حوارات
يحيى فكريحوار مع عاطف سعيد عن الحراك الطلابي في أمريكا – الجزء الأول
2024.07.13
مصدر الصورة : الجزيرة
حوار مع عاطف سعيد عن الحراك الطلابي في أمريكا – الجزء الأول
شهدت الجامعات الأمريكية في نهاية العام الدراسي المنصرم حراكًا طلابيًّا كبيرًا واسع النطاق، امتد إلى جامعات عدة في مختلف الولايات الأمريكية، تضامنًا مع القضية الفلسطينية، ورفضًا لحرب الإبادة الإسرائيلية على غزة. ويرى كثيرون أن ذلك الحراك جديد من نوعه وغير مسبوق، استدعى إلى الأذهان الحركة الطلابية المناهضة لحرب فيتنام في الجامعات الأمريكية، في ستينيات القرن العشرين، التي لعبت دورًا مركزيًّا وقتها في إنهاء الحرب، وهزيمة الجيوش الأمريكية.
وبالطبع تراجع الحراك، أو خَفَتَ، مع نهاية العام الدراسي وبدء الإجازة الصيفية. لكن كل المؤشرات تؤكد أنه سيعود مجددًا بقوة واندفاع أكبر مع بداية العام الدراسي الجديد، متجاوزًا حتى القضية الفلسطينية وحرب غزة، طارحًا أجندة أوسع عن الحريات والمناخ والقضايا الاجتماعية.
قامت مدونات مرايا بإجراء هذا الحوار مع الدكتور عاطف سعيد، أستاذ علم الاجتماع بجامعة إلينوي بشيكاغو، عبر الإنترنت، للتعرف على دوافع ذلك الحراك واستكشاف حدوده وفرصه.
د. عاطف سعيد
أشار د. عاطف في البداية إلى أن حركة الاعتصامات داخل الجامعات الأمريكية توقفت الآن بالطبع مع بداية موسم الصيف والعطلة الدراسية، إلا أن الحركة الطلابية التي انطلقت في الشهور الماضية لم تنتهِ، بل على العكس تتسع وتحشد أعدادًا أكبر من الطلبة. أشار أيضًا إلى أن كثيرين من مندوبي الطلبة يتحدثون عن تصعيد جديد في الخريف القادم، يستهدف عمل مقاطعة أكاديمية واسعة النطاق للجامعات والأكاديميين الإسرائيليين.
طلبت منه أن يشرح لنا كيف بدأت حركة الاعتصامات هذه، فأكد موضحًا أن اعتصامات الطلاب بدأت في جامعات أمريكية عديدة بعد اندلاع الحرب في غزة بفترة وجيزة، إلا أن الزخم الإعلامي الذي أحاط بها، وما صاحبه من اهتمام شديد بالحركة، حدث بعد قصة جامعة كولومبيا عندما قامت نعمت شفيق، رئيسة الجامعة، باستدعاء شرطة نيويورك إلى الطلاب المعتصمين منذ أسبوع، بعدما احتلوا مبنى وغيروا اسمه إلى اسم شهيدة فلسطينية. استدعاء الشرطة، وليس أمن الجامعة، كان تصرفًا عنيفًا جدًّا، ومستهجَنًا بالطبع.
يضيف د. عاطف بأن عدد الاعتصامات وصل إلى أكثر من 100 اعتصام في جامعات عديدة، من بينها بعض الجامعات النخبوية، وأيضًا في عدد من الكليات المستقلة الصغيرة.
