رؤى

نانسي لينديسفارن وجوناثان نيل

نظرة أخرى للأشياء! أفغانستان.. طالبان.. والاحتلال الأمريكي

2021.12.01

تمت الترجمة بواسطة: نهى مصطفى

ترجمة : نهى مصطفى

 نظرة أخرى للأشياء! أفغانستان.. طالبان.. والاحتلال الأمريكي

هناك الكثير من الهراء يُكتب في بريطانيا والولايات المتحدة حول أفغانستان، ولكن تخفي معظم هذه الترهات عددًا من الحقائق المهمة: أولها أن طالبان هزمت الولايات المتحدة. وثانيًا: أن حركة طالبان انتصرت لأن لديها دعمًا شعبيًا أكبر. وثالثًا: أن هذا الانتصار ليس لأن معظم الأفغان يحبون طالبان، ولكن لأن الاحتلال الأمريكي كان قاسيًا وفاسدًا بشكل لا يطاق. ورابعًا: أن الحرب على الإرهاب هُزمت أيضًا في الولايات المتحدة. وأغلبية الأمريكيين حاليًا يؤيدون الانسحاب من أفغانستان ويعارضون المزيد من الحروب الخارجية. وخامسًا: هذه نقطة تحول في تاريخ العالم، فقد خسرت أعظم قوة عسكرية في العالم معركتها على يد شعب بلد صغير شديد الفقر. وهو ما سيؤدي إلى إضعاف قوة الإمبراطورية الأمريكية في جميع أنحاء العالم. وسادسًا: لقد تم استغلال خطاب إنقاذ النساء الأفغانيات على نطاق واسع لتبرير الاحتلال، وقد انحازت العديد من النسويات في أفغانستان إلى جانب الاحتلال. وكانت النتيجة مأساوية للنسوية.

تتصدى هذه المقالة لهذه النقاط، ولأنها مقالة قصيرة، فإننا هنا نؤكد أكثر مما نثبت. لكننا كتبنا كثيرًا عن الجنس والسياسة والحرب في أفغانستان منذ أن قمنا بعمل ميداني هناك كعلماء أنثروبولوجيا منذ خمسين عامًا تقريبًا. ونقدم روابط كثيرة لهذا العمل في نهاية هذه المقالة، حتى يتمكن القارئ من استكشاف حججنا بمزيد من التفصيل. [1]

 انتصار عسكري

يعتبر هذا انتصار عسكري وسياسي لحركة طالبان، لأن طالبان انتصرت في الحرب؛ فعلى مدى عامين على الأقل، كانت القوات الحكومية الأفغانية - الجيش الوطني والشرطة- تفقد عددًا من القتلى والجرحى شهريًا أكثر مما تنجح في تجنيدهم، لذا فهذه القوى كانت آخذة في الانكماش. فعلى مدى السنوات العشر الماضية، سيطرت حركة طالبان على المزيد من القرى والبلدات، وفي الاثني عشر يومًا الأخيرة سيطروا على جميع المدن. ولم يكن مجرد تقدم سريع عبر المدن ثم إلى العاصمة كابول، فقد كان الأشخاص الذين استولوا على كل مدينة موجودين في الجوار منذ فترة طويلة، يقبعون في القرى، ينتظرون هذه اللحظة. وبشكل دؤوب، في جميع أنحاء الشمال، كانت طالبان تجند الطاجيك والأوزبك وغيرهم. وهذا أيضًا انتصار سياسي لطالبان. فلا يمكن لأي حرب عصابات على وجه الأرض أن تحقق مثل هذه الانتصارات دون دعم شعبي. لكن ربما كلمة "دعم" ليست الكلمة الصحيحة. لقد كان على الأفغان أن يختاروا جانبًا من الجانبين. واختار غالبية الشعب الأفغاني الوقوف إلى جانب طالبان ضد المحتل الأمريكي. ليس كل الشعب، فقط الكثير منهم. كما اختار عدد أكبر من الأفغان الوقوف إلى جانب طالبان أكثر من اختيارهم لحكومة الرئيس "أشرف غني". مرة أخرى، ليس كلهم​​، لكن أكثر ممن دعموا "غني". وقد اختار عدد أكبر من الأفغان الوقوف إلى جانب طالبان عن الوقوف مع أمراء الحرب القدامى. والدليل المذهل على ذلك هزيمة دستم في شبرغان وإسماعيل خان في هرات. وفي عام 2001، كانت أغلبية ساحقة من حركة طالبان من البشتون، ويتسمون بسياسات تفضيلية للبشتون. وفي عام 2021، استولى مقاتلو طالبان الذين ينتمون للعديد من الأعراق على السلطة في المناطق التي يسيطر عليها الأوزبك والطاجيك. لكن الاستثناء المهم هو المناطق التي يهيمن عليها الهزارة في الجبال الوسطى، وسنعود إليه لاحقًا.

بالطبع، لم يختر كل الأفغان الوقوف إلى جانب طالبان. وهي بالتأكيد حرب ضد غزاة أجانب، ولكنها أيضًا حرب أهلية؛ إذ حارب الكثيرون إلى جانب الأمريكيين أو الحكومة أو أمراء الحرب. وقدم الكثيرون تنازلات لكلا الجانبين للبقاء على قيد الحياة. وآخرون لم يكونوا متأكدين ما الجانب الذي يجب أن ينحازوا إليه وينتظرون بمزيج من الخوف والأمل رؤية ما سيحدث في المستقبل. ولأن هذه تعتبر هزيمة عسكرية للقوة الأمريكية، فإن مطالبات بايدن لفعل هذا أو ذاك بلا جدوى. فلو أن القوات الأمريكية بقيت في أفغانستان، لكان عليها الاستسلام أو الموت، وسيكون هذا إذلالًا لها أسوأ بكثير من الكارثة الحالية، لذلك لم يكن أمام بايدن، مثل ترامب من قبله، أي خيارات.
 
لماذا اختار الكثير من الأفغان طالبان

حقيقة أن المزيد من الشعب اختاروا حركة طالبان لا تعني بالضرورة أن معظم الأفغان يدعمون طالبان. بل يعني أنه في ضوء الخيارات المحدودة المتاحة، كان هذا هو خيارهم.. لماذا؟ الإجابة المختصرة أن طالبان هي المنظمة السياسية المهمة الوحيدة التي تقاتل الاحتلال الأمريكي، والذي أصبح معظم الأفغان يكرهونه. ولم يكن هذا هو الوضع دائمًا؛ فعندما أرسلت الولايات المتحدة لأول مرة طائرات قاذفة وعدد قليل من القوات إلى أفغانستان بعد شهر واحد من أحداث 11 سبتمبر، كانت قوات تحالف الشمال -تحالف من أمراء الحرب في شمال البلاد من غير البشتون- تدعم الولايات المتحدة. لكن جنود وقادة التحالف لم يكونوا في الواقع مستعدين للقتال إلى جانب الأمريكيين. فبالنظر إلى التاريخ الطويل للمقاومة الأفغانية للغزو الأجنبي، وآخرها للاحتلال الروسي من 1980 إلى 1987، لو أن ذلك قد حدث -القتال إلى جانب الأمريكيين- لصار وضعًا مخجلًا للغاية.

