عربة التسوق

عربة التسوق فارغة.

دراسات

شريف إمام

هُوية مصر في المُتخيَّل الغربي – الجزء الأول

2025.03.02

مصدر الصورة : آخرون

قراءة لكتابات جرشوني وجانكوفسكي

 

تُعدُّ قضية هُوية مصر من الأمور الشَّائكة في تَارِيخنَا الحديث، التي يُطرح بشأنها كثير من التساؤلات بأكثر من قدرة الأدبيات والسرديات والدراسات على تقديم أجوبة. وتتعدد أسباب ذلك، ويأتي في طليعتها تعاظم الدور الخارجي-سواء الغرب أو بعض البلدان العربية في الفترة المتأخرة- في خلق تيارات الهوية المصرية ودعمها، سواء من خلال التدخل المباشر عبر دعمه لتيارات أيدلوجية بعينها، كما في دعم الاحتلال البريطاني لتيار القومية المصرية، وكذلك دعم دول الخليج للتيارات الإسلامية في السبعينيات من القرن الماضي وما تلاها، أو غير المباشر عبر طرح تصوراته للهوية المصرية، وهي تصورات تجد من يتبناها ويرددها، خصوصًا الصادرة عن بلاد الغرب على قاعدة أن المغلوب مولع بتقليد ثقافة الغالب.

لقد أضحت هوية مصر مادةً للتجاذب منذ أواخر القرن التاسع عشر، عندما جدَّ قطاعٌ من المثقفين في البحث عن الكيفية التي يتأتَّى بها للمرء أن يكون حداثيًّا ويظل محافظًا على هويته الثقافية الخاصة. وهي العملية التي وصفها "أنور عبدالملك" بأنها أفضْت الى محاولات من "استرداد الهوية". وعليه غدا تَارِيخنَا الفكري صراعًا جدليًّا من أجل استرداد الهوية في مواجهة الاغتراب عن الذات، وبذلك تكون مسألة الحداثة مسؤولة عن حضور قضايا الهوية بكثرة في تاريخ مصر المعاصر[1]. ويبدو أن النخبة الباحثة عن الحداثة سيطر عليها هاجس إثبات: أنك حديث يعني بالضرورة أن تثبت أيضًا أنك قديم. فالأمة التي تريد بيان أنها مواكبة للعصر وتستحق مكانًا بين أسرة الدول الحديثة تحتاج، بين أمور أخرى، إلى إنتاج ماضٍ لها.[2] تلك كانت نقطة الانطلاق نحو مشكلة الهوية التي غدت إشكالية في ظل أنه جرى سبر أغوارها في كنف الكولونيالية التي فرضت تصوراتها على مثقَّفي تلك الفترة.

وتُعدُّ دراسات إسرائيل جرشوني وجيمس جانكوفسكي[3] تعبيرًا صادقًا عن مرحلة نضج الكتابات الغربية عن الهوية المصرية، بعد أن قدم جيل الرواد أمثال هانز كوهن وتشارلز آدمز وهاملتون جِب النواة الأولى للكتابات الغربية عن الهوية المصرية، تبعهم جيل من الأكاديميين أمثال ألبرت حوراني ونادف سفران وإيلي قدوري، الذين قدموا تصورات متماسكة عن هوية مصر التي تعود إلى ما قبل الإسلام والعروبة. وتحاول هذه الدراسة بعد تقديم قراءة ببليوجرافية لكتابات المؤلفَيْن عن هوية مصر ومناقشة منهجهما، تقديم مناقشة لإحدى تلك المؤلفات وهي دراستهما: هوية مصر بين العرب والإسلام 1900/1930، الصادرة عام 1987، مع تتبَّع ما لقيته الدراسة من نقد وتمحيص من قبل المؤرخين.

