غزة تقاوم

محمد حسني

حرب جديدة، ومرحلة مختلفة لصعود الفاشية الصهيونية – الجزء الثاني

2024.01.21

مصدر الصورة : SWI swissinfo.ch

غزة تقاوم

حرب جديدة، ومرحلة مختلفة لصعود الفاشية الصهيونية – الجزء الثاني

في الجزء الأول من المقال، تناولنا موقف اليمين الإسرائيلي من الحرب، وتحليل خطابه العنصري، وفي هذا الجزء، نتناول دعوات تصعيد الحرب على المستوى الإقليمي.

 حرب غير محدودة:

 أحد العناصر الأساسية في خطاب اليمين الصهيوني، وأهم مجالات المزايدة فيما بينهم، هو توسيع مدى الحرب.

 الترحيل:

 حسب ما نشره موقع ماكور ريشون، في 6 نوفمبر، فإن إسرائيل تحشد دعمًا دوليًّا لترحيل مئات آلاف اللاجئين إلى سيناء، وأضاف المراسل أن الفكرة نفسها غير مقبولة حتى من أكبر حليفتين لإسرائيل بريطانيا والولايات المتحدة، كما أنها مرفوضة من الدولة المعنية "مصر". وبالطبع لم يتطرق التقرير إلى موقف الفلسطينيين أنفسهم من ذلك.

وفي 14 نوفمبر، ظهر مقال في "وول ستريت جورنال"، دعا فيه عضوا الكنيست: داني دانون (الليكود) ورام بن باراك (يش عاتيد) دول العالم لاستقبال لاجئين من غزة، مستشهدَينِ بحالات سابقة، منها حرب البوسنة والهرسك، واللاجئين السوريين. وأضافا أن على عدد من دول العالم تحمل مسؤولية استضافة مواطنين من غزة، فإنَّ استضافة كل دولة 10 آلاف سيحل الأزمة، وأنه "واجب أخلاقي" وفرصة لإظهار "العطف" ومساعدة مواطني غزة.

 توسيع الدائرة:

 ربما لم تكن غزة كافية بالنسبة للبعض، فأرادوا توسيع نطاق الحرب. كتب المحلل العسكري الشهير، عامير رپوپورت، في موقع ماكور ريشون،  معارضًا الهدنة؛ لأنها، في رأيه، ستعطي فرصة لحماس لالتقاط الأنفاس، وإخلاء الجرحى، واستعادة تنظيم صفوفها، وجمع معلومات استخباراتية. ويرى أن قدرات حماس لم تنهَرْ؛ لذا يجب مواصلة الحرب، والاستعداد للحرب في الشمال مع حزب الله، وأضاف أن على الولايات المتحدة وإسرائيل التعامل مع "خطر الحوثيين".

كما كتب يعقوف نجال، عضو صندوق الدفاع عن الديموقراطية ومستشار الأمن القومي السابق لبنيامين نتنياهو، في معاريڤ، عن ضرورة قتل كل عناصر حماس فورًا، وتعديل قانون من أجل إصدار أحكام بالإعدام على من يُعتقَل ويقدَّم للمحاكمة، ثم تَفْرغ إسرائيل لحزب الله، وإيران التي يعتبرها المحرك والممول والمخطط لأحداث السبت الدامي. ويوجز موقفه في أن إسرائيل لا يعنيها عقد اتفاقيات، ولكن يجب أن تكون قوية.

 تصعيد دولي:

رأى آخرون ضرورة توريط أطراف أخرى في الحرب الإسرائيلية؛ لضمان النصر. في تقرير مطول أعده كل من - لواء احتياط عاموس يدلين رئيس سابق للاستخبارات الحربية ومؤسس MIND ISRAEL، وعقيد احتياط أودي إيڤن طل، الخبير الإستراتيجي في المركز نفسه، ونشره موقع walla بعنوان: "إسرائيل في مركز صدام إقليمي وعالمي"، وحسب صياغته: "يجب أن تدرك إسرائيل المصالح الإقليمية والعالمية العميقة، وأن تستوعب أنها جزء من محور عالمي"، وأن غزة أمست على خط الصراع بين "محور الشر" وهو حسب تعبير المقال: "حماس-داعش، وإيران، ومنظمات إرهابية تعمل برعاية سورية، وحتى القوتان العظميان روسيا والصين"، وبين معسكر غربي – عربي - إسرائيلي يسعى للاستقرار والأمن، بقيادة الولايات المتحدة. وأضاف أن على إسرائيل العمل من هذا المنطلق حتى لو لم يعلن هذا الائتلاف رسميًّا، ولم تشارك تلك الدول بدور فعلي في الحرب.

دلالة وجود هذا التحالف يجدها كاتب المقال في المساعدات الطارئة التي طلب جو بايدن تصديق الكونجرس عليها (14.3 مليار دولار لإسرائيل)، قدمها الرئيس ضمن حزمة مساعدات شملت أوكرانيا وتايوان. وقبل ذلك الجسر الجوي وحاملة الطائرات وبقية المساعدات التي هرعت الولايات المتحدة لتقديمها إلى إسرائيل. ولوَّح المقال أيضًا بـ"مصلحة" دول عربية في دحر حماس، وبالتالي ضرورة دعمها للتحالف المزعوم.

