حوارات
دينا عزتحوار مع تسلا بار الناشطة اليهودية الأمريكية
2024.05.18
مصدر الصورة : آخرون
السير خارج غلاف الانغلاق اليهودي إلى آفاق الدفاع عن العدالة
في سياق المظاهرات التي شهدتها العديد من عواصم العالم ضد الحرب الإسرائيلية على غزة، والتي تجاوزت شهرها السابع، وتسببت في قتل أكثر من ٣٥ ألفًا من الفلسطينيين في القطاع المحاصر والمقفر، إلى جانب إصابة وتهجير مئات الآلاف، ارتفعت أصوات يهودية، معظمها خارج إسرائيل وجزء كبير منها في الولايات المتحدة الأمريكية؛ لتندد بالمجازر التي ترتكبها إسرائيل بحق المدنيين الفلسطينيين في غزة، وتطالب بإنهاء الحرب وإنهاء الادعاء الإسرائيلي بأنها حرب للدفاع عن اليهود.
ومن بين الحركات اليهودية النشطة، كانت حركة "الصوت اليهودي من أجل السلام" في مقدمة الكثير من المظاهرات الداعية لإنهاء الحرب على غزة. وتُعَد مجموعة "الصوت اليهودي من أجل السلام" بماديسون -في وسط الولايات المتحدة الأمريكية- من أنشط فرق المجموعات اليهودية الأمريكية المطالبة بإنهاء الحرب الإسرائيلية على غزة.
"لقد قمنا بالعديد من المظاهرات والمسيرات وغيرها من النشاطات، ولكن ذلك لم يُجدِ فيما نرى، لم يُجدِ في إقناع إسرائيل بوقف الحرب"، بحسب تقييم تسلا بار، واحدة من القيادات البارزة لمجموعة "الصوت اليهودي من أجل السلام" بماديسون. "اليوم علينا أن نتحرك في اتجاه مختلف، بما في ذلك محاولة وقف الاستثمارات المتوجهة لإسرائيل؛ لأن ذلك الأمر قد يكون هو المؤثر" بحسب ما أضافت.
بار، السيدة اليهودية الديانة الأمريكية الجنسية واحدة من مؤسسي المجموعة، بدأت نشاطها في الدفاع عن الحق الفلسطيني في منتصف الثمانينيات من القرن الماضي، بعد أن خرجت من عباءة الانغلاق اليهودي المتزمت التي نشأت في كنفه في الستينيات والسبعينيات في العاصمة الأمريكية.
تقول بار: إن أسرتها -مثل الكثير من الأسر التي هاجرت إلى الولايات المتحدة في العقود الأولى من القرن العشرين من أنحاء مختلفة من القارة الأوروبية- كانت أسرة محافظة جدًا، تحرص على التردد على المعبد اليهودي القريب من نطاقها الجغرافي، وتحرص أيضًا على تربية الأبناء في مدارس عبرية، وتنتمي ذهنيًّا إلى الفكرة التي تفترض أن اليهودي دائمًا محل اضطهاد في كل مجتمع يعيش فيه، وأن هذا الاضطهاد اللانهائي كان السبب في أن يجبر اليهود على ترك كل مكان عاشوا فيه وحققوا فيها تفوقًا ونجاحًا.
نشأت بار على قناعة أن "إسرائيل كانت الحل الوحيد" لإنهاء مأساة اليهود الذين تكرر طردهم واضطهادهم عبر القرون، وأن إسرائيل أُنشِئت على أرض لم يكن بها شعب؛ مما جعلها أرضًا للشعب اليهودي. وتضيف أن أحدًا لم يكن يتحدث أبدًا عن معنى إقامة دولة إسرائيل في منتصف مايو ١٩٤٨ على أرض كان يعيش بها الفلسطينيون: "في الواقع لا أذكر أبدًا أنني سمعت كلمة "فلسطيني" في الأسرة أو أي من السياقات المحيطة أثناء فترة نشأتي"، بحسب ما قالت في حديث أجرته مع "مرايا" في الحادي عشر من مايو عبر أحد تطبيقات الإنترنت.