***

يبدو أن جانكوفسكي كان سابقًا لزميله في الاهتمام بتاريخ التيارات الفكرية في مصر، عندما وفد إلى مصر منتصفَ الستينيات من القرن الماضي ضمن برنامج فولبرايت، لكن الظروف السياسية حالت دون إتمام مشروعه البحثي آنذاك. ومع ذلك استطاع أن يُخرج أول أعماله عن تيارات الهوية المصرية في صورة ورقة بحثية حملت عنوان: "المصريون أصحاب القمصان الزرقاء والوفد 1935-1938"، وذلك عام 1970، وبالتزامن مع ظهور عمله المشترك مع ستيفن لونجريج Stephen Longrigg "الشرق الأوسط: جغرافيا اجتماعية". ثم سنحت له ظروف ما بعد حرب أكتوبر في العودة مجددًا إلى مصر بين عامي (74/1975)، والتردد على دار الوثائق ومطالعة الدوريات المصرية بعد إجادته التامة للعربية، وأخرج لنا دراسته الأولى "مصر الفتاة 1933/1952"، التي نشرتها مؤسسة هوفر عام 1975. بعدها قدم جانكوفسكي ثلاثة أبحاث عن جوانب من الهوية المصرية وذلك قبل شراكته مع جرشوني: "التوجه الشرقي والرابطة الشرقية في مصر فترة ما بين الحربين"، "الحكومة المصرية وقضية فلسطين"، "العثمانية والعروبة في مصر 1886/1914". وقدم جانكوفسكي أثناء شراكته مع جرشونى منذ منتصف الثمانينيات عملًا منفصلًا عن صاحبه على قدر كبير من الأهمية وهو "مصر عبدالناصر والقومية العربية والجمهورية العربية المتحدة".

أما بالنسبة إلى إسرائيل جرشونى، فإن بدايته مع دراسة الهوية المصرية جاءت من خلال تقديمه ورقة بحثية بعنوان: "الاتجاهات الرئيسية في تطور الصورة الذاتية للقومية المصرية خلال النصف الأول من القرن العشرين"، وذلك عام 1977 في جامعة حيفا، أتبعها بأخرى: "تعريب الإسلام: السلفية المصرية وصعود العروبة في مصر ما قبل الثورة" عام 1979. ثم توجَّهما بتقديم أطروحته للدكتوراه: "ظهور تيار العروبة في مصر" عام 1980، الذي رصد فيه جذور فكرة العروبة قبل ثورة يوليو[4]. ثم عاد قبل شراكته مع جانكوفسكي وقدم ورقتين: "بين المصرية والعثمانية: تطور الحس الطبيعي في الطبقة الوسطى في القاهرة"، كما انعكس في فيلم نجيب محفوظ "بين القصرين"، و"تاريخ الفكر المصري والمفكرين المصريين في فترة ما بين الحربين".

بين عامي 84/1985 حل جروشوني ضيفًا على جامعة كولورادو بالولايات المتحدة حيث يعمل جانكوفسكي، ليبدأا مرحلة من البحث والتنقيب في إشكالية الهوية المصرية، كان حصيلتها خمسة مؤلفات -أربع منها تأليف ومؤلف تحرير– كلها منصبة على دراسة الهوية المصرية ومساراتها، ماعدا دراسة واحدة تصدت لقضية الهوية في محيطها العربي الكبير، وإن كان نصيب مصر هو الأكبر في هذا السفر أيضًا. وفيما يلي بيان بالدراسات الخمس:

- مصر والإسلام والعرب: البحث عن القومية المصرية 1900-1930

Egypt, Islam and the Arabs: the search for Egyptian nationhood 1900 – 1930

- إعادة تعريف الأمة المصرية 1930-1945

Redefining the Egyptian nation, 1930–1945

- إحياء ذكرى الأمة: الذاكرة الجمعية، الإحياء الجماهيري والهوية الوطنية في مصر خلال القرن العشرين

Commemorating the nation: collective memory, public commemoration, and national identity in twentieth-century Egypt

- مواجهة الفاشية في مصر، الدكتاتورية مقابل الديمقراطية في الثلاثينيات

Confronting Fascism in Egypt Dictatorship versus Democracy in the 1930s

- إعادة التفكير في القومية في الشرق الأوسط العربي " تحرير مشترك ومساهمة في التأليف"

