الأقباط والعمل الأهلي

د. رامي عطا صديق

المواطنون الأقباط وصناعة الصحافة

2024.03.26

مصدر الصورة : ويكيبديا

 قراءة في الماضي والحاضر ومحاولة استشراف المستقبل

 

دخل المواطنون الأقباط (المصريون المسيحيون) ميدان الصحافة، منذ سبعينيات القرن التاسع عشر في عصر الخديو إسماعيل (1863-1879م) الذي شهد نهضة صحفية على المستويين الرسمي والأهلي. 

والواقع أنه اجتمعت مجموعة من العوامل والأسباب التي شجعت المواطنين الأقباط على اقتحام هذا الميدان الوليد، في شقِّه الأهلي/ الخاص تحديدًا؛ ذلك أن الصحافة، وإن كانت تُعد جزءًا من النشاط الفكري والثقافي في المجتمع، فإنها تمثل أيضًا -حسب مؤرخي الصحافة- ظاهرة مجتمعية ترتبط ارتباطًا وثيقًا بالظروف السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية التي تسود المجتمع. 

كانت هناك عوامل مجتمعية عامة بالمجتمع المصري أدت إلى انتشار الصحافة القبطية تمثلت في:

- بزوغ مبدأ المواطنة من حيث العمل على تحقيق المساواة بين جميع المصريين إلى حد ما.

- نهضة مصر الثقافية والتعليمية في عصر الخديو إسماعيل، ممَّا ساعد على وجود طبقة مثقفة ومتعلمة، تؤلف الكتب، وتصدر الصحف، وتهتم بالقراءة والبحث عن المعرفة. 

- ميلاد الصحافة الأهلية/ الخاصة وانتشارها، من حيث مشاركة مثقفين ومتعلمين من خارج الجهاز الحكومي في إصدار الصحف.

وكانت هناك عوامل أخرى خاصة بالمواطنين الأقباط؛ منها:

- انتشار التعليم بين الأقباط من حيث الاهتمام بحركة التعليم وإنشاء المدارس، ممَّا خلف جماعة مثقفة مهتمة بالقراءة. 

- بالإضافة إلى تنامي العمل الأدبي والثقافي بين الأقباط، وكانت الصحافة وسيلتهم الأساسية لنشر إبداعاتهم الأدبية.

وبسبب تداخل تلك العوامل وتفاعلها، شارك المواطنون الأقباط في النهضة الصحفية المصرية جنبًا إلى جنب مع مواطنيهم المسلمين وأصدقائهم الشوام والأجانب، وذلك بإصدار الصحف على اختلاف أشكالها ما بين جرائد ومجلات، وعلى اختلاف مضامينها أيضًا ما بين صحف عامة وصحف أخرى متخصصة.

من الصحف العامة برزت أولًا جريدة "الوطن"، التي أسسها ميخائيل عبد السيد، ثم اشتراها منه جندي إبراهيم، ثم أمين برسوم، وقد صدرت بين عامي 1877م و1930م، وإن توقفت بعض الوقت نهايات القرن التاسع عشر، وجريدة "مصر" لصاحبها تادرس شنودة المنقبادي وقد صدرت بين عامي 1895م و1966م، ثم جريدة "وطني" التي صدرت في 21 ديسمبر 1958م وما زالت توالي الصدور يوم الأحد من كل أسبوع. وغير هذه الصحف صدرت عدة صحف سياسية عامة اهتمت بالشأن العام. 

أما الصحف المتخصصة فقد تنوعت بدورها بين صحف دينية، وأدبية، وثقافية، واجتماعية، ونسائية، ورياضية، وقضائية، ومدرسية/ طلابية، وتجارية، وصحية طبية.

هذه الصحف تفاعلت مع مختلف القضايا والأحداث، واتفقت فيما بينها في بعض الأمور، بينما اختلفت في أمور أخرى. فإذا كانت جريدة "مصر" على سبيل المثال قد اتخذت جانب الحركة الوطنية أثناء ثورة سنة 1919م، فإن جريدة "الوطن" أخذت تهادن سلطات الاحتلال البريطاني.