من ناحية أخرى، لم يكن أحد تقريبًا مستعدًا للقتال دفاعًا عن حكومة طالبان التي كانت في السلطة آنذاك. وواجهت قوات التحالف الشمالي وطالبان بعضها بعضًا في حرب زائفة. ثم بدأت الولايات المتحدة والبريطانيون وحلفاؤهم الأجانب في القصف. وتفاوض الجيش الباكستاني والمخابرات الباكستانية على إنهاء المأزق. لتتولى الولايات المتحدة السلطة في كابول وتنصب رئيس من اختيارهم. في المقابل، يسمح لقادة طالبان ورتبها بالعودة إلى ديارهم وقراهم أو إلى المنفى عبر الحدود في باكستان. ولم تنشر هذه التسوية على نطاق واسع في الولايات المتحدة وأوروبا في ذلك الوقت لأسباب واضحة، لكننا كتبنا عنها، وكان هذا الوضع مفهومًا على نطاق واسع في أفغانستان. وأكبر دليل على هذه التسوية التفاوضية هو ما حدث بعد ذلك. لمدة عامين لم تكن هناك مقاومة للاحتلال الأمريكي في أي قرية. وبقي الآلاف من مقاتلي طالبان السابقين في تلك القرى. وهذه حقيقة تتناقض مع ما حدث في العراق، حيث كانت المقاومة منتشرة منذ اليوم الأول للاحتلال في عام 2003. أو ما حدث مع الغزو الروسي لأفغانستان عام 1979، الذي واجه نفس جدار الغضب. ولم يكن السبب ببساطة أن طالبان لم تكن تقاتل، لكن لأن الناس العاديون، حتى في معقل طالبان في الجنوب، كان لديهم أمل في أن يجلب الاحتلال الأمريكي السلام إلى أفغانستان، وينمي الاقتصاد لينهى الفقر المدقع.

كان السلام ضرورة حتمية؛ فبحلول عام 2001، كان الأفغان عالقون في فخ الحرب لمدة ثلاثة وعشرين عامًا، في البداية حرب أهلية بين الشيوعيين والإسلاميين، ثم حرب بين الإسلاميين والغزاة السوفييت، ثم حرب بين أمراء الحرب الإسلاميين، ثم حرب في شمال البلاد بين أمراء الحرب الإسلاميين وطالبان. ثلاثة وعشرون عامًا من الحرب كانت تعني الموت والتشويه والنفي ومخيمات اللاجئين والفقر وأنواع كثيرة من الحزن والخوف والقلق اللامتناهي. ربما يكون أفضل كتاب يصف الوضع هو من تأليف أليكس كلايتس، الحب والحرب في أفغانستان (2005). كان الناس في أمس الحاجة إلى السلام. وبحلول عام 2001، شعر أنصار طالبان أن السلام السيئ أفضل من الحرب الطيبة. كما كانت الولايات المتحدة غنية بشكل خرافي، واعتقد الأفغان أن الاحتلال يمكن أن يؤدي إلى تنمية اقتصادية من شأنها أن تنقذهم من الفقر. لكن على عكس ما توقعه الأفغان، قدمت الولايات المتحدة الحرب لا السلام. واحتل الجيش الأمريكي والبريطاني قواعد في جميع أنحاء القرى والبلدات الصغيرة في معقل طالبان، وخاصة مناطق البشتون في الجنوب والشرق. لم يتم إبلاغ هذه القوات قط عن التسويات غير الرسمية التي تم التفاوض عليها بين الأمريكيين وطالبان. لا يمكن إخبارهم بذلك، لأن هذا سيلحق العار بإدارة الرئيس بوش. لذلك اعتبرت الوحدات الأمريكية أن مهمتها هي استئصال باقي "الأشرار"، الذين من الواضح أنهم ما زالوا هناك. وانهالت المداهمات الليلية على أبواب الأفغان، مما أدى إلى إذلال وترهيب العائلات، وأخذوا الرجال بعيدًا لتعذيبهم للحصول على معلومات عن "الأشرار" الآخرين. في هذا المكان، وفي مواقع سوداء أخرى في جميع أنحاء العالم، طور الجيش والمخابرات الأمريكية أساليب جديدة للتعذيب، يمكن للعالم أن يرى لمحة منها باختصار في سجن أبو غريب الأمريكي في العراق. وبعض هؤلاء الرجال المعتقلين كانوا من حركة طالبان وإن لم يقاتلوا بها. كان بعضهم مجرد أشخاص تعرضوا للوشاية للقوات الأمريكية من قبل أعداء محليين طمعوا في أرضهم أو كان بينهم ضغينة.

وتستعرض مذكرات الجندي الأمريكي "جوني ريكو" Blood Makes the Grass Grow Green (الدم يجعل العشب ينمو أخضر) وصفًا مفيدًا لما حدث بعد ذلك: أطلق الأقارب والقرويون الغاضبون بضع طلقات نارية على الأمريكيين في الظلام. ونتيجة لذلك هجم الجيش الأمريكي على المزيد من البيوت وعذبوا المزيد من الرجال. وأطلق القرويون المزيد من الرصاص، فاستدعى الأمريكيون غارات جوية قتلت قنابلها الكثير من الأسر، واندلعت الحرب من جديد في جنوب وشرق البلاد.
 
تصاعد انعدام المساواة والفساد

كان الأفغان يأملون في تنمية اقتصادية تنهض بالأغنياء والفقراء على حد سواء. بدا الأمر واضحًا، ويسهل القيام به. لكنهم لم يفهموا السياسة الخارجية الأمريكية. ولم يفهموا التفاني الشديد لـ 1٪ في الولايات المتحدة لتفاقم عدم المساواة في بلادهم. صحيح أن الأموال الأمريكية تدفقت على أفغانستان. لكنها ذهبت للتابعين للحكومة الجديدة برئاسة حامد كرزاي، وذهبت إلى الأشخاص الذين يعملون مع الأمريكيين وقوات الاحتلال من الدول الأخرى. وإلى أمراء الحرب وأعوانهم الذين انغمسوا في تجارة الأفيون والهيروين الدولية، التي سهلتها وكالة المخابرات المركزية والجيش الباكستاني. ذهبت الأموال إلى الأشخاص المحظوظين بما يكفي لامتلاك منازل فاخرة محمية جيدًا في كابول يمكنهم تأجيرها للموظفين الأجانب. وذهبت إلى الرجال والنساء الذين عملوا في المنظمات غير الحكومية الممولة من الخارج، وبالطبع تداخلت دوائر هؤلاء الناس.

لطالما اعتاد الأفغان على الفساد، وتوقعوه وكرهوه، لكن هذه المرة كان الفساد غير مسبوق. وفي نظر الفقراء ومتوسطي الدخل، بدت كل الثروات الفاحشة الجديدة، بغض النظر عن كيفية تحقيقها، وكأنها نتيجة فساد. وقد أدارت حركة طالبان نظامًا قضائيًا نزيهًا في المناطق الريفية التي سيطرت عليها، كانت سمعتهم ذائعة لدرجة أن العديد من الأشخاص المتورطين في دعاوى مدنية في المدن كانوا يتفقون على أن كلا الطرفين سيلجأ إلى قضاة طالبان في الريف، وهو ما سيتيح لهم عدالة سريعة ورخيصة وعادلة دون رشاوى كبرى، ولأن الأحكام كانت عادلة، يمكن للطرفين التعايش معها. وبالنسبة لسكان المناطق التي تسيطر عليها طالبان، كانت العدالة حماية لهم من عدم المساواة. عندما يستطيع الأغنياء رشوة القضاة، يمكنهم فعل أي شيء يريدونه بالفقراء. كانت الأرض هي الهدف. يمكن للرجال الأثرياء والأقوياء وأمراء الحرب والمسؤولين الحكوميين الاستيلاء أو السرقة أو الغش للسيطرة على أراضي صغار المزارعين، وقمع المزارعين الأفقر، لكن قضاة طالبان، كما فهم الجميع، كانوا على استعداد للحكم لصالح الفقراء. لقد اندمجت كراهية الفساد وعدم المساواة والاحتلال معًا.
 
بعد 20 عاما..

