مراجعات
زكريا صادق الرفاعيالمتمصرون... الجالية الإيطالية في مصر
2025.10.20
مصدر الصورة : ويكبيديا
المتمصرون... الجالية الإيطالية في مصر
حملت تجربة محمد علي باشا فرصًا مواتية لقدوم كثير من الجاليات الأجنبية إلى مصر للعمل والإقامة بها، وحظيت بعض العائلات بمكانة كبيرة لدى الوالي الذي كان تاجرًا في مطلع حياته مثل أسرة «توسيسا» اليونانية بالإسكندرية فكانت لهم أعمالهم الخاصة، ومنهم من التحق بالوظائف الحكومية، وكانت الجالية الإيطالية بدورها واحدة من الجاليات المهمة التي تركت أثرًا ملموسًا، فمطبعة بولاق كانت إيطالية الصنع ومن أوائل الكتب التي طبعتها القاموس الإيطالي العربي للأب دون روفائيل، وقد قدر كلوت بك أن عدد الإيطاليين في مصر في عام 1840 قارب الألفين، وعمل أغلبهم في خدمة الحكومة المصرية، ثم تلا ذلك موجات أخرى من الهجرة خاصة بعد افتتاح قناة السويس، وضمن الإيطاليون مكانة كبيرة لهم لدى الخديوي إسماعيل، فمنهم من تولى إدارة البريد المصري، ومنهم الأطباء في خدمة الخديوي وأسرته.
والدراسة التي نحن بصددها قدمها أندرو هيسس إلى الجامعة الأمريكية بالقاهرة في عام 2011 عن دور الجالية الإيطالية في مصر حتى ثلاثينيات القرن العشرين، ورغم افتقار الدراسة إلى إطار نظري متماسك لمصطلح «المتمصرون» على الصعيدين الاجتماعي والسياسي، بينما غلب عليها التكرار والتداخل في معالجة القضايا في كثير من الأحيان، فإن لهما أهمية لا سيما أن المؤلف اعتمد على الأرشيف الإيطالي بكثافة، خاصة وثائق الخارجية الإيطالية، وهي مصادر غير متاحة لكثير من الباحثين في مصر.
البدايات الأولى
تحدث الفصل الأول من هذه الدراسة عن الجالية الإيطالية، وإن كانت تحولت إلى مستعمرة، كما عرض لدوافع الهجرة إلى مصر وكيف أصبحت لاحقًا البوابة الخلفية لليبيا، وقد شهد النصف الأخير من القرن التاسع عشر تدافعًا بين القوى الأوروبية، مثل بريطانيا وفرنسا وألمانيا وبلجيكا لاستعمار إفريقيا، والسيطرة على ثرواتها، وجسد مؤتمر برلين في عام 1880 هذا التكالب الاستعماري، ومن جهتها بدأت إيطاليا تطلعاتها الاستعمارية متأخرة عن أقرانها ورغبت في السيطرة على البحر المتوسط، وأدركت أن ذلك لن يتم إلا من خلال الوصول إلى البحر الأحمر وقناة السويس، ومن ثم سعت إلى السيطرة بجدية على القرن الإفريقي ورفضت تقديم المساعدة لبريطانيا عند غزوها لمصر في عام 1882، رغم وجود جالية إيطالية كبيرة بها، عكس ما حدث من جانب جاليات أخرى مثل الجالية اليونانية.
ولم تكن الظروف الاقتصادية لإيطاليا مواتية مقارنة بفرنسا وألمانيا، وتحت وطأة تلك الصعوبات المتزايدة خلال الفترة من 1880 إلى 1915 ترك ملايين الإيطاليين وطنهم للبحث عن فرصة عمل في أوروبا وعبر الأطلنطي في الولايات المتحدة وأمريكا الجنوبية، وعجز الساسة عن منع ذلك النزوح المتواصل، وخفف رئيس الوزراء «فرنسيسكو جرسبي»، من وطأة الهجرة داعيًا إلى نشأة مستعمرات إيطالية في شرق إفريقيا في إرتيريا والصومال، ولم تكن تلك الأراضي خالية من السكان، بل قاوم سكانها الأصليون الاستعمار الإيطالي، وفي يناير من عام 1887 قُتل 422 جنديًّا إيطاليًّا على يد الإثيوبيين، وأدت تلك الأحوال، علاوة على الفشل العسكري الإيطالي في الحبشة وإرتيريا، إلى تبني الحكومة الإيطالية سياسة الهجرة وتكوين جاليات إيطالية في الخارج ومنها مصر.