وقد سألتُه عن القوى الفاعلة داخل الحراك؟ فأوضح أن: "التنظيمات الرئيسية التي تقود الاعتصامات كثيرة ومتنوعة، لكن أهمهم ثلاثة تنظيمات: الأول تنظيم يستدعي ذكرى الحركة ضد حرب فيتنام اسمه "Student for Democratic Society" (طلاب من أجل المجتمع الديمقراطي)، وهو ليس متواجدًا في جامعات كثيرة، لكن اسمه له صدى كبير بسبب إيحاءاته التاريخية، وله منحى يساري لأنه تنظيم قديم كانت له أصول اشتراكية. والثاني هو "Student for Justice in Palestine" (طلاب من أجل العدالة في فلسطين)، وهو تنظيم قديم وقوي وموجود في جامعات أمريكية كثيرة ولديه تنسيق إقليمي على مستوى الولايات وتنسيق على المستوى القومي. والثالث "Jewish Voice for Peace" (أصوات اليهود من أجل السلام)، وهو تنظيم مهم جدًّا وتطور تطورًا رهيبًا في الآونة الأخير-كما ذكرتم في مقالات نُشرت في مرايا من قبل- يقوم باحتجاجات على الأرض، وليس مجرد بيانات وخطابات ومؤتمرات"، ثم أضاف بأن هذه التنظيمات الأساسية موجودة في أغلب الجامعات، لكن هناك طلابًا كثيرين ممن يعتصمون أو يتظاهرون لا ينتمون إليها وليسوا أعضاء في أيٍّ منها أو في غيرها.
وقد أشار إلى أنه زار اعتصامين للطلبة في شيكاغو، وقد تم فض الاثنين بعدها بالعنف: "أحدهما اعتصام بجامعة شيكاغو نفسها، وكان قويًّا وكبيرًا واستمر أسبوع تقريبًا.. وجامعة شيكاغو جامعة خاصة عريقة والمعروف عنها أنها جامعة يمينية، وأغلب طلابها عاديون ليس لهم توجهات بعينها، والمعتصمون ضمنهم طلاب مسلمين، وطلاب يساريين، وطلاب سود، وطلاب أناركيين، ولا يجمع بينهم سوى الاهتمام بما يحدث في غزة".
سألت د. عاطف عن المشاكل التي واجهت تلك الاعتصامات؟ فأوضح أن هناك ثلاثة مشاكل تنظيمية ظهرت خلال الاعتصامات، وخلقت توترًا بين المعتصمين، وهو توتر غير مقصود يحدث بشكل عفوي. وأضاف بأن تلك المشاكل تُشبه من زوايا كثيرة مثيلاتها التي ظهرت خلال اعتصام التحرير الشهير في 2011، مع الفارق طبعًا أن الحراك الطلابي في الجامعات الأمريكية لم يصل إلى درجة الثورة على النظام.
"المشكلة الأولى تعلقت بمن يتكلم باسم الاعتصام، أو من يتخذ قراراته. فبما أنه اعتصام قاعدي انضم له جمهور كبير بشكل سريع، وصار لديهم نحو خمسين أو ستين خيمة، فمن سيتخذ القرارات؟ لقد ذهبت إلى هذا الاعتصام في جامعة شيكاغو لإلقاء محاضرة عن اعتصام التحرير وثورة يناير، وظهرت لي المشكلة المتعلقة بمن له الحق في التفاوض واتخاذ القرار، وهو ما خلق توترًا بين المعتصمين. نحن نعرف منذ أيام التحرير واعتصام وول ستريت، أنه ما دام الاعتصام قاعدي، فهناك ميزة وعيب. الميزة أنه اعتصام قوي ولن يتم استهداف المعتصمين بسهولة، والعيب أنه يصبح من الصعب اتخاذ قرار ديمقراطي بسهولة أيضًا".
المشكلة الثانية هي علاقة الاعتصام بالعالم خارجه، كما أوضح د. عاطف: "فقد أتت قيادات نقابية ويسارية عديدة لزيارة الاعتصام، بينها قيادات تاريخيه من البلاك بانثرز، الطلاب المسيسون تسعدهم بالطبع تلك اللقاءات، لكن الطلاب العاديين غير المسيسين يصبحون أكثر توترًا، وكذلك إدارة الجامعة والشرطة، الجميع يصيبهم القلق. هذا الموضوع مركب لأنه في اليوم الذي زرت فيه الاعتصام، أول مايو، كانت هناك زيارات لقيادات يسارية تاريخية من المدينة، أخذوا يهتفون تسقط الشرطة، ورغم أن الطلاب أثاروا ضجة، لكن الشرطة تابعت الموقف، وحدث توتر في الأجواء".
