حوارات

حسين عبد الرحيم

حوار مع مي التلمساني

2024.07.20

تصوير آخرون

تؤرقني مشاكل الغربة والحب عن بُعد

 

في محطة جديدة في علاقتها بالكتابة ومسيرتها الأدبية الإبداعية التي بدأت منذ أكثر من ثلاثة عقود، تستكمل الكاتبة الروائية/ السينمائية الدكتورة مي التلمساني، التي صدر لها مؤخرا رواية "صدى يوم أخير" أفكارها، التي ارتبطت منذ البدايات بمفاهيم الفقد، والخلاص وجدوى السفر والترحال إلى هم وجودي تتبع فيه مصيرها، بل ومصائر بعض من عرفت في طريق الكتابة.

أكدت خصوصية الكاتبة مي التلمساني التي تجد في أغلب أعمالها التأثر بعوالم السينما والإيقاع البصري و التقنيات السينمائية في الطرح الروائي والقصصي فيما يخص مفهوم اللقطة، وزوايا التصوير، والأهم نوع عدساتها الروائية والظل والسطوع وحتى ثنائية الليل والنهار. 

في بدايات انطلاقها الابداعي والأدبي والكتابي مع جيل ما اُصطلح على تسميته بجيل التسعينيات، الذي استفاد كثيرًا من عوالم ما بعد الحداثة ونظرياتها وتجلياتها في البنى الإبداعية/ الكتابية/ الدرامية. عبر أكثر من تسعة أعمال بدأت بروايتيها "دنيا زاد" و"هليوبوليس وحتى عمليها الأخيرين "الكل يقول أحبك" وروايتها المشتركة مع الكاتب الراحل العتيد إدوار الخراط "صدى يوم أخير" اللتين تفتحان مساحات للحنين و الذكريات عبر التاريخ والمكان ومحاولات للخروج من التقوقع بحثًا عن براح نفسي وروحي. 

مي التلمساني المولودة في عام 1965، التي هاجرت إلى كندا للعمل أستاذة للدراسات السينمائية بجامعة "أوتاوا" نالت جائزة الدولة التشجيعية وجائزة آرت ماري الفرنسية عن روايتها "دنيا زاد" وحصلت في عام 2021 على وسام الآداب والفنون برتبة فارس من الحكومة الفرنسية، لها أربع روايات: "أكابيلا" و"دنيا زاد" و"هليوبوليس" و"الكل يقول أحبك" التي وصلت إلى القائمة الطويلة للجائزة العالمية للرواية العربية (البوكر) في عام 2023. هذا بالإضافة إلى ثلاثة أعمال قصصية وعدد من الترجمات والدراسات الأكاديمية بالعربية والفرنسية والإنجليزية وترجمت أعمالها إلى عديد من اللغات.سألتها بداية: 

س: عن كمال المصري ونورهان عبدالحميد، وداينا سليمان وبسام الحايك، وكريم ثابت، في غربة وتغريب الحدث في روايتك "الكل يقول أحبك"، كيف كانت الدوافع لكتابة هذا العمل الروائي المثير والمحمل بالشجن والغرابة؟

بعد ما يزيد عن عشرين عامًا من الهجرة، واتتني الشجاعة أخيرًا للحديث عن تجربة المهاجرين العرب إلى كندا بصيغة روائية تخييلية، وقد سبق لي الحديث عن تجاربي الذاتية في يوميات "لِلْجَنة سور" التي نشرت في طبعتها الأولى عام 2009 وصدرت مؤخرًا في طبعة جديدة عن دار دوِّن، وكذا في كتاب يوميات "طرق كثيرة للسفر" الصادر هذا العام عن الدار نفسها. إشكاليات الغربة والاغتراب كانت لزمن طويل تؤرقني، لكني في الرواية أعطيها منحنى جديدًا، عن طريق التوغل في مشاعر الحب عن بعد، سواء حب الأزواج أو حب الأوطان، من خلال علاقات الشخصيات الخمس الرئيسية التي ذكرتها. الدافع الأول كان ذلك اللقاء الغرائبي في قطار بين كمال وكريم، وهما مرآة لشخصية واحدة يفصل بينها عشرون عامًا. ثم تتوالى المرايا، حيث نورهان تعكس بشكل من الأشكال داينا على سبيل المثال، ليظل بسام الحايك وحيدًا متفردًا، يلملم بقايا الحكايات ويعيد تشكيل العالم وفقًا لقانون الحركة والتجاوز والعجز أيضًا.

