 1967
يعقوڤ عزرا على سفينة صيده، دقت ساعتها 8 مرات، الساعة الثامنة.
لم يلحظ يعقوڤ الطائرات حتى مرقت من فوق رأسه.. جاءوا من الأفق البعيد، تطير على ارتفاع 100 قدم من فوق سطح الماء، 27 طائرة نفاثة تسير في شكل الحرف V.
...منذ اتفاقية فض الاشتباك في 1949 يحظر طيران طائرات عسكرية نفاثة في سماء القدس المشطورة..
قال رافي لزوجته “يجب ألا نفقد صوابنا.. سيقصفون المطارات أولاً، شبه مؤكد أنه في تلك اللحظة لن يبددوا قذائف علينا”.7
مثل عشرات الآلاف من جنود الاحتياط الإسرائيليين الآخرين، كان عاموس جرينبرج (37 سنة) الرقيب في سلاح المهندسين.. جلس يستمع لنشرة الثامنة “اجتمعت الحكومة أمس لمناقشة الوضع الراهن..
تمتم جرنيبرج في أذن مزراحي، الجندي المهاجر من المغرب “الكلام الكلام الكلام كل ما يعرفه هؤلاء الأوغاد هو الكلام”.. رد مزراحي “فلينكحوا أنفسهم بكلامهم” لماذا لا نقوم ببساطة ونضرب المصريين ضربة معتبرة بدلاً من الجلوس على مؤخراتنا في هذا المكان المهتريء؟”.
قام الاثنان من معسكرهما على حدود سيناء ومرَّا على أسطول السيارات (المدنية) المصادَرة.. خلال ثوان غطت وجوههم طبقة من غبار الصحراء الأصفر.. فجأة سمع جرينبرج هدير الطائرات النفاثة، استدار في مكانه لكنه لم يعرها اهتمامًا كبيرًا، إذ اعتاد على مشاهدة طائرات نفاثة إسرائيلية تطير على ارتفاع منخفض خلال التدريبات.. صاح في مزراحي “تمرينات أخرى في قصف الأهداف” في تلك اللحظة هدرت طائراتان فوق سيارتهما الجيب تمطرهم بطلقات الرشاشات “يا الله.. إنها طائرات ميج”.
“يوم الاثنين 5 يونيو: أقفل ملازم سلاح الطيران ذو الاثنين وعشرين عامًا بذلة طيرانه، وانتعل حذاءه العالي وانطلق عبر الباب، أذهله ما رأته عيناه، رأى سحبًا من الدخان الكثيف تجمعت من كل صوب، تحول خزان الوقود في القاعدة، في الناحية الجنوبية، إلى أتون من الجحيم، باتت الكثير من طائرات الميستير والميراچ8 الست وعشرين كلعب أطفال داس عليها أحدهم، ملوثة ومحطمة وممزقة، يتصاعد منها الدخان.
في واشنطن وصلت رسائل مشفرة من سفينة الأسطول السادس الأمريكي بالمتوسط “ليبرتي”. شواهد على هجوم سلاح الطيران المصري على القواعد الجوية الإسرائيلية، تقدير الخسائر الأولية غير ممكن لكن يبدو أن المصريين حققوا مفجأة مطلقة، معارك جوية تدور حاليًا في سماء تل أبيب”.
أجرى عبد الناصر اتصالاً بالمشير عبد الحكيم عامر في قيادة الجيش بالعباسية. في البداية قدَّر عبد الحكيم أن تصفية الجيش الإسرائيلي تحتاج ثلاثة أيام على الأقل، لكن الضربة التي حققتها مصر وحلفاؤها أزالت شكوكه الطبيعية.
