فنون

منى عبد الوهاب

متى تُقتل الكاتبات عمدًا؟

2024.07.06

مصدر الصورة : آخرون

متى تُقتل الكاتبات عمدًا؟

في البلاد العربية تُقتل الكاتبات عمدًا. قالها قارئ وزائر أجنبي جاء يبحث عن كتاب في إحدى مكتبات القاهرة. كنت أعمل حينها في المكتبة ووظيفتي توفير ما يطلبه الزائرون. لم أجد ردًّا مناسبًا في البداية، اكتفيت بابتسامة آسفة، ووجهت عيني إلى شاشة جهازي مرة أخرى قبل أن أقول: لن تجد هذا الكتاب في مصر، كل أعمال أليفة رفعت ممنوعة من التداول هنا، ومن قبل ذلك كانت ممنوعة من النشر.

 أكمل حديثه غير مبالٍ بما قلت: تعرض أعمال تلك الكاتبة في مكتبات ألمانيا في أول صف، يعتبرونها "رائدة أدب الاحتجاج" هناك، بل وفي دول كثيرة أخرى. لا أعرف كيف يحدث هذا، هل من الطبيعي أن نجد أعمالها بالإنجليزية والألمانية والسويدية في دول العالم ولا نجدها بالعربية في بلدها؟ تملصت مرة أخرى من الإجابة على سؤاله. كان هذا مكان عملي ولا يُسمح لي أن أقول أكثر مما قلت، كررت مرة أخرى، لا توجد أعمال لهذه الكاتبة، ربما تجد طبعاتها الأولى في مكان مختص ببيع الكتب القديمة والمستعملة. 

ذهب الرجل وبقيت أفكر وأبحث عن معلومات أخرى فوجدت أليفة وأخريات. كاتبات انتحرن وقتلن وتم تهديدهن بالسجن، اعتقلن وتعرضن لعنف من الأسرة والمجتمع، وأخريات تم تهميشهن ونفيهن خارج البلاد، ولم تكتفِ بلادهن بذلك، بل مُنعت أعمالهن وطمست أدوارهن وما قدمن إلى تلك البلاد من وعي وثقافة. 

تبدأ حروب النساء من البيت أولًا فنرى أن كتابة المرأة كصوتها، كلاهما عورة، لا يصح أن يعلو صوتها ولا يجب أن تخرج كتاباتها خارج كراس تدوين اليوميات والخواطر، وحتى هذا الكراس تخبئه عن الأنظار حتى لا يكتشفه أحد. لا يعرف الآباء ماذا يعني أن تخرج من البيت كاتبة أو أديبة. فهي بالنسبة إلى الطبقات الاجتماعية المتوسطة منعدمة الحياء، وفي الأدنى منها متوهمة. أما الأعلى من هذه وتلك فهي مجرد لاهية. فإذا نجت المرأة من الآباء فلن تنجو من الأزواج. 

يخشى الرجال أن تكتب زوجاتهم عن حياتهم أو مشكلاتهم وعيوبهم، يرون أن الكتابة فعل فاضح سيكشف بيوتهم للعامة، ولا يدرون أن الكتابة لا تكون دائمًا عن الحياة التي تعيشها المرأة، أما إذا نجت الكاتبات من هذا وذاك وساعدها حظها في الوصول إلى مرحلة النشر فستواجهها اتهامات واضحة بأنها بطلة الرواية أو هي المرأة في القصيدة، فإذا كانت البطلة تمارس الجنس مثلًا فهذا بالطبع ما تفعله الكاتبة وإلا فمن أين جاءت بتلك المعلومات؟ ولا ينتهي الأمر هنا، ربما تجد الكاتبة نفسها متهمة بالفعل ومطلوبة للتحقيق، أو معتقلة ومحروقة أعمالها. تُقتل الكاتبات مرات عديدة عمدًا، ولا نستطيع أن نذكر عدد تلك المرات أو موعدها. فلكل كاتبة حربها التي انتهت بموتها ولا نعرف عن تلك الحرب إلا ما ظهر.

رائدة أدب الاحتجاج

سمعت اسم "أليفة رفعت" للمرة الأولى حينما سأل الرجلُ الأجنبي عن كتاب "جوهرة فرعون" فبحثت حينها على محرك البحث "جوجل" عن اسم الكتاب. ظهر في قائمة البحث اسم الكاتبة "أليفة رفعت" كما ظهر اسم آخر "فاطمة عبدالله رفعت". انتظرت حتى انصرف الرجل لأقرأ عنها ما وجدته، وكان قليلًا جدًّا، مولدها ومكان نشأتها، اسمها الحقيقي، أسماء كتبها وبضع مقالات عنها، لكن ما أثار دهشتي حقًا هو احتفال "جوجل" عام 2021 بذكرى مولدها، وتساءلت كيف يحتفل الغرب بميلاد كاتبات لا يعرفهن أهل بلدهن؟ لأجد الإجابة سريعًا: لأن البلاد العربية تكمم أفواههن وتكتم أنفاسهن.