الصحف الدينية والثقافة الروحية

الصحف الدينية، وهي الأكثر عددًا، عبارة عن صحف تصدر في الأغلب الأعم في شكل مجلات، يتناول مضمونها موضوعات دينية شتى، ما بين أمور عقدية ولاهوتية، ومقالات روحية، وموضوعات في الوعظ والإرشاد، بالإضافة إلى موضوعات دينية ذات طبيعة بحثية، وأخبار الكنيسة ومناسباتها، كما أن بعض هذه الصحف يهتم بتقديم موضوعات ثقافية واجتماعية، إلى جانب المادة الدينية، لا سيما وأن الدين يرتبط بمجمل حياة الإنسان وتفاعلاته المختلفة، وعلاقاته المتنوعة داخل المجتمع.

وفي الغالب فإنه يقوم على أمر الصحف الدينية المسيحية مجموعة من الخُدّام/ المتطوعين، من الإكليروس والعلمانيين، دون أن يكونوا بالضرورة محترفين لمهنة الصحافة، إذ يعتبرونها إحدى وسائل التعليم والإرشاد والوعظ، وإن كان من خلال الكتابة والصحافة، كما يعتبرونها وسيلة لنشر البحوث الدينية، والمقالات الروحية، مما يرتقي بثقافة المسيحيين الدينية، وهي من ثم تُمثل نوعًا من الخدمة الدينية لأبناء الدين وأتباعه، الذين استقبلوا هذه الصحف باهتمام واضح، وإجلال كبير. 

بدأت صحف الأقباط الدينية في الظهور منذ تسعينيات القرن التاسع عشر، كنوع من الحرية الدينية والشخصية، وتأكيد روح المساواة بين الأقباط والمسلمين في ذلك الوقت، وكانت "النشرة الدينية الأسبوعية" لصاحبها القمص يوسف حبشي -أحد قساوسة الكنيسة القبطية الأرثوذكسية (الكنيسة المرقسية بالأزبكية)- هي أولى الصحف الدينية، وقد أصدر العدد الأول منها في 23 مارس 1892م، كمجلة أسبوعية، بمدينة القاهرة.

ومن بعدها صدر العديد من المجلات الدينية من جانب الأرثوذكس والبروتستانت والكاثوليك، وهي الظاهرة التي ما زالت مستمرة إلى اليوم. 

تأميم الصحافة 

يمكننا القول إن المشهد السياسي اختلف على نحو واضح بعد ثورة 23 يوليو 1952م، وتغير الكثير من الأمور، من حيث الاتجاه إلى مركزية الدولة في كل المجالات بما في ذلك صناعة الصحف، التي تعرضت للتأميم مع صدور قانون (تنظيم الصحافة) عام 1960م، وأصبح من الصعب بمكان صدور صحف جديدة خارج الإطار الحكومي وتوجهاته السياسية، وتراجعت حرية الصحافة إلى حد ليس بقليل، كما تراجع مبدأ التعددية والتنوع في المشهد الإعلامي، من حيث سيادة إعلام الصوت الواحد، وإن كانت هناك انفراجة محدودة تمت مع عودة التجربة الحزبية في سبعينيات القرن العشرين.

على أية حال فقد تأثر المواطنون الأقباط بهذه الأوضاع، شأنهم هنا شأن غيرهم، حيث قل اهتمامهم بإصدار الصحف العامة والثقافية، وانحصر تواجد الصحفيين الأقباط في المؤسسات الصحفية القومية، إلى أن بدأت الصحف الحزبية ثم الخاصة في العودة. 

