دراسات

نجلاء عبد الجواد

الوجه الآخر لقوت القلوب الدمرداشية

2024.03.16

تصوير آخرون

قراءة في وثيقة تاريخية 

لا عجب أن جنوب أفريقيا الآن هي من يقاضي إسرائيل بتهمة الإبادة الجماعية في غزة، لا عجب أن تقف حكومتها شامخة في وجه الظلم، بينما تكشف حكومات الغرب عن وجهها العنصري القبيح، وتسقط الحكومات العربية في مستنقع التواطؤ والصمت والعجز! فشعب جنوب أفريقيا الذي لازال يحمل في ذاكرته مرارات الاضطهاد والفصل العنصري، صار هو الداعم الأول والأكبر اليوم لصمود الشعب الفلسطيني في مواجهة الاضطهاد والتطهير العرقي. 

كان لابد من الإشارة السابقة كمدخل لقراءة الوثيقة الهامة التي كتبتها قوت القلوب الدمرداشية، ووجهتها إلى ديوان ملك مصر، عن رحلتها إلى جنوب أفريقيا عام 1947. فقوت القلوب "هانم" سليلة الأرستقراطية المصرية، راعية الآداب والفنون، وأحد أبرز الداعمين للأنشطة الخيرية، وأيضًا الكاتبة والأديبة ذات الحس والهم النسوي، كانت ترى الأبارتهيد (الفصل العنصري) مكسبًا لجنوب أفريقيا! ورافعة هامة لنقلها من بلد يعاني الجهل والتخلف يعيش فيه جنس أسود همجي، كي يُصبح بلدًا أوروبيًا عصريًا يقوده الرجل الأبيض نحو التمدن والحداثة!

السيدة قوت القلوب من أصول قوقازية، جاء جدها الأكبر إلى مصر في عهد محمد علي، وأسس طريقة صوفية، والدها الباشا الشيخ عبد الرحمن الدمرداش عضو مجلس شورى القوانين المصري، كان بالغ الثراء، كيف لا وهو ليل نهار تُغدَق عليه الأموال والعطايا والهبات من أرجاء المحروسة والأقطار القريبة والبعيدة؛ لكونه الوريث الشرعي لرئاسة الطريقة الدمرداشية إحدى أهم الطرق الخَلْوَتية الصوفية منذ منتصف القرن التاسع عشر، وحتى منتصف القرن العشرين؟!

وُلِدت قوت القلوب عام 1892 وفي فمها ملعقة من الذهب بالفعل ليس مجازًا، تلقت تعليمًا جيدًا، وأجادت لغاتٍ عِدَّة كالإنجليزية والفرنسية والإيطالية، بالإضافة للتركية والعربية، وكانت مُحِبَّة للآداب والفنون، واهتمت بشؤون المرأة وكرَّسَت لها الكثير من إبداعها الفكري والأدبي، وتناولت قضايا المجتمع المصري من عادات وموروثات مكبِّلة لحرية التفكير والتمدن، وأُفرِدَ لها العديد من الكتب والمقالات، واهتمت بالعمل الخيري، وعُرِفت بشغفها بالسفر وزيارة بلدان العالم.

في الخامس عشر من شهر فبراير عام 1947 قامت سليلة الأسرة الدمرداشية قوت القلوب "هانم" بالسفر إلى جنوب أفريقيا، في رحلة للاستكشاف والمتعة الشخصية، لكن سرعان ما نتج عن الرحلة وثيقة تاريخية مهمة، ترسم لنا صورة مغايرة لشخصية قوت القلوب. 

كُتبت الوثيقة بلغة عربية دبلوماسية، تحتوي على تفاصيل اقتصادية وتجارية دقيقة، ورصد ملِمٍّ بأرقام الصادرات والواردات، وأنواع المحاصيل، ونِسَب إنتاج المعادن والصناعات والسلع المتاحة وغير المتاحة، ومقارنة كل هذا بما لدى مصر من أمور مشابهة. 

