مراجعات

علاء عوض

قراءة في كتاب (ابن تيمية وعصره)

2018.10.01

قراءة في كتاب  (ابن تيمية وعصره)

لا شك أن ابن تيمية يعد من أكثر الشخصيات التي أثير حولها الجدل قديمًا وحديثًا، مما جعل النقاش بشأنه في تصاعد دائم بين أنصاره ومعاديه. ولحسن الحظ أن نتاج ذاك الجدل تشكّل، بعضه، في صورة مساهمات علمية، من تلك المساهمات التي حاولت أن تسلط الضوء على ابن تيمية في سياقات مختلفة كتاب (ابن تيمية وعصره).

وقد حاول هذا العمل استكناه منهج ابن تيمية من خلال تتبع كتاباته في الحقول المختلفة، وكذلك حاول العمل استكشاف مدى تأثير أفكار ابن تيمية في العصور الوسيطة والحديثة. وأصل هذا العمل هو مجموع أعمال مؤتمر علمي بالاسم نفسه عُقد في جامعة برنستون في أبريل عام 2015. وهو من تحرير شهاب أحمد، الذي عمل أستاذًا للدراسات الإسلامية بجامعة هارفارد، ويوسف ربوبورت، أستاذ التاريخ بجامعة كوين ماري. والكتاب من إصدار الشبكة العربية للأبحاث والنشر، عام 2018، ومن ترجمة محمد بو عبد الله.

وفي إطار ذلك جاءت ورقة للباحثة بكلية الدراسات الشرقية والأفريقية بجامعة لندن كاترينا بوري (ابن تيمية وجماعته) لمحاولة استكشاف مدى تأثير ابن تيمية في محيطه. وأوضحت أن المُسلمة التي أرساها بحث البروفيسور لاوست، أحد أشهر الأعمال عن حياة ابن تيمية، أن ابن تيمية كان الممثل الرئيس لمدرسة الحنابلة في العصر المملوكي لم تكن دقيقة.

وفي سياق بحثها عن طبيعة العلاقة بين ابن تيمية ومجموعته المقربة، أو كما وصفتهم الباحثة بـ (الجماعة)، قدمت الباحثة تحليلاً للرسائل التي كان تتداولها تلك المجموعة ما بين بعضها البعض، وما بين بعضها وبين ابن تيمية. وحاولت الباحثة استكشاف عناصر تلك (الجماعة) من خلال بحثها في كتب التراجم والطبقات، وخلُصت أن عدد هؤلاء المناصرين لم يكن بالحجم الذي يعكس وجود ابن تيمية الطاغي في ذلك العصر.

وعلى صعيد المذهب الحنبلي فقد وُوجه الشيخ بالمعارضة لمخالفته المذهب في فتوتي (الطلاق) و(الزيارة) الشهيرتين(). إضافة إلى ما سبق فرسالة ابن رجب (في وجوب اتباع المذاهب الأربعة) وردّه فيها وإنكاره على من خالف المذاهب الأربعة في الجملة، استنتجت منه الباحثة إلى أنه قصد الرد فيها على ابن تيمية، ورأت أن ابن رجب وابن تيمية انطلقا من المنطلقات نفسها، وتوصلا لنتائج مختلفة، وقد رأت الباحثة ذلك ضربًا من التناقض.

وهنا نقطة تحتاج إلى تأمل بعد عرض رأي الباحثة في أعضاء (الجماعة)، فقد ذهبت من خلال ما سبق، إلى أن هذا اللفظ يشير إلى نوع من النخبوية، وأنه ليس متاحًا لكل أحد الانضمام لتلك الجماعة. ونستطيع تلخيص التأمل في شكل أسئلة: هل هذه اللفظة بالفعل تشير إلى النخبوية؟ أم أن لفظ (الجماعة) أطلق من ابن تيمية وتلامذته قصدًا لمجموعة معينة بلا إشارة إلى نخبوية ما؟ بمعنىً آخر هل هذا اللفظ كان يطلقه غير أتباع الشيخ على مجموعاتهم، أي هل كان من الألفاظ الدارجة في أدب (الرسائل) في العصر المملوكي أم لا؟