منذ 20 عامًا سقطت حركة طالبان في أيدي الأمريكيين بعد 11 سبتمبر 2001. حدثت تغييرات هائلة في الحركة السياسية الجماهيرية على مدى عشرين عامًا من الحرب والأزمات. لقد تعلمت طالبان وتغيرت.. كيف لا يحدث ذلك؟ علق العديد من الأفغان والعديد من الخبراء الأجانب على هذا. وقد استخدم الباحث جوستوتزي عبارة neo-Taliban "طالبان الجديدة" ليصف الحركة الحالية. [2] وهذا التغيير كان له عدة جوانب. لقد أدركت طالبان أن تفضيل البشتون على غيرهم كانت نقطة ضعف كبيرة لديهم. والآن هم يؤكدون أنهم مسلمون، إخوة لجميع المسلمين الآخرين، وأنهم يريدون ويحصلون على دعم المسلمين من العديد من الجماعات العرقية. لكن كان هناك انقسام مرير في قوات طالبان على مدى السنوات القليلة الماضية. تحالفت أقلية من مقاتلي وأنصار طالبان مع تنظيم الدولة الإسلامية (داعش). الفرق هو أن الدولة الإسلامية تشن هجمات إرهابية على الشيعة والسيخ والمسيحيين. وتفعل حركة طالبان في باكستان الشيء نفسه، وكذلك شبكة حقاني الصغيرة التي ترعاها المخابرات الباكستانية. لكن غالبية حركة طالبان كانت تدين هذه الهجمات. وسنعود إلى هذا التقسيم لاحقًا، لما له من انعكاسات على ما سيحدث بعد ذلك. كما أكدت حركة طالبان الجديدة على اهتمامها بحقوق المرأة. يقولون إنهم يرحبون بالموسيقى ومقاطع الفيديو، وقد عدلوا أعنف الجوانب وأكثرها تشددًا في حكمهم السابق. ويؤكدون الآن مرارًا وتكرارًا إنهم يريدون أن يحكموا بسلام، دون ضغائن مع أبناء النظام القديم. ومن الصعب قول كم من هذا الكلام يعتبر للدعاية وما مقدار الحقيقة. علاوة على ذلك، فإن ما سيحدث بعد ذلك يعتمد بشدة على ما سيحدث للاقتصاد، وعلى تصرفات القوى الأجنبية. وسنتناول المزيد عن هذا لاحقًا. ووجهة نظرنا هنا أن الأفغان لديهم أسباب للانحياز لطالبان ضد الأمريكيين وأمراء الحرب وحكومة أشرف غني.
 
ماذا عن إنقاذ المرأة الأفغانية؟

سيسأل الكثير من القراء الآن، بإلحاح، لكن ماذا عن النساء الأفغانيات؟ الإجابة ليست بسيطة. علينا هنا أن نعود إلى السبعينيات، حين تشابكت أنظمة عدم المساواة بين الجنسين مع نظام عدم المساواة الطبقي في جميع أنحاء العالم. لم تكن أفغانستان مختلفة.

في أوائل السبعينيات، أجرت نانسي عملاً ميدانيًّا أنثروبولوجيًّا مع نساء ورجال من البشتون في شمال البلاد، حينها كانوا يعيشون على الزراعة ورعي الحيوانات. يشرح كتاب نانسي، مقايضة العرائس: السياسة والزواج في مجتمع قبلي، الروابط بين الطبقة والجنس والانقسامات العرقية في ذلك الوقت. وإذا كنت تريد معرفة رأي هؤلاء النساء أنفسهن في حياتهن ومشكلاتهن وأفراحهن، فقد نشرت نانسي وشريكها السابق ريتشارد تابر مؤخرًا أصوات القرية الأفغانية، وهي ترجمة للعديد من الأشرطة التي سجلها لهم الرجال والنساء هناك. كان ذاك الواقع معقدًا ومريرًا وقمعيًا ومليئًا بالحب. وهو بهذا المعنى، لم يكن مختلفًا عن تعقيدات التمييز الجنسي والطبقي في الولايات المتحدة. لكن مأساة نصف القرن التالي ستغير الكثير من ذلك. أنتجت تلك المعاناة الطويلة التحيز الجنسي لدى طالبان، وهو ليس نتاجًا تلقائيًا للتقاليد الأفغانية. إذ يبدأ تاريخ هذا المنعطف الجديد في عام 1978، حين بدأت الحرب الأهلية بين الحكومة الشيوعية والمجاهدين الإسلاميين. كان الإسلاميون ينتصرون، لذلك وقع غزو الاتحاد السوفيتي أواخر عام 1979 لدعم الحكومة الشيوعية. تبع ذلك سبع سنوات من الحرب الوحشية بين السوفيت والمجاهدين. في عام 1987 غادرت القوات السوفيتية بعد هزيمتها. عندما كنا نعيش في أفغانستان، في أوائل السبعينيات، كان الشيوعيون من بين أفضل الناس. كانوا مدفوعين بثلاثة مشاعر قوية: الرغبة في تطوير البلاد، أرادوا كسر سلطة كبار ملاك الأراضي وتقاسم الأرض. وأرادوا المساواة للمرأة. وفي عام 1978 استولى الشيوعيون على السلطة في انقلاب عسكري بقيادة ضباط تقدميين. لكن لم يحظوا بالدعم السياسي لغالبية القرويين، في بلد أغلبه أرياف. وكانت النتيجة أن الطريقة الوحيدة التي أمكنهم من خلالها التعامل مع المقاومة الإسلامية الريفية كانت بالاعتقال والتعذيب والتفجير. وكلما ارتكب الجيش الشيوعي مثل هذه الأعمال الوحشية، زادت الثورة ضدهم. ثم غزا الاتحاد السوفيتي أفغانستان لدعم الشيوعيين، وكان سلاحهم الرئيسي هو القصف الجوي، وأصبحت أجزاء كبيرة من البلاد مناطق إطلاق نار، وقُتل ما بين مليون ونصف مليون أفغاني، وشوِّه ما لا يقل عن مليون شخص آخر مدى الحياة. وطرد ما بين ستة وثمانية ملايين إلى المنفى في إيران وباكستان، وأصبح ملايين آخرون لاجئين داخليين. كل هذا في بلد لا يتجاوز عدد سكانه 25 مليون نسمة. فعندما وصلوا إلى السلطة، كان أول ما حاول الشيوعيون فعله هو قوانين الإصلاح الزراعي والتشريع لحقوق المرأة. عندما غزا الروس البلاد، انحاز أغلب الشيوعيين إلى جانبهم. كان العديد من هؤلاء الشيوعيين من النساء، وكانت النتيجة تشويه اسم النسوية لدعمها للتعذيب والمجازر. تخيل لو أن الولايات المتحدة تعرضت للغزو من قبل قوة أجنبية قتلت ما بين اثني عشر مليونًا وأربعة وعشرين مليون أمريكي، وعذبت الناس في كل مدينة، ودفعت 100 مليون أمريكي إلى المنفى. تخيل أيضًا أن جميع النسويات تقريبًا في الولايات المتحدة دعمن الغزاة. بعد هذه التجربة، كيف سيشعر معظم الأمريكيين تجاه غزو ثانٍ لقوة أجنبية أخرى، أو تجاه النسوية؟ وكيف سيكون شعور معظم النساء الأفغانيات حيال غزو آخر، هذه المرة من قبل الأمريكيين، والذي تبرره الحاجة إلى إنقاذ الأفغانيات؟ تذكر أن هذه الإحصائيات حول الموتى والمشوهين واللاجئين تحت الاحتلال السوفييتي لم تكن مجرد أرقام. كانوا نساء أحياء ولديهن أبناء وبنات وأزواج وأخوة وأخوات وأمهات وآباء، لذلك عندما هزم وغادر جيش الاتحاد السوفيتي، تنفس معظم الناس الصعداء. لكن بعد ذلك أصبح القادة المحليون للمجاهدين المقاومين للشيوعيين والغزاة أمراء حرب محليين، وقاتلوا بعضهم البعض من أجل غنائم النصر. غالبية الأفغان دعموا المجاهدين، لكن مع الوقت أصبحوا يشعرون بالاشمئزاز من الجشع والفساد والحرب التي لا نهاية لها.
 