الخروج إلى العالم:
وفي بداية الثمانينيات من القرن الماضي، عندما كانت تسلا في مطلع عشرينياتها، بدأت الأمور تختلف بصورة تدريجية؛ إذ تقول: "في هذه المرحلة كنت بدأت في متابعة الأخبار، وتزامن هذا التوقيت مع الاجتياح الإسرائيلي للبنان، وهو الاجتياح الذي حظي بتغطية مهمة في جريدة الواشنطن بوست"، تقول بار: "إن هذه ربما كانت هي المرة الأولى التي أسمع أو أقرأ فيها اسم "إسرائيل" في أي سياق يشير إلى أي شيء سيئ على الإطلاق، لكن الصور والقصص القادمة من الاجتياح الإسرائيلي للبنان، دفعتني إلى التفكير في كل ما نشأت على الاقتناع به كونه حقيقة مؤقتة".
تقول بار: إن تلك كانت مرحلة تساؤلات عميقة وكثيرة حول حقيقة ما كان يلقَّن لها في طفولتها حول ما تقوم به إسرائيل، الذي تنظر إليه اليوم ببساطة على أنه فعل غير أخلاقي بالمرة.
كانت بار -التي درست الفنون التطبيقية- حائرة في كيفية الخروج الآمن بعقلها وروحها عن افتراض أن كل يهودي مهدد، وأن كل يهودي جيد. لم تكن تريد أن تخسر تعاطف أسرتها التي كانت متمسكة بما نشأت عليه من أن إسرائيل واليهودية والهولوكوست تشكل ثالوثًا يهوديًّا مقدسًا لا يمكن أن ينقص أي من أضلاعه إلا لمن يريد أن يدير ظهره ليهوديته.
لكن أسئلة الحق مقابل الظلم، والمساواة مقابل العنصرية شغلتها كثيرًا، بحسب ما تقول، خاصة بعد أن انضمت إلى فعاليات مناهضة النظام العنصري في جنوب أفريقيا مع أخريات. ثم جاء أول تساؤل حتمي لطرح التساؤلات حول إسقاط معادلات الحق مقابل الظلم على السياق الإسرائيلي الفلسطيني، مع علاقة حب ثابتة ارتبطت بار من خلالها بشاب أمريكي "لم يكن يهوديًّا".
"وفي يوم ما في إحدى المحادثات، قال لي ببساطة: إنه سيكون عليَّ في لحظة أن أطرح أسئلة حول الأمور التي تشغلني بعيدًا عن سياق التشكيل الفكري الذي نشأت عليه". وتضيف قائلة بعد فترة غير طويلة من هذه المحادثة كان أول نشاط بالانضمام لفعاليات "يهود من أجل السلام الإسرائيلي الفلسطيني".
كسر الثالوث... قصة أجيال:
"لم أكن تجاوزت الثانية والعشرين من العمر، كان معظم الأعضاء أكبر مني في السن، وفي الغالبية كانوا من اليهود، وهو ما جعلني أشعر بالاطمئنان لما كنت بصدده"، تقول بار مضيفة: "أتذكر أنه في خلال إحدى محادثاتي مع إحدى العضوات ،وكانت ممرضة، أنها حكت لي عما رأته أثناء عملها الطبي في مكان ما بالقرب من صبرا وشاتيلا أثناء المذبحة التي وقعت" بذلك المخيم للاجئين الفلسطينيين في لبنان في السادس عشر من سبتمبر ١٩٨٢.