Rethinking Nationalism in the Arab Middle East

 ولم يقف اهتمام جانكوفسكي وجرشوني عند تلك المؤلفات التي غطت كثيرًا من جوانب سؤال الهوية في التاريخ المصري المعاصر، وإنما قدم جرشوني بالتحديد عديدًا من الإسهامات، منها: كتاب "تاريخ الكتابة التاريخية في الشرق الأوسط" في مجلدين، شارك في تحريره وكذلك أسهم بفصلين فيه. وكذلك كتاب "نهر النيل: التاريخ والثقافات والأساطير"، الذي شارك مع حجي إرليتش Haggai Erlich في تحريره وساهم في تأليفه. ولعل أخر أسهاماته كان كتاب "الردود الدينية على الحداثة"، الذي حرره يوهانان فريدمان وكريستوف ماركشيز Yohanan Friedmann and Christoph Markschies، حيث قدم فصلًا عن: أحمد لطفي السيد، وتغيُّر مكانة الإسلام في الحياة العصرية[5].

***

إذا انتقلنا إلى منهج المؤلفَيْن، فإنهما قد عبَّرا عنه بوضوح في مؤلفَيهما الأكثر أهمية: "البحث عن القومية المصرية 1900-1930"، و"إعادة تعريف الأمة المصرية 1930-1945"، فيذكران في أولهما: "إن هذه الدراسة في تناولها لتاريخ الأفكار، لا تسير على النهج الداخلي الصرف، الذي يحلل الأفكار بمعزل عن سياقها الاجتماعي والسياسي، كما تتحاشى المنهج الخارجي للتاريخ الفكري الذي يجعل من الأفكار مجرد دالة على الأوضاع، أو يجعل من التفكير مجرد أداة للفعل، على المستوى الاجتماعي. إننا نعتقد بأن السياق يمكن أن يفسر الكثير من تاريخ الأفكار وليس كلها، فالأفكار ليست مجرد أصداء للعمليات أو القوى الاجتماعية، وعليه فإننا نحاول المزاوجة بين المنهجين، الداخلي والخارجي. فنحن نفصل بين كل من الفكر القومي المصري، باعتباره بناءً ذا استقلال ذاتي جزئي، وبين السياسات، التي نراها على ضوء ديناميكياتها الداخلية الخاصة بها[6]." وفى كتابهما الثانى يقدمان إجابة أكثر وضوحًا فيذكران: "من الناحية المنهجية، فإننا اقتفينا أثر مقولة كوينتين سكينر Quentin Skinner القائلة بأن معرفة نية الكاتب في الكتابة.. ليست مهمة فقط بالنسبة إليه، ولكنها في الواقع تعادل معرفة معنى ما يكتبه. إن إستراتيجية استعادة النية المؤلفة، ذات شقين: "داخلية" وكذلك "خارجية". تقوم العملية الداخلية على تتبع تطور النص داخل المجال المفاهيمي المحدد من خلال الأعراف الرمزية السائدة، والاستخدامات اللغوية، والافتراضات الأيديولوجية. فالمؤلف ينوي من خلال كتابه أن يكون نصه قابلًا للتمييز والشرعية ضمن المعايير الأساسية للتواصل حول موضوع معين. من ناحية أخرى، يفحص الشق الخارجي الوضع الاجتماعي لكل من المؤلف والنص. فالمؤلف دائمًا محمَّل بأمتعة بيئته، والنصوص غالبًا مشروطة بسياقاتها"[7].