س: وهل تمثل الرواية تلك/ محطاتك الحياتية والوجودية في مسيرتك/ مع الحياة والكتابة والوجود؟

تمثل محطات كثيرة في حياتي العملية تحديدًا، حيث أقترب قليلًا من عالم التدريس الجامعي، ومن عوالم المهاجرين البديلة، خاصة حين يصنعون لأنفسهم مساحات تلاقي مثل محل الحلاقة، أو يكتفون بمساحات الترانزيت حيث تجمعهم المصادفة في قطار أو طائرة أو مطعم، إلخ. قانون الحركة يحكم تلك العلاقات، وهو القانون الذي حكم تجربتي في الغربة منذ 1998 وحتى اليوم.

س: عن الحب والغربة وملاذ الروح وجدوى الخلاص في "الكل يقول أحبك"، هل هذه إحالة إلى تعقد المصائر وخلاص الأرواح؟ 

المصائر تتشابك لكن الطموحات تختلف. لكل شخصية في الرواية مشروع مستقل بذاته، ولكن الشخصيات لا تعني بالضرورة أن اختلاف المشروع هو العائق الأول أمام التقاء الأزواج، وهو الدافع أيضًا للهجرة والحنين للوطن الأول. الحب وحده لا يكفي، خاصة حين يكون مشروع الحياة مستقلًّا عن مشروع الزواج، وغير قابل للتحقق في الوطن الأم. لكن التشابهات كثيرة بين مصائر الشخصيات تجعل بعضها في حالة بحث دائم عن الخلاص، أو انعتاق الروح، مثل بسام الحايك، ولديه نزعة عدمية تقيه شرور العالم، وتجعله يغوص في ذاته بحثًا عن لحظة الانعتاق تلك.

س: هل تعتبر الرواية مرثية ذاتية أم هي شبه سيرة، أم وداع لمرحلة فاصلة وفارقة في جنبات الراوية والكاتبة والساردة مي التلمساني؟

يعجبني التقاطك لفكرة الرثاء في الرواية. وأتفق معك أنها مرثية لكندا، أو للعرب الكنديين. لا أودع بها كندا، لأن الرواية التي أعمل على الانتهاء منها حاليًّا تدور أحداثها في كندا أيضًا، لكني أودع في "الكل يقول أحبك" فكرة الحب ذاتها، وأفكار تخص الاستقرار والزواج والثقة في الآخر القريب أو البعيد. هي رواية كشف أيضًا، فارقة بهذا المعنى، كشف لزيف المشاعر وتوترها، كشف للخيانة، سواء خيانة الزوج لزوجته أو خيانة الإنسان لنفسه حين يتنازل عن أحلامه وأشواقه العميقة لمصلحة أفكار مزيفة عن الزواج والأسرة السعيدة والعمل والارتقاء الاجتماعي، إلخ.