أليفة رفعت. امرأة تحمل عدة أسماء. فهي أليفة وفاطمة وعايدة وبنت بنها. اضطرت رفعت إلى تغيير اسمها أكثر من مرة هربًا من الرقابة والسجن. رقابة الأسرة والدولة، وسجن المنزل والنساء. قاصة وكاتبة مصرية لُقبت برائدة أدب الاحتجاج. جاءت كتاباتها لتكشف ما لم تكشفه غيرها من الكاتبات: معاناة النساء في الريف المصري. فهي المرأة التي لم تكمل تعليمها بأمر من والديها بعد أن حاولت مرارًا أن تتمسك بحلم بسيط كالالتحاق بالجامعة. كانت هذه حربها الأولى التي هُزمت فيها، لم يكتفِ أبواها بقتل رغبتها في التعليم فقررا أن تتزوج رجلًا لا تعرفه، يكبرها بعدة سنوات، تقول أليفة رفعت في حوار لها عن هذا: "مهندس مناجم، كنت لا أحبه وكان يكبرني وأرغمني عليه أبي، ليتخلص من أحد مصائبه فلقد تركنا ونحن أربع بنات ليتزوج بامرأة عندها خمسة أولاد! فقاومته مقاومة سلبية لمدة أربعة أشهر حتى طلقت منه عذراء". (مجلة عيون جديدة عدد يناير 1996)

أما زيجتها الثانية فكانت بضابط شرطة ليصبح هذا سجنها الثاني بعد سجن أبيها. رفض زوجها أن تكتب أو تنشر أي قصص خوفًا من تسريب حياتهما معًا وأطاعته في ذلك، لكن تغير الوضع سريعًا حينما رأته يخونها مع الخادمة، واستطاعت أن يكون هذا الحدث هو التهديد الذي سيجعلها تكتب وإلا ستخبر الجميع بفعلته. تركها تكتب فعلًا، فكتبت رفعت قصة في مجلة "الرسالة" عن موت أختها وسبب ذلك. بعدها قرر الزوج مرة أخرى ألا تكتب أبدًا مرة أخرى، فكما تجرأت وكتبت عن موت أختها بسبب خيانة زوجها فبالضرورة ستكتب قصة عن علاقته بالخادمة، وهددها بأن تترك الكتابة أو تعود إلى بيت أبيها مرة أخرى، تقول رفعت عن ذلك: ولأني كنت أمًّا ولي أولاد وأعرف معنى غياب الأب عن الأسرة قلت لأبقَ معه حتى ولو كان خيال مآتة فإنه يحمي الأسرة من الغربان. (مجلة عيون جديدة عدد يناير 1996)

 كتبت بعد ذلك بأسماء مستعارة كـ عايدة وبنت بنها حتى علم الزوج مرة أخرى بذلك فمنعها للمرة الثالثة لكن هذه المرة ظلت لا تنشر قصصها لمدة تسع سنوات حتى توفي زوجها عام 1974.

أنجبت رفعت ثلاثة أبناء ينكرونها، ربما لرفض ما تكتب أو لأشياء أخرى غير معلنة. فابنتها مثلًا أخذت كل مؤلفاتها عند موتها لتلقي بها في بيت في محافظة الإسماعيلية. بيت لا يعرفه غيرها ليختفي أثرها تمامًا. أما أبناؤها الرجال فأحدهما ينكر أن أمه هي أليفة رفعت، والثاني قرر أن نعيها سيكون باسم "فاطمة عبدالله" كيلا يعرف أحد بخبر موتها، وكأنها جاءت إلى الدنيا وذهبت لتكون سرًّا كبيرًا لا بد أن لا يعرف عنه أحد.

أما عن زيجتها الثالثة فكانت سرية بالمستشرق "دينيس جونسون جيفيز" الذي استغلها ليترجم أعمالها ويسرق أموالها. ضربها جيفيز في لندن عندما رفضت أن تكتب عن شذوذ النساء والمثلية الجنسية، فكان يحاول استغلال كتاباتها لجمع أكبر قدر من المال، كما يريدون في الخارج أن تطعن هي أهلها وبلدها. رفض جيفيز أن تأخذ أليفة جنيهًا واحدًا من ترجمة أعمالها وأرباح بيعها. تعرضت رفعت للسرقة مرة أخرى حينما سرق جواز سفرها وأرغمها على السفر إلى إسرائيل، تقول: الراجل إللي ترجم كتبي ضربني في لندن وبهدلني، كان عايزني أكتب قصة عن شذوذ النساء وأنا رفضت. أنا قلت له إن الجنس في كتابتي وسيلة للتعبير مش غاية قذرة.. وأنا أردت أن أدافع عن آلام المرأة.. لكن هم كان لهم غرض آخر... خطفوا مني جواز سفري لإرغامي على السفر إلى إسرائيل لإلقاء محاضرة أهاجم الإسلام.. قلت: لا.. أنا كنت أحارب بكتابتي تقاليد خاطئة. بهدلوني وأرهبوني وعشت أيام رعب. ما صدقت وصلت مصر سافرت الكعبة أستغفر وأتوب. (من كتاب صنعة لطافة للكاتبة صافي ناز كاظم)