 كانت جنوب أفريقيا وقت زبارة قوت القلوب لها تُعرَف بـ"اتحاد" لا "جمهورية"، اتحاد مكون من أربع مقاطعات "الكيب، والترنسفال، وناتال، وأورانج الحرة"، وقد كان يسكن الاتحاد السواد الأعظم من السكان الوطنيين الأفارقة أصحاب الأرض، بالإضافة إلى قلة من الجنس الأبيض استوطنت جنوب أفريقيا في نهايات القرن السابع عشر، قوامها في الأساس من الهولنديين، ثم لحق بهم الإنجليز ليسيطروا على جنوب أفريقيا بأشنع احتلال عرفته الإنسانية طوال تاريخها.

التقت قوت القلوب برئيس وزراء اتحاد جنوب أفريقيا في ذلك الوقت جان كريستيان سمطس، أبرز الوجوه في حكومة الحرب البريطانية أثناء الحرب العالمية الأولى، وكان صديقًا شخصيًّا لحاييم وايزمان، وداعية صهيونيًّا كبيرًا، وقد عمل جاهدًا على استصدار تصريح بلفور؛ لتحويل فلسطين إلى وطن لليهود، وساعد على إنشاء الفيلق اليهودي، وهو صاحب العبارة الشهيرة: "إن أحسن فكرة سمعتها في حياتي هي: أن على اليهود أن يحاربوا من أجل أرض إسرائيل"، التي لاتزال منحوتة أسفل تمثاله الموجود داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة. 

لقد سن سمطس أشد قوانين الفصل العنصري قسوة، وقُتل على يديه الآلاف من السكان الأصليين الأفارقة متذرِّعًا بالمقولة الشهيرة: "جنوب أفريقيا أرض بلا شعب"، تلك المقولة التي حولتها إسرائيل فيما بعد إلى مبدأ وشعار رئيسي لها، واستخدمتها في اغتصاب فلسطين. 

 قد يلتمس البعض العذر لقوت القلوب بأنها ربما لم تكن تعلم وقت التقائها بسمطس تاريخه، لكن بالتمعن فيما ورد بالوثيقة المرفقة من معلومات ورصد وتوثيق، نجد أنفسنا أمام شخصية واعية، عندها مصادرها في التعرف والإلمام بما تريده من معلومات، ولن يفوت عليها أن تحيط علمًا برئيس وزراء جاءت من شمال القارة إلى جنوبها حتى تلتقي به وبأعضاء حكومته. 

قوت القلوب في رحلتها تغاضت عن مساوئ الحكم العنصري والاحتلال القاسي لشعب جنوب أفريقيا من أجل تحقيق المصالح الاقتصادية للطبقة الحاكمة المصرية وحكومة "جلالة" الملك فاروق الأول، وبهدف بناء علاقات أفضل لفائدة البلدين. ربما كان دافعها هو الحس الوطني، أو الفكر الدبلوماسي! لكن من وجهة نظر معايير الأخلاق الإنسانية البسيطة تُعتبِر هذه الوثيقة إدانة لقوت القلوب. مع الأخذ في الاعتبار أنها لم تكن مبعوثًا رسميًّا للدولة المصرية، مقيدة بالأعراف الدبلوماسية، بالإضافة إلى كونها كاتبة لها اهتمام بالشأن العام والقضايا الإنسانية، خاصة قضايا النساء.

تخطت الوثيقة العشرين صفحة، ولم يأت أي ذكر بها لأي مظهر من مظاهر العنصرية التي كانت تُمارَس بكل الصور ضد الأفارقة؛ من معازل يعيشون فيها لا يُسمَح لهم بعبورها إلا بتصاريح من قِبَل الحكومة، وحرمانهم من الحقوق الاقتصادية، وتدني رواتبهم، وتسخيرهم للعمل في المناجم لاستخراج الذهب والماس، الذي يتم تصديره إلى أوروبا والولايات المتحدة، مقابل أجور زهيدة لا تكفي الطعام. 