فمثلاً يذكر السبكي عن الذهبي قائلاً “وهو الذي أخرجنا في هذه الصناعة، وأدخلنا في عِداد الجماعة”()، فمقصد السبكي هنا جماعة المحدثين كما يظهر من سياق ترجمته للذهبي، فبالتالي هل هذا أيضًا يشعر بنخبوية ما، أم هو لفظ استعمل في الحقبة المملوكية للتمييز لا أكثر؟ لا أملك جوابًا على هذه النقطة إلا أنها موضع جدير بالبحث.

أما على مستوى الدعم الشعبي، فترى الباحثة أن ابن تيمية كان يحظى بدعمٍ كبير، ويظهر ذلك في رفض السجناء الذين معه مغادرة الحبس وقتما حان موعد إطلاق سراحهم، ورأت أن أبرز ما يمثل شعبية ومكانة ابن تيمية عند العامة هي جنازته. وقد أرجعت الباحثة هذه الشعبية الجارفة لأمرين مهمين؛ أولهما: مواقف ابن تيمية في مناصرة العامة والإنكار على المنكرات الظاهرة في المجتمع، الثاني: موقفه في الجهاد وقت غزو التتر.

وقدم جون هوفر، رئيس قسم الدراسات الدينية في جامعة نوتنجهام، في ورقته عن (الصفات الاختيارية) عند ابن تيمية، نموذجًا يوضح رؤية ومنهج ابن تيمية في تناول المسائل العقدية والكلامية. محاولاً دفع الصورة النمطية عن ابن تيمية التي تصوره “شخصًا معاديًا للعقل، ومجادلاً شديدًا، يفكك صروح الفكر لأمثال ابن عربي وابن سينا وسائر المتكلمين، من دون إعطاء أي رؤية عقدية بديلة” ().

ابتدأ هوفر في شرح (الصفات الاختيارية) موضحًا أن ابن تيمية لم يشر إلى تعريفها في أول الرسالة، وتعرّض ابن تيمية لشرح مذاهب الناس في الصفات الاختيارية، ومن خلال هذا العرض أشار هوفر إلى أن مبدأ الفاعلية ومبدأ علو المشيئة وأسبقيتها باعتبارها كمالاً هما أبرز ما يميز منهج الشيخ العقدي في مسألة الصفات الاختيارية.

وذكر هوفر أن ابن تيمية أطال في ذكر حجج المتكلمين على بعضهم البعض، مؤكّدًا عدم استنادهم إلى دليل عقلي، ثم تتبع هوفر سرد ابن تيمية للأدلة النقلية من الكتاب والسنة، التي اعتمد عليها في نصرة مذهبه، ثم عاد ابن تيمية بعد ذلك في الرد على أدلة المتكلمين، مؤكّدًا، مرة أخرى عدم اعتمادهم على دليل عقلي، مما لجأ ببعضهم في الاعتماد على نقل إجماعات نقضها ابن تيمية بعد ذلك. وهكذا “أنهى ابن تيمية ردّه على حجج نفاة الحوادث في رسالته الاختيارية، وختم مناقشته هذه بالتأكيد على التوافق بين النقل والعقل”(). وبهذا، حسب هوفر، نستيطع اعتبار ابن تيمية مدافعًا عن عقلانية واتساق المادة العقدية التي نجدها في النصوص النقلية.

وفي محاولة استكناه ثيولوجيا السنة عند ابن تيمية قامت رشا العمري، وهي أستاذ مساعد للغة العربية بجامعة كاليفورنيا، بالتركيز على مناقشات ابن تيمية مع الأشاعرة، وأرجعت ذلك لثلاثة أسباب:

1 - الأول أن الأشاعرة كانوا سببًا من الأسباب التي أدت لمحاكمة الشيخ.

2 - كون الأشاعرة ينازعون الشيخ دعوى الانتساب للسنة.