وبسبب اعتبارات سياسية (تتعلق بالحريات وحرية الرأي والتعبير) واعتبارات اقتصادية (تتعلق بالإمكانيات المادية)، فقد اختفت جريدة "مصر" عام 1966م، وكانت جريدة "الوطن" قد توقفت قبلها في عام 1930م، وإن ظلت جريدة "وطني" التي صدرت عام 1958م تواصل الصدور وتهتم بشؤون الأقباط ومشكلاتهم وهمومهم. 

على صعيد آخر فقد استمرت ظاهرة إصدار الصحف الدينية، بل إنها انتعشت وتزايدت بشكل واضح، خاصة وأنها تصدر في نطاق ضيق وإطار محدود، من خلال الكنائس والإيبارشيات والأديرة، كنشرات لا تتطلب ترخيصًا من الجهات المختصة، ويقوم على أمرها -في الغالب- مجموعة من المتطوعين الهواة. 

وفي الوقت الحالي فإن بعض الصحف القبطية تستمر في الصدور بين أسبوعية ونصف شهرية وشهرية، في مقدمتها وأبرزها: 

- جريدة "وطني" الأسبوعية، والمعروفة باهتمامها بالشأن القبطي وتوجهاتها القريبة من الكنيسة. 

- مجلة "الكرازة" وهي الصوت الرسمي المُعبّر عن الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، وهي تصدر مرتين في الشهر. 

هذا بالإضافة إلى مجلات "مدارس الأحد" و"مرقس" و"رسالة الكنيسة"، وهي صحف شهرية، يجاورها عدد ليس قليلًا من التجارب الصحفية المحدودة الصادرة عن كنائس وإيبارشيات وأديرة. 

إذ تصدر مجلة "الهدى" ومجلة "أجنحة النسور" عن الكنيسة الإنجيلية، وصحف "الشرق والغرب" و"صديق الكاهن" و"حامل الرسالة" عن الكنيسة الكاثوليكية.

الإعلام الإلكتروني 

مع تطور تكنولوجيا الاتصال والمعلومات، وتنامي شبكة الإنترنت منذ تسعينيات القرن العشرين، حدثت تطورات كثيرة وكبيرة في مجال الصحافة والإعلام على مستوى كل وسيلة إعلامية وإمكانياتها، وعلى مستوى تصميم الرسائل الإعلامية، وعلى مستوى القائمين بالاتصال (الصحفيين والإعلاميين)، وعلى مستوى القراء والمستمعين والمُشاهدين أيضًا. 

لقد تطورت عادات القراءة، وتغير الكثير من سمات وخصائص وطبيعة الجمهور، من حيث اهتمام بعض القراء بمتابعة المواقع الصحفية والإعلامية على شبكة الإنترنت، من خلال أجهزة الكمبيوتر الثابتة والمحمولة، أو من خلال أجهزة الهاتف المحمول (الموبايل)، والتي يتسع استخدامها ويزداد يومًا بعد آخر، بفضل النقل الحي والبث المباشر للوقائع والأحداث، واستخدام الوسائط المتعددة (Multimedia) من صور وفيديوهات ومقاطع صوتية، وقدرة المُستخدمين على التفاعل المباشر مع المواد المنشورة، بالتعليق عليها ومشاركتها، وغيرها من سمات وخصائص. 

في هذا الإطار اهتم الكثير من الكنائس والأديرة والإيبارشيات، بتأسيس مواقع إلكترونية، تعرض عليها المعلومات والصور والفيديوهات، وتنقل القُدَّاسات والعظات والخدمات المختلفة التي تقوم بها. 

كما اهتم كثيرون من صُنّاع الصحافة بتأسيس مواقع صحفية إلكترونية، ومن ذلك أن جريدة "وطني"، في عام 2003م، اهتمت بإطلاق موقعها الإلكتروني، إلى جانب نسختها الورقية الأسبوعية التي تصدر صباح يوم الأحد، باللغات العربية والإنجليزية والفرنسية، لمواكبة التطورات التكنولوجية الحديثة، وتطور طبيعة العمل الصحفي من جهة، ومن جهة أخرى في استجابة منها إلى حاجة واهتمام بعض القراء بمتابعة المواقع الصحفية الإلكترونية على شبكة الإنترنت، من خلال أجهزة الكمبيوتر والهواتف المحمولة. 