إلا أن عبد الناصر تمالك مشاعره إزاء “التقارير الوردية” التي وصلته من قادة جيشه، حتى بعد مشاهدة الصور الجوية التي أحضرها قائد سلاح الطيران. عبر عبد الناصر عن قلقه من الأمريكيين -أكثر من الإسرائيليين أنفسهم- خصوصًا مع اقتراب الانتخابات واحتياج جونسون لأموال اليهود في حملته الانتخابية. 9
“يوم الثلاثاء 6 يونيو: مركز العمليات السري لسلاح الطيران المصري، في إحدى ضواحي القاهرة.. الصورة الأولى(المعروضة) لحوض السفن في أسدود. التفاصيل غير واضحة بسبب الدخان الكثيف.. هذا تقاطع شارعي بن يهودا وألنبي في شمال تل أبيب انتبه للمياه المنهمرة من الأنابيب المحطمة... وهنا صورة ممتازة لبرج شالوم، بعدما هدمت قذيفة مباشرة الطوابق الأربعة العلوية منه، كانت تلك محطة كهرباء ريدينج (شمال تل أبيب). نحن نعتقد أنها خارج نطاق الخدمة.. طائرة ميج سورية تحطمت وهدمت إحدى مداخل مترو أنفاق حيفا10. بلغ عدد الضحايا بالقطع إلى المئات لأن اليهود يستخدمون محطات مترو الأنفاق ملاجئ خلال الغارات الجوية... 11
يوم الجمعة 9 يونيو... غارة وراء الأخرى قصفت طائرات الميج خط المياه القُطري، وصفد القديمة.. بلدة المهاجرين كريات شمونه وبلدة الرواد روش بيناه نالتها ضربات شديدة، تزاحم آلاف المستوطنين في الجليل يائسين في الملاجئ”.12
العمليات البرية
سفينة التجسس الأمريكية ليبرتي تلتقط مكالمة بين الرئيس جمال عبد الناصر والملك حسين، في 6 يونيو 1967، من 11:43 - 11:46. يتحدث ناصر وحسين عن تقدم المعارك لكل من الجيشين الأردني والمصري على الجبهتين. سأل الملك حسين أيضًا عن رد الفعل الأمريكي، كما قال إن خسائر جيشه كبيرة، لذا طلب عبد الناصر من قوات الصاعقة التوجه لدعم القوات الأردنية.13
اندفع طابور(عسكري) عظيم، مدعوم بالمدرعات، جنوب دير لطرون وقطع الطريق الرئيسي بين القدس وتل أبيب.
... على الجبهة الشمالية.. اكتفى السوريون بإلقاء القذائف على الجليل..
في يوم الجمعة بعد الظهر اقتربت الرتلات السورية إلى حيفا من الشرق. في تلك اللحظة قرر اللبنانيون، الذين أحجموا في البداية عن مساعدة السوريين الانضمام للحرب، انضم طابور دبابات من الجيش اللبناني الصغير إلى الرتل السوري وتحرك نحو عكا"...14
حكومة تحت الأرض.. حكومة في الأسر
ترددت أصداء سقوط قذائف المدفعية المتفجرة في تلال القدس السمراء بينما سيارة الچنرال ديَّان تدخل منطلقة من الطريق الرئيسي.. على الطريق المتعرج المؤدي للكنيست.. أدى ارتداد نيران قذائف الهاون لتحطم نوافذ مبنى الكنيست المسطح المربع "چنرال ديَّان، إنهم ينتظرونك في المخبأ في الجناح الغربي".. تلاشى صوت يجأل ألون (وزير العمل) عندما دخل سكرتير ليڤي إشكول (رئيس الحكومة) إلى الحجرة، وقدم بطاقة لرئيس الحكومة، فتحها إشكول وقرأها، رفع بصره وتمتم "المفاعل النووي في ديمونة، تعرض للقصف وانهار".15
تجتمع الحكومة في ملجأ سفلي داخل مبنى الكنيست، ثم يضطرون إلى الانتقال لمستوطنة سديه بوكِر في مخبأ معد لذلك.
تسقط ياعيل ديَّان –ابنة وزير الدفاع موشيه ديَّان- في القتال، كما يسقط ديَّان نفسه أسيرًا لدى القوات المصرية ويقدم للمحاكمة بتهمة ارتكاب جرائم حرب، تنتهي بإعدامه في ميدان ديزنجوف بتل أبيب. ثم تتوالى محاكمات أعضاء الحكومة.
في اليوم الثالث للحرب يعلن ليڤي إشكول الهزيمة ويدعو كل قائد عسكري في مكانه أن يتخذ القرارات وفقًا للوضع الذي يراه. قبل أن تسقط الحكومة كلها في الأَسر16
ردود الفعل الدولية
ينطلق مبعوثون على أرفع مستوى لطلب النجدة من الخارج؛ وزير الخارجية آبا إيبان إلى الولايات المتحدة، جولدا مئير إلى بريطانيا، وبن جوريون إلى الرئيس الفرنسي شارل ديجول. لا يحرك الأمريكيون، الغارقون في حرب ڤيتنام، ساكنًا لنجدة إسرائيل، على الرغم من احتجاجات مواطنيها اليهود. في الكتاب يمتنع الرئيس الأمريكي جونسون عن تقديم أي دعم لإسرائيل على الرغم من وجود الأسطول السادس في البحر المتوسط. والسبب هو تعقد الوضع في ڤيتنام.