هكذا أنتهت مسيرة أليفة رفعت في مصر، تابت عن الكتابة واستغفرت الله أمام الكعبة وندمت على ما فعلت، هكذا دفنت رفعت أحلامها واستسلمت. حياة صعبة وغير مستقرة، هل رأيت من قبل كاتبة تتعرض للظلم والقهر من الآباء والأزواج والأبناء والمجتمع في آن واحد؟ كاتبة مُنعت أعمالها من النشر وهُددت بالسجن، استغلها المجتمع الغربي ورفضها العربي. أنكر ابناؤها وجودها، دسوا أعمالها وأخفوا أثرها كأنها لم تولد. سُلبت أموالها وقوتها. سُرق جواز سفرها وتم تهديدها بالخطف. عاشت أليفة خائفة، حتى تمكن الخوف منها فتوقفت عن الكتابة. ماتت رفعت يوم الخميس 4 يناير 1996 وأُعلن خبر وفاتها في صفحة وفيات جريدة الأهرام باسمها الحقيقي "فاطمة عبد الله رفعت" فلم يعرف أحد من هي فاطمة عند موتها كما لم يعرفها أحد طوال حياتها.

ألَّفت أليفة رفعت عدة كتب، منها: حواء تعود لآدم، من يكون الرجل، بعيدًا عن المئذنة. كلها مجموعات قصصية. أما أبرز أعمالها فهي رواية "جوهرة فرعون".

فتاة البكالوريا الأولى

في مدرسة "السنية الثانوية للبنات" رأيت صورًا معلقة على جدار الممر الفاصل بين غرفة ناظر المدرسة وفصول الطالبات. كنت في العام الأول الثانوي حينما وقفت أمام صورة "نبوية موسى" المعلقة بالجدار كأبرز خريجات المدرسة. لم أعِر الأمر انتباهًا في البداية، لكن بمرور الأيام وقفت مرات عديدة أمامها حينما قرأت جملة كُتبت أسفل صورتها "الرائدة نبوية موسى (1886-1951) أول فتاة مصرية حاصلة على شهادة البكالوريا" كُتبت أيضًا مسيرتها العلمية والعملية، لكن هذه الجملة تحديدًا هي ما أثارت فضولي، ولأنني لم أكن أهتم حينها بتلك الأمور، فقد اكتفيت بتدوين اسمها في كراس اللغة العربية لأعرف أكثر فيما بعد.

نبوية موسى: ابنة ضابط الجيش الذي لم ترَه إلا في الأحلام، تولى رعايتها أخوها الذي يكبرها بعشر سنوات وكان سببًا في حبها للتعلم والعمل. كانت نبوية ابنة الست سنوات تجلس إلى جواره عندما يذاكر أو يقرأ لتستمع إلى قليل من الشعر والأدب وتحفظه عن ظهر قلب قبل أن يحفظها هو. استمر شغفها حتى قررت أن تحصل على الشهادة الابتدائية رغم رفض أهلها وقرارهم الصارم ضد هذا. من هنا بدأت معاناة موسى التي استمرت بقية حياتها لأنها امرأة فقط. قررت موسى أن تحصل على الشهادة الابتدائية فأخذت الحلي التي اشترتها لها أمها وتخفت في زي خادمة وسرقت ختم أبيها لتذهب إلى المدرسة وتقدم باسمها، ولكي تُقبل بالقسم باعت سوارًا بقيمة خمسة جنيهات لتستطيع دفع المصروفات. حصلت على الشهادة الابتدائية عام 1903 وعُينت مُدرسة في مدرسة عباس الابتدائية للبنات بمرتب ستة جنيهات. جاء هذا كأول تصادم مع الإدارة التعليمية حينما علمت أن زملاءها الرجال يتقاضون ضعف راتبها فاعترضت على ذلك في البداية، لكن حينها قيل لها إن الرجال حاصلون على شهادة البكالوريا فهدأت قليلًا وأصرت أن تحصل هي أيضًا على البكالوريا لتصبح موسى أول فتاة مصرية تحصل على البكالوريا عام 1907. أحدث هذا ضجة كبيرة كما شُن عليها هجوم ضخم. لن أذكر مسيرة نبوية موسى العلمية والعملية كلها، فهي معروفة إلى حد كبير، لكنني سأتحدث عن الجانب الآخر الذي لم يره سوى القليل.