3- كون الأشاعرة أكثر المجموعات تأثيرًا واستقلالاً في وقت ابن تيمية.

وسلطت الباحثة الضوء على استخدام ابن تيمية مقولات الإمام الأشعري وكثرة استشهاد ابن تيمية بتلك النقولات في مواجهة معاصريه من الأشاعرة، وإشارته الدائمة بالتفرقة بين مذهب الأشعري ومذهب متأخري الأشاعرة. حيث لم يغب عن ابن تيمية وقت ذاك الاختلاف بين مقولات الأشعري، والتي أشار إليها في العديد من المواضع في كتبه.

وخلال بحثه عن الأصول السنية في مذهب الأشعري أشار ابن تيمية في كثير من الأحيان للتشابه الموجود في مذهب الأشعري مع مذهب ابن كلاب، فبحسب الباحثة “فإن ابن تيمية، وعلى الرغم من إشارته لبعض خصائص الأشعري باعتباره موافقًا لابن كلاب، إلا أنه يوافق دعوى الأشعري بأنه من أتباع مذهب ابن حنبل” ().

وقد استخدم ابن تيمية لوصفه المعتقد السني، وفق الباحثة، تسلسلاً هرميًّا، يجعل كل من اقترب من مفهوم السنة فهو سني أكثر من غيره حسب موافقته للسنة، ومخالف لها بقدر ابتعاده عن المنهج نفسه. فابن تيمية يرى أن المنهج الأمثل هو المنهج الذي يتمثل السنة في طريقته، فيصير هذا الضابط هو الحاكم على أي منهج عقائدي، فصنيع ابن تيمية بوضع الأشعري في مرتبة قريبة من السنة، مكَّنه من استخدام هذا التصنيف ضد معاصريه من خصومه الأشاعرة، وقد نبهت الباحثة إلى أن معارضي الشيخ ليسوا فقط من متأخري الأشاعرة، وإنما يندرج معهم كل من التزم قانون تقديم العقل على النقل مطلقًا كقاعدة كلية.

وفي محاولة فهم منهج ابن تيمية الفقهي، قدم يوسف ربوبورت ورقته لاستكشاف ذلك المنهج عن طريق تسليط الضوء على المرتكزات الأساسية التي تقوم عليه، وتوضيح منهج ابن تيمية في مسائل الفروع.

فأول تلك المرتكزات في النظرية الفقهية هو عدم إمكان تعارض نصوص الوحي مع المعرفة العقلية، وهي شبيهة بتلك التي تناولها الشيخ في مسائل الاعتقاد، فلا يوجد قياس صحيح يتعارض مع النص الشرعي، وكذلك المصلحة المرسلة والاستحسان. وقد قام ابن تيمية، حسب الباحث، بتوسيع مفهوم المصلحة خلاف ما درج عليه العلماء، فتعريفه كان أعم من الضروريات الخمس، “فأي شيء يجلب المصالح ويدرأ المفاسد يمكن اعتباره مصلحة، فقد أدرج ابن تيمية كلاً من الجوانب المادية، مثل العلاقات الاجتماعية التي تجلب المصالح الإنسانية، وجوانب العبادة والرقائق” ().

النقطة الثانية البارزة في منهج ابن تيمية الفقهي حسب ربوبورت مسألتي الإجماع والاجتهاد، فحسب هنري لاوست فابن تيمية لم يكن اعتبر باب الاجتهاد أغلق من أساسه، وهذا لا يعني أن علماء عصره لم يكونوا يرو ضرورة الاجتهاد، وعلى الرغم من نشأته الحنبلية فابن تيمية كان على معرفة واسعة بأقوال الإمام أحمد وكان كثيرًا ما يخطئ علماء الحنابلة في الرواية عنه، وأيضًا كان ابن تيمية يحاول تفسير أقوال أحمد بما يتوافق مع اجتهاده.