س: بعد ما يزيد على خمس وعشرين عامًا من العيش في الغرب كيف ترى الكاتبة والسينمائية والناقدة الروائية الدكتورة مي التلمساني حصاد هذه الرحلة؟

هو حصاد ملتبس تحفه مشاعر غامضة كثيرة ومعقدة. من ناحية حققت بعملي الدؤوب في الجامعة قدرًا من الاستقرار المادي والمهني لم يكن متاحًا لي في القاهرة قبل الهجرة. ومن ناحية تفتَّح عقلي على كثير من الأفكار، ولا أقول الحقائق، لا عد لها ولا حصر، منها فكرة الحركة الدائمة وتجاوز الحدود ومساءلة الثوابت والاحتفاء بالتعددية الثقافية والفكرية. ومن ناحية ثالثة تأكَّد لي بما لا يدع مجالًا للشك أن روحي معلقة بمصر، وأني مؤمنة بالحلم العربي، وأني مناهضة لكل أشكال الفكر الفاشي، خاصة تلك التي يروج لها الغرب ويعادي باستخدامها شعوبنا العربية، وتلك التي يروج لها الإسلام السياسي في بلادنا. بقدر وضوح تلك المواقف في ذهني بقدر التباس وغموض مشاعري الأعمق عن نفسي، من أنا حقًّا، ومن أنا في علاقتي بالآخرين وفي علاقتي بالعالم، سؤال سيظل يؤرقني للنهاية، وهو من منابع الكتابة الأولى عندي لذا لا أتخلى عنه بسهولة.

س: في ظل عصور الانحطاط، والحروب عبر الهوية والديانات والأعراق، كيف ترى الكاتبة مي التلمساني مستقبل كل من الفكر والفن والكتابة في ظل هذه الأزمات الذي تهدد الوجود بمقاوماته الراسخة؟

أعتقد أن ازدهار الفكر والفن والكتابة رهن عصور الانحطاط التي تشير إليها، فالمَخرج المتاح للإنسان اليوم يمر بالضرورة عبر تلك الدروب، وكلها دروب تنفتح على أسئلة الحرية الشائكة، أسئلة التحرر من الهويات القاتلة، والمعتقدات المبنية على الإقصاء والتي تتعمد بناء عالم على أسس هيراركية وتراتبية بدلًا من خلق عالم مبني على التجاور. لا أقول أن كل فكر وكل فن وكل كتابة يستحق الاحتفاء، لكن أعتقد أن الممارسة والإنتاج في تلك المجالات في ذاتها قادران على تجاوز السقوط المروع الذي تقف الإنسانية على حافته اليوم. دعاوى الفاشية تعود بعد مئة عام من ازدهارها في أوروبا لتسيطر على المشهد الإنساني برعاية الولايات المتحدة الأمريكية، والخطر الذي يتهدد العالم اليوم هو خطر يستثمر قضايا الهوية لتدمير علاقة الإنسان المبنية على التجاور، لمصلحة النظم الفاشية المبنية على سيادة العرق الأبيض وسيطرة رأس المال العالمي وهيمنة القلة القليلة التي تمتلك المال والسلاح على مقدرات العالم أجمع، بما في ذلك على مقدرات شعوبها أنفسهم، من أمريكا إلى روسيا إلى الصين إلى فرنسا وإنجلترا. بعض ما سعيت لنقده في كتب اليوميات وفي رواية "الكل يقول أحبك" هو تصاعد الفكر الفاشي في القرن الواحد والعشرين.

س: في كتابك الأخير "صدى يوم أخير" الصادر عن دار الشروق، ويحمل اسمك مع الراحل العظيم الكاتب إدوار الخراط، هل يعتبر العنوان أو المؤلَّف مرثية لكاتبنا الراحل؟ وهل للتماس الروحي والبنيوي وكذلك البنائي الموغل في الذاتية والشجن والحميمية في "صدى يوم أخير"، هل يعود إلى تأثرك الإنساني والحميمي بصداقة العمر مع إدوار الخراط؟