تقول بار: "لقد كان ما قالته مفزعًا حقًّا، ولسبب ما شعرت بأن عليَّ مسؤولية أخلاقية إزاء مثل هذه الأمور"، كان رفض مثل هذه الأمور "المفزعة حقًّا" يتطلب التحرر من الثالوث المهيمن على المجتمعات اليهودية المحافظة في الولايات المتحدة: اليهودية - الهولوكوست - إسرائيل. وبالطبع، لم يكن الأمر يسيرًا، ليس فقط بالنظر إلى ما نشأت عليه، ولكن أيضًا بالنظر لموقف الأسرة من مسارها الذي بدأت تسير فيه بدون رجعة فيما بدا لهم".
"كان أهلي يصرخون فيَّ... كانوا يقولون لي أشياء مفرطة في العنصرية"، تتذكر بار بأسًى: "وفي يوم ما سألت أمي إذا ما كانت مرةً في حياتها قد التقت أو جلست مع أي شخص عربي".
إجابات الأم كانت بالنفي، وقرار الابنة كان بتفادي الحديث عن هذا الأمر الخلافي؛ لتفادي مزيد من الجدل؛ لأنها لم تكن سترجع عن الطريق الذي اختارته ولو كانت تسيره بعيدًا عن صحبة أسرتها والكثير من دوائرها الاجتماعية التقليدية اليهودية.
بعد سنوات كثيرة من تلك المواجهات العائلية، وفي الشهور الماضية التالية لبداية الحرب الإسرائيلية على غزة في السابع من أكتوبر، التقت بار، من خلال فعاليات يهودية مناهضة للحرب ومطالبة بوقفها، بالكثير من الشابات والشباب الذين كانوا يقفون في نفس الموقف الذي وقفت فيه عندما كانت في العشرينيات من عمرها. لم تجد بار فيما كانت تستمع إليه من محادثات بين الشباب والشابات اليهود وأسرهم، الكثير من الاختلاف عن تلك المحادثات التي واجهت فيها أسرتها في ثمانينيات القرن الماضي.
"أشعر أن الأمور لم تتغير كثيرًا، بالطبع ستحدث تغييرات، ولكن الأمر ما زال مشابهًا لما كان عليه الحال؛ ولذا فأنا كنت أنصحهم بألا ينخرطوا في كثير من المناقشات غير المجدية"
تقول بار: "إنه من الصعب جدًّا إغفال التروما الجماعية القابعة في النفسية اليهودية، والتي يتم تمريرها من جيل إلى جيل حول المحرقة". لكنها تضيف سريعًا أن هذه التروما ، التي ترتبط بالأساس بجيل والديها اللذين نشآ في الثلاثينيات والأربعينيات من القرن العشرين حول سنوات المحرقة النازية لليهود في أوروبا، لا يجب أن تتخذ مبررًا لتبرير الانعزال عن الآخر، أو إلحاق الأذى به، أو استمراء الشعور بالمظلومية عبر قرابة قرن من الزمن.
تتذكر بار أن الفكرة التي كانت مسيطرة على أسرتها ومحيطها الاجتماعي أثناء سنوات صباها الأول، أن "كل شخص غير يهودي هو محل شك، فلم يكن الأمر فقط قاصرًا على العرب... بدا لي بعد وقت أن هناك ربطًا ذهنيًّا بين الهوية اليهودية والشعور الدائم بالمظلومية".
"كنت واعية تمامًا أنه في ضوء الارتباط القسري بين اليهودية والمحرقة وإسرائيل، أن انتقاد أي من هذه الأطراف الثلاثة يعني انتقاد الكل، فإذا انتقدت إسرائيل فأنت بالضرورة متهم وفورًا بمعاداة السامية"، وتضيف أنها كانت تجد صعوبة شديدة في مَنْطَقة الأمر.