خلفية طالبان الطبقية واللاجئين

 في خريف عام 1994، وصلت حركة طالبان إلى قندهار، مدينة معظمها من البشتون وهي المدينة الأكبر في جنوب أفغانستان. لم تكن حركة طالبان مثل أي حركة من قبلها في التاريخ الأفغاني. كانت نتاج عاملين مهمين في القرن العشرين، القصف الجوي ومخيمات اللاجئين في باكستان. كانوا ينتمون إلى طبقة اجتماعية مختلفة عن النخب التي حكمت أفغانستان. وكان الشيوعيون من أبناء وبنات الطبقات الوسطى الحضرية والمزارعين متوسطي المستوى ​​في الريف، ويملكون ما يكفي من الأرض، ويقودهم أشخاص التحقوا بالجامعة الوحيدة في البلاد في كابول. لقد أرادوا كسر سلطة كبار ملاك الأراضي وتحديث البلاد. وعلى الجانب الآخر، كان الإسلاميون الذين حاربوا الشيوعيين رجالًا من خلفيات طبقية مماثلة، ومعظمهم طلاب سابقون في نفس الجامعة. وهم أيضًا أرادوا تحديث البلد، لكن بطريقة مختلفة. وتطلعوا إلى أفكار الإخوان المسلمين وجامعة الأزهر بالقاهرة. تعني كلمة طالبان الطلاب في مدرسة إسلامية، ليست مدرسة حكومية أو جامعة. كان مقاتلو طالبان الذين دخلوا قندهار في عام 1994 من الشباب الذين درسوا في المدارس الإسلامية المجانية في مخيمات اللاجئين في باكستان. كانوا أطفالًا لم يملكوا أي شيء. وكان قادة طالبان ملالي القرى الأفغانية. لم يكن لديهم صلات النخبة التي حظي بها أئمة مساجد المدينة. كان ملالي القرية قادرين على القراءة، ولديهم مكانة محترمة بين القرويين. لكن وضعهم الاجتماعي كان أقل بكثير من وضع الملاك أو خريجي مدرسة ثانوية يعملون في وظيفة حكومية. وقادت حركة طالبان لجنة مكونة من اثني عشر رجلاً. وقد فقد كل منهم يدًا أو قدمًا أو عينًا بسبب القنابل السوفيتية في الحرب. كانت طالبان، من بين أمور أخرى، حزب الرجال القرويين البشتون الفقراء ومتوسطي الحال [3].

 لقد تركت عشرون عامًا من الحرب مدينة قندهار دون قانون وتحت رحمة الميليشيات المتحاربة. جاءت نقطة التحول عندما طاردت طالبان قائدًا محليًا اغتصب صبيًا وامرأتين (ربما ثلاثة). قبضت عليه طالبان وشنقته، ما جعل تدخلهم لافتًا للنظر لم يكن فقط تصميمهم على وضع حد للاقتتال الداخلي واستعادة كرامة الناس وسلامتهم، ولكن اشمئزازهم من نفاق الإسلاميين الآخرين.

منذ البداية كان تمويل حركة طالبان يأتي من السعوديين والأمريكيين والجيش الباكستاني، فقد أرادت واشنطن دولة مسالمة يمكنها إيواء خطوط أنابيب النفط والغاز من آسيا الوسطى. برزت حركة طالبان لأنها لم تتقبل أي استثناء للأوامر التي سعوا إلى فرضها، والصرامة التي طبقوا بها القواعد. وكان العديد من الأفغان ممتنين لعودة النظام والقليل من الأمن، لكن طالبان كانت حركة طائفية وغير قادرة على السيطرة على البلاد. وفي عام 1996، سحب الأمريكيون دعمهم لها. عندما فعلوا ذلك، أطلقوا العنان لنسخة جديدة وقاتلة من الإسلاموفوبيا ضد طالبان. بين عشية وضحاها تقريبًا، اعتبرت النساء الأفغانيات عاجزات ومضطهدات، في حين تم تعريف الرجال الأفغان -المعروفين أيضًا باسم طالبان-  باعتبارهم متوحشين متعصبين ومغتصبين للأطفال ضمن مجتمع أبوي سادي، بالكاد يمكن القول إنهم ناس على الإطلاق. لمدة أربع سنوات قبل 11 سبتمبر، استهدف الأمريكيون حركة طالبان، بينما تطالب النسويات وغيرهن بحماية النساء الأفغانيات. مع بداية القصف الأمريكي، كان من المفترض أن الجميع قد فهموا أن النساء الأفغانيات بحاجة إلى المساعدة. ما الخطأ الذي يمكن أن يحدث؟
 
 11 سبتمبر والحرب الأمريكية

 بدأ القصف في أفغانستان في 7 أكتوبر، وفي غضون أيام، تم إجبار طالبان على الاختباء -أو تم إخصاؤهم حرفيًّا- كما أظهرت صورة على الصفحة الأولى لصحيفة ديلي ميل. كانت الصور المنشورة للحرب مروعة حقًا في العنف والسادية التي صوروها. أصيب كثير من الناس في أوروبا بالفزع من حجم القصف والإهمال المطلق لحياة الأفغان. [4] ومع ذلك، في ذلك الخريف في الولايات المتحدة، كان هناك مزيج من الرغبة في الانتقام والوطنية، مما يعني أن الأصوات المعارضة كانت نادرة وغير مسموعة في الغالب. اسأل نفسك، كما فعلت صبا محمود في ذلك الوقت: 'لماذا كانت ظروف الحرب، (الهجرة، العسكرة) والجوع (تحت حكم المجاهدين) تعتبر أقل ضررًا على المرأة من نقص التعليم والتوظيف، وخاصة، في حملة إعلامية، بنمط الملابس الغربية (تحت حكم طالبان)؟ '[5]

ثم اسأل مرة أخرى بشكل أكثر شراسة: كيف يمكنك "إنقاذ النساء الأفغانيات" بقصف السكان المدنيين الذين شملوا، إلى جانب النساء أنفسهن، أطفالهن وأزواجهن وآبائهن وإخوانهن؟ كان ينبغي أن يكون هذا هو السؤال الذي ينهى الجدل، لكنه لم يكن كذلك. وجاء التعبير الأكثر فظاعة عن الإسلاموفوبيا النسوية في الحرب بعد أكثر من شهر بقليل في الحرب. فحرب انتقامية غير متكافئة إلى حد كبير لا تبدو جيدة في نظر العالم، لذا من الأفضل أن تفعل شيئًا يبدو فاضلاً. قبل عطلة عيد الشكر الأمريكية، في 17 نوفمبر 2001، أعربت "لورا بوش"، زوجة الرئيس، عن أسفها على محنة النساء الأفغانيات المحجبات. كررت شيري بلير، زوجة رئيس الوزراء البريطاني، نفس المشاعر بعدها بأيام قليلة. كانت زوجات هؤلاء الأثرياء من دعاة الحرب يستخدمون كل ثقل النموذج الاستشراقي لإلقاء اللوم على الضحايا وتبرير الحرب. وتبرير الحرب ضد بعض أفقر الناس على وجه الأرض. وأصبحت عبارة "إنقاذ النساء الأفغانيات" صرخة مستمرة للعديد من النسويات الليبراليات لتبرير الحرب الأمريكية. [6] ومع انتخاب أوباما في عام 2008، أصبحت جوقة الإسلاموفوبيا مهيمنة بين الليبراليين الأمريكيين. في ذلك العام حل التحالف الأمريكي المناهض للحرب نفسه بشكل فعال لمساعدة حملة أوباما. الديموقراطيون والنسويات الذين دعموا وزيرة خارجية أوباما صقر الحرب، هيلاري كلينتون، لم يقبلوا حقيقة أن أفغانستان والعراق كانتا حربين من أجل النفط. [7] وكان لديهم مبرر واحد فقط لحروب النفط اللانهائية: معاناة النساء الأفغانيات. كانت الحركة النسوية حيلة ذكية. فقد حالت دون إجراء مقارنات بين الحكم المتحيز ضد المرأة، الذي لا شك فيه لطالبان، والتحيز الجنسي في الولايات المتحدة نفسها. والأمر الصادم أكثر هو أن الحركة النسوية دجنت وأزاحت فعليًا الحقائق البشعة عن حرب غير متكافئة بشكل صارخ. وفصلت بين "النساء المراد إنقاذهن" وبين عشرات الآلاف من النساء الأفغانيات، والرجال والأطفال الذين قتلوا أو أصيبوا أو يتموا أو أصبحوا بلا مأوى وجائعين بسبب القنابل الأمريكية.