وجاء بحث طارق جميل، وهو أستاذ مساعد للدراسات الإسلامية بجامعة سوارثمور ليناقش جزءً متعلقًا بتراث الشيخ ألا وهو الجدل الشيعي الذي مارسه من خلال عمل من أهم أعماله (منهاج السنة النبوية)، الذي رد فيه على كتاب المحقق الحلي (منهاج الكرامة).

وقد أورد جميل في مقدمة بحثه معلومات مهمة عن السياق التاريخي للنشاط الشيعي المدرسي والعلمي، وأشار إلى أن تلك الفترة شهدت بدء إعادة صياغة نظرية الاجتهاد والتقليد في الفقه الشيعي، كما امتازت التآليف الشيعية بأنها سايرت التآليف السنية في النمط الفقهي السائد وقتها.

ويعد كتاب الحلي المشار إليه من أهم أعماله التي كان يمارس من خلالها مناوشة السنة في بعض معتقداتهم، ما دفع ابن تيمية للنهوض في الرد عليه في كتابه المذكور آنفًا. وسلك ابن تيمية خطة واضحة في كتابه، حيث كان يورد كلام الحلي ثم يتبعه بالنقد والرد، ولكنه أحيانًا ما كان يستطرد لنقد بعض الممارسات المتعلقة بالوسط السني الشعبي، كزيارة الأضرحة والموالد.

ويرى الباحث أن من نقاط الخلاف الرئيسة بين ابن تيمية والحلي هما: كون الإمامة من أركان الدين، والوضع الأنطولوجي للإمام، حيث يصبغ عليه بعض الصفات الإلهية كمعرفته للغيب. وجرت في هذا النقطتين نقاشات طويلة من ابن تيمية للحلي.

وعن تأثير ابن تيمية في عصره والعصور التي تليه، قدم خالد الروهيب، وهو أستاذ مساعد لتاريخ الفكر الإسلامي بجامعة هارفارد، استقراءً جيدًا لهذا الموضوع، محاولاً البرهنة على خطأ الاعتقاد السائد أن ابن تيمية كان أهم الشخصيات المؤثرة في الوسط الفكري والفلسفي والفقهي في العصور الوسيطة.

وقد استقرأ النقولات التي نقلت عن معاصريه ومن بعدهم. ومن خلال تلك النقولات يظهر أن موجة العداء ضد ابن تيمية ومناصريه ظلت هي الجو السائد في العصور الوسيطة، فمن خلال المصادر يظهر أن محبي الشيخ بعد وقته تمت ملاحقتهم والتضييق عليهم خاصة في الأقوال التي جلبت لابن تيمية العداء الشديد في حياته، كمسألة طلاق الثلاث.

 وقد أظهر الباحث جانبًا آخر من جوانب اختفاء ابن تيمية أو فكره من خلال نصوص الإثبات والفهارس التي اهتمت بذكر المصادر التي كانت تتناول بالدرس والإجازة سواءً الفقهي أو الكلامي في العصور الوسطى، ويظهر غياب ذكر كتب ابن تيمية فيها إلا في القليل من المصادر.

وهناك نقطة كان ينبغي للباحث الالتفات إليها في سياق حديثه: كون الشيخ عالمًا حنبليًّا، ففي هذا السياق ينظر وجود الشيخ في المدونة الحنبلية في العصور الوسيطة قبل لمعان اسمه في العصور الحديثة، فلا يخفى حضور الشيخ الكثيف في المدونة الحنبلية منذ عصره، فنجد ظهوره واضحًا في مؤلفات تلاميذه من الحنابلة وتلاميذ تلاميذه، كابن القيم وابن مفلح الفقيه الحنبلي الشهير، وابن رجب من بعدهم، لكن قد يقال إن هذا من التأثير المباشر لقرب عصر الشيخ، لكن ما يدفع ذلك ويؤكد وجود الشيخ في المدونة الحنبلية بلا انقطاع من بعد وفاته إلى العصور الحديثة، يؤكده حضوره القوي في مؤلفات أعلام المذهب الحنبلي مثل المرداوي (885هـ)، والحجاوي (968هـ)، وابن النجار الفتوحي (972ه)، والبهوتي (1051هـ).