كل ما اهتمت به قوت القلوب هو رصد حياة الجنس الأبيض، إلى جانب إشارات محدودة مستعلية لحياة السكان الوطنيين الأفارقة. كتبت بامتنان: 

"ومن مظاهر ارتفاع مستوى المعيشة هناك؛ أن العامل لا يشتغل إلا 5 أيام في الأسبوع فقط، وبمقدار 7 ساعات في اليوم، ولكل خمسة أشخاص من البِيض هناك سيارة للاستعمال الشخصي، وتليفون لكل أسرة تقريبًا، فضلًا عن توفر سبل المواصلات داخليًّا، وارتفاع مستوى المرافق العامة، وكثرة المساكن الصالحة للسكن من الناحية الاجتماعية والصحية، وتكثر هناك النوادي الرياضية كما هو الحال في إنجلترا تمامًا. ومستوى التعليم والثقافة بلغ حدًّا لا يكاد يُذكَر بالنسبة للسكان الوطنيين، ويتنالون في غذائهم أجود الأطعمة وأشهاها وأنفعها لبناء الجسم، ويفضلون من الفواكه المحفوظ منها في العلب، أما المصوغات النفيسة فهي من عمل الإنجليز وتجارتهم. ويقوم الـ Settlers (الهولنديون) (البوير) بالعمل في المحاصيل والمواشي والصوف والجلود، ويزاولون نشاطهم في جميع أنحاء البلاد. فقد بلغ الدخل القومي في السنة حوالي 550 مليونًا من الجنيهات إذا وُزِّع على عدد السكان البِيض المتمتعين بالنسبة الأكبر من هذا الدخل، ويبلغون حوالي 2,5 مليون نسمة، لاتضح فورًا مقدار ارتفاع مستوى معيشة الأفراد هناك، حتى إنه لا توجد لديهم مشكلة بطالة، وبالتالي لا يوجد عمال عاطلون. وأما الوطنيون -وهم السكان الأصليون- فتجارتهم تنحصر في الأعمال التافهة على نطاق ضيق كافتتاح محلات البقالة الصغيرة".

القارئ للوثيقة يرى بذور تطبيع المثقف المصري، التي أصبحت في وقتنا الحالي غاباتٍ من الحشائش والأغصان كثيرة التشابك، يتغنى بها عدد ليس بالقليل من المثقفين اليوم، فرغم رصد قوت القلوب لقوانين تساعد على نهب خيرات جنوب أفريقيا، فإنها تحث الحكومة المصرية على السعي لأن تكون شريكًا في هذا النهب، وأن تستثمر فيه بدلاً من إدانته، أو العمل على الحد منه، فتقول: 

"وإذا تكلمنا عن المعادن في تلك البلاد فيتجه نظرنا أول ما يتجه إلى انتاج الذهب، الذي ينتج منه في السنة حوالي 385000 كجم صافٍ؛ فهي أول بلاد العالم إنتاجًا، والحكومة هناك بموجب الاتفاق بينها وبين إنجلترا لا تسمح بتصدير الذهب إلى أي بلد من بلاد العالم سوى أمريكا وإنجلترا، ولكن علمنا أنه يجوز بالمفاوضات الدبلوماسية الحصول على كميات من الذهب نظير تموين هذه البلاد من بعض المحاصيل التي تفتقر إليها، وينعدم وجودها فيها. ويقوم بقطع الماس وصقله رجال فنيون من المهاجرين الذين استوطنوا تلك البلاد، ورغم توفر الماس فإنه نظرًا لقلة العمال الفنيين الجيدين بالقطع والصقل يصعب جدًّا سد حاجة الأسواق العالمية من الماس المصنوع، ولذلك يصدَّر معظمه خامًا، ويمكن لمصر أن تستفيد من هذا باستيراده وقطعه وصقله وإعادة تصديره إلى بلاد جنوب أفريقيا وغيرها من بلاد العالم؛ كما هو الحال في أسواق أمستردام وإنفرس ولندن وأخيرًا فلسطين. ونقترح كحل جزئي لمشكلة الأرصدة الإسترلينية، أن تصل الحكومة بالمفاوضات إلى عقد اتفاق مالي بينها وبين بريطانيا العظمى على جواز امتصاص جزء من هذه الأرصدة في بلاد اتحاد جنوب أفريقيا، في مقابل ما تستورده مصر منها؛ نظرًا لوفرة ما بهذه البلاد من بضائع وخيرات ومواد أولية، ويكون حلًّا موفَّقًا جدًّا لهذه المشكلة نفسها لو أمكن تحويل هذه الأرصدة إلى كل بلد داخل نطاق الكتلة الإسترلينية، ولو تم هذا التحويل في مدة طويلة.