العديد من أصدقائنا وأفراد عائلاتنا في أمريكا من النسويات مقتنعات بالفعل بالكثير من هذه الدعاية. طُلب منهن دعم شبكة من الأكاذيب، وتحريف للنسوية. كانت نسوية الغزاة والنخبة الحاكمة الفاسدة. لقد كانت نسوية الجلادين والطائرات دون طيار. فهل نعتقد أن حركة نسوية أخرى ممكنة؟ يظل صحيحًا أن طالبان متحيزة بشدة ضد المرأة. لقد حقق التحيز الجنسي انتصارًا في أفغانستان. لكن لا يجب أن يبقى الأمر على هذا النحو. كان الشيوعيون الذين وقفوا مع قسوة الغزاة السوفيت قد أفقدوا الحركة النسائية مصداقيتها في أفغانستان لجيل كامل على الأقل. ولكن بعد ذلك قامت الولايات المتحدة بالغزو، وانحاز جيل جديد من المهنيات الأفغانيات إلى جانب الغزاة الجدد في محاولة لكسب حقوق للمرأة. حلمهن أيضًا انتهى بالتعاون والخزي والدم. كان بعضهن بالطبع، يتشدقن بالتفاهات مقابل التمويل. لكن كثيرات أخريات كن مدفوعات بحلم صادق ونكران للذات. وقد كان فشلهن مأساوي.
 
القوالب النمطية والاضطرابات

خارج أفغانستان، هناك قدر كبير من الالتباس حول الصور النمطية لطالبان التي صنعت على مدى السنوات الخمس والعشرين الماضية. لكن فكروا جيدًا عندما تسمعون عن الصور النمطية التي تصفهم بأنهم إقطاعيون ووحشيون وبدائيون، فهؤلاء الأشخاص في الحقيقة لديهم أجهزة كمبيوتر محمولة، ويتفاوضون مع الأمريكيين في قطر منذ أربعة عشر عامًا. حركة طالبان إذن ليست نتاج العصور الوسطى. بل هي نتاج بعض أسوأ الأوقات في أواخر القرن العشرين وأوائل القرن الحادي والعشرين. وإذا بدوا رجعيين في بعض النواحي في الوقت الحالي، فهذا ليس مفاجئًا. فقد تشكلت الحركة من خلال الحياة تحت القصف الجوي، ومخيمات اللاجئين، والشيوعية، وحرب ضد الإرهاب، والاستجواب بالتعذيب، وتغير المناخ، وسياسات الإنترنت، وعدم المساواة المتصاعدة للنيوليبرالية. لكنهم يعيشون مثل أي شخص آخر الآن. ويمكن أن تكون جذورهم في المجتمع القبلي مربكة أيضًا. لكن كما قال "ريتشارد تابر"، فإن القبائل ليست مؤسسات مؤيدة. إنها الطريقة التي ينظم بها الفلاحون في هذا الجزء من العالم ارتباطهم بالدولة. وتاريخ أفغانستان ليس مجرد مسألة مجموعات عرقية متنافسة، بل تحالفات معقدة عبر مجموعات وانقسامات داخل مجموعات. [8]

هناك مجموعة من الأحكام المسبقة في اليسار والتي تجعل بعض الناس تميل إلى التساؤل: كيف يمكن لطالبان أن تقف إلى جانب الفقراء وتعادي الإمبريالية إذا لم تكن "تقدمية".. اترك جانبًا للحظة كلمة "تقدمية" التي لا تعني شيئًا. بالطبع طالبان حركة معادية للاشتراكية والشيوعية. هم أنفسهم، أو آباؤهم أو أجدادهم، تعرضوا للقتل والتعذيب على أيدي الاشتراكيين والشيوعيين. علاوة على ذلك، فإن أي حركة خاضت حرب عصابات لمدة عشرين عامًا وهزمت إمبراطورية عظيمة هي معادية للإمبريالية. والواقع أن حركة طالبان هي حركة فلاحين فقراء، ضد احتلال إمبريالي، كارهة للنساء بشدة، تدعمها العديد من النساء، وأحيانًا تكون عنصرية وطائفية، وأحيانًا لا. هذه مجموعة من المتناقضات التي أنتجها التاريخ. ومصدر آخر للارتباك هو السياسات الطبقية لطالبان. كيف يمكن أن يكونوا إلى جانب الفقراء، كما هو واضح، ومع ذلك يعارضون الاشتراكية بشدة؟ والجواب هو أن تجربة الاحتلال الروسي جردتهم من إمكانية تقبل الصياغات الاشتراكية عن الطبقة. لكنها لم تغير من واقع الطبقة. لم تقم حركة استولت على السلطة على الإطلاق ببناء جماهيرية بين فقراء الفلاحين دون أن يُنظر إليها على أنها تقف إلى جانب الفقراء. لن تتحدث حركة طالبان بلغة الطبقة بل بلغة العدل والفساد. هذه الكلمات تصف نفس الجانب. ولا يعني هذا أن طالبان ستحكم بالضرورة لصالح الفقراء. لقد رأينا عددًا كافيًا من ثورات الفلاحين التي تصل بهم إلى السلطة في القرن الماضي وأكثر، فقط لتصبح حكومات تشكلها النخب الحضرية. ولا ينبغي لأي من هذا أن يصرف الانتباه عن حقيقة أن طالبان تنوي أن تكون ديكتاتورية وليست ديموقراطية.
 
تغيير تاريخي في أمريكا

يمثل سقوط كابول هزيمة ساحقة للقوة الأمريكية حول العالم. ويمثل أيضًا، أو يوضح، تحولًا عميقًا بعيدًا عن فكرة الإمبراطورية الأمريكية بين الأمريكيين. وأحد الأدلة هي استطلاعات الرأي. في عام 2001، بعد 11 سبتمبر مباشرة، وافق ما بين 85٪ و90٪ من الأمريكيين على غزو أفغانستان. وكانت الأرقام تنخفض بشكل مطرد. في الشهر الماضي، وافق 62٪ من الأمريكيين على خطة "بايدن" للانسحاب الكامل، وعارضها 29٪. وهذا الرفض للحرب شائع لدى اليمين واليسار. تعارض قاعدة الطبقة العاملة في الحزب الجمهوري وترامب الحروب الخارجية، حيث ينتمي العديد من الجنود والعائلات العسكرية للمناطق الريفية والجنوب حيث يتمتع ترامب بالشعبية، إنهم ضد المزيد من الحروب، لأنهم ومن أحبوهم هم الذين حاربوا وماتوا وجرحوا.

وطنية الجناح اليميني في أمريكا حاليًا موالية للجيش، هذا يعني تأييد للجنود وليس تأييدًا للحرب. عندما يقولون "لنجعل أمريكا عظيمة مرة أخرى"، فإنهم يقصدون أن أمريكا ليست رائعة الآن للأميركيين، وليس تشجيعًا لأن تنخرط الولايات المتحدة أكثر في شئون العالم. وبين الديموقراطيين أيضًا، تقف الطبقة العاملة ضد الحروب. هناك أناس يؤيدون المزيد من التدخل العسكري. إنهم ديمقراطيو "أوباما"، والجمهوريون التابعين لرومني، والجنرالات، والعديد من المحترفين الليبراليين والمحافظين، وتقريبًا كل فرد من نخبة واشنطن. لكن الشعب الأمريكي ككل، وخاصة الطبقة العاملة، السود والبيض، انقلبوا على الإمبراطورية الأمريكية. إذ بعد سقوط سايجون، لم تكن الحكومة الأمريكية قادرة على إطلاق تدخلات عسكرية كبيرة خلال الخمسة عشر عامًا التالية، وقد يمر وقت أطول بعد سقوط كابول.
 