أما المشكلة الثالثة فيشرح د. عاطف: "أنها تتعلق بما يمكن أن نعتبره انتصارًا للاعتصام؟ ما هي الشروط التي على أساسها يمكن فض الاعتصام؟ هذا السؤال يثير جدلًا كبيرًا وسط المعتصمين، فكل فريق لديه قائمة بمطالب، ومعظم المطالب تقريبًا متشابهة، مع بعض الاختلافات التفصيلية المحلية حسب كل جامعة، لكن المطالب المشتركة كلها هي نفسها: الشفافية في إعلان ميزانية الجامعات، مقاطعة كل الشركات التي لها مصالح مع إسرائيل، أو شركات السلاح، أو شركات السلاح التي تدعم الجامعة، الإفراج عن الطلاب الذين تم القبض عليهم...إلخ. وهي المطالب الأساسية المشتركة بين جميع الاعتصامات. بعض الاعتصامات كان لها مطالب إضافية خاصة بالجامعات نفسها، مثل إلغاء التعاون مع جامعة إسرائيلية بعينها، أو وقف برنامج مخابراتي للأمن أو التعاون الأمني ويشمل زوار إسرائيليين أو منح...إلخ".
يتساءل هنا ثانية عمَّا يجعلهم يشعرون بأنهم انتصروا: "فمثلًا في جامعة نورث ويسترن في شيكاغو، وهي جامعة خاصة نخبوية عريقة، تفاوض ممثلي الطلاب ومجموعات من الأساتذة المهمين، من المناصرين للقضية الفلسطينية واليهود المناهضين للصهيونية، مع إدارة الجامعة.. ووافقت الإدارة في النهاية على الالتزام بالشفافية في إعلان ميزانيتها. كثير من المعتصمين اعتبروا أن موافقة الإدارة على هذا الأمر يُعد انتصارًا، وهو في الحقيقة انتصار نسبي في هذه الجامعة تحديدًا.
هناك أيضًا انتصارات أخرى حقيقية، محدودة لكن حقيقية، مثل أن إدارات بعض الجامعات اليمينية والمحافظة والنخبوية أعلنوا أنهم ملتزمين بنقاش مقاطعة إسرائيل -مجرد نقاش الأمر وليس اتخاذ قرار بالمقاطعة- على مستوى إدارة الجامعة ومجلس الأمناءـ فقام الطلاب بفض الاعتصام. على جانب آخر هناك جامعات كثيرة -أغلبها جامعات صغيرة- أعلنت إداراتها أنها ستلتزم بمقاطعة إسرائيل. لكن الحقيقة أن المقاطعة عملية طويلة ومعقدة ولها طابع تقني. فالشركات الداعمة لإسرائيل ليست مجرد شركات للسلاح تمنح الأموال للجامعة، إنما هي شركات رأسمالية كبرى، لها استثمارات أمنية وعسكرية وغير عسكرية، لذا فتفعيل المقاطعة عمليًّا سيأخذ وقتًا، وتنفيذ التزام الجامعات بالمقاطعة على أرض الواقع مسألة ليست سهلة على الإطلاق. المهم أن هذه القرارات التي أدت لفض عدد من الاعتصامات اعتبرها قطاع من المعتصمين غير كافية! وهو ما يسبب توترات داخل الاعتصام".