وينعدم هناك وجود البترول والفوسفات الموجود بكميات وافرة لدينا، يمكن تصدير بعضها إلى هذه البلاد، أما الأسمنت فتنتج منه البلاد هناك حوالي 950000 طن، وهو لا يكفي للاستهلاك المحلي، والفحم موجود بكثرة، وتُعتبَر البلاد في إنتاجه الأولى في أفريقيا، والسادسة في العالم، ويبلغ المستخرَج من المناجم هناك حوالي 21 مليون طن، ولهذا أهمية بالنسبة لمصر التي تحتاج إلى هذه المادة من الوقود".

كما تحث قوت القلوب الحكومة المصرية على نشر فكرة هجرة المصريين إلى جنوب أفريقيا، فنجدها تقول: 

"ولا يفوتنا أن نشير إلى مسألة مهمة جدًّا؛ وهي أن البرلمان في اتحاد جنوب أفريقيا قرر تشجيع الهجرة إلى البلاد؛ حتى يتساوى عدد البِيض مع عدد السود، بأن أباح دخول 11 ألف شخص في السنة من البيض للإقامة والتوطن. يمكن بسهولة هجرة الأشخاص والجماعات؛ فبلاد اتحاد جنوب أفريقيا يصح اعتبارها المجال الحيوي لكثير من الشعوب التي ضاقت سبل العيش فيها، واكتظت بسكانها".

وتناست قوت القلوب هنا –بنظرة استعلائية- أن المصريين ليسوا من الشعوب البيضاء! كما أغفلت –وهي الكاتبة ذات الهم النسوي- أوضاع المرأة الأفريقية في ظل الأبارتهيد، وما كانت تتعرض له من اضطهاد واغتصاب من قِبَل الرجل الأبيض، واجبارها على العمل في خدمة البيوت. 

وأخيرًا وبعد أن استعرضت في تقريرها –المقدم إلى "جلالة" الملك- كل المظاهر الأهم –من وجهة نظرها- للحياة في جنوب أفريقيا في تسع نقاط، لم تأت فيهم على ذكر التفرقة العنصرية (!) تضع نقطة عاشرة بعنوان "الأحوال السياسية والعنصرية"، وتكتب تحتها عبارة من خمس كلمات بين قوسين: (كتب عنها الكثير من قبل)! هكذا وفقط بهذا الاقتضاب، وكأنه أمر لا أهمية له ولا يستحق الذكر! فقوت القلوب تنظر لقضية التفرقة العنصرية، ومعاناة شعب جنوب أفريقيا منها، بقدر لا بأس به من الاستخفاف وعدم الاكتراث.