عاشت نبوية موسى طوال حياتها مضطهدة ومستبعدة ومتعسفة ذكرت جزءًا من هذا في كتابها "تاريخي بقلمي". فُصلت من عملها عام 1926 بسبب مواقفها الوطنية وآرائها ضد المحتل الإنجليزي والحكومة والوزارات كان هذا السبب هو المعلن حينها، لكن في عام 1984 يأتي تعريف نبوية موسى في مجلة المصور في عددها الخاص وبعد وفاتها بأكثر من ثلاثين عامًا لنعرف أنها فُصلت حينما شنت هجومًا على وزارة المعارف وعلى وزيرها مطالبة بتعديل برامج الوزارة وقصر عملية التفتيش في مدارس البنات على النساء فقط دون الرجال وكتبت حينها مقالًا بعنوان: "نظام تعليم البنات في إنجلترا ومصر" هنا صدر قرار بإيقافها وفصلها عن العمل في المدارس الحكومية، لكن القضاء أنصفها وأجبر الوزارة على دفع مبلغ خمسة آلاف وخمس مئة جنيه كتعويض لها. أنشأت موسى مدارس بنات الأشراف في الإسكندرية وأنفقت التعويض على تطويرها، لكن في عام 1943 أصدر النحاس باشا قرارًا بإغلاق مدارسها، ولم يكتفِ بذلك فقرر أن تُعتقل في سجن الأجانب في الإسكندرية لمدة عشرة أشهر بسبب انتقادها للحكومة. 

لم يكن غريبًا أن تتعرض موسى للاضطهاد أو التعسف أو حتى السخرية من الرجال كما فعل مثلًا "محمد أبو الإسعاد" في كتابه عنها: "نبوية موسى ودورها في الحياة المصرية" جاء الكتاب عارضًا كل ما واجهته في حياتها من ظلم وسخرية، لكن سرعان ما تحول الأمر إلى تناقض وراح ينهال عليها بالاتهامات التي ليس عليها دليل واحد، فقال مثلًا إنها كانت ضد حزب الوفد، وكأنه لا يعلم أنها كانت مشرفة على القسم النسائي في جريدة حزب الوفد منذ عددها الأول في نوفمبر 1926. لم يكتفِ بذلك فاتهمها مثلًا بالطائفية وأنها ضد أن الفتيات المسيحيات في المدارس أكثر من المسلمات، وكأنه يتغافل عن دورها الكبير في تعليم المرأة سواء أكانت مسلمة أو مسيحية، وأكبر دليل على ذلك كتاب "المطالعة العربية لمدارس البنات" الصادر عن دار المعارف عام 1911، وفيه تتحدث موسى عن أهمية تعليم البنات دون التفرقة الطائفية التي يتحدث عنها أبو الإسعاد. ما كان غريبًا حقًّا هو هجوم "نوال السعداوي" عليها واتهامها في مذكراتها "أوراق حياتي" باتهامات وأوصاف غريبة لا تليق بكاتبة نسوية تدافع عن النساء طوال الوقت. كتبت مثلًا: كانت التلميذات يطلقن على الناظرة نبوية موسى "بعبع أفندي" في طابور الصباح، أراها تمشي بخطوة تشبه مس هيمر، ترتدي تايير أسود، تيربون أسود، عيناها سوداوان مملوءتان سوادًا.. كانت تفرض علينا نحن التلميذات ارتداء هذا السواد من قمة رؤوسنا حتى أخمص القدمين. مطّت خالتي هانم شفتيها: نبوية لازم عانس زي طنط فهيمة وعاوزة كل البنات يبقوا عوانس زيها. هكذا وصفتها نوال السعداوي، بل وزادت على ذلك لتصفها وتتهمها باتهامات بشعة غافلة عن دور هذه المرأة طوال حياتها لمجرد أن شكلها لم يكن جميلًا، بمنتهى السطحية والعنصرية.

وقعت نبوية موسى تحت عجلات الظلم والاضطهاد طوال حياتها من الرجال والنساء حتى نسي الناس دورها وما قدمته، حتى أعمالها دفنت ونسيت بمرور الزمن ولم يبقَ سوى هذه الاتهامات الشنيعة. نبوية موسى أول فتاة تحصل على البكالوريا، أول مُدرسة وأول ناظرة مدرسة. مؤسسة مدارس الأشراف بالإسكندرية. سيرة عظيمة ومسيرة حافلة ربما تظهر في وقت لاحق لتثبت أنها ضحية ضمن ضحايا كثيرة في بلادنا العربية.

ألَّفت نبوية موسى عدة كتب، منها: المرأة والعمل، المطالعات العربية لمدارس البنات، وتاريخي بقلمي. كما أن لها ديوان شعر.