ولأن الفلسطيني سرحان سرحان سيعود إلى الأردن للاحتفال بالنصر، فلن يحدث اغتيال روبرت كينيدي،17 الذي سينتصر على منافسه ريتشارد نيكسون في انتخابات الرئاسة الأمريكية 1968.
الاتحاد السوڤيتي: بعد مداولات طويلة قرر السوفيت الوقوف موقف حذر يحول دون تدخل الأمريكيين. في النهاية يعلنون تدخلهم في حال تدخل الأمريكيين (وهو ما يصوِّره الكُتاب كنوع من المناورة). كما أعرب مسؤولون خلال الاجتماعات عن تخوفهم من امتداد قوة ونفوذ عبد الناصر، لكن في النهاية بحثوا استعداد القوات في حالة قرار التدخل.
يصر ديجول على اتهام إسرائيل بالمبادرة بالاعتداء، أما وزير خارجية بريطانيا فيذرف الدموع، ويذكِّر جولدا مِئير بأنه متزوج من يهودية لكنه لا يتخذ أي قرار في الواقع.
ألمانيا الغربية: وبسبب عقدة الذنب يرسل الألمان إعانات إنسانية، لكن الطائرات تضطر إلى الهبوط في قبرص بسبب دمار المطارات الإسرائيلية تمامًا، والأمر نفسه مع طائرات المعونة الهولندية. 18
يواصل الديبلوماسيون الإسرائيليون سعيهم في كل العواصم الأوروبية لحشد الدعم.
رومانيا: رئيس الحزب الشيوعي نيكولا تشاوشيسكو، اعتبر الحرب فرصة لإثبات عدم تبعيتهم للاتحاد السوفييني، فأعلن استعداده لإبرام اتفاقية تجارية مع إسرائيل، وقد توقع السفير تسيڤي أيالون أن يقدم تشاوشيسكو عرضًا شكليًّا، يظهر فيه مخالفته للاتحاد السوفيتي، دون أدنى موقف حقيقي.
إيطاليا: انتهت المداولات في الحكومة إلى عدم التدخل مطلقًا.
وأعربت كل من فنلندا والدنمارك عن تعاطفهما واعتذارهما عن اتخاذ موقف معلن. أما هولندا فكانت البلد الوحيد الذي أرسل دعمًا إنسانيًّا علنيًّا متمثلاً في طائرتي معونات اضطرت إلى الهبوط في قبرص.19
تحت حكم العرب
يصف الكتاب الحكم العربي المتوقع لإسرائيل المحتلة، والذي يشمل أعمال تعذيب ومذابح للأسرى، اغتصابات جماعية لنساء إسرائيليات، واعتداءات على المدنيين وتصفيات علنية وحشية للقادة الإسرائيليين (وخصوصًا ديَّان).
يُجمَع آلاف الإسرائيليين في معسكرات اعتقال، ويستعين عبد الناصر بضباط نازيين. ثم يقرر منح الإسرائيليين فئتين من جوازات السفر إحداها لمواليد البلاد، والأخرى للمهاجرين من الخارج، ثم يصدر الأمر لهؤلاء بالمغادرة خلال ثلاثة شهور. لكن البلاد الغربية لا تبدي استعدادًا حقيقيًّا لاستقبال أعداد كبيرة، أو لاستقبال إسرائيليين من الأساس. 20
وبمراجعة الفقرتين السابقتين، وفي ضوء حقيقة تضامن المؤلفين مع إسرائيل، نجد أنهم تعمدوا تشبيه معاملة العرب لليهود بالنازية، وهو ما يثير أقسى مشاعر الخوف والكراهية لدى اليهود، والشعور بالذنب لدى الأوروبيين. ومن ناحية أخرى تبدو فكرة الترحيل تبريرًا مبطنًا للإجراءات الإسرائيلية ضد الفلسطينيين في الواقع.
وللحق فقد ساعدت الدعاية العربية قبيل الحرب وخلالها على استمراء المؤلفين للأمر، حتى وإن كانت لا تمت لصلة بما يتقبله عبد الناصر سياسيًّا، في مقابل تصدير الإسرائيليين في دعايتهم لدور الضحية المحاطة بالكواسر، في حين يرفضون في الواقع أية تسوية تتضمن أية تنازلات، يستوي في ذلك حمائمهم وصقورهم.