العواقب الدولية

منذ عام 1918، أي طوال 103 سنة، كانت الولايات المتحدة أقوى دولة في العالم. كانت هناك قوى منافسة، ألمانيا واليابان في البداية، ثم الاتحاد السوفيتي والآن الصين. لكن الولايات المتحدة كانت المهيمنة. لكن هذا "القرن الأمريكي" يقترب الآن من نهايته. والسبب الأكبر هو الصعود الاقتصادي للصين والانحدار الاقتصادي النسبي للولايات المتحدة. لكن جائحة كوفيد-19 والهزيمة في أفغانستان يجعلان العامين الماضيين نقطة تحول. كشفت جائحة كورونا عن انعدام الكفاءة المؤسسية للطبقة الحاكمة وإدارة الولايات المتحدة. فشل النظام في حماية الناس. وكان هذا الفشل الفوضوي المخزي واضحًا للناس في جميع أنحاء العالم. ثم هناك أفغانستان. إذا كنت تحكم من خلال حجم الإنفاق والمعدات، فإن الولايات المتحدة هي القوة العسكرية المهيمنة على مستوى العالم. لكن هذه القوة هزمها فقراء يرتدون الصنادل في بلد صغير لا يملك سوى القدرة على التحمل والشجاعة. كما أن انتصار حركة طالبان سيعطي دفعة للإسلاميين من مختلف الأجناس في سوريا واليمن والصومال وباكستان وأوزبكستان وتركمانستان وطاجيكستان ومالي. لكنه سيصبح انتصارًا على نطاق أوسع.

سيقلل كل من الفشل في مواجهة الجائحة والهزيمة في أفغانستان من القوة الناعمة للولايات المتحدة. لكن أفغانستان تعتبر أيضًا هزيمة للقوة الصلبة. اعتمدت قوة الإمبراطورية غير الرسمية للولايات المتحدة لمدة قرن على ثلاث ركائز مختلفة: الأول هو أن تكون أكبر اقتصاد في العالم، والسيطرة على النظام المالي العالمي. والثاني هو سمعة ذائعة في كثير من الأوساط الديمقراطية والكفاءة والقيادة الثقافية. والركيزة الثالثة هى أنه إذا فشلت القوة الناعمة، فسوف تقوم الولايات المتحدة بالغزو لدعم الديكتاتوريات ومعاقبة أعدائها.. لقد ولت تلك القوة العسكرية، ولن تصدق أي حكومة بعد الآن أن الولايات المتحدة يمكن أن تنقذها من غزاة أجنبي، أو من شعبها، وستستمر عمليات القتل بطائرات دون طيار وتتسبب في معاناة كبيرة. لكن لن يكون للطائرات دون طيار بمفردها دورًا عسكريًّا حاسمًا في أي مكان. وهذه بداية نهاية القرن الأمريكي.
 
ماذا يحدث الآن؟

لا أحد يعرف ماذا سيحدث في أفغانستان في السنوات القليلة المقبلة. لكن يمكننا تحديد بعض الضغوط: الأول والأكثر تفاؤلاً هو الرغبة العميقة في السلام في قلوب الأفغان. لقد عاشوا حتى الآن ثلاثًا وأربعين عامًا من الحرب. تخيل كيف تترك خمس أو عشر سنوات فقط من الحرب الأهلية والغزو ندوبًا كثيرة في العديد من البلدان، ثم تخيل تأثير ثلاثة وأربعين عامًا من الحرب. لقد سقطت كل من كابول وقندهار ومزار، وهي المدن الثلاث الأكثر أهمية، دون عنف، هذا لأن طالبان، كما يقولون باستمرار، تريد دولة تعيش في سلام، ولا تريد الانتقام. لكن السبب أيضًا هو أن الأشخاص الذين لا يدعمونها، بل أولئك الذين يكرهون حركة طالبان، اختاروا أيضًا عدم القتال. ويدرك قادة طالبان بوضوح أنهم يجب عليهم تحقيق السلام. لذلك من الضروري أيضًا أن تستمر طالبان في تحقيق العدالة العادلة. لديهم سجل جيد، لكن إغراءات وضغوط الحكومة أفسدت العديد من الحركات الاجتماعية في العديد من البلدان قبلهم. ويمكن بالطبع أن يحدث انهيار اقتصادي، فأفغانستان بلد فقير وقاحل، حيث أقل من 5٪ فقط من أراضيها صالح للزراعة. في السنوات العشرين الماضية تضخمت المدن بشكل هائل، وقد اعتمد هذا النمو على الأموال المتدفقة من بلاد الاحتلال، وبدرجة أقل على أموال زراعة الأفيون. دون مساعدات خارجية كبيرة للغاية من مكان ما، هناك مخاطر انهيار اقتصادي. ولأن حركة طالبان تعرف ذلك، فقد عرضت صفقة صريحةً على الولايات المتحدة. سوف يقدم الأمريكيون المساعدات المالية، وفي المقابل لن توفر طالبان مأوى للإرهابيين الذين يمكنهم شن هجمات مثل 11 سبتمبر. قبلت كل من إدارتي ترامب وبايدن هذه الصفقة، لكن ليس من الواضح على الإطلاق ما إذا كانت الولايات المتحدة ستفي بوعدها في هذه الصفقة.

في الواقع يمكن حدوث ما هو أسوأ تمامًا. عاقبت الإدارات الأمريكية السابقة العراق وإيران وكوبا وفيتنام لتحديهم لها بعقوبات اقتصادية طويلة الأمد ومدمرة. سيكون هناك أصوات كثيرة تتعالى في الولايات المتحدة مطالبة بمثل هذه العقوبات، لتجويع الأطفال الأفغان باسم حقوق الإنسان. ثم هناك خطر التدخل الدولي من قبل قوى مختلفة تدعم قوى سياسية أو عرقية مختلفة داخل أفغانستان. سيكون الوضع مغريًا للولايات المتحدة والهند وباكستان والمملكة العربية السعودية، وإيران والصين وروسيا وأوزبكستان. حدث ذلك من قبل، وفي حالة الانهيار الاقتصادي يمكن أن يؤدي إلى نشوب حروب بالوكالة. لكن في الوقت الحالي، من الواضح أن حكومات إيران وروسيا وباكستان تريد السلام في أفغانستان. كما وعدت طالبان بعدم استخدام العنف في الحكم، وهو ما يصعب القيام به. ماذا تعتقد سيفعل الجنود المساكين من القرى في مواجهة العائلات التي جمعت ثروات كبيرة من الفساد والجريمة؟ ثم هناك حالة المناخ. في عام 1971، دمر الجفاف والمجاعة في الشمال والوسط قطعان ومحاصيل وأرواح. كانت هذه أولى العلامات على تأثير تغير المناخ على المنطقة، والتي تسببت في مزيد من حالات الجفاف على مدى الخمسين عامًا الماضية، وعلى المدى المتوسط ​​والطويل، ستصبح الزراعة والرعي أكثر تهديدًا. [9] 

كل هذه المخاطر حقيقية. لكن الخبير الأمني ​​أنطونيو جوستوتزي، المطلع على التفكير السائد بين كل من طالبان والحكومات الأجنبية، كتب مقالة في صحيفة الجارديان في 16 أغسطس مفعمة بالأمل، وختمها قائلًا: نظرًا لأن معظم الدول المجاورة تريد الاستقرار في أفغانستان، فمن غير المرجح في الوقت الحالي أن تستغل الجهات الخارجية أي انشقاقات في الحكومة الائتلافية الجديدة لإحداث انقسامات. وبالمثل، سيكافح الخاسرون في 2021 للعثور على أي شخص مستعد أو قادر على دعمهم لبدء نوع من المقاومة. طالما أن الحكومة الائتلافية الجديدة تضم حلفاء رئيسيين من جيرانها، فهذه بداية لمرحلة جديدة في تاريخ أفغانستان. [10]
 
 ما الذي تستطيع القيام به؟ مرحبًا باللاجئين!