إن هذه الإشارة المقتضبة إلى المنهج الذي سلكه المؤلفَان، تجعلنا في حاجة إلى معرفة أكثر من خلال قراءة سريعة لأفكار سكينر، رافدهما الفكري في التحليل. ففي مقالته الأشهر "المعنى والفهم في تاريخ الأفكار" عام 1969، يطرح سكينر سؤالًا جوهريًّا فيقول: "ما هي الإجراءات المناسبة التي يجب اعتمادها في محاولة التوصل إلى فهم عمل فكري؟ هناك بالطبع إجابتان أرثوذوكسيتان -بالرغم من تضاربهما– وكلتاهما تبدو أنها تحظى بقبول واسع. الأولى -التي ربما يتم اعتمادها بشكل متزايد من قبل مؤرخي الأفكار- تصر على أن السياق من عوامل دينية وسياسية واقتصادية هو الذي يحدد معنى أي نص، وبالتالي يوفر "الإطار النهائي" لأي محاولة لفهمه. أما الإجابة الأخرى –التي ربما لا تزال الأكثر قبولًا عمومًا- فهي تصر على استقلالية النص نفسه باعتباره المفتاح الضروري الوحيد لمعناه الخاص، وبالتالي ترفض أي محاولة لإعادة تكوين "السياق الكلي"[8]. هنا يقدم إلينا سكينر ما يعتقد أنه المفتاح لاستبعاد المعاني اللاتاريخية وتحقيق فهم حقيقي للنص، وذلك من خلال استعادة المقاصد المعقدة للمؤلف فى كتابته لذلك النص.

لقد كانت كتابات سكينر موجهة من الأساس إلى الماركسية حيث رفض ما أسماه التمييز المزعوم alleged distinction بين البناء التحتي والبنية الفوقية، وأن الحياة الفكرية أو "البنية الفوقية"، عرضة للتفسير السببي بالعودة إلى القوى الاقتصادية الأساسية.[9] إن الهدف الأساسي لعمل سكينر هو توضيح العلاقة بين النظرية السياسية والممارسة السياسية[10]. وهو ما يهدف إليه جرشوني وجانكوفسكي من الفصل ما بين الفكر المصري والممارسة، فكما أن الأفعال والمصالح السياسية ليستا اشتقاقًا من نظم أيدلوجية، فإن الأخيرة، كذلك، ليست مجرد انعكاس لوقائع سياسية أو تبريرًا لها[11].

إن النهج الذي دشَّنه سكينر، الذي يرفض الكلاسيكية ويتمرد على البنيوية وما بعد البنيوية ويدعو إلى تتبع قصد المؤلف، يجعل القارئ واقفًا يتأمل في مقاصد لا يمكن الوصول إليها؛ إنها وفق تعبير جيمس تولي Tully James محاولة لإنجاز المستحيل"[12]. لكن منهج سكينر مقبول إذا بسطنا مقصده في حثه على تتبع نية المؤلف من نصه، بالقول إنه يمكن الوصول إليها من خلال رد سردية المؤلف إلى "المصفوفة الاجتماعية والفكرية واللغوية الأكثر عمومية التي نشأت منها". وبالتالي فإن التركيز في "تاريخ الأيديولوجيات" يوفر إطارًا عامًّا يمكن من خلاله فهم كتابات أبرز المنظرين، بعيدًا عن النظرية الأداتية للفعل السياسي التي تفسر السلوك بطريقة ارتجاعية[13].

لكن الناظر في كتابات سكينر الكاملة على مر السنين -سواء كانت منهجية أو تطبيقية– يرى بوضوح أنهُ استولى عليه النهج السياقي، وإن لم يتطابق معه كلية[14]. وهو أمر توصل إليه جون جونيل J. Gunnell وعبَّر عنه بالقول: "إن نهج سكينر يميل إلى التقليل من قيمة النص لصالح السياق".[15] وهذا هو المأزق الذي اقتيد إليه سكينر وتبعه فيه حوارياه -جرشوني وجانكوفسكي- خصوصًا في كتابهما الثاني: إعادة تعريف الأمة المصرية، فيذكران: "إن المؤلفين أو "منتجي" الأفكار عندما يكتبون للجمهور أو "المستهلكين" للأفكار، فإن الآخرين لا يستهلكون دائمًا كل ما يتم تقديمه إليهم، كما أن استهلاك النصوص من قبل المستهلكين ليس ممارسة سلبية، بل إنهم ينخرطون في وعي فعل التفسير ثم يقومون بإعادة بناء المعاني بمصطلحات تتناسب مع معاييرها وقيمها، تلك العملية من إعادة البناء لا نلبث أن نرى صداها يتردد على منتجي النصوص أنفسهم، الذين يعمدون إلى تعديل نصوصهم تلبية لمتطلبات المستهلكين". ومن ثم فإن إعادة تكييف النخب الفكرية والسياسية على حد سواء –لخطاب الهوية بعيدًا عن المفهوم القومي– جاء استجابة لقيم ورغبات الجمهور المصري الجديد الذي ظهر خلال فترة ما بين الحربين[16]. إن هذا النهج أقرب إلى تمجيد النسق السياقي على نظيره النصي، وهي نفس معضلة سيكنر.