وفي عام 2023م أطلقت جريدة "وطني" قناتها الصحفية المرئية على موقع التواصل الاجتماعي "يوتيوب" (Youtube)؛ لتقديم برامج مرئية في مواكبة منها لتطورات الصحافة التليفزيونية. 

ومن جانب آخر انطلق الموقع الصحفي الإلكتروني "الأقباط متحدون" (Copts United)، بدعم من رجل الأعمال المُهاجر إلى الخارج "سويسرا" عدلي أبادير (توفي في 31 ديسمبر 2009م)، وقد بدأ هذا العمل في عام 2004م إثر مؤتمر زيورخ - سويسرا الذي أُقيم في 23 سبتمبر 2004م، وكانت بداية الموقع بهدف عرض أخبار ونتائج وقائع المؤتمر، ثم تطور تدريجيًّا ليصبح الموقع صحيفة إلكترونية يومية تركز على هموم الوطن، وهموم المواطنين الأقباط. 

ويقدم موقع "الأقباط متحدون" نفسه على أنه "يخدم القضية القبطية خصوصًا، والشعب المصري عمومًا، تم تأسيسه على يد مجموعة من التقدميين التنويريين الليبراليين المُهتمين بالقضية القبطية ...". ويقدم الموقع الأخبار والتقارير والتحقيقات والحوارات، المكتوبة والمصورة، بالإضافة إلى بعض البرامج الحوارية. 

الإعلام المرئي والمسموع 

في أواخر التسعينيات من القرن العشرين، خلال الفترة 1995–1996م، بدأ اهتمام الكنائس وعدد من المواطنين الأقباط بالإعلام المرئي، حيث تأسست قناة "سات 7" (Sat7)، وكانت بداية الانطلاق من مطرانية شبرا الخيمة وتوابعها، بحضور الأنبا مرقس -أسقف ثم مطران شبرا الخيمة وتوابعها- مُمثل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، والدكتور القس صفوت البياضي ممثل الكنيسة الإنجيلية والأنبا يوحنا قلتة مُمثل الكنيسة الكاثوليكية، وإن انتقل مقر القناة في مرحلة لاحقة إلى مقر آخر في حي المقطم بالقاهرة.

تمثل رؤية القناة في أنها "نافذة لمسيحيي وكنائس الشرق الأوسط وشمال إفريقيا للشهادة للمسيح يسوع من خلال برامج تليفزيونية إلهامية، إعلامية وتعليمية"، ورسالتها "رؤية كنيسة نامية في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، ثابتة في إيمانها، مُلتزمة بشهادتها، خادمة للمجتمع، عاملة لخيره، ومساهمة في ثقافته".

أربع قنوات فضائية

وخلال السنوات الأولى من القرن الحادي والعشرين تأسست أربع قنوات تابعة للكنيسة القبطية الأرثوذكسية وتُعبِّر عنها، من حيث تراثها وتاريخها، ماضيها وحاضرها، ويتم بثها من داخل مصر. ومن المُلاحَظ أن هذه القنوات التي تأسست يُعِد برامجها ويقدمها عدد من الإعلاميين الأقباط العاملين في الإعلام المصري، وقد أسست هذه القنوات مواقع لها على شبكة الإنترنت. 

هذه القنوات الأربع هي على الترتيب وحسب بدء البث الفضائي:

(1) قناة "أغابي" (Aghapy): 

"أغابي" كلمة قبطية تعني: المحبة، ويُشرف على القناة الأنبا بطرس الأسقف العام، مقرها في مصر الجديدة بالقاهرة، وهي تعمل في ظل شعار يقول: "الكنيسة التي في بيتك"، حيث تختص على نحو رئيس بتقديم مواد دينية واجتماعية، مثل: نقل القُدَّاسات والعظات، وبث الترانيم والأفلام الدينية المسيحية، وبرامج اجتماعية.