وقدمت راكيل يوكلاس، أستاذ الدراسات الدينية بجامعة فيرفيلد، مقاربة لفهم منهج ابن تيمية الفقهي الذي يراعي مسألتي النية والجانب الروحي للعبادة، من خلال مسألة الاحتفال بالمولد النبوي، وأبدت الباحثة استياءها من القراءات المعاصرة الخاطئة التي تنازعت موقف الشيخ كي تضع كل فرقة منهم ابن تيمية في صفها، فعلى صعيد استعمل علماء الصوفية المعاصرون تقرير الشيخ الثواب لبعض من يحتفل بالمولد، في تجاهل تام منهم لحكم ابن تيمية على المولد بالبدعية غير المشروعة. وعلى الجانب الآخر استخدم السلفيون المعاصرون فتوى الشيخ في الإنكار على المحتفل بالمولد، مع التقليل أو عدم الالتفات لتقرير ابن تيمية الأجر لبعض المحتفلين، هكذا في سياق من القراءة الانتقائية من كلا الجانبين.

في الوقت الذي ترى فيه الباحثة، أن مقاربة ابن تيمية لها شقان، الأول: يكمن في تفسيره الحرفي الصارم لفقه العبادات، والثاني: يتمثّل في اعتباره النية للمحتفل، لوقوع تعظيم النبي عليه الصلاة والسلام في قلبه “وهذه المقاربة هي التي ميزت وجهة نظره من غيره من الذين ناقشوا موضوع المولد، سواءً من المعاصرين أو من العصر الإسلامي الوسيط” ().

وقاربت منى حسان، أستاذ مساعد الدراسات الإسلامية بجامعة ديوك، من خلال ورقتها المفهوم السياسي والخلافة ودورها عند ابن تيمية، فبعدما أوضحت سريعًا الوضع القائم الذي عاصره ابن تيمية في ظل الخلافة بعد سقوط بغداد، بدأت في مناقشة الفكرة الشهيرة التي تقول إن ابن تيمية لم يولِ نظام الخلافة اهتمامًا كبيرًا، وأنها لم تعد ضرورية ولا إلزامية.

وقد تتبعت الباحثة الفكرة الشهيرة المشار إليها في الكتابات الأكاديمية، وأرجعت تلك المقولة إلى عمل لاوست الشهير عن ابن تيمية، ومنه انتشرت الفكرة في الكتابات الأكاديمية الغربية. وأساس القراءة الخاطئة عند لاوست والتي تابعه عليها الباحثون، عدم وضع كلام ابن تيمية في سياقه حين كان يرد في منهاج السنة على الحلي، ومفهوم الإمامة عند الشيعة، فنقضه لمفهوم الخلافة عندهم وكونه من أركان وأصول الدين هو الذي أدى إلى هذا اللبس حسب الباحثة.

ولاحظت الباحثة الحضور الكثيف لابن تيمية في أدبيات الحركات الإسلامية المعاصرة، وأشارت إلى أن حضور الشيخ لم يتم استخدامه الاستخدام الأمثل، بل على العكس فإن غالب الجماعات الموافقة والمخالفة، سواء التي انتهجت منهج العنف أو المسار السلمي استشهدت بابن تيمية في تباين شديد ومثير للدهشة في آن.

وقد لعب مفهوم الخلافة دورًا محوريًّا في حركة وتنظير الفريقين الموافق والمجابه، ولكن كلاً من الفريقين اختار منهجًا مخالفًا للتعامل مع الوضع السياسي القائم، على الرغم من استنجادهما بتراث ابن تيمية، فقد”مثّلت حيوية فكر ابن تيمية إسهامًا بارزًا في القراءات المعاصرة للإسلام ودوره في المجتمع، وفي الوقت نفسه، لقد تنوعت قراءاته في هذا العصر، متجاوزةً نصه الأصلي أحيانًا، بل وروح نصه أحيانًا أخرى، بعيدًا عن سياق كتابات الإسلام الوسيط” ().