فنون

شيماء ياسر

تطبيق على فين: حل رقمي لأين تذهب هذا المساء؟

2024.02.27

تصوير آخرون

تطبيق على فين: حل رقمي لأين تذهب هذا المساء؟

"أين تذهب هذا المساء"، لفترة طويلة ظلت الصفحات الفنية في الجرائد تعرض تحت هذا العنوان أخبار العروض المسرحية وحفلات السينما في مختلف دور العرض وغيرها من الحفلات الفنية والندوات الثقافية. وبعد دخول عصر الإعلام الرقمي وانخفاض الاعتماد على الجرائد في المتابعة وصولًا الى التخلي الكامل عنها، واجه كثير من المهتمين بحضور الفعاليات الفنية والثقافية مشكلة متابعة مواعيد واماكن اقامتها.

لا تظهر لك صفحات الفيسبوك كل ما يجري من حفلات وندوات، وإن ظهر بعضها تجد إنك أمام زحام من المواعيد وفي الغالب تفاجأ بنسيان كثير منها او التشتت بينها. وهناك الكثيرون ممن يعانون نفس هذه المشكلة، كلنا يتمنى أن يكون هناك صفحة تضم الإعلان عن كل ما يجري على الساحة الفنية والثقافية بشكل سهل ومرتب، ومن هنا جاءت فكرة "على فين"، ومع أمينة انسي ودنيا الجبروني، كان لقائي الأول مع "على فين".

تقول أمينة، "على فين" هي نشاط تابع لشركة جازيبو، وهي شركة شقيقة لشركة المشرق للإنتاج الفني والمسرحي. كان الهدف الأساسي في تكوين "على فين"، ان تقدم لكل المهتمين خدمة تجميع الأحداث والفعاليات الفنية والثقافية سواء المستقلة أو التابعة لمؤسسات ثقافية رسمية، المجانية والمدفوعة، وتكافؤ فرص عرضها في مكان واحد وبشكل منظم ويساعد على جدولة اهتماماتك حسب النشاط المتاح. 

بداية البحث وتأسيس الفكرة كانت في فبراير 2022. وعلى رغم ما تبدو عليه بساطة وسهولة الفكرة، إلا أن حجم الجهد كبير لتكوين قاعدة بيانات خاصة بكل اماكن النشاط الفني والثقافي في القاهرة، واخرى لكل المنظمين والمنتجين ومديري هذه الأماكن. بالإضافة إلى أن التواصل الاسبوعي واليومي لمتابعة الجديد بين فريق عمل على فين واماكن تنظيم هذه الفاعليات، شيء أساسي للقيام بالعمل.

 وجود تطبيق للموبايل هو أكثر فعالية وسهولة وهو ما يعمل عليه حاليا فريق "على فين". لكن كانت البداية من خلال انستجرام بشكل أساسي في الوصول والتواصل مع المهتمين بالفكرة. ومع وجود إقبال واهتمام من الناس، بدأت الحاجة الى تكوين فريق حقيقي يبدأ بالبحث على نطاق أكبر ولا ينتهي بالتواصل على السوشيال ميديا. في أبريل 2023 كانت بداية التواصل الحقيقي مع جمهور "على فين" على انستجرام.

بوصفها مديرة عمليات "على فين" عرضت أمينة سريعا نظام العمل والذي يتم من خلال اربع اتجاهات، البحث عن الفعاليات خلال الاسبوع، العرض على السوشيال ميديا، الجزء التقني والعمل على تطبيق الموبايل، واخيرا فريق التواصل مع فعاليات اخرى للتعاون المشترك بينهم وبين "على فين".

تختص دنيا بالبحث عن الفعاليات أسبوعيا بجانب التواصل على السوشيال ميديا مع متابعي صفحات "على فين" من خلال تواصل حقيقي وليس مجرد ردود آلية كما هو الحال في غالب الصفحات. أما نوع الفعاليات التي يتم الإعلان عنها فهي إما فعاليات تابعة لمؤسسات رسمية كدار الأوبرا والهناجر وغيرها، أو الفعاليات الخاصة بالفرق المستقلة، كذلك فعاليات خاصة بكيانات أو افراد، واخيرا الانشطة الطلابية ومسرح الجامعة.

عن سؤال الدعم المالي لـ "على فين" بما يضمن استمرارية النشاط، تقول امينة ان حتى الآن لا يوجد دعم مادي والاعتماد الكلي على المؤسسون لإيمانهم بالفكرة وإيمانهم بأنه على المستقبل القريب سيكون هناك الكثير من الداعمين للفكرة ماديا ومعنويا والكثير من الشراكات، للخروج بالفكرة على اكمل وجه و في أفضل صورة ممكنة والتي تتيح للجميع معرفة كل الفعاليات والأحداث الفنية بكل اشكالها وبشكل يحقق المساواة بين جميع الفنانون والمبدعون والأماكن الفنية والثقافية المختلفة. وعلى أمل تعميم الفكرة في جميع محافظات مصر.  

تعرفنا أمينة على فريق العمل في "على فين"، بدأ كفكرة بدأت بـ أحمد عشماوي، ثم تولت هي وضع خطة للعمل والبحث. تولى خطة التسويق بعد ذلك علي الشوربجي، ثم مع تضخم قاعدة البيانات جاء دور دنيا في تنظيم عملية البحث والتواصل مع الأطراف الأخرى.