الخروج إلى الطريق:
تحركت بار خارج نطاقها المعتاد في العاصمة واشنطن، وانتقلت إلى نيويورك، ثم إلى الشاطئ الغربي للولايات المتحدة الأمريكية؛ حيث تعرفت على منظمة "سيدات في ملابس سوداء" وهي منظمة حقوقية تناهض الحرب وتدعو للعدالة، كانت انطلاقتها الأولى تزامنًا مع الانتفاضة الفلسطينية الأولى عام ١٩٨٨. كانت هذه لحظة فارقة في مسار بار الحقوقي؛ لأنها وجدت نفسها محاطة بسيدات يؤمنَّ بالعدالة، ويرفضن الحرب، ومستعدات للذهاب بعيدًا في المظاهرات من أجل مبادئ العدالة.
تتذكر بار: "كانت سيدات في ملابس سوداء تتراوح أعمارهن بين العشرينيات والثمانينيات، وكان من بينهن إحدى الناجيات من الهولوكوست، وكانت هذه السيدة تتظاهر جنبًا إلى جنب مع سيدة فلسطينية تعيش داخل حدود ١٩٦٧"
بالنسبة لبار كان الأمر مشجعًا؛ لكونها كانت محاطة بسيدات تشاركها نفس المبدأ ونفس الالتزام، ومستعدات مثلها أن يواجهن ما تقوم به إسرائيل. تقول بار: "كانت لحظة طرح أسئلة حول ما تقوم به إسرائيل، وحول البروباجندا الإسرائيلية، وحول الأفعال بالغة القسوة التي ترتكبها إسرائيل، بل وعن حقيقة كونها بصراحة غير جادة في الوصول إلى اتفاقية".
وتضيف: "في ذلك الوقت تمعنت كثيرًا فيما يجري، وكان لديَّ شعور بأن إسرائيل تسير على طريق تدمير الذات بسبب ما تقوم به".
بعد سنوات غير كثيرة، وفي خريف ١٩٩٣ وقف ياسر عرفات، رئيس منظمة التحرير الفلسطينية، في باحة البيت الأبيض، وإلى جانبه الرئيس الأمريكي في حينه بيل كلينتون، وكل من رئيس الوزراء الإسرائيلي إسحاق رابين، ووزير الخارجية الإسرائيلي شيمون بيريز؛ ليقوم الجميع بالتوقيع على اتفاقية أوسلو وسط احتفاء دولي. "كان هناك كثير من الأمل في تلك اللحظة، وكان هناك من يظن أن الأمور ستسير في اتجاه السلام سريعًا، لكنني لم أكن من هؤلاء، لقد كنت أشعر أنه بشكل أو بآخر فإنه لن يكون هناك تغيير كبير؛ لأني لم أكن أتصور أن يتخلى المستوطنون عن تشددهم أبدًا" بحسب ما تقول.
وجاء مقتل رابين في خريف ١٩٩٥ على يد متطرف يهودي؛ ليؤكد لبار تخوفها من القطاعات المتطرفة في المجتمع الإسرائيلي، ثم جاءت الانتفاضة الثانية بعد خمس سنوات لتتحرك الأمور في اتجاه المزيد من التوتر. "في ذلك الوقت كان هناك كثيرات يرغبن في فعل شيء ما لمساندة حق الفلسطينيين". وكان من ضمن الأفكار التي طُرحت في ذلك الوقت، هو إطلاق مشروع لتآخي المدن مع المدن الفلسطينية، وكان التآخي بين وسكنسون، حيث تعيش وتعمل، ورفح بحسب ما تضيف.
وكان من آثار مشروع التآخي هذا؛ أن تلتزم العضوات في هذه المجموعة بتوفير التمويل اللازم لمشروعات محددة في غزة، مثل: محطات تنقية المياه وما إلى ذلك. وتقول بار: إن مثل تلك اللحظات هي ما يمنحها القوة والقدرة على الاستمرار فيما تقوم به.