واستدرك د. عاطف هنا مؤكدًا: "وبمناسبة ذكر الانتصارات فهناك بالطبع انتصارات هامة ذات طابع رمزي، فارتفاع أعلام فلسطين بهذا القدر الحاشد وسط جامعات ييل وهارفارد وشيكاغو، وغيرها من الجامعات الكبيرة والهامة، يسبب استفزاز رهيب للصهاينة".
سألته عن الضغوط التي تمارَس ضد الحراك الطلابي، وإلى أي مدًى تؤثر في الطلبة؟ فأجاب: "الضغوط الأمنية بالطبع هي المشكلة الأكبر، مثل التحرش الليلي الذي تقوم به مجموعات صهيونية، تأتي لضرب الاعتصام كما حدث في معظم الجامعات. لقد ضربوا مثلًا المعتصمين في "UCLA" في لوس أنجلوس بعنف شديد، حيث ذهبت جماعة صهيونية ترتدي ماسكات ومعهم نازيين من تنظيم "Proud Boys"، وكانوا يحملون شوم وعصي، وقاموا بضرب المعتصمين بعنف. وأيضًا هناك تحرش الشرطة والإدارات الأمنية بالجامعات، الذين يمارسون عنفًا حقيقيًّا ويقومون بضرب الطلبة. هناك كذلك ضغوط تمارس على الطلبة لإجبارهم على فض الاعتصام، مثل إغلاق الحمامات في وجههم ليلًا، ما يضطر الطلبة إلى البحث عن أساتذة متعاطفين ليفتحوا لهم الحمامات...إلخ. هذا كله بالطبع غير العقوبات التي تفرضها إدارات الجامعات على الطلبة المشاركين في الاعتصامات، كفصلهم أو طردهم من المدن الجامعية، كما حدث في جامعة كولومبيا وبعض الجامعات الأخرى الهامة".
يستدرك هنا مؤكدًا: "وبالقطع أهم الضغوط التي تمارس ضد الطلاب المعتصمين هو تهديدهم بمستقبلهم، هذا ما يجعلهم مثلًا مضطرين لارتداء ماسكات طبية مثل فترة الكوفيد لإخفاء وجوههم. عندما قمت بزيارة الاعتصام طلب مني الطلاب ارتداء ماسك، فكلهم يرتدون ماسكات. هم حذرون بالطبع ويخشون من قرارات الفصل من الجامعات أو الطرد من المدن الجامعية، لكن الأهم هو شعورهم بتهديد مستقبلهم، وفرصهم في الحصول على وظائف لائقة. الأساتذة الداعمون مهددون أيضًا بالفصل أو الإيقاف عن العمل، وحدث ذلك في جامعات عديدة. فإدارات الجامعات نفسها غير متعاطفة، وتشعر بالضغط من السياسيين والمانحين، ويقولون علنًا أن المانحين يهددونا. فمثلًا في جامعة فرعية في كاليفورنيا، قام رئيس الجامعة من تلقاء نفسه بإصدار بيان عَبَّر فيه عن تعاطفه مع الطلاب، فتم وقفه عن العمل وطرده، وهكذا".
سألته عن مدى تأثير الإعلام في تخفيف الضغوط التي تمارس على الطلبة؟ فأكد أنه: "تأثير محدود.. لو أنك تقصد المؤسسات الإعلامية الرئيسية كالصحف ومحطات التليفزيون الكبرى فهي لا تساعد على تخفيف الضغوط، لأنها تتعامل مع الحراك على استحياء، ولا تركز على الضغوط الممارَسة على الطلبة، مثل ما يكتبونه في واشنطن بوست ونيويورك تايمز. وكثيرًا ما يلجأ لي أشخاص من المحيطين كالجيران والمعارف لسؤالي عن الأحداث بصفتي مدرس جامعي ومهتم بالقضية، فالإعلام يُعتم عليهم الأمر باستثناء الصحف اليسارية. هذا بالطبع لا ينطبق على السوشيال ميديا ووسائل التواصل الاجتماعي، التي تشهد تفاعلًا كبيرًا حول الحراك، لكن تأثيرها محدود على تخفيف الضغوط. هناك بالتأكيد قدر من التعتيم على ما يجري داخل التيار الرئيسي في الميديا الأمريكية، اللهم إلا عندما تكون هناك فضيحة تستدعي الاهتمام، مثل الأخبار عن وجود جروبات على الواتساب تنظمها جهات أمنية إسرائيلية لاستهداف السياسيين الأمريكيين والضغط عليهم من أجل تحسين صورة إسرائيل".