تقسيم فلسطين
يتصوَّر المؤلفون أن غاية دخول الجيوش العربية الحرب هي الاستيلاء على المزيد من الأراضي، وأن القضية الفلسطينية هي ورقة دعائية وحسب. وفقًا لما يُطرح في الكتاب، تُقسم “إسرائيل” بين القوات العربية، يكون من نصيب مصر، نصف النقب، بما في ذلك إيلات، وتل أبيب وحيفا وساحل المتوسط، يأخذ الأردنيون الجانب الشرقي من النقب، ومحيط القدس، ويحتل السوريون الجليل بالكامل، بينما يجاورهم اللبنانيون الذين يحتلون شريطًا بعمق خمسة أميال حتى عكا. لا يحصل العراقيون على أراضٍ مع وعد بالحصول على معدات تصنيع بقيمة 30 مليون دولار. أما الفلسطينيون فيأخذون وعودًا بالعودة وإقامة دولة مستقلة، لكنها لا تُنفَّذ، ويضطرون إلى البقاء في مخيمات اللاجئين. 21
نهاية الحرب
بعد عامين..
قرب شواطيء بحيرة طبرية، بمطبخ إحدى شقق الإسكان الشعبي بطبرية، بينما يغلي براد الشاي على موقد الفتائل، بدأ يجأل الون (قائد البالماح السابق) سعيه الدءوب لتنظيم حركة عصيان يهودية22 جديدة”.
هكذا ينتهي الكتاب بعد 18 شهر من الحرب بمشهد لقاء سري بين يجأل ألون في طبرية التي احتلها الجيش السوري، وهو يناقش مخطط لشن هجمات خاطفة ينفذها اليهود على أمل أن تعود إسرائيل لتكون دولة مستقلة في يوم من الأيام، ولكن ذلك يتطلب (وفقًا للسيناريو المتخيل) صراعًا طويلاً وصعبًا.
سيناريو سنغافورة
في 2007، بعد مرور 4 عقود على حرب 1967، نشر موقع تبوز سيناريو مستقبليًّا يعد امتدادًا لكتاب (ماذا لو هُزمت إسرائيل؟) لكنه لا يبدأ من حيث انتهى الكتاب، أي بعد 18 شهرًا من يونيو1967، وبداية تَكوُّن حركة مسلحة يهودية، ولكن عقب حادث ورد في الكتاب نفسه، بتاريخ 7 يونيو حين قصفت مصر بالخطأ سفينة التجسس الأمريكية “ليبرتي” ليكون نقطة تحول لسيناريو بديل، ينتقل في نهايته إلى مستقبل إسرائيل في التسعينيات.
7يونيو 1967، 4:30 بتوقيت واشنطن
الأمريكيون يتداولون في قرار الرد على القصف المصري، ويعتزمون إعلان الحرب وقيام عمليات أمريكية-إسرائيلية مشتركة.
7يونيو 1967، 1:15 بالتوقيت المحلي- مستوطنة تل يتسحاق
صوت اللواء محمود رئيسي قائد القوة الأردنية في المنطقة يدعو قواته للانسحاب وعدم إهدار الطاقة في احتلال الكيبوتس، وقد استرجع نجاحات الاجتياح الأردني في اليومين السابقين إذ استطاع تقطيع أوصال البلاد23
8 يونيو -الجبهة الجنوبية
بعد أن تبين أن نزول قوات أمريكية كثيفة قدر محتوم، وأن المسألة مسألة وقت، قرر عبد الناصر أن احتلال تل أبيب والساحل الإسرائيلي هو الهدف الأهم في هذه المرحلة من القتال، إذ ستتجه القوات الأمريكية المزمع إنزالها نحو كل منطقة ساحلية يسيطر عليها الإسرائيليون، لذا أصدر أوامره إلى للواء مرتجي قائد القوات البرية بحشد كل القوات، بما فيها التي كانت متوجهة لبئر سبع، للمهمة المذكورة.... اتجهت قوات المدرعات التي يقودها الفريق الشاذلي بعد نجاحه في احتلال إيلات وعزلها في اليوم الثاني للحرب، شمالاً لدعم القوات المصرية بعد الخسائر التي تسبب فيها القصف الجوي الأمريكي.24
18يونيو 1967، 23:00 نشرة أخبار CBS
- الإعلان عن بدء تنفيذ انسحاب الجنود المصريين المحاصرين في جيب أسدود بكامل عتادهم وسلاحهم، مقابل عودة اليهود المحاصرين في الجليل الشرقي والنقب إلى أراضيهم التي يهيمن عليها القوات الإسرائيلية والأمريكية.
-الخارجية الأمريكية تقدِّر الخسائر البشرية على الجانب الإسرائيلي ب 35 ألف مدني و25 ألف عسكري.