بل إن سكينر عندما حاول أن يتخلى عن النهج السياقي قدم إلينا تاريخ الفكر السياسي في صورة سلسلة من الأحداث الفكرية المنفصلة، وهى حالة وسمتها مارجريت ليزلي بأنها بمثابة "زهد تاريخي historical ascetism منه"[17]. وتلك بالضبط نفس معضلة مؤلفي كتاب: هوية مصر، حيث قدما في سفرهما الأول رصدًا لتطور فكرة القومية المصرية بعيدًا عن السياق التاريخي المنتج لتلك الأفكار والمعطيات السياقية التي نمت فيها تلك الأفكار، وتركا القارئ حتى الجزء الأخير من كتابهما، عندما قدما إليه تلخيصًا غير كافٍ للتطور التاريخي لفترة الدراسة، غير قادر على الإجابة على كل التساؤلات[18]. وتلك ملاحظة أبصرها زكاري لوكمان Zachary Lockman وعبَّر عنها بالقول: "إن جرشوني وجانكوفسكي انتقدا صراحة في مقدمتهما ما يسميانه بالنهج "الداخلي" للتاريخ الفكري -تحليل الأفكار بمعزل عن سياقها الاجتماعي والسياسي- لكن ما أنتجاه بالفعل هو دراسة "تاريخ الأفكار" التقليدية جدًّا والضيقة التركيز من النوع الذي لم يعُد في صالح المؤرخين في المجالات الأكثر تقدمًا. إنها دراسة متجذرة ضمنيًّا في فرضية أن القومية (مثل أي أيديولوجية) يمكن استيعابها بشكل مناسب كمجموعة من الأفكار المجردة الموجودة في رؤوس عدد قليل من المتعلمين"[19].

ويبدو بالنسبة إليَّ أن هناك مشكلة أكثر عمقًا في تطبيق سكينر لدى جرشوني وجانكوفسكي وهى أن الأول تعامل مع النصوص الفلسفية الكلاسيكية، وهى نصوص المفكرين في تاريخ الفلسفة الأخلاقية والاجتماعية والسياسية[20]. والفلاسفة يقدمون عادة نصًّا مفتوحًا يمكن للباحثين قراءته وتقديم فهمهم الخاص للنص دون أن يدَّعوا أنهم باتوا سدنة هذا الفكر ويبقى النص قابلًا لمزيد من اجتهادات الفهم والتطبيق. فالباحثون يخلقون في العادة قراءات بديلة للنص وفقًا للظروف المتغيرة، ولكن النص نفسه له وجود مستقل منفصل عن قرائه[21]. أما النصوص التي تعامل معها جرشونى وجانكوفسكي لمفكرين مصريين من أمثال: محمد حسين هيكل وسلامة موسى وإسماعيل مظهر وغيرهم من دعاة القومية المصرية، فهي نصوص لها طابع اجتماعي زمني تفهم في سياقها التاريخي أكثر.

تابعوا الجزء الثاني من الدراسة...


1- Anouar Abdel-Malek (ed),Contemporary Arab political thought , translated by Michael Pallis, London, 1983, p. 14

2- Timothy Mitchell , Making the, Nation: The Politics of Heritage in Egypt search in " Consuming Tradition, Manufacturing Heritage" Nezar AlSayyad (ed) , London, 2oo1, p. 212.