كانت قناة "أغابي" قد بدأت بثها التجريبي في 14 نوفمبر 2005م، حيث يوافق 14 نوفمبر عيد تجليس البابا الراحل الأنبا شنودة الثالث البطريرك الـ 117 (من 14 نوفمبر 1971م إلى 17 مارس 2012م)، وهي تُعد أول قناة فضائية خاصة بالكنيسة القبطية الأرثوذكسية.

(2) قناة "سي تي في" (C.tv):

بدأت بثها التجريبي في سنة 2007م، حيث أسسها وقام بتمويلها والإشراف عليها رجل الأعمال الدكتور ثروت باسيلي وكيل المجلس الملي العام (1940-2017م)، الذي وضع قناته لخدمة الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، واتخذ لها شعارًا يقول: "ربنا موجود"، وهو قول مأثور للبابا شنودة الثالث. ويرجع اختيار الاسم إلى أن الحرف "C"، هو الحرف الأول من كلمات: "Chanel"، و"Church"، و"Coptic". وهي تختص بتقديم مواد دينية، وبرامج اجتماعية، إلى جانب الاهتمام بالقضايا العامة.

والجدير بالذكر أنه في عام 2009م بدأ بث قناتي "أغابي" و"سي تي في" على القمر الصناعي المصري "نايل سات" (Nile Sat)، وهي الخطوة التي أسعدت المواطنين الأقباط؛ إذ إن هذه الخطوة جعلتهم يشعرون بالمساواة مع غيرهم من المواطنين في ظل انتشار القنوات الدينية على نايل سات. 

(3) قناة "مار مرقس" (MESat): 

بدأت بثها سنة 2012م، ويُشرف عليها الأنبا إرميا -سكرتير البابا شنودة الثالث- ومدير المركز الثقافي القبطي الذي يقع داخل الكاتدرائية المرقسية بالعباسية. شعارها: "من قلب الكنيسة إلى قلب الوطن".

وأغلب الظن أن اسم القناة (ME) يرجع إلى اسم مار مرقس (Mar Marcos)، مبشر مصر بالمسيحية، ومصر (Egypt). وتختص القناة بتقديم مواد دينية واجتماعية، إلى جانب الاهتمام بالقضايا العامة. 

(4) قناة "كوجي" - قناة للأطفال:

في عهد البابا تواضروس الثاني -متعه الله بالصحة والعافية- والمعروف باهتمامه بخدمة التربية والطفولة، تم افتتاح قناة "كوجي" ومعناها: طفل صغير، حيث تم افتتاحها في 25 نوفمبر 2015م، ويُشرف عليها الأنبا مرقس أسقف ثم مطران شبرا الخيمة وتوابعها، وهي تختص بتقديم مواد دينية متنوعة للأطفال، وشعارها "كوجي لكن جوري" بمعنى: "طفل صغير لكن قوي"، ويُذكر أن البابا تواضروس الثاني هو الذي اختار اسم القناة، خاصة وأنه يهتم كثيرًا منذ سنوات بعيدة بخدمة الطفولة. 

قناة ومحطة على الإنترنت:

قناة للشباب:

أسس الأنبا مرقس -أسقف ثم مطران شبرا الخيمة وتوابعها- قناة "CYC" (Christian Youth Channel) وهي قناة يتم بثها على شبكة الإنترنت باللغة الإنجليزية، وتختص بالشباب، وتقوم بعرض البرامج المسيحية، وتعليم الألحان والترانيم القبطية، ودراسة الكتاب المقدس، وعرض مسرحيات وأفلام دينية متنوعة، وعرض كل ما يخص الكنيسة وتعلم الدين المسيحي. 