-الرئيس السوري يعلن ضم الأراضي التي احتلتها سوريا خلال الحرب.
-عبد الناصر، الذي أحجم عن التعليق على نتائج الحرب، يعلن إلقاء خطاب في الثلاثاء المقبل.25
2 سبتمبر 1968
24 ساعة مرت على احتلال الأمريكيين لإيلات من القوات المصرية التي سيطرت عليها. -فيما بعد سيتقرر تدويل المدينة الميناء- القادة الأمريكيون ينتظرون لقاء «الفارس الوحيد» وهو الاسم الكودي للملك حسين، يعرف الأمريكيون أن الملك حسين معني باتفاق مع الأمريكيين والإسرائيليين خوفًا من عبد الناصر، إذ أن الأخير قد تعززت قوته أضعافًا عقب الحرب، وقد اُغتيل الرئيس السوري في مارس 1968، وأسرع ورثته في السلطة في التوقيع على اتفاق الجمهورية العربية المتحدة، وبعد شهر وقع اللبنانيون والعراقيون، وعقب محاولة اغتيال وبوادر ثورة فلسطينية وشيكة قد تطيح بعرشه، اختار أن يتحالف مع الغرب وإسرائيل بدلًا من الخنوع للرئيس المصري.
بعد عام من المفاوضات، وُقِّع اتفاق روما بين الجانبين في 4 سبتمبر 1969، بحضور الرئيس الأمريكي روبرت كينيدي.26 ونصَّ الاتفاق على تخلي الأردن عن كل الأراضي التي احتلتها في الحرب (400كم2) وتدويل القدس في غضون ثلاث سنوات، مقابل دعم أمريكي لحكم الملك حسين وقمع أية محاولة للثورة عليه.27
إسرائيل 1992 - 25 سنة من حرب يونيو1967
بات الجيش الإسرائيلي غير قائم عمليًّا، كما لم يعد هناك تجنيد إجباري، وتقوم على مهام الدفاع فرقتان إحداهما أمريكية والأخرى دولية. إدارة الشؤون الداخلية والأمن الداخلي، تقوم عليها حكومة إسرائيلية يرأسها وزير الخارجية السابق آبا إيبان. وتتحوَّل إسرائيل، عقب تخليها عن العبء العسكري، تدريجيًّا إلى سنغافورة الشرق. أعيد تعمير المدن وأصبحت أجمل وأكبر لتسع كل السكان في الحيز المحدود، يتسارع الاستثمار في القطاعات المدنية وتشيد الشركات الدولية مكاتب ومشروعات في البلاد. أصبحت إسرائيل أكثر ثراءً، لكنها أكثر عرضة للخطر عسكريًّا. ومع دنو انتخابات الرئاسة في 1992، بدرت أصوات تطالب بعودة الجنود الأمريكيين على عكس طموح اللوبي اليهودي الذي يعمل حثيثًا على إبقاء الوضع الحالي.28
سيناريوهات أخرى
تميز كتاب (ماذا لو هُزمت إسرائيل؟) بالحِرَفية في نسج أحداثه، لكنه لم يكن الكتاب الوحيد الذي تضمن “تاريخًا بديلاً” لحرب 1967 بشكل متكامل أو جزئي.
كتب إيلي إشد، وهو من المتخصصين المهتمين بالتاريخ البديل: نفترض أن السوڤيت قد غزوا إسرائيل في 1967؛ إذ يزعم أن السوڤيت كان من بين مخططاتهم اجتياح إسرائيل بعدما تبين هزيمة حلفائهم العرب، ولكنهم تراجعوا خوفًا من مواجهة مباشرة مع الولايات المتحدة ومن احتمال امتلاك إسرائيل لقنبلة نووية.29
في 1993، صدرت رواية "شعب يطعم الملوك" للكاتب يتسحاق ليئور، وهي تنطلق من ربيع 1967 حينما يكتشف جنود الخدمات وثائق سرية عن حرب مقبلة من المنتظر أن تكون حربًا ضروس وطويلة الأجل، فيقرر الجنود منعها، وينجحون في ذلك. لاقت الرواية أصداءً واسعة، وحصلت على جائزة الأدب الإسرائيلي، وطُبعت أكثر من مرة، كما أعيد طبعها بعد 20 عامًا في 2013. 30
في أبريل 1988، صدر عدد من مجلة بوليتيكا، والمخصص للتاريخ البديل، وكان من بين ما تضمنه مقال للناشط اليساري الراديكالي أوري أڤنيري الذي تناول سيناريوهين بديلين؛ أحدهما اتفاقية سلام في 1947، والثاني إذا منحت إسرائيل الفلسطينيين الاستقلال في 1967، والذي كان سيخلق يوتوبيا في الشرق الأوسط.