العنوان من اختياري وهو جملة وردت فيما كتبه إدوار في الرواية، وهو بلا شك مربوط بمضمون الرواية وفي الوقت ذاته يرثي بمعنى من المعاني فكرة الحب كما رثيتها في رواية "الكل يقول أحبك". لكني لا أرثي إدوار نفسه لأنه حي بيننا بكتاباته الروائية والنقدية، وبأفكاره وأعماله. ولا شك أن لصداقتي بإدوار أثرًا كبيرًا في مشوار الكتابة بشكل عام، خاصة وأننا التقينا منذ بدايات مشواري هذا، وهو أول من كتب عن كتابي الأول "نحت متكرر". تشجيعه وإنصاته ولقاءاتنا المتكررة لها أثر باقٍ في روحي، رغم اختلافنا في الكتابة وفي الأسلوب. في مقدمة رواية "صدى يوم أخير" أفيض في الحديث عن ماهية تلك الصداقة الروحية، والتقارب الأدبي، ربما جمعنا الشعور بجدية (وقدسية) العمل الإبداعي، كما جمعتنا محبة التجربة والمغامرة في الكتابة، وربما أيضًا احتفاؤنا بالمنجز الغربي الفرانكوفوني في الأدب وكذا تداخل الفنون والكتابة.. كل هذه العناصر شكلت موضوعًا لأحاديثنا، ورسخت مشاعر الصداقة رغم ظروف الهجرة. 

س: عن ليلى الصحفية وإدريس الفنان البوهيمي - وماهية المصائر في "صدي يوم أخير" هل هي إدانة لزيف المثقف في طور البنية الشخصانية للمثقف/الكاتب/الفنان المصري؟

هي إدانة مستترة وليست ظاهرة. لم نتحدث عن الرواية إدوار وأنا، فقد كتبناها معًا ولكن في صمت، أنا في كندا وهو في مصر، والوسيط بيننا في الكتابة في لندن. لذا لا أستطيع أن أتحدث باسم إدوار هنا، كل ما أستطيع قوله إننا لم نرغب في إدانة الشخصية، فإدريس الفنان البوهيمي كما تصفه، له مرجعيات كثيرة في واقعنا المصري والعربي، ولا شك التقى إدوار بهذا النموذج وسعى للكتابة عنه في أعمال أخرى، لكن التفتيش في ضمير الشخصية لم يكن هدفه الإدانة في ذاتها، وهذا ما أدركته وحاولت تأكيده من خلال نظرة الشخصيات النسائية لإدريس في الرواية. ثمة تعاطف مع محدودية الرغبة هنا، وبحث عن معنى العلاقة بين الرغبة والفن، وأثرها ليس فقط على حياة الشخصيات، بل وعلى صيرورة الإبداع وعلى المنتج الفني النهائي. 

س: وماذا عن الحسية والجمالية في الرؤى وماهية التماس مع الذات، هل تصنف كتابات مي التلمساني تحت عناوين مثل النسوية/ الفيمينست - ليتك تفسرين للقارئ موقفك من تلك التصنيفات والمقولات والنظريات؟

أترك للنقاد مسؤولية التصنيف والمقاربة مع النظريات النسوية. في ظني أن ما أكتب يتماس مع بعضها، خاصة في محاولة سبر أغوار الروح الإنسانية وتطلعاتها ورغباتها بنظرة تساوي بين رغبات وأشواق الرجل ورغبات وأشواق المرأة دون أن تؤكد على تماهي أي منهما مع الأخرى. ثمة اختلافات أراها هنا بين الشخصيات الذكورية والنسائية، لكني أعتقد أن لهما حقًّا واحدًا ومتساويًا في تصدر بؤرة الاهتمام، ليس بمنطق أني ككاتبة امرأة أقدر على التعبير عن المرأة، ولكن بمنطق أني ككاتبة أعي أهمية هذا الحق وأهمية التعبير عن حواس ورغبات وجسدانية النساء التي لا تقل عمقًا أو تعقيدًا عن علاقة الرجل بهذه العناصر نفسها.

