قضايا

دار المرايا

مدير المكتب الإعلامي للجان المقاومة في فلسطين محمد البريم «أبو مجاهد»: ما بعد معركة «سيف القــــدس» ليــــس كما قبلها

2022.01.01

مدير المكتب الإعلامي للجان المقاومة في فلسطين محمد البريم «أبو مجاهد»: ما بعد معركة «سيف القــــدس» ليــــس كما قبلها

«ليس هناك نصر مطلق ولا هزيمة مطلقة، في أي نصر لا بد من بعض الخسائر، وكذلك في كل هزيمة لا بد من بعض الانتصارات»..

نجح الفلسطينيون خلال المواجهات الأخيرة مع العدو الصهيوني في تحقيق عدة أهداف أجبرت الاحتلال إلى السعي الحثيث لوقف إطلاق النار بوساطات مصرية وإقليمية منها معادلة ردع جديدة في سياق المواجهات المستمرة مع الكيان، واعتبار أن المواجهات السلمية والشعبية لم تكن وحدها لتنجح في حمل المجتمع الدولي على التحرك، وقف تنفيذ قرار إخلاء حي الشيخ جراح، وكسب الرأي العام العالمي. وقد تمكنوا من إعادة تسليط الضوء على قضيتهم، وتأكيد ضرورة إيجاد حل عادل لها، والأهم أنهم استعادوا إلى حد بعيد ثقتهم بأنفسهم وبقضيتهم. ورغم أن الانتفاضة الشعبيّة فقدت زخمها في غالبيّة البلدات والمدن الفلسطينية في الأيام التي تلت الهدنة المؤقتة، نتيجة حملة الاعتقالات التعسفيّة الواسعة داخل الأراضي المحتلة عام 48 وفي مناطق الضفة الغربية عبر أجهزة السّلطة الأمنية، لكن الواقع أظهر عدة أن المقاومة الشعبية نجحت في رفع الروح المعنوية للفلسطينيين بعد سنوات من الشعور بالهزيمة، كما أعادت القضية إلى واجهة العالم بعد سنوات من التّراجع، بالإضافة إلى توحيد الشارع الفلسطيني على كامل الجغرافيا الفلسطينية، بل وحتى في خارجها. ونحن نقف على أعتاب مرحلة مهمة ليس أمام الشعب الفلسطيني سوى استمرار النّضال الشعبي، من أجل تحرير كل فلسطين، وتوسيع ساحات المقاومة عبر تفعيل دور الشتات فيها، ما يضمن وحدة الشارع الفلسطيني، ويساعده على فرز تنظيمات تعبر عنه، من رحم نضاله اليومي. هذا ما يخبرنا به الناطق الإعلامي للجان المقاومة والغرفة المشتركة في فلسطين محمد البريم «أبو مجاهد» في حوار خاص لمجلة «مرايا» حول المقاومة الفلسطينية إلى أين؟ وما العمل في المرحلة القادمة؟

ويؤكد «أبو مجاهد» أن هناك معادلة ردع جديدة ثبتتها فصائل المقاومة الفلسطينية في سياق المواجهات المستمرة مع الكيان الصهيوني عنوانها استمرار التصدي للاحتلال الإسرائيلي في فلسطين المحتلة وبكل أشكال المقاومة، ويقول بوضوح: «ما بعد معركة سيف القدس ليس كما قبلها، وأن شعبنا الفلسطيني في كل أماكن وجوده على أرضنا المباركة في فلسطين أو في أماكن اللجوء والشتات في اشتباك مفتوح مع هذا العدو الصهيوني، المحتل لا يفهم أبدًا سوى لغة القوة والمقاومة والانتفاضة والثورة»، مضيفًا أن الشعب الفلسطيني بكل أطيافه سياسيًّا وجغرافيًّا يقف موحدًا خلف نهج المقاومة، وبات يعي جيدًا ألا حرية ولا تحرير ولا كرامة إلا بالمقاومة والجهاد والبذل والعطاء، وأصبح فريق أوسلو معزولًا ومنبوذًا وبات نهج أوسلو خلف ظهر شعبنا، وأن التطبيع هو خيار بعض المستسلمين والخانعين من أنظمة عميلة لا خيار الشعوب التي جلها تقف بجانب الشعب الفلسطيني». ويرى الناطق الإعلامي للجان المقاومة أن المطلوب الآن البناء على هذه الهبّة الشعبية وعلى منجزات المقاومة في غزة تجاوز مسار التسوية ولا بد من أحداث تغيير جوهري عبر الاتفاق على برنامج أساسه التمسك بنهج المقاومة قولًا وفعلًا والتمسّك بالثوابت الوطنية لشعبنا وسحب الاعتراف بالكيان الصهيوني وإلغاء اتفاق أوسلو وملحقاته».