في 1997 صدرت المجموعة القصصية “البطل الأخير” للكاتبة دوريت بن حاييم، يصف هزيمة اليهود في حرب بينهم وبين العرب في 1960، لكان وضع اليهود الآن يشبه بالضبط وضع الفلسطينيين، ولأصبحت غزة مدينة مزدهرة بينما تل أبيب مخيم لاجئين (يهود) مهملاً يعاني سكانه من تحرشات السلطات الفلسطينية ويؤسسون تنظيمات إرهابية.
الرسالة التي تقدمها الأديبة للقارئ الإسرائيلي هي أن إسرائيل فرضت وضعًا على الفلسطينيين، وإنه كان من الممكن أن يصبحوا هم في هذا الوضع.
كما نذكر سلسلة ''Colonization'' لهاري ترتلدوڤ، التي تصوَّر هبوط كائنات فضائية على الأرض وقت الحرب العالمية الثانية، وفي الستينيات يحكم هؤلاء فلسطين، ويحاربهم اليهود والعرب جنبًا إلى جنب.31
آخر ما صدر في مجال التاريخ البديل بالعبرية، كتاب "لَو: تاريخ بديل لإسرائيل" في أبريل 2018، وتناول في أحد فصوله، قيام دولة فلسطينية في 1968 32 وهو يطبق الطرح الذي يلح عليه اليسار الإسرائيلي بأن منح الفلسطينيين دولة، بخلاف أنه حقهم، وإنه يجنبها الكلفة المادية والبشرية للحروب والعمليات الحربية، فإنه كذلك سيوفر للإسرائيليين مصيرًا أفضل في علاقتهم بالفلسطينيين وبالبلاد العربية والإسلامية على حد سواء.
لماذا سيناريو بديل؟
تعددت دوافع الكُتاب عند اعتزامهم تأليف سيناريو بديل لحدث تاريخي مهم، وبالنسبة للكتاب الرئيسي في المقال، فقد صرَّح المؤلف في ختام مقابلة لصحيفة معاريف أن هدفي الكتاب؛ أولاً: العالم لن يفهم عمق أهمية الانتصار الإسرائيلي دون أن يدرك ماذا كان سيحدث لو خسرت إسرائيل الحرب. وثانيًا: تستطيع إسرائيل بل ويجب عليها الاعتماد على نفسها فحسب. ففي حالة الحرب لن يقدم لها أحد المساعدة. 33
في واقع الأمر كانت حرب 67 حدثًا شديد المحورية كما أسلفنا، سواء في قرار شنها، أو قرار الاحتفاظ الأراضي المحتلة، وهو ما أدى لتحولات رأى بعض المحللين والمؤرخين، خلافًا للإجماع الصهيوني، أنها كانت ذات تأثير سلبي على إسرائيل ومستقبلها.
ينعت إيتان كلينسكي حرب 1967 بالخدعة الكبرى، وهو يسخر من "اليسار الصهيوني" الذي يأتي بعد 50 عامًا ليرفع شعار دولتين لشعبين، إذ أن حكومات العمل هي من شنت الحرب، ويستند كلينسكي إلى ما ورد في كتب التأريخ للحرب، من تصريحات قادة الجيش وأعضاء الحكومة من أكاذيب مقترحة، فقط، من أجل شن حرب على مصر وسوريا، وترويج الفزع بين المواطنين، حتى تمسي الحرب ضرورة حتمية.