 يسأل الكثير من الناس في الغرب الآن، "ماذا يمكننا أن نفعل لمساعدة النساء الأفغانيات؟" يفترض هذا السؤال أحيانًا أن معظم النساء الأفغانيات يعارضن حركة طالبان، وأن معظم الرجال الأفغان يدعمونها. هذا غير صحيح. يكاد يكون من المستحيل تخيل المجتمع الذي يكون فيه هذا صحيحًا. لكن هناك سؤال آخر: كيف يمكن مساعدة النسويات الأفغانيات؟ هذا سؤال صحيح ولائق. الجواب هو الترتيب لشراء تذاكر طيران ومنحهم حق اللجوء في أوروبا وأمريكا الشمالية. لكن ليس النسويات فقط من سيحتجن إلى اللجوء، هناك عشرات الآلاف من الأشخاص الذين عملوا مع قوى الاحتلال في أمس الحاجة إلى اللجوء مع عائلاتهم. وكذلك الأمر بالنسبة لأعداد أكبر من الأشخاص الذين عملوا لصالح الحكومة الأفغانية. وبعض هؤلاء الأشخاص مثيرون للإعجاب، وبعضهم من الوحوش الفاسدة، والكثير منهم يقع في الوسط، والكثير منهم مجرد أطفال. لكن هناك واجب أخلاقي هنا. لقد تسببت الولايات المتحدة ودول الناتو في معاناة هائلة لهم على مدار عشرين عامًا. على الأقل، يجب أن يعملوا على إنقاذ هؤلاء الأشخاص الذين دمروا حياتهم. وهناك قضية أخلاقية أخرى هنا. ما تعلمه الكثير من الأفغان في السنوات الأربعين الماضية كان واضحًا في العقد الأخير من المعاناة في سوريا. من السهل جدًا فهم الخلفية والتاريخ الشخصي الذي يدفع الناس إلى القيام بالأشياء التي يقومون بها. يجبرنا التواضع على النظر إلى المرأة الشيوعية الشابة، النسوية المثقفة العاملة في منظمة غير حكومية، الانتحاري، جندي البحرية الأمريكية، ملا القرية، مقاتل طالبان، الأم الثكلى لطفل قُتل جراء القنابل الأمريكية، صراف من السيخ، الشرطي، الفلاح الفقير الذي يزرع الأفيون، ونقول كان يمكن أن أكون مكانهم.

كان فشل الحكومتين الأمريكية والبريطانية في إنقاذ الأشخاص الذين عملوا لصالحهما مخزيًا وكاشفًا؛ لم يكن فشلًا حقًا، بل اختيارًا. لقد أثرت العنصرية ضد المهاجرين على "جونسون" و"بايدن" بقوة أكبر من ديون الإنسانية. ولا تزال حملات الترحيب بالأفغان ممكنة. بالطبع، ستظهر مثل هذه الحجة الأخلاقية القوية ضد العنصرية وكراهية الإسلام في كل منعطف. لكن في الأسبوع الماضي علقت حكومتا ألمانيا وهولندا أي عمليات لترحيل الأفغان. يجب على كل سياسي، في أي مكان، يتحدث مؤيدًا للمرأة الأفغانية، أن يطالب بفتح الحدود أمام جميع الأفغان. وهناك ما يمكن أن يحدث للهزارة. كما قلنا من قبل، توقفت حركة طالبان عن كونها مجرد حركة من البشتون وأصبحت حركة وطنية، حيث قامت بتجنيد العديد من الطاجيك والأوزبك. ويقولون أيضًا بعض الهزارة. ولكن ليس الكثير. والهزارة هم الناس الذين يعيشون بشكل تقليدي في الجبال الوسطى، هاجر الكثيرون منهم إلى مدن مثل مزار وكابول، حيث عملوا حمالين وفي وظائف أخرى منخفضة الأجر، ويشكلون نحو 15٪ من السكان الأفغان. تعود جذور العداء بين البشتون والهزارة جزئيًا إلى خلافات طويلة الأمد حول الأرض وحقوق الرعي. ولكن مؤخرًا، أصبح من المهم أيضًا أن نقول إن الهزارة من الشيعة، وأن جميع الأفغان تقريبًا من السنة. وقد أدى الصراع المرير بين السنة والشيعة في العراق إلى انقسام بين الإسلاميين المتشددين. هذا الانقسام معقد، لكنه مهم، ويحتاج إلى القليل من الشرح. في كل من العراق وسوريا ارتكب تنظيم الدولة الإسلامية مجازر بحق الشيعة، مثلما ذبحت ميليشيات الشيعة السنيين في كلا البلدين.

ظل تنظيم القاعدة الأكثر تقليدية يعارض بشدة مهاجمة الشيعة ويطالب بالتضامن بين المسلمين. ويشير الناس إلى أن والدة أسامة بن لادن كانت شيعية، لكنها في الواقع كانت علوية من سوريا، لكن ضرورة الوحدة كانت أكثر أهمية، كانت هي القضية الرئيسية في الانقسام بين القاعدة وتنظيم الدولة الإسلامية. وفي أفغانستان، دافعت طالبان بقوة من أجل الوحدة الإسلامية. كما أن الاستغلال الجنسي للنساء الذي يتم من قبل تنظيم الدولة الإسلامية أمر بغيض للغاية ومخالف لقيم طالبان، التي تتسم بالتمييز العميق على أساس الجنس لكنها مستقيمة ومتواضعة. لسنوات عديدة، ظلت حركة طالبان الأفغانية ثابتة في إدانتها العلنية لجميع الهجمات الإرهابية على الشيعة والمسيحيين والسيخ. لكن هذه الهجمات تحدث. كان لأفكار تنظيم الدولة الإسلامية تأثير خاص على حركة طالبان الباكستانية. بخلاف حركة طالبان الأفغانية المنظمة، فإن طالبان الباكستانية شبكة أكثر مرونة لا يسيطر عليها الأفغان. ونفذوا تفجيرات متكررة ضد الشيعة والمسيحيين في باكستان. من المعروف أن تنظيم الدولة الإسلامية وشبكة حقاني هم الذين نفذوا التفجيرات الإرهابية العنصرية الأخيرة ضد الهزارة والسيخ في كابول. وأدانت قيادة طالبان كل تلك الهجمات. لكن الوضع في حالة تغيير مستمر. تنظيم الدولة الإسلامية في أفغانستان هو أقلية منشقة عن طالبان، ومقرها إلى حد كبير في إقليم " ننجرهار" في الشرق، وهم معادون للشيعة بشدة. وكذلك شبكة حقاني، وهي مجموعة من قدامى المجاهدين تسيطر عليها إلى حد كبير المخابرات العسكرية الباكستانية. ومع ذلك، في المزيج الحالي، تم دمج شبكة حقاني في تنظيم طالبان، وزعيمها هو أحد قادة طالبان. لكن لا أحد يستطيع تخيل ما يخبئه المستقبل، ففي عام 1995، حالت انتفاضة عمال الهزارة في مزار دون سيطرة طالبان على الشمال، لكن تقاليد الهزارة في المقاومة تعود إلى ما هو أبعد من ذلك بكثير. وقد يكون لاجئو الهزارة في البلدان المجاورة في خطر الآن. بعد تحالف حكومة إيران مع طالبان، والتى تتوسل إليهم أن يكونوا مسالمين، وذلك لأن هناك نحو ثلاثة ملايين لاجئ أفغاني في إيران بالفعل، موجودون هناك منذ سنوات، ومعظمهم من عمال المدن الفقراء وأسرهم، والأغلبية من الهزارة. في الآونة الأخيرة، بدأت الحكومة الإيرانية، بسبب ضائقة اقتصادية يائسة، بترحيل هؤلاء اللاجئين الأفغان إلى أفغانستان. وفي باكستان هناك نحو مليون لاجئ من الهزارة أيضًا. وفي المنطقة المحيطة بمدينة كويتا، قُتل أكثر من 5000 منهم في اغتيالات ومذابح طائفية في السنوات القليلة الماضية. ولا تفعل الشرطة والجيش الباكستاني شيئًا، ونظرًا للدعم الطويل للجيش الباكستاني والمخابرات لحركة طالبان الأفغانية، فقد أصبح هؤلاء الأشخاص في خطر أكبر الآن.