وأبو المجاهد محمد البريم؛ الناطق الإعلامي للجان المقاومة في فلسطين، والقيادي في حركة الجهاد الإسلامي لجان المقاومة الشعبية، وهو تنظيم فلسطيني نشأ وظهر مع انتفاضة الأقصى التي بدأت في 28 سبتمبر 2000. وقد قامت الحركة بالعديد من العمليات العسكرية عبر جناحها العسكري ألوية الناصر صلاح الدين، وأشهرها العمليات تفجير دبابة الميركافا أقوى دبابة إسرائيلية، وكذلك شراكتها في عملية (الوهم المتبدد) التي أُسر فيها الجندي الإسرائيلي (جلعاد شاليط). وقد أسسها جمال بن عطايا أبو سمهدانة برفقة ياسر زنون وأبي عبير عبد العال ومبارك الحسنات وأبو يوسف القوقا مع مجموعة من الشباب الفلسطيني، الذين كانت لهم مواقع ريادية في تنظيماتهم قبل الانتفاضة، إلا أنهم عملوا باستقلالية عن جميع تلك التنظيمات. واستطاعت اللجان أن تحظى بحضور شعبي وامتداد في قطاع غزة وفلسطين وأوساط اللاجئين الفلسطينيين خارج فلسطين.

ما مقومات مشروع التحرير، وما الأشكال النضالية الفاعلة من أجل تحقيق التحرير الكامل؟

- مقومات مشروع تحرير فلسطين كثيرة وكبيرة، ولا مجال لذكرها جميعها لكن أهمها وحدة شعبنا في كل أماكن وجوده ومشاركته في معركة التحرير في غزة والضفة والقدس والداخل المحتل والشتات.. وهذا ما رأيناه في أثناء معركة سيف القدس وكذلك وحدة الأمة وشعوبها والتفافها حول فلسطين وقضيتها ووحدة كل فصائل المقاومة ومراكمة قوتها وامتلاك أسباب القوة الحقيقية التي تتيح ضرب العدو الصهيوني وإيقاع الخسائر المادية والبشرية والمعنوية الكبيرة في صفوف جيشه ومغتصبيها

كيف ترى مسار تحرير فلسطين، هل هو مسار من مرحلة وحيدة، أما متعدد المراحل، مثل البدء بتحرير غزة ثم الضفة أو القدس ومن ثم استكمال مجمل الأراضي؟

- معركة التحرير معركة تراكمية وليست بالضربة القاضية.. ونحن مع تحرير أي شبر من أرض فلسطين ليشكل قاعدة انطلاق لنا ضد العدو الصهيوني ولكن دون أي اعتراف بالكيان الصهيوني.

ما تقييم المقاومة العسكرية لمرحلة انحسارها إلى داخل قطاع غزة، بعدما كانت قوة ضاربة في الضفة وغزة ومجمل أرض فلسطين؟

- المقاومة الفلسطينية موجودة في كل مكان من أرض فلسطين وشاهدنا في الفترة الماضية خروج مقاومين من كل مكان في أرض فلسطين من النقب من أم الفحم من يافا من الضفة والقدس، ولكن وجودها بهذه القوة الكبيرة في غزة هو لعدم وجود احتلال على أرض قطاع غزة، ووجوده حكومة تحمي المقاومة وتساندها وتحتضنها وتوفر لها الأرض الخصبة.

ما سبب اعتماد المقاومة العسكرية شكلاً واحدًا، متمثلًا راهنًا بالقذائف قريبة ومتوسطة المدى؟ مثل العمليات النوعية ذات البعد الاستخباراتي، العمليات الداخلية والخارجية، العمليات السيبرانية.. إلخ؟

- كل أشكال المقاومة العسكرية كانت موجودة وحاضرة في أثناء معركة سيف القدس، ولكن هناك قيادة عسكرية تمتلك الخبرة والقدرة على إدارة هذه المعركة هي التي كانت تحدد شكل الرد وشكل المواجهة المطلوب، ولا يوجد ارتجال أو عشوائية أبدًا، كل شيء محسوب ومخطط له حسب ما تقرره قيادة غرفة العمليات المشتركة لفصائل المقاومة.