يرى كلينسكي أن الإسرائيليين أصبحوا من ضحايا 1967، وهو يقصد أنهم ضحايا حكومتهم نفسها، فقد باتوا مسؤولين عن مئات الآلاف من الكيلومترات يسكنها شعب مختلف، وأن عليهم أن يسفكوا المزيد والمزيد من الدماء، للاحتفاظ بها. حتى تصاعد صوت اليمين المسيحاني، الذي يطرح ضرورة إيجاد حل، ولكن ما يقترحه من خيارات هو "الترحيل" أو "الفصل العنصري"34
ظل السجال حول مصير الأراضي المحتلة في 67، بدوافع مختلفة، في مقال المؤرخ العسكري يوسي بلوم هاليڤي، وتطرق إلى جانب من السجال يدور حول القدرة العسكرية على الاستمرار وكلفتها المادية والبشرية، دون أية اعتبارات أخلاقية.35
في يونيو 2017، وبمناسبة مرور 50 عامًا على حرب يونيو 67، كتب المحلل جدعون ليڤي36 مقال بعنوان "نكبتنا" ذكر فيه "50 عامًا على أكبر كارثة يهودية منذ المحرقة، 50 عامًا على أكبر نكبة على الشعب الفلسطيني منذ نكبة (48)"... يرى ليڤي أن الدولة التي تحتفل بـ50 سنة احتلال قد افتقدت الشعور. ويضيف أنه على الرغم من عدم صحة نسب كل أمراض البلد لحرب 1967، وعلى الرغم من عدم طهورية حرب 1948 أيضًا، فإن حرب 1967 قد أوجدت، بالاصرار على عدم تصويب نتائجها، كائنًا ممسوخًا، لم يستكمل حتى الشعارات الصهيونية بخلق "شعب". فبعد 1967 أصبحت هناك عمالة فلسطينية رخيصة ودون حقوق نقابية أو مظلة تشريعية. انفتح الطريق أمام العمالة الفلسطينية في السوق الإسرائيلية لتلك الأسباب فحسب؛ وحتى المستوطنات الأيديولوجية، أوجدت "تخريجة أيديولوجية" لتستفيد من ذلك الوضع. وهكذا أمست إسرائيل "أكثر قوة وتسليحًا وثراءً من 1967، وأكثر فسادًا وتعفُّنًا كما ينبغي لدولة احتلال.37
الهوامش:
1 - רפאל בשן: ראיון עם ריצ'רד צֶ'זנוף, מעריב, 31 ינואר 1969. (معاريڤ 31 يناير 1969)
2 - רפאל בשן: ראיון עם ריצ'רד צֶ'זנוף, מעריב, 31 ינואר 1969. (معاريڤ 31 يناير 1969)
3 - מארק גפן: "אילו נוצחה ישראל" על המשמר, 14 במרץ 1969(عل همشمار 14مارس 1969)
4 - إفرايم كيشون:(1924- 2005) أديب ساخر إسرائيلي، ترجمت أعماله للغات اوروبية، تحول عدد منها إلى أفلام وعروض مسرحية.
كيف فقدنا تضامن العالم, 17-11-2001 http://www.haayal.co.il/thread?rep=43797
5 - كاريئيل جاردوش (دوش) (1921- 2000) رسام إسرائيلي من أصل مجري، ينتمي سياسيًّا لليمين القومي، وهو ما ينعكس في أعماله.
6 - רפאל בשן: ראיון עם ריצ'רד צֶ'זנוף, מעריב, 31 ינואר 1969. (معاريڤ 31 يناير 1969)
7 - ריצ'רד צֶ'זנוף, רוברט ליטל ואדוארד קליין, אילו נוצחה ישראל، הפרק הראשון, מעריב, 7 בפברואר 1969. (معاريڤ 7فبراير 1969)
8 - داسو ميستير Dassault Mystère، ميراچ Mirage وهي طائرات فرنسية، سعت إسرائيل للحصول عليها في محاولة لمعادلة موازين القوى الجوية مع مصر، بعد صفقة الأسلحة التشيكية.
9 - ריצ'רד צֶ'זנוף, רוברט ליטל ואדוארד קליין, אילו נוצחה ישראל، הפרק השני, מעריב, 14 בפברואר 1969. (معاريڤ 14 فبراير 1969)
10 - مركبة جبلية تتحرك على قطبان، وهي بمثابة تلفريك لكنه غير معلق.
11 - ריצ'רד צֶ'זנוף, רוברט ליטל ואדוארד קליין, אילו נוצחה ישראל، הפרק השני, מעריב, 14 בפברואר 1969. (معاريڤ 14فبراير 1969)
12 - ריצ'רד צֶ'זנוף, רוברט ליטל ואדוארד קליין, אילו נוצחה ישראל، הפרק השני, מעריב, 14 בפברואר 1969. (معاريڤ 14فبراير 1969)
13 - ריצ'רד צֶ'זנוף, רוברט ליטל ואדוארד קליין, אילו נוצחה ישראל، הפרק השני, מעריב, 14 בפברואר 1969. (معاريڤ 14فبراير 1969)
14 - ריצ'רד צֶ'זנוף, רוברט ליטל ואדוארד קליין, אילו נוצחה ישראל، הפרק השני, מעריב, 14 בפברואר 1969. (معاريڤ 14فبراير 1969)
15 - רפאל בשן: ראיון עם ריצ'רד צֶ'זנוף, מעריב, 31 ינואר 1969. (معاريڤ 31 يناير 1969)
16 - רפאל בשן: ראיון עם ריצ'רד צֶ'זנוף, מעריב, 31 ינואר 1969. (معاريڤ 31 يناير 1969)
17 - روبرت كينيدي (1925- 1968): عضو مجلس شيوخ ومرشح الرئاسة، تعرض للاغتيال برصاص فلسطيني يدعى سرحان بشارة، هناك شكوك حول ضلوع المخابرات الأمريكية في تدبير الحادث، بسبب تأييده لمارتن لوثر كينج، الذي اغتيل قبلها.