تشرح دنيا تكنيك عملية البحث عن جديد الفعاليات إنها عملية صعبة جدًا، وبالأخص في التواصل مع الأماكن والمؤسسات الفنية والثقافية المختلفة. كما أن اكتشاف أماكن جديدة أمر اعتادت عليه دنيا خلال الفترة الاخيرة خاصة مع قيام كثير منها بالتواصل مع "على فين"، ولا يقتصر الأمر على الاماكن او الكيانات وإنما حتى على مستوى الأفراد. من خلال تسجيل فورم بالبيانات ونوع النشاط يتم ادراجهم في قاعدة البيانات والإعلان عن الأنشطة المقدمة وبشكل مجاني تمامًا. 

تقدم "على فين" من خلال صفحاتها على مواقع التواصل وخاصة انستجرام، معلومات عن النشاط بشكل أسبوعي مع متابعة يومية للجديد من الأنشطة التي يتم الإعلان عنها بشكل متأخر او تحديث اكتمال العدد او الغاء الفاعلية أو تغيير المواعيد. المعلومات الأهم للإعلان عنها هي، اسم الفاعلية، مكانها، طريقة الحجز والتكلفة إن وجدت.

تطبيق الموبايل الذي يتم العمل عليه حاليا ومن المنتظر أن يكون مع بداية 2024، سيوفر مزايا اخرى، من اهمها ترتيب عرض الفعاليات المختلفة حسب الأيام والساعات، دون تقيد بنوعها او مجالها او تكلفتها أو مكانها أو.. وبالتالي يمكنك ترتيب جدولك الخاص وتحديد أولوياتك في الحضور.

تفاجئني أمينة ودنيا بعدد الاماكن النشطة في تقديم فعالياتها بشكل مستمر، فتضم قاعدة البيانات عندهم 200 مكان على مستوى القاهرة، وتؤكد أن هذا الرقم لا يمثل الا 80% تقريبا من الموجود. 

وفي خلال فترة ال6 أشهر من أبريل إلى أكتوبر 2023 تم الإعلان في صفحات "على فين"، عن أكثر من 2000 فعالية فنية وثقافية تم إقامتها في القاهرة، هذا بخلاف غير المعلن عنه على صفحات "على فين".

"هدفنا خلق مجتمع أكثر منه ان المتفرج دخل عرض وانتهى الأمر"، تلخص امينة دور "على فين" هنا في تطوير وتنمية تجربة حضور الجمهور الى الفاعلية، حتى لا يكون حضور سلبي. حيث تعقد لقاءات مع القائمين علي الفعالية ليعرف الجمهور المزيد من المعلومات عن العرض لن يتاح له معرفتها من خلال البروشور وكواليس العمل. كذلك بعد انتهاء الفاعلية يتم التواصل مع الجمهور من خلال بعض الاسئلة عن العرض والأفكار التي عرضت من خلاله.

تعريف جمهور عرض معين بباقي العروض أيضًا من اهتمامات مشاركة "على فين" بمساحة التنظيم، ليس من باب التسويق وإنما من باب التوعية بمساحات مختلفة وتنمية الوعي فيها.

أهم ما يميز "على فين" هو عدم وجود شروط لاختيار المكان أو الكيان الذي يقدم نشاطه سواء الفني أو الثقافي. تؤكد دنيا ان المجال مفتوح لأي صاحب نشاط حقيقي. كان الأسهل في البحث هو الوصول لعروض المسرح والموسيقى والرقص، لكن ايضًا يتم العمل على مناقشات الكتب وحفلات التوقيع والأمسيات الثقافية. 

فيما يخص الإعلان عن الجولات التاريخية، تذكر امينة تفرقة مهمة في معيار الإعلان في صفحات "على فين"، وهو التفرقة بين كونها جولة سياحية أو تاريخية وثقافية. كذلك تم تأجيل الإعلان عن الورش في المجالات المختلفة إلى حين صدور تطبيق الموبايل نظرًا للعدد الكبير الذي يقام في نطاق القاهرة خاصة وأن نظام الإعلان عنها مختلف في ترتيب جدولها.

عن مستقبل تطوير نشاط "على فين" تقول أمينة انه اولًا من خلال توسيع دائرة النشاط في محافظات مصر ولا تكون قاصرة على نطاق القاهرة. من جانب آخر، ومن خلال العمل على قاعدة البيانات سواء للفعاليات أو للمنظمين لها، يمكن رصد صورة حقيقية لشكل الوسط الثقافي المصري في هذه الفترة وشكل اهتماماته ورصد اهتمامات الجمهور ونوع النشاط الجاذب وطرق دعمه، أو الطارد وفهم السبب وطرح حلول.

تؤكد كلا من دنيا الجبروني وأمينة انسي على فكرة استمرار "على فين" في تقديم نشاطها في الإعلان عن الفعاليات والأنشطة الثقافية والفنية بشكل مجاني تماما، سواء لصاحب الإعلان عن نشاطه أو للمتلقي، وكذلك سيكون تطبيق "على فين" متاح للجميع بمجرد إطلاقه كما يتم العمل عليه في بداية 2024.