كيف تقيمون ما وصفته المقاومة مؤخرًا بالانتصار، وهل يعد قبول إسرائيل بالهدنة في حد ذاته انتصارًا؟

- الكيان الصهيوني هو الذي طلب وقف إطلاق النار، وهو الذي ركض إلى الوسطاء طالبا منهم وقف إطلاق النار مع المقاومة في قطاع غزة، بعد أن كان يتبجح ويستعرض قادته تهديداتهم بأنهم لن يوقفوا النار تجاه غزة إلا بعد تدمير المقاومة وقدراتها وقوتها.. والملاحظ لمعركة سيف القدس فلأنها بدأت بتهديد وانتهت بتهديد الاحتلال بأن هناك ضربة كبيرة من أكثر 300 صاروخ تغطي كل المدن المحتلة، والمعركة انتهت بمواصلة المقاومة إطلاقها للصواريخ بكثافة على مدن عسقلان وأسدود وبئر السبع وباقي مغتصبات غلاف غزة، ونحن كمقاومة نعتبر هذا نصرًا عزيزًا وكبيرًا لأننا فرضنا على العدو الصهيوني معادلات جديدة وقواعد اشتباك جديدة؛ أهمها أن القدس قلب المعركة وهي أساس المعركة وبعد عشرة أيام من وقف إطلاق النار لا زال العدو الصهيوني الغاصب يحسب مليون حساب لكل خطوة يخطوها في القدس والشيخ جراح.. ولا شك عندما تستطيع غزة المحاصرة منذ 13 عامًا أو أكثر ضرب كل المدن المحتلة في كيان العدو الصهيوني وفرض حظر التجول على أكثر من خمسة مليون صهيوني، وفي النهاية العدو يطلب وقفًا لإطلاق النار بعد أن كانت مطالبه عالية وهي إنهاء المقاومة وتدميرها.

هل كان هناك أفق لتحول هبة الشيخ جراح إلى انتفاضة شعبية جماهيرية في كامل فلسطين، مثل 87 و2000 ولماذا لم تتطور لتصبح كذلك؟

-أعتقد أنه لا زالت هناك إمكانية لتحويل هذه الهبة الشعبية إلى انتفاضة، وعلينا إدراك أن هذه الهبة ليست بمعزل عن الهبة الشعبية في القدس والضفة وانتفاضة القدس مسيرات العودة في قطاع غزة التي صاحبت إعلان ترامب القدس عاصمة لكيان العدو ونقل السفارة الصهيونية إلى القدس.. كل هذه المعارك الشعبية مترابطة وشعبنا الفلسطيني في الضفة والقدس والداخل المحتلة لن يعدم الوسيلة لمقاومة هذا العدو المجرم.. وبات مقتنعًا تمامًا بأن الطريق الوحيد والمجدي لاقتلاع هذا الكيان الغاصب لن يكون إلا بالمقاومة بكل أشكالها الشعبية والمسلحة.

كيف ترون الانتقادات الموجهة إلى المقاومة كونها بعمليات القصف الصاروخي من غزة قطعت الطريق على تحويل هبة القدس إلى انتفاضة جماهيرية وعسكرتها؟

-هذه الانتقادات غير صحيحة فشعبنا في القدس والشيخ جراح نادى وطالب المقاومة في غزة بالدخول في المعركة، والمقاومة في غزة عبر غرفتها المشتركة لبت هذا النداء والذين يوجهون هذه الانتقادات لا يريدون أي مقاومة لا شعبية ولا عسكرية، يريدون فرض الاستسلام التام على شعبنا، وهذا لن يكون بفضل هذا الوعي الكبير لدى أبناء شعبنا الفلسطيني ودرعه الحصين المقاومة الفلسطينية.

هل لديكم استراتيجية لتحرير فلسطين، أم أن المقاومة أصبحت رد فعل على الجرائم الصهيونية؟

- الوظيفة الأساسية والدور الأساسي لفصائل المقاومة هي مقاومة هذه الكيان الصهيوني الخبيث واقتلاعه من أرض فلسطين المباركة، يجب أن تكونوا مدركين لهذا الهدف في المقاومة تواصل إعدادها واستعدادها وجاهزيتها ومراكمة وتطوير أدواتها ومقاومتها من أجل تحقيق هذا الهدف المتمثل بتحرير الأرض والمقدسات.