يواصل د. عاطف توضيحه مسترسلًا: "الكونجرس الأمريكي نفسه يمارس ضغوط على رؤساء الجامعات، كما حدث مع رئيسة جامعة هارفارد، ورئيسة جامعة بنسلفانيا، التي تم فصلها لعدم وقفها للاعتصامات، بحجة أنها تؤذي مشاعر الطلاب اليهود الذين أصبحوا يشعرون أن الجامعات ليست مكانًا آمن لهم! كما طالب الكونجرس بإجراء تحقيق مع جامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس، رغم أن الطلاب المعتصمين هم الذين أضربوا، لكنها جامعة من جامعات القمة، التي يجب ألا تُترك لحالها. وقد أصدر الكونجرس قانونًا جديدًا لمعاداة السامية وحرية التعبير، يوقف بمقتضاه أي منح مالية حكومية لأي جامعة بها مشاكل تتعلق بمعاداة السامية! وأن يتم إجراء تحقيق فيدرالي مع إدارتها.
لقد كشفت الاعتصامات الطلابية عن الكثير من المشاكل والضغوط على المستوى التشريعي والأمني، وأيضًا على مستوى إدارات الجامعات، فهناك الكثير من الأمور المتعلقة بالمسائل الإدارية والمالية للجامعات الأمريكية تجعلها خاضعة لضغوط الرأسمالية الكبيرة وجماعات الضغط اليمينية والصهيونية. الحقيقة أن تركيبة الشرطة والجامعات اختلفت عن عقود سابقة، النيوليبرالية تركت بصمتها وآثارها السوداوية على كل شيء. فكأن الإدارات الجامعية موجهة لإخضاع الطلاب، ولسان حالها يصيح فيهم موبخًا "أنتم هنا لتتعلموا من أجل توفير احتياجات سوق العمل، والاعتصامات ليست حرية تعبير إنما تخريب!". وبالطبع هناك خطوط حمراء لدى إدارات الجامعات تتدخل عندها بعنف شديد مع الطلبة، هذه الخطوط تحديدًا هي قيام الطلبة باحتلال المباني الجامعية، لأنها تستدعي لذاكرتهم تاريخ اعتصامات فيتنام وجنوب إفريقيا، وهو أمر يصيبهم بالفزع ويدفعهم إلى التعامل بقسوة".
سألته أخيرًا، في نهاية الجزء الأول من الحوار، عمَّا هي النجاحات الملموسة التي حققها الحراك الطلابي في رأيه، وما يمكن أن تسفر عنه في المستقبل القريب؟ فأجاب: "هناك نجاح ملموس شديد الأهمية قد تحقق، هو فتح الباب على مصراعيه لأول مرة أمام نقاش جاد وفعَّال وسيكون له تأثير كبير في المستقبل حول تورط الجامعات الأمريكية في استثمارات ترتبط بشركات السلاح وتجار الحروب، وهو ما سيدفع إلى مزيد من الشفافية ووضع الأمر تحت منظار مكبر. لكن ليس هذا وفقط، فهناك نجاح ملموس آخر يتجلى في خلق كيانات وشبكات طلابية جديدة، سيكون لها تأثير كبير في خضم الأحداث القادمة، خاصة مع استمرار الحرب في غزة والمشهد الضبابي المتعلق بالانتخابات الأمريكية".
للحوار بقية..