ماذا يجب أن تفعل خارج أفغانستان؟ مثل معظم الأفغان، صلوا من أجل السلام. وانضموا إلى الاحتجاجات من أجل فتح الحدود. سنترك الكلمة الأخيرة لجراهام نايت، الذي قُتل ابنه، الرقيب بن نايت من السلاح الجوي الملكي البريطاني، في أفغانستان في عام 2006.  وصرَّح جراهام نايت أمام رابطة الصحافة هذا الأسبوع أنه كان ينبغي على حكومة المملكة المتحدة التحرك بسرعة لإنقاذ المدنيين: نحن لسنا مندهشين من سيطرة طالبان على السلطة لأنه بمجرد أن أعلن الأمريكيون والبريطانيون أنهم سيغادرون، عرفنا أن هذا سيحدث.. لقد أوضحت طالبان نيتها بشكل واضح للغاية، بمجرد خروجنا، سوف ينتقلون إلى السلطة.. أما فيما يتعلق بأرواح الناس فقد راحت في حرب لم نكن لنكسبها.. أعتقد أن المشكلة تكمن في أننا كنا نقاتل أشخاصًا هم سكان البلد الأصلي. لم نكن نحارب الإرهابيين، بل كنا نحارب أشخاصًا يعيشون في بلدهم بالفعل ولم يرحبوا بوجودنا هناك. [11]

المراجع

- فلوري وجنيفر ل. وراشيل لير. 2017. حاملو السجاد في كابول والتشابك الأمريكي الأفغاني الآخر. أثينا، أوهايو: مطبعة جامعة جورجيا.

- جوستوتزي، أنطونيو. 2007. القرآن، كلاشينكوف وأجهزة الكمبيوتر المحمول: تمرد طالبان الجديدة في أفغانستان. لندن: هيرست.

- 2021، طالبان استعادت أفغانستان - هذه المرة، كيف سيحكمونها؟ الجارديان، 16 أغسطس.

- جريجوري، توماس. 2011. "إنقاذ نساء أفغانستان: النوع الاجتماعي والوكالة وسياسة الذكاء"، رسالة دكتوراه في جامعة مانشستر.

- هيرشكيند، تشارلز، صبا محمود. 2002 "النسوية وطالبان وسياسة مكافحة التمرد". الأنثروبولوجيا الفصلية، 75 (2): 339-354.

- هيوز، دانا، 2012، "نادي السيدات الأوائل: هيلاري كلينتون ولورا بوش من أجل نساء أفغانستان "إيه بي سي نيوز، 21 مارس.

- جلالاي، زوبيدا وديفيد جيفريس، محرران. 2011. عولمة أفغانستان: الإرهاب والحرب وخطاب بناء الأمة. دورهام: مطبعة جامعة ديوك.

- كلايتس، ألكس. 2005. الحب والحرب في أفغانستان، نيويورك: سبع قصص.

- كولهاتكار، سونالي وجيمس إنجلز.2002. نزيف أفغانستان: واشنطن، أمراء الحرب، ودعاية الصمت. نيويورك: سبع قصص.

- لينديسفارن، نانسي. 2002. الجندرية في الحرب الأفغانية. الكسوف: مراجعة مناهضة الحرب، 4: 2-3.

- 2002. "البدء من الأسفل: العمل الميداني. الجندرية والإمبريالية الآن. نقد الأنثروبولوجيا، 22 (4): 403-423، وفي أرمبروستر ولارك، 23-44.

- 2012. "البشتون المتميزون؟ السياسة الطبقية والإمبريالية والتاريخية". في مارسدن وهوبكنز.

- لينديسفارن ونانسي وجوناثان نيل، 2015. "إمبراطوريات النفط والمقاومة في أفغانستان والعراق وسوريا". آن بوني بايرت.

- 2019، "وظائف النفط والحرارة والمناخ في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا"، في التحديات البيئية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا: الطريق الطويل من الصراع إلى التعاون، تحرير حميد بوران وحسن حكيميان، 72-94. لندن: جينكو.

- مانشاندا، نيفي.2002. تخيل أفغانستان: تاريخ وسياسة، إمبريالية المعرفة. كامبريدج: مطبعة جامعة كامبريدج.

- مارسدن، ماجنوس وبنجامين هوبكنز، محرران. 2012. ما وراء سوات: التاريخ والمجتمع والاقتصاد على طول الحدود الأفغانية الباكستانية. لندن: هيرست.

- موسوي، سيد عسكر، 1998. هزارة أفغانستان: دراسة تاريخية، ثقافية، اقتصادية وسياسية. لندن: كرزون.

- نيل، جوناثان. 1981. "المأساة الأفغانية". الاشتراكية الدولية، 12: 1-32.

- 1988. "أفغانستان: الحصان يغير الفرسان، رأس المال والطبقة"، 35: 34-48.

- 2002. "عذاب أفغانستان الطويل". الاشتراكية الدولية 93: 31-59.

- 2008."أفغانستان: القضية ضد الحرب الجيدة ". الاشتراكية الدولية، 120: 31-60.

- نجومي، نعمة الله. 2002. صعود حركة طالبان في أفغانستان. نيويورك: بالجريف.

- ريكو، جوني. 2007. الدم يجعل العشب ينمو أخضر: عام في الصحراء مع فريق أمريكا نيويورك: بريسيديو.

- تابر (لينديسفارن)، نانسي.1991. مقايضة العرائس: السياسة والجنس والزواج في مجتمع قبلي أفغاني. كامبريدج: مطبعة جامعة كمبريدج.

- تابر، ريتشارد.1983. صراع القبيلة والدولة في إيران وأفغانستان. لندن: كروم هيلم.

- تابر، ريتشارد، مع نانسي لينديسفارن. 2020. أصوات القرية الأفغانية: قصص من مجتمع قبلي. لندن: آي بي. توريس. الجارديان، 2021. "أفغانستان لايف نيوز". 16 أغسطس.

- وارد، لوسي. 2001. "زوجات الزعيم ينضمون إلى حرب الدعاية". الجارديان، 17 نوفمبر.

- ضعيف، عبدا لله، 2010. حياتي مع طالبان. لندن: هيرست.

- زيليزر، باربي. 2005. "الموت في زمن الحرب: الصور الفوتوغرافية والحرب الأخرى في أفغانستان". مجلة هارفارد الدولية للصحافة / السياسة، 10 (3): 26-55.

الهوامش

[1] انظر بشكل خاص نانسي تابر (لينديسفارن) 1991، لينديسفارن، 2002a و 2002، و2012، لينديسفارن ونيل، 2015، نيل، 1981، 1988، 2002 و2008، ريتشارد تابر مع لينديسفارن 2020.

[2] جوستوتزي، 2007 و2009 مفيدان بشكل خاص.

[3] طالبان على أساس الطبقة، انظر لينديسفارن، 2012، والعديد من الفصول لمؤلفين آخرين في Marsden and Hopkins، 2012. وانظر موسوي، 1998؛ نوجومي، 2002؛ جوستوتزي، 2008 و2009، ظريف، 2010.

[4] زيليزر، 2005.

[5] هناك مؤلفات كثيرة حول إنقاذ المرأة الأفغانية انظر جريجورى، 2011؛ لينديسفارن، 2002a؛ هيرشكيند ومحمود، 2002، كولهاتكار وإينجلس، 2006، جلالاي وجيفريس، 2011، فلوري وليهر، 2017، مانشاندا، 2020.

[6] وارد، 2001.

[7] لينديسفارن ونيل، 2015.

[8] ريتشارد تابر، 1983.

[9] للجفاف في عام 197، انظر لينديسفارن وتابر، 2002. للاطلاع على أحدث تغيرات مناخية، انظر لينديسفرن ونيل، 2019.

[10] جوستوتزي، 2021.

[11] الجارديان، 2021.

(*) نشر المقال في جورنال جاكوبيان Jacobian.