راديو أسقفية الشباب: 

راديو شبابي، أسسته أسقفية الشباب على شبكة الإنترنت، في 25 مايو 2020م بمناسبة العيد الأربعين لتأسيس أسقفية الشباب ورسامة الأنبا موسى أسقفًّا للشباب، وشعار الراديو "من الشباب وإليهم ...".

مستقبل محفوف بالتحديات

حقيقة الأمر أن الصحف القبطية شأنها شأن الصحف العامة، وغيرها من وسائل الإعلام، تتأثر بمجمل الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وهي تعاني في الوقت الحالي من بعض الظروف التي تؤثر على وضعها ومسيرتها، في مشهد معقَّد ومتشابك؛ إذ إن هناك بعض التحديات والصعوبات التي تواجه الصحف بشكل عام، والصحف القبطية منها بشكل خاص، ومن ذلك: 

- ضغوط الحياة الاقتصادية على جمهور القراء، ومن ذلك ارتفاع الأسعار، ما أدى إلى تراجع الإقبال على شراء الصحف الورقية.

- صعوبة إصدار صحف جديدة في ظل إجراءات تتطلب أن تكون صناعة الصحافة صناعة ضخمة، وتتطلب إمكانيات مادية تضمن لها الاستمرار والبقاء والتطور.

- تطور عادات القراءة عند بعض القراء، والاتجاه إلى الصحف الإلكترونية، وتطبيقات الهاتف المحمول.

- تزايد الاعتماد على مواقع الإنترنت وغيرها من شبكات التواصل الاجتماعي، في الوصول للأخبار والمعلومات، مثل: موقع فيسبوك، وموقع يوتيوب، وتطبيق واتس آب، وغيرها.

- تأثر صناعة الصحافة بالسقف المُتاح من الحريات، إن كان سلبًا وإن كان إيجابًا.

- اهتمام الكنائس والأديرة بتأسيس وسائل إعلام خاصة بها تُعبر عنها، ومن ذلك بث مواقع إلكترونية، وتأسيس صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي.

هذه التحديات وغيرها تفرض على الصحف القبطية الموجودة حاليًّا أن تهتم بمسايرة التطورات التكنولوجية، مثل: تأسيس مواقع إلكترونية، وتقديم فنون الصحافة الحديثة، والعناية بتدريب الصحفيين العاملين بها، والاهتمام باستطلاع رأي القراء لتلبية احتياجاتهم، والتفاعل مع اهتماماتهم. 

والجدير بالذكر أن البابا تواضروس الثاني قد أقام احتفالًا للصحافة القبطية عام 2022م، وفيه قرر اعتبار يوم الثالث من ديسمبر عيدًا سنويًّا للصحافة القبطية؛ للبحث في تاريخها ومسيرتها وتكريم رموزها، حيث جاء الاحتفال الأول (2022م) تحت عنوان: "الصحافة القبطية: مئة وخمسون عامًا في خدمة الكنيسة والوطن"، وجاء الاحتفال الثاني (2023م) تحت عنوان: "محطات للصحافة القبطية في تاريخ بلادنا المصرية".

لعل هذا التذكار السنوي يكون فرصة جيدة لتوثيق تاريخ تلك الصحف وتقييم تجربتها، من حيث البحث في سيرة الماضي، ومسيرة الحاضر وتحدياته، وفرص المستقبل والسيناريوهات المتوقعة لها.

في هذا الإطار فإننا نتوقع ثلاثة سيناريوهات أساسية للمستقبل:

- تطور الصحف القبطية ونموها شكلًا ومضمونًا، في إطار الاستفادة من التقنيات التكنولوجية، وتطبيقاتها في مجال الصحافة والإعلام.

- بقاء الحال على ما هو عليه؛ خوفًا من التغيير، وتجنُّبًا لأية تكلفة قد تفرضها ظروف الأخذ بتطورات التكنولوجيا الحديثة.

- التراجع للخلف، بسبب توقف واختفاء الصحف الصغيرة عن الصدور؛ لأسباب واعتبارات اقتصادية في الأساس.