ما ملامح هذه الاستراتيجية، وما موقع التنسيق مع السلطة فيها؟

- استراتيجية المقاومة لتحرير فلسطين قائمة على كل أبناء شعبنا الفلسطيني وفصائله المقاومة، وكل أبناء الأمة ودولها وأحزابها المقاومة وفي مقدمتها كل الدول التي تدعم المقاومة الفلسطينية، وكل أحرار العالم الذين يرون أن هذا الكيان الغاصب هو أساس الشر وأم المصائب في العالم ومراكمة قوتها لكي تستطيع مجابهة هذا الكيان المجرم وحلفائه.. بالنسبة للسلطة الفلسطينية في هذا الوقت لا زالت تلتزم باتفاق أوسلو والتنسيق الأمني، وهذا أمر لطالما طالبنا بإلغائه والانخراط في معركة القدس ولو على مستوى المقاومة الشعبية بالحد الأدنى، ولكن لا يمكن إغفال أن هناك قطاعات واسعة من حركة فتح وكتائب شهداء الأقصى بمختلف مسمياتها ضمن هذا المحور المقاوم، وضمن غرفة العمليات المشتركة وسيكون لهم دور كبير كما عهدناهم دائمًا في مرحلة التحرير.

هل أثَّر غياب قيادة جامعة مثل ياسر عرفات، وانهيار البنى السياسية التحتية من منظمات قوية، وتغييب قيادات مثل مروان البرغوثي على الانتفاض الشعبي الواسع؟

- بالطبع غياب قادة عظام أمثال القائد الرمز ياسر عرفات الذي دعمنا ماليًّا وعسكريًّا في بداية انتفاضة الأقصى المباركة، وأمثال الأسير القائد مروان البرغوثي وعشرات القادة العسكريين والشعبيين الموجودين داخل الأسر في السجون الصهيونية.. ولو كان هناك غطاء سياسي من قبل السلطة لكان هناك تحرك جماهيري شعبي واسع ضد المحتلين الصهاينة.. لكننا في ذات الوقت على يقين أن السعي وراء المفاوضات لن يجلب حقنا.. وهو لهث وراء السراب ويجب على القيادة الفلسطينية أن تعي جيدًا طبيعة المرحلة، في ظل تزايد الاستيطان والاعتداءات على القدس والداخل المحتل والتنكر الدولي للحقوق الفلسطينية والعمل ضمن خطة استراتيجية لتعزيز المقاومة بكل أشكالها لاسترداد حقوقنا.

كيف ترون المجتمع الإسرائيلي الآن، وهل تتابعون ما يجري بداخله.. بمعنى آخر هل تلاحظون تغييرات داخل هذا المجتمع مع الأجيال الجديدة، وهل هناك انقسامات بداخله تجاه الاحتلال والعنصرية، وهل هي انقسامات حقيقية ومعتبرة يمكن الرهان عليها، وعلى المجموعات التي تعبر عن ذلك في دعم تحرير فلسطين؟

- المجتمع الصهيوني يعيش حالة من الصدمة الكبيرة.. واستطاعت المقاومة الفلسطينية من خلال إدارته لمعركة سيف القدس هز الوعي الصهيوني وأوصلت لهم رسالة عنوانها أن قادتكم يكذبون عليكم وأن هذه الأرض لها أصحابها وأن وعود ترامب لكم ما هي إلا سراب وتزييف للتاريخ والواقع، وأن القدس والأقصى للمسلمين وأن القدس والأقصى بالنسبة للشعب الفلسطيني دونها المهج والأرواح والأنفس والأموال وكل شيء نملكه هو فداء للقدس والأقصى وأن عليهم التفكير الجدي بالرحيل والبدء بالهجرة العكسية والمراقب للإعلام الصهيوني يرى مدى التفكك والانقسام داخل هذا المجتمع الذي بني على الباطل والخداع والرواية الصهيونية التلمودية، أعتقد أننا سنشهد المزيد من الانقسامات والتفكك داخل كيان الاحتلال وكلها ستكون في صالح شعبنا الفلسطيني ومعركته المفتوحة مع هذا العدو المجرم.