وفي عام 1907 وصل عدد الإيطاليين في مصر إلى 35 ألفًا، أي حوالي 24% من إجمالي الأوروبيين فيها، ومن ثم جاءت في المرتبة التالية بعد الجالية اليونانية، وكان 37% من الجالية الإيطالية مقيمين بالقاهرة، و46% منهم بالإسكندرية، وتفرقت البقية في أنحاء مصر، وكانت الأحياء المفضلة للإيطاليين في القاهرة حي الأزبكية، والموسكي، وخان الخليلي، وعندما زادت موجات الهجرة انتقلوا إلى حي عابدين، وبولاق، وشبرا، وفي عام 1904، كان نصف الأوروبيين في الإسكندرية من الإيطاليين، كما احتلوا المرتبة الثانية في تولي الوظائف في الحكومة المصرية بعد الإنجليز، وتوجه كثيرون منهم إلى تأسيس المقاهي والمطابع والمصانع في بولاق وشبرا، بينما التحق الأقل مهارة بالقطاع الخدمي.
المتمصرون
عالج الباحث قضية المتمصرين بإزاء الإيطاليين والطبيعة الكوزموبوليتانية لمصر في الفصل الثاني، واستهل المؤلف البداية بالحديث عن أسطورة راجت خلال الحملة الفرنسية على مصر، ورغم أنها غير حقيقية لكنها عبرت بدلالة عن إشكالية الهوية بين أوساط المهاجرين، فقال إن رجلين التقيا في الطريق، أحدهما مصري والآخر إنجليزي، وكلاهما مبعوث برسالة إلى السلطان العثماني، وفي الطريق تعثر حصان المصري في رمل الصحراء وأشرف على الهلاك فصاح بكلمات غريبة فسأله الإنجليزي هل أنت من أهل بيدمونت فأجاب بالإيجاب، فقال له وماذا تفعل، فقال باختصار دال لقد صرت مصريًّا، والحقيقة أن الباحث لم يقدم تعريفًا إجرائيًّا عن المقصود بالمتمصرين، واعتبر كما بدا من سياق حديثه أن كل من جاء إلى مصر واستمر مقيمًا بها قد تمصر، إضافة إلى من ولد بمصر من الجيل الثاني، وضرب مثلًا بالشاعر «جوزيبي أونجاريتي»، الذي ولد بالإسكندرية في عام 1888، وجاء والده إلى مصر ووجد فرصة للعمل بإحدى الشركات بالسويس، وسرعان ما توفي في حادث، فتولت أمه تربيته وامتلكت مخبزًا ليكون مصدرًا لدخلها، وعندما وصل أونجاريتي إلى سن الشباب كان من أصدقائه المتمصرين محمد شهاب، السوري الأصل، الذي كان على حد وصفه مصريًّا في أعماق قلبه.
وأرقت قضية الهوية الحكومة الإيطالية فسعت جاهدة إلى تطويع التقاليد والثقافة الإيطالية لتكون في خدمة مصالحها السياسية، ودعت إلى إعادة بعث مجد الإمبراطورية الرومانية القديمة، من خلال شبكات المهاجرين وتواصلهم بالوطن الأم والدفاع عن الهوية الإيطالية «Italianita»، وحثت الخارجية الإيطالية المهاجرين على التمسك بهويتهم، ونشرت الصحيفة الإيطالية في الأرجنتين في عام 1913 ما أسمته بالوصايا العشر للمهاجرين الإيطاليين، لضمان بقائهم وصلتهم بالوطن الأم، كما بذلت الكنيسة الكاثوليكية جهودها لضمان ولاء رعاياها المهاجرين، واهتمت الحكومة بإنشاء المدارس لأبناء الجالية في المهجر، سواء كانت مدارس دينية أو علمانية، وفي عام 1910 وافق البرلمان الإيطالي على تمويل المدارس الإيطالية بالقاهرة والإسكندرية.