هي أيضًا أغفلت تمامًا ما كان يمكن عمله من تعاون ثقافي في تلك الفترة بين مصر وجنوب أفريقيا؛ ربما لأن مصر وقتها لم تكن تملك القوة الناعمة التي ظهرت بعد عام 52 وما لحقها من أنشطة ثقافية ومعرفية، أو ربما لقلة القنصليات والملحقيات الثقافية المصرية في أراضي جنوب أفريقيا الشاسعة. وهي تشير لذلك لكن لدوافع تجارية: 

"إنه لإمكان تمكين العلاقات التجارية بين البلدين، لا بد من إنشاء مفوضية في بريتوريا، وقنصليات في الكيب وجوهانسبرج ودربان، خصوصًا بعد قطع العلاقات السياسية بين تلك البلاد والهند، وعدم وجود ممثل سياسي للهنود والماليين والسوريين والصينيين في تلك البلاد، وأغلبهم من المسلمين، وينظرون إلى قنصل مصر نظرة احترام وتقدير باعتباره ممثل الدولة الإسلامية الوحيدة في جنوب أفريقيا، وكان عجبًا أن تُنشئ جنوب أفريقيا مفوضية لها في مصر، ولا ننشئ مفوضية هناك، مع أن أهمية هذه البلاد لمصر تفوق أهمية مصر لها".

ويُلاحظ احترام قوت القلوب الزائد لبريطانيا، واعتبارها مقياسًا للتحضر والتقدم حتى وإن كانت دولة استعمارية تمارس نهب واستنزاف خيرات الشعوب، وتتحكم بقوانين وقيود فيمن يحق له الاستثمار من عدمه في خيرات جنوب أفريقيا. 

لقد جاءت زيارة قوت القلوب لجنوب أفريقيا بعد نهابة الحرب العالمية الثانية بعامين، حيث كان كثير من اليهود قد تمكنوا من الهجرة إليها هربًا من جحيم النازية، ولحاقًا بذويهم الذين هاجروا إليها بعد الحرب العالمية الأولى، خاصة من يهود ليتوانيا وبولندا. وهو وضع خلق هناك جالية يهودية هامة، كان من أبرز شخصياتها أرنست أوبنهايمر ذو الأصول الألمانية، رجل الاقتصاد الأهم في جنوب أفريقيا، وقد نال اهتمام قوت القلوب، وحرَصَت على أن تشير إليه في تقريرها المقدم:

"هناك شركات كبيرة أهمها De-Beers Trust التي تملك مناجم كمبرلي أهم وأكبر مناجم الماس في العالم، ويرأسها أوبنهايمر أعظم رجل أعمال في اتحاد جنوب أفريقيا، وقد بلغ نشاطه إلى حد إدارته لمئات من أعظم شركات المناجم وشركات الصناعة هناك".

إن الحكم على قوت القلوب الدمرداشية من خلال ما دونته في زيارتها لاتحاد جنوب أفريقيا لن يأت في صالحها بلا أدنى شك. لكن علينا ونحن نؤكد على ذلك ألا ننسى أو نتجاهل مناقب هذه السيدة وميزاتها الشخصية. قهي قد عُرِفت بشغفها بالعلم وحب الخير والتبرع بكل نفيس وعزيز للمشاريع الخيرية، وكانت راعية للأدب والأدباء وصاحبة جائزة أدبية هامة، بالإضافة لدورها البارز في الحركة النسائية، وسعيها الدؤوب لتمكين المرأة وتحررها من سطوة التقاليد والعادات المكبِّلة لها.

ورغم كل هذه الأنشطة الطيبة والدور المتميز، إلا أنها كانت في توجهها السياسي صاحبة نزعة براجماتية لا تعطي وزنًا للأخلاق ومعاييرها ولا تهتم من الأصل بقضايا التحرر. كانت أسيرة لعقلية نفعية تسعى لتحقيق المكاسب والأرباح على حساب أي شيء، حتى لو أصبحت مصر شريكة في نهب واستنزاف خيرات شعب جنوب أفريقيا! لعل عقل قوت القلوب المتشبع بأفكار وتعاليم الغرب، كان أقوى من تعاليم الطرق والخلاوي الصوفية التي جَنَتْ لأسرتها أموالًا طائلة، مكَّنَتْها من أن تكون أثرى نساء مصر، وأكثرهنَّ تأثيرًا في الوسط الثقافي والدبلوماسي أيضًا.