ما رأيكم في الانتقادات القائلة بأن المقاومة تعتبر غزة فائضًا بشريًّا، وأن الانتصار يساوي استشهاد عدد كبير من أهالي غزة مقابل عدد أقل بكثير من الصهاينة، الأمر الذي لا يقدر أهمية الضحايا من جانبكم؟

-أعتقد هؤلاء يسهمون بدعم الرواية الصهيونية، فالأولى مهاجمة من يقصف المدنيين وبيوتهم الآمنة والأطفال والنساء والشيوخ والمساجد والأبراج السكنية والمكاتب الإعلامية، وعلى هؤلاء أن يدركوا جيدًا أنه لا تحرير ولا حرية للأرض والإنسان الفلسطيني دون تضحيات ودون شهداء، والتاريخ الإسلامي والإنساني شاهد على ذلك، وبدلاً من أن يوجهوا النقد واللوم للمقاومة عليهم أن يشاركوا في الدفاع عن هؤلاء الأبرياء العزل، وأن يفكروا بحمايتهم لا التبرير لقاتلهم.

كيف ترون الحركة العالمية الداعمة للقضية الفلسطينية مؤخرًا، وهل هناك تطور تلمسونه فيها وما أبرز ملامح هذا التطور، وهل يمكن الاعتماد على هذه الحركة في تحرير فلسطين وكيف؟

-نعتقد جازمين أن ما بعد معركة سيف القدس ليس كما قبلها، وأن معركة القدس قد أعادت للقضية الفلسطينية بريقها وأعادت حركة التضامن العالمي والعربي والإسلامي مع شعبنا وقضيته من جديد.. ورأينا التظاهرات والاحتجاجات في كل بلدان العالم ضد العدو الصهيوني وجرائمه بحق الآمنين والعزل من الأطفال والنساء والشيوخ حتى ذوي الإعاقة والحوامل والرضع لم يسلموا من فاشية وإجرام هذا الجيش.. ونعتقد أن هذه التضامن سيكون له الأثر الكبير في دعم القضية الفلسطينية ودعم المقاومة في معركتها من أجل التحرير.

كيف أثرت المتغيرات الإقليمية على المقاومة، سوريا وحزب الله. والتغير النسبي في الأداء المصري مؤخرًا، كذلك تغير الإدارة الأمريكية؟

- لا شك أن سوريا وحزب الله من أشد وأكبر الداعمين والمساندين لقضيتنا ومقاومتنا، وأن دعمهم ومساندتهم بالمال والعتاد والسلاح من أكبر أسباب وصول المقاومة لما هي عليه اليوم من قوة كبيرة فرضت نفسها وبقوة ندًا لكيان العدو الصهيوني.. واستطاعت تهز كيانه ومجتمعه وتحرجه أمام العالم.. ونحن بالمناسبة نشكر الأخوة والأشقاء السوريين وفي حزب الله على وقوفهم الدائم والمتواصل بجانبنا، أما بالنسبة للموقف المصري فهذا تطور كبير جدًا، وكان له أثر كبير في صمود شعبنا ومقاومته وكل فصائل المقاومة قدمت الشكر والتقدير للأشقاء في مصر على هذه المواقف المقدرة والعظيمة.

وبشكل خاص، كيف أثَّر هرولة دول الخليج إلى التطبيع، سياسيًّا ولوجستيًّا؟

- بالطبع أسهمت فإن دول التطبيع قبل معركة سيف القدس في محاولة شرعنة هذا الكيان الغاصب, وتبييض صفحة قادته الإرهابيين.. وخلال الفترة الممتدة منذ بداية التطبيع تعبث هذه الدول بمقدرات الأمة وتدعم الكيان الصهيوني وأسهمت في تشديد الحصار المالي على المقاومة ولاحقت كل من يفكر بدعم المقاومة في فلسطين داخل بلدانها حتى لو بكلمة.. ورأينا الاعتقالات التي شنتها هذه الدول ضد شعوبهم وضد أبناء شعبنا الفلسطيني الموجودين في هذه الدول بتهمة دعم المقاومة في فلسطين، وأعتقد أن هناك فرصة أمام المطبعين إعادة النظر فيما اقترفوه من جرم بحق شعبنا وقضيتنا والرجوع إلى نبض الأمة الحقيقي المتمسك بحق شعبنا وقضيته ومقاومته.

ليس للتحرير موعد حاسم بالتأكيد، ولكن ما المدى الزمني الذي ترونه؟

-ثقتنا بالله ثم بأنفسنا كبيرة، ونراه قريبًا بإذن الله عزل وجل، وسنواصل جهدنا ومعنا كل أحرار أمتنا من أجل الوصول إلى هذا الهدف الأسمى بتحرير فلسطين من بحرها إلى نهرها.