ونوَّه المؤلف بطبيعة التسامح التي سادت في المجتمع المصري وقبول الآخر، فرحبت الصفوة المصرية بوجود الأجانب في المجتمع، وحث رفاعة الطهطاوي، الوجه الفكري البارز، على قبولهم والاستفادة من خبراتهم ومعارفهم، مستشهدًا بتاريخ مصر القديم، وعملية توطين اليونانيين في مصر ودورهم في إنعاش الاقتصاد والتجارة، ومن ثم فإن وجود الأجانب جزء من الطبيعة الكوزموبوليتانية لمصر، وعند افتتاح الجامعة المصرية في عام 1908، كان هناك حضور إيطالي مثل ألفونسو نالينو، وديفيد سانتيلانا، وجيراردو ميلوني.
مستعمرة داخل مستعمرة
كان هذا عنوان الفصل الثالث، الذي تتبع العلاقة بين الجالية الإيطالية وسلطات الاحتلال البريطاني في مصر، ورصد التراجع الذي حل بالبعض في أعقاب الاحتلال البريطاني، فتراجعت مكانة الأقليات الإيطالية واليونانية والأرمن، ولم تعد لهم وظائف كثيرة، وحل محلهم الإنجليز، وصار الإيطاليون يعدون على اليد الواحدة في المناصب الحكومية.
واندفعت إيطاليا منذ عام 1890 ليكون لها موطئ قدم في البحر الأحمر، فغزت الحبشة وسيطرت بقوتها العسكرية على أديس أبابا وإرتيريا، ولكن عقب الهزيمة في معركة «عدوة» في عام 1896 ومقتل سبعة آلاف جندي، قرر البرلمان الإيطالي عدم الاستمرار في الاستعمار المباشر، وشجع على بناء مستعمرات منفصلة واتباع سياسة الاختراق السلمي، وراجعت إيطاليا إستراتيجتيها الاستعمارية، واعتمدت على التجارة الخارجية في غزوها لليبيا في عام 1911.
وكان بنك روما أحد الأدوات التي اعتمدت عليها إيطاليا في تبني سياسة الاختراق السلمي، وقد تأسس في عام 1880 بدعم من الفاتيكان، وكان أول بنك إيطالي ربحي على المستوى الدولي، وصارت له فروع في باريس وفي الإسكندرية (في عام 1904) والقاهرة ومالطة ومدريد، وزادت الدعاية ونشاطات البنك الاستثمارية في البحر المتوسط، وأصبح من عوامل انتشار النفوذ الإيطالي في طرابلس وطبرق بأنشطته ومشروعاته الاقتصادية الكبيرة، ومول شركة السفن البخارية، وكانت تعمل بين مالطة وبنغازي والإسكندرية وطرابلس وإسطنبول، كما استثمر في القطاع الزراعي في ليبيا، والبحث عن الفوسفات في الصحراء الغربية بمصر، وفي إبريل من عام 1910 التقى أنريكو برسكاني، ممثل البنك الخديوي عباس حلمي الثاني، الذي كان مؤيدًا وسعيدًا بمشروعات البنك في مصر، خاصة مشروعات البحث عن المعادن والسكك الحديدية، ولكن الخارجية الإيطالية دعت إلى عدم الاستثمار مع الخديوي ومصر، حتى لا تغضب بريطانيا وتضر بصورتها ومصالحها في ليبيا، واقترح القنصل الإيطالي دعوة الخديوي إلى زيارة إيطاليا ولقاء الملك التفافًا على القيود البريطانية.