س: قدم لك من قبل فيلم سينمائي عن روايتك "أكابيللا" - فكيف كانت الثمار وحصاد التجربة وصداها في مشوارك الإبداعي الروائي والفني؟

لم يحظَ الفيلم بجماهيرية حقيقية مع الأسف، عكس الرواية التي لاقت صدى واسعًا في أوساط القراء والنقاد. لكني سعدت بالتفات المخرج للرواية واهتمامه بقراءة أعمالي السابقة واللاحقة أيضًا. في مشواري، السينما تحتل مركزًا هامًّا من حيث تأثيرها على فعل الكتابة نفسه، ومن حيث اهتماماتي الأكاديمية، وأيضًا اختياري ترجمة عدد من الكتب عن السينما من الفرنسية إلى العربية. هي إذن الفن الأكثر حضورًا في تاريخي عامة، تليها الفنون التشكيلية والموسيقى، وهي من مصادر الإلهام المتعددة فيما أكتب.

س: متي يرى المشاهد لك أعمالًا سينمائية تطرح رؤيتك الفكرية وكذلك موقفك من العالم والوجود بصريًّا او بلغة سينمائية؟

لم أقرر بعد إن كانت كتابة السيناريو تستهويني وربما أخوض المغامرة مرة أخرى لو أتيحت لي فرصة لقاء فكري حقيقي بين كاتبة سيناريو وبيني. أتصور أن رواية "الكل يقول أحبك" من السهل تحويلها لسيناريو بسبب بروز الملمح البصري فيها. أعتقد أن مخرجة أو منتجة راسخة في هذا المجال قد تكونان الأنسب لتناول مثل هذا العمل، لكن الوقت لا يتسع لخوض المغامرة وظروف صناعة الفيلم في مصر ربما لا تكون مواتية.

س: ماذا تمثل لك السينما في تراتبية اهتماماتك وأولوياتك؟

السينما تحتل موقع الصدارة في حياتي اليومية، فأنا أستمتع بمشاهدة الأفلام والمسلسلات مؤخرًا من كافة بقاع العالم، وهي أيضًا مادة التدريس الجامعي، ومادة للتفكير والتأمل والتحليل والفهم واستيعاب التاريخ. هي على قائمة اهتماماتي اليومية ولها أثر كبير كما ذكرت على الكتابة.

س: حدثينا عن مشروع "بيت التلمساني" - وثماره بعد عام على تدشين هذا المشروع الفريد؟

"بيت التلمساني" مشروع وليد بدأ منذ سنوات قليلة لكنه حقق بعض الإنجازات بالتعاون مع دور نشر مصرية، أولها ورشة الكتابة والموضة التي نتج عنها كتاب "حتى فساتيني" وهو مجموعة قصصية شاركت فيها ثماني كاتبات مصريات وكاتب شاب واحد. في العام الحالي، استقبل البيت ست كاتبات وكتاب من مصر ضمن مشروع إقامة وتفرغ بدعم من آفاق ودار صفصافة للنشر. أتمنى أن ينتج عن دورة الإقامة هذا العام عدد من الكتب، سواء في الرواية والقصة أو في الشعر، وأن يدعم البيت بعد مرحلة النشر كل من يرغب من بين الحاصلين على المنحة في العودة للإقامة بالبيت ضمن برنامج زمالة "بيت التلمساني". باختصار البيت يتيح التفرغ والإقامة لكتاب من مصر والعالم على غرار معتكفات الكتابة في أوروبا وأمريكا وبعض الدول الأخرى، ويقع على طريق مصر الإسكندرية الصحراوي ما يجعله قريبًا من مركزين من أهم مراكز الثقافة والفن في مصر والعالم العربي. وأملي في السنوات القادمة أن يستضيف البيت مؤلفين ومترجمين للعمل معًا على ترجمة نصوص إبداعية بلغات مختلفة، وأن يتيح الفرصة نفسها لباحثين وباحثات في مجالات العلوم الإنسانية والاجتماعية، وأن يكون مكانًا لاستضافة ورش عمل اليوم الواحد في مجالات الكتابة والفن التشكيلي والسينما والموسيقى. هو "بيت فن" يحظى بمكتبة كبيرة هي جماع مكتبات أبي، المخرج عبدالقادر التلمساني، ومكتبتي الشخصية وجزء من مكتبة الكاتب الكبير إدوار الخراط.