السابع من أكتوبر:
ورغم استمرارها في القيام بمهامها ،التي كثيرًا ما تعترضها مسؤوليات الأمومة والطفولة وتنشئة اطفالها، فإنها لم تكن أبدًا مستشعرة لطبيعة الصدمة التي حلت بها عندما رأت مشاهد السابع من أكتوبر ٢٠٢٣، "كان شيئًا مفزعًا، وشعرت أني يهودية ومتعاطفة مع الأم اليهودية التي تم احتجاز أبنائها، ولكن لم يكن من الممكن دعم استمرار الحرب".
منذ بداية الحرب تحركت بار في إطار مؤسساتها لتنظيم وقفات ومظاهرات تطالب بإنهاء الحرب، وعملت بصورة تشاركية مع فعاليات أخرى لدعم الصوت المناهض لاستمرار الحرب. وإلى جانب غضبها الشديد مما تقوم به إسرائيل، ورغم استيائها من سياسات وخيارات الرئيس الأمريكي جو بايدن إزاء التعامل مع هذه الحرب، فإنها تشعر بالكثير من الطاقة الإيجابية بسبب الفعاليات المناهضة للحرب التي تنخرط فيها من خلال منظمتها "الصوت اليهودي من أجل السلام" وأيضًا بسبب الفعاليات الملهمة التي ينظمها الطلاب في الجامعة، بمشاركة من أساتذة الجامعة، والتي لا تقتصر في مهمتها على مناهضة الحرب، وإنما أيضًا تدعو للنقاش الجاد حول ما يمكن أن يتم، وتسعى لاستقطاب كل دعم ممكن، خاصة من خلال التقاطعات التي تجمع اليهود مع العرب والمسلمين، لكن "بعيدًا عن كل من هو صهيوني، حيث كنا نؤكد على الطلاب الذين اعتصموا في الجامعة في ماديسون ألا يتورطوا في أي أحاديث غير ذات جدوي مع أي من الصهاينة".
لكن بار لا تظن أن المضي قدمًا في اتجاه المزيد من التظاهرات يكفي للتعامل مع واقع الحرب الإسرائيلية على غزة، وتصر على أن هناك المزيد مما ينبغي القيام به. وتقول: "إن اجتماعات تجري الآن لاتخاذ قرار بشأن طبيعة الخطوة القادمة، والتي ستركز -على الأرجح- على دعوة المستثمرين للتوقف عن القيام بالأعمال في إسرائيل".
تعلم بار أن هذه ليست بالمهمة السهلة، ولكنها تقول: "إنها مقتنعة بأمرين، الأول أن كل هذه التظاهرات لم تحقق حتى الآن أي اختراق سياسي يذكر، وربما لم تزحزح القناعات الجماعية للمجتمع الإسرائيلي الذي ما زال يبدو داعمًا للحرب.
أما الأمر الثاني فهو أن الحكومة الإسرائيلية بقيادة بنيامين نتنياهو، لن تبدأ في مراجعة مواقفها إلا إذا شعرت بأن خياراتها السياسية والعسكرية، وما تقوم به في غزة، سيكون له كلفة اقتصادية لا يستهان بها.
"إن مناهضة الحرب الجارية الآن على غزة، تتطلب التحرك على ثلاثة محاور، وليس على محور واحد فقط: المحور الثقافي، والمحور السياسي، وأيضًا المحور الاقتصادي" بحسب ما تقول بار.
لا تعلم بار مدى التأثير الممكن لكل هذا الجهد، لكنها تتمنى أن ينجح الجهد المبذول من منظمة "صوت اليهود من أجل السلام - بماديسون"، وغيره من الفعاليات التي تقع كل يوم في الولايات المتحدة الأمريكية وغيرها، في تغيير نمط التفكير، على الأقل من خلال امتلاك الجسارة على طرح أسئلة صعبة دون الخوف من الوقوع في دائرة معاداة السامية، بل والجسارة على القول -وبصورة لا لبس فيها- بأن ما تقوم به إسرائيل هو أيضًا مخالف لقيم الديانة اليهودية.