الدعاية إلى غزو ليبيا
استعرض الفصل الرابع من الدراسة طبيعة العلاقة مع الصحافة، خاصة عندما قررت إيطاليا غزو ليبيا، وبحكم مكانة مصر المركزية في العالم العربي، سعت الخارجية الإيطالية إلى بث دعايتها من القاهرة، واعتبرت أن الرأي العام المصري هو الذي يقود الرأي العام في العالمين العربي والإسلامي، واضطرت إيطاليا إلى خلق نموذج دعائي خاص، حتى يحظى بالقبول لتبرير الاستعمار المباشر لليبيا أمام الإيطاليين والعالم العربي، ومهاجمة الاستعمار البريطاني في مصر في الوقت نفسه، وتأكيد صداقة إيطاليا للإسلام، كما أصرت الدعاية الإيطالية وألحت بأن غزو ليبيا هو استعادة لمجد روما القديمة، وأن العرب سوف يرحبون بالقوات الإيطالية التي جاءت لتخلصهم من ظلم واستبداد الترك، وأن ليبيا ستكون بديلًا من الهجرة إلى الأمريكتين، بل ستكون ليبيا أمريكا الجديدة.
وأُسست صحيفة إيطالية يومية بالعربية والإيطالية في عام 1904، وأضيفت إليها التركية لمخاطبة جمهور أوسع، وموضوعها الرئيس هو العلاقات الحضارية بين الدولة العثمانية وإيطاليا والإعراب عن احترام إيطاليا للدين الإسلامي، واستعين في التحرير بكل من محمد الشربتلي، ويوسف الباجوري، ودعت الجريدة إلى تبني ورقة الجامعة الإسلامية، التي دعا إليها السلطان عبد الحميد الثاني، كما تبنت الجريدة الدعوة الصوفية واعتبرتها تجسيدًا للإسلام النقي، وتماهت في هذا الصدد مع التوجهات الرسمية للحكومة الإيطالية، التي سعت في الوقت نفسه إلى إقامة علاقات حسنة مع السنوسية، باعتبارها الطريقة الأكثر ذيوعًا في طرابلس، واستمرارًا في انتقاد السياسة البريطانية، رحل اللورد كرومر إنريكو أنزباتو، المسؤول الإيطالي بالجريدة.
ورغم سيل الدعاية الإيطالية، رفضت الصحف المصرية الاحتلال الإيطالي لليبيا، ودعت المجاهدين والمتطوعين إلى المقاومة، مثل جريدة المحروسة، وامتدحت المسلمين الهنود على رفضهم وتنديدهم بإيطاليا، وتبعتها جريدة المقطم، واندلعت المظاهرات الرافضة للاحتلال الإيطالي في المحلة والإسكندرية والقاهرة، بينما انحازت بعض الصحف إلى إيطاليا نظير المال، مثل الأخبار، وكانت ملكًا للشيخ يوسف الخازن، وجريدة العمران، وسعى الإيطالي أنزباتو إلى الشيخ عبد الرحمن عليش، مفتي المالكية، وهو ابن الشيخ محمد عليش، الذي مات في سجنه من أجل مقاومة الاحتلال البريطاني، ليعمل معه في جريدته، وكان الشيخ عبد الرحمن في المنفي بسوريا ثم إسطنبول ثم عاد إلى مصر، وأسس طريقة صوفية خاصة به، وصار المحرك للدعاية الإيطالية، وأسس مسجدًا قريبًا من الأزهر سماه مسجد إمبرتو الأول، وادعى أن إيطاليا القوة الأوروبية الوحيدة التي تتفق مع المسلمين، وبحضور مترجم القنصلية الإيطالية بالقاهرة جرى الاجتماع سرًّا مع سيدي محمد عبيد، شقيق السنوسي الأكبر، ومُنح الزعيم السنوسي آلاف من الليرات والهدايا لضمان تأييد السنوسية لإيطاليا، وفي عام 1912 أصدر عليش ما عرف بالمدونة الذهبية دفاعًا عن الاستعمار الإيطالي، زاعمًا أن الدولة العثمانية عاجزة عن الدفاع عن المسلمين، بل مستبدة، والواجب الاستعانة بإيطاليا لتحريرهم، وبالرغم من ذلك، لم تؤدِّ تلك الجهود إلى نتيجة، بل قادت السنوسية المقاومة في طبرق، كما انتقدت مجلة المنار سياسات عليش وتعاونه مع الإيطاليين، وانتقدته أيضًا المحروسة والمقطم، وحدثت مواجهات بين العمال الأتراك والمصريين والعمال الإيطاليين المتمصرين بشركة قناة السويس.