18 - רפאל בשן: ראיון עם ריצ'רד צֶ'זנוף, מעריב, 31 ינואר 1969. (معاريڤ 31 يناير 1969)
19 - ריצ'רד צֶ'זנוף, רוברט ליטל ואדוארד קליין, אילו נוצחה ישראל، הפרק השני, מעריב, 21 בפברואר 1969 (معاريڤ 21 فبراير 1969)
20 - רפאל בשן: ראיון עם ריצ'רד צֶ'זנוף, מעריב, 31 ינואר 1969. (معاريڤ 31 يناير 1969)
21 - רפאל בשן: ראיון עם ריצ'רד צֶ'זנוף, מעריב, 31 ינואר 1969. (معاريڤ 31 يناير 1969)
22 - االعصيان اليهودي: اشارة إلى حركة العصيان العبري، وهي تكوين تنسيقي بين المنظمات الصهيونية المسلحة، كُوِّن بنهاية الحرب العالمية واستمر التنسيق حتى 1946، وارتكبت خلالها عمليات إرهابية معروفة منها تفجير فندق الملك داوود، وتفجير القطارات وتفجير الجسور.
23 - “אילו נוצחה ישראל" - האופציה האמריקנית. חלק ב`07/04/2007
http://www.tapuz.co.il/blogs/viewentry/954134
24 - “אילו נוצחה ישראל" - האופציה האמריקנית. חלק ג` 5/04/2007
http://www.tapuz.co.il/blogs/viewentry/970631
25 - אילו נוצחה ישראל" - האופציה האמריקנית. חלק ה` 04/05/2007
http://www.tapuz.co.il/blogs/viewentry/977567
26 -الذي نجا من الاغتيال بعد عودة مغتاله سرحان سرحان إلى الأردن بسبب الحرب، حسب تصور الكتاب
27 - “אילו נוצחה ישראל" - האופציה האמריקנית. חלק ו` 05/05/2007
http://www.tapuz.co.il/blogs/viewentry/978571
28 - “אילו נוצחה ישראל" - האופציה האמריקנית. חלק ז` 02/06/2007
http://www.tapuz.co.il/blogs/viewentry/998864
29 - אלי אשד: אתר האייל הקורא, מדור תרבות והיסטוריה, 1/11/2000,
http://www.haayal.co.il/story_346
30 - יצחק לאור: עם, מאכל מלכים. https://www.newlibrary.co.il/product?c0=13006&bsp=12838
31 - אלי אשד מדינות ישראל חלופיות חלק ג'- 02/11/2000, גרסה ראשונה: גליון מספר 2 של המימד העשירי, דצמבר 1996
https://www.sf-f.org.il/sf-f/old_site/story_60.html
32 - אורי רדלר: לו - היסטוריה חלופית לישראל، סלע מאיר , 2018
33 - רפאל בשן: ראיון עם ריצ'רד צֶ'זנוף, מעריב, 31 ינואר 1969.
34 - איתן קלינסקי ההונאה הגדולה של שנת 1967
https://www.news1.co.il/Archive/003-D-126624-00.html
35 - יוסי בלום הלוי : להגן על ישראל מקווי 1967
https://www.news1.co.il/Archive/003-D-60675-00.html
36 - جدعون ليفي (1953- ) خريج قسم العلوم السياسية بجامعة تل ابيب، عمل مراسلاً ومذيعًا ومحررًا بإذاعة الجيش، ومن 1978- 1982 متحدثًا باسم رئيس حزب العمل شمعون بيريس، عضو هيئة تحرير هآرتس، ومتخصص في متابعة المناطق المحتلة، من كُتبه منطقة النزيف، الحياة والموت تحت الاحتلال، عقاب غزة (بالإنجليزية)
37 - גדעון לוי: הנכבה שלנו16.04.17
https://www.haaretz.co.il/opinions/.premium-1.4024429