3- جيمس جانكوفسكي مؤرخ أمريكي ولد في عام 1937 وحصل على الدكتوراه عام 1966 وكان تلميذًا للمؤرخ الأمريكي ريتشارد ميتشل، ويعمل الآن أستاذًا للتاريخ بجامعة كولورادو في بولدر. إسرائيل جرشوني مؤرخ إسرائيلي ولد عام 1946 حصل على الدكتوراه من الجامعة العبرية في القدس عام 1980 ويعمل حاليًّا أستاذًا في قسم تاريخ الشرق الأوسط وإفريقيا بجامعة تل أبيب، وسبق له العمل في بعض الجامعات الغربية مثل كلية سانت أنتوني بجامعة أكسفورد وجامعة بنسلفانيا.

4- يظهر في هذا الكتاب بالذات الطابع الوظيفي لدراسات جرشوني والذي جاء سافرًا وليس ضمنيًّا كما اعتاد أن يفعل في كتابته المنفردة أو مع جانكوفسكي، فيقول في خاتمة هذا الكتاب، بعد تقديم نتائجه: "إن المصريين أدركوا أخيرًا –يقصد في عصر السادات- "زيف" العروبة.

5- Yohanan Friedmann and Christoph Markschies, Religious Responses to Modernity, Boston, 2021, pp. 79, 111.

6- جرشوني وجانكوفسكي، هوية مصر بين العرب والإسلام، ترجمة بدر الرفاعي، الهيئة المصرية العامة للكتاب، القاهرة، 2013، صص 15، 17.

7- Israel Gershoni and James P. Jankowski , Redefining the Egyptian nation, 1930-1945 ,Cambridge Middle East studies, 1995, p. xii.

8- Quentin Skinner, Meaning and Understanding in the History of Ideas, History and Theory Vol. 8, No. 1 (1969), p. 3.

9- Javier Fernández Sebastián , Intellectual History, Liberty and Republicanism: An Interview with Quentin Skinner , Contributions to the History of Concepts, Vol. 3, No. 1 (2007), pp. 104-105.

10- Quentin Skinner, The Foundations of Modern Political Thought. Two vols. Cambridge: Cambridge University Press, 1978, p. 1.

11- جرشوني وجانكوفسكي، هوية مصر بين العرب والإسلام، ص 17

12- James Tully, "Review Article: The Pen is a Mighty Sword: Quentin Skinner's Analysis of Politics," British Journal of Political Science 13, 1983, p. 507.

13- Erik ̊Asard, “Quentin Skinner and his Critics: Some Notes on a Methodological Debate,” Statsvetenskaplig Tidskrift 90 ,1987, p. 108.

14- Quentin Skinner, The Foundations of Modern Political Thought, p. ix-xi.

15- Gunnell, John "Interpretation and the History of Political Theory: Apology and Epistemology," American Political Science Review 2, 1982, p. 322.

16- Israel Gershoni and James P. Jankowski, Redefining the Egyptian nation, p. , p. xiii.

17- Leslie, Margaret (1970), "In Defence of Anachronism," Political Studies 4, 433

18- Afaf Lutfi al-Sayyid Marsot , Review to “ Egypt, Islam and the Arabs: The Search for Egyptian Nationhood, 1900–1930 by Israel Gershoni and James P. Jankowski’ , Middle East Studies Association Bulletin, Vol. 21, No. 2 (December 1987), pp. 204

19- Zachary Lockman ,Reviewed “ Egypt, Islam, and the Arabs: The Search for Egyptian Nationhood, 1900-1930 by Israel Gershoni and James P. Jankowski “, Journal of the American Research Center in Egypt, Vol. 26 (1989), pp. 257-259

20- Javier Fernández Sebastián , Intellectual History, Liberty and Republicanism: An Interview with Quentin Skinner , Contributions to the History of Concepts, Vol. 3, No. 1 (2007), pp. 104-105.

21- Edwaed Said, Orientalism Reconsidered, Race and Class, Volume 27 Issue 2, 1985, pp. 3, 4.