لمن الولاء؟
لعل أهم ما طرحته الدراسة في فصلها الأخير هي قضية الولاء والهوية وتراث المتمصرين ونسلهم، وهي من القضايا الشائكة فلمن يكون الولاء السياسي في نهاية المطاف... للوطن الأم أم لبلد المهجر؟
كما أن الدراسات التاريخية المصرية ما زالت مفتقرة إلى الدراسات المقارنة بين الجاليات الأجنبية المختلفة، وطبيعة علاقاتها مع السلطة والمجتمع، وما خلفته تلك الجاليات من إيجابيات ومن سلبيات.
ورغم حرص المراكز الثقافية والصحف الإيطالية في مصر على تأكيد الحفاظ على الهوية الإيطالية بين موجات المهاجرين، واستنادًا إلى عمل عفاف لطفي السيد عن عصر محمد علي، اعتبر المؤلف أن كثيرين من الأجانب الذين استعان بهم الوالي في مشروعاته، قد تمصروا، وفي عام 1905 اشتكى القنصل الإيطالي بالقاهرة من أن ربع الجالية الإيطالية في مصر هم إيطاليون بالاسم فقط، وليست لهم علاقات بالوطن الأم، رغم محاولات الحكومة الإيطالية تحذيرهم من الاندماج في المجتمع المصري، غالبًا لم يكن للدولة الإيطالية نفوذ أو تأثير كبير في مواطنيها المهاجرين، لأنهم موزعون وخاضعون ومحكومون بقوانين وأنظمة متباينة لدول مختلفة.
وأشار الباحث إلى أن البعض قد وصف المتمصرين بالمستعمرين الداخليين وأنهم سعوا إلى تخريب الثقافة والقيم المصرية، وفي التأريخ للطبقة العاملة اعتبر «زخاري لقمان» و«جول بنين» أن المتمصرين كانوا في ركاب رأس المال الأجنبي، ولم ينحازوا إلى الطبقة العاملة، والمتمصرون بحسب رؤيتهما شريحة صغيرة من الأوربيين الأجانب، عملوا في مجال التجارة والقطاع الخاص، وهم على صلة بالحكومات والشركات الأجنبية، وتجاهلوا قطاعًا كبيرًا من صغار العمال المهاجرين.
وعندما عانت إيطاليا في العقد الأول من القرن العشرين من كوارث طبيعية، متمثلة في الزلزال الكبير في عام 1905 قدم المهاجرون من كل البقاع تبرعات كبيرة إلى الوطن الأم، وقدمت الجالية الإيطالية في مصر دعمًا ماليًّا كبيرًا، وفي الشهور الأولى لغزو ليبيا، سارعت بتقديم الدعم، لكن القنصل الإيطالي حثهم على التوقف، حتى لا يثير ذلك حفيظة المصريين المتعاطفين مع ليبيا، وعند نشوب الحرب العالمية الأولى، انحاز المتمصرون إلى وطنهم الأم وتطوع ثلاثة آلاف من المتمصرين للحرب مع إيطاليا، مثل الشاعر جوزيبي أونجاريتي ، وربما لم تنجح الخارجية الإيطالية في الفوز بتأييد الإيطاليين، أو المتمصرين في مصر على نحو ما أرادت، ومن ثم فإن قضايا الولاء والهوية لدي الجاليات الأجنبية من القضايا الإشكالية ولا يمكن حسمها بصورة مطلقة وتظل نسبية إلى حد كبير.
ترشيحاتنا