 بقية الفلسطينيين يدفعون الثمن:

 بخلاف مواجهات سابقة، شارك فيها فلسطينيو الداخل، بالتضامن على الأقل، فقد تراجع تأثيرهم خلال الحرب الجارية. ومع ذلك لم يسلموا سواءً من التحريض أو القمع، وكانوا هدفًا مبيَّتًا لليمين الصهيوني.

تحت عنوان: "يعيشون بيننا، ويمتدحون أعدائنا!" كتبت ميراف سيفر - إسرائيل اليوم - تتهم فلسطينيي الداخل بالخيانة، وتذكر اعتقال الشرطة لعدد منهم بتهمة الانتماء إلى حماس لمجرد التعبير عن تأييدها، وتعايرهم بالمستقبل المزهر الذي منحته إياهم إسرائيل وجحدوه، أما آفي برئيل - إسرائيل اليوم - فقد ألقى بالاتهامات مسبقًا على الفلسطينيين في الداخل، واعتبرهم مسؤولين ومتضامنين مع حماس.

وعلى الصعيد الميداني، أصدرت المحكمة العليا قرارات برفض الطلبات المتوالية والملحة، المقدمة من جانب سياسيين، من بينهم أعضاء كنيست عرب، للسماح بالتظاهر السلمي ضد الحرب، كما صدرت قرارات إيقاف عن العمل، وفَصْل من الدراسة تجاه فلسطينيين، اتهموا بالتضامن مع حماس، بسبب مشاركة منشورات تتعلق بالحرب، كما تم إيقاف 19 من بينهم أعضاء كنيست بتهمة التحريض.

 ومن ناحية أخرى، كان المعتقلون هدفًا ركز عليه الوزير المتطرف إيتمنار بن جڤير. كتبت صحيفة معاريف، 12 نوفمبر، عن زيارته للسجون، مما أثار مخاوف المعتقلين الفلسطينيين، حين صرح: "يجب ألا يروا شعاعًا واحدًا من الشمس". وقد صدرت قائمة من القيود على المعتقلين الفلسطينيين، شملت منع الكهرباء، منع الشراء من الكانتين، منع الزيارات، مصادرة أجهزة الراديو والتلفزيون، تقييد استعمال دورات المياه، تشغيل النشيد الوطني الإسرائيلي في الإذاعة الداخلية بشكل دائم.

 بينما يرتفع دوي المدافع، انطلق المستوطنون، بمباركة بن جڤير، لقتل وترويع الفلسطينيين في الضفة. حسب تقرير منظمة بتسيلم، 19 أكتوبر، فخلال عشرة أيام من الحرب، قتل 62 فلسطيني في الضفة بأيدي مستوطنين وجنود، إلى جانب تقييد حركة الفلسطينيين بحواجز عسكرية علاوة على غلق طرق رئيسة تمامًا.

تعرضت عائلات للطرد من بيوتها وأراضيها، حين قام مستوطنون مسلحون بالاعتداء على مواطنين وتهديدهم بالسلاح وأطلقوا عليهم النار، وسجل مواطنون شكاوى من عمليات قطع أشجار، وسرقة محاصيل وقطعان أغنام، وتخريب خطوط الماء والكهرباء، وهدم مبانٍ، وتحطيم ألواح الطاقة الشمسية. خلال الأيام العشرة، تعرض للطرد 552 فلسطينيًّا يمثلون 98 عائلةً، وهو عدد يزيد عن حالات الطرد خلال العامين الماضيين - 450 فلسطينيًّا.

الممارسات السابقة ليست تصرفات ذاتية للمستوطنين، وإنما هي سياسة منهجية ترعاها الحكومة غالبًا، وتغض الطرف عنها في بعض الأحيان، حيث تجري على سمع وبصر الجنود وأحيانًا بحمايتهم ومشاركتهم في الاعتداء، بينما الشرطة لا تحرك ساكنًا بل تهدد المبلِّغين.

 ***

(3) اتجاهات مخالفة

 في الصفحات السابقة، حاولت تحليل مواقف وممارسات اليمين الصهيوني، وفيما يلي أتناول اتجاهين مخالفين:

الاتجاه الثالث: لا يمكن وصفه باليساري، وإن كان بالفعل على يسار النظام الحاكم، لكنه غير متمثل في كيان سياسي، يمثله سياسيون وعسكريون لا زالوا محافظين على قناعات اليسار الصهيوني وحتمية التسوية كمبدأ، مع تباين التفاصيل. يعتبرون أحداث 7 أكتوبر نتيجة لسياسات نتنياهو، المتمثلة في وأد مسيرة التسوية، وترك الساحة لحماس في غزة

انتقد الوزير وعضو الكنيست السابق حاييم رامون – معاريف - سياسة نتنياهو، والذي امتنع منذ 2015 عن أي اتصال بالسلطة الفلسطينية في الضفة، بالإضافة لوضع 8 آلاف مستوطن على الحدود مع مليوني غزاوي في أكثر المناطق كثافة في العالم، في مستوطنات متناثرة ظلت معرضة لصواريخ حماس طوال عقدين وأكثر.

في حديث لإيكونومست - نقلًا عن معاريف - قال إيهود باراك، رئيس الحكومة الأسبق: "إذا دخلنا غزة فسيعتبر نتنياهو أسوأ زعيم في تاريخ الشعب اليهودي". يرى باراك أن على إسرائيل الانصياع للضغوط الدولية، وتسليم غزة إلى قوة عربية مشتركة تحافظ على الوضع الأمني، وتمنع الصدام مع إسرائيل، تتضمن هذه القوة حسب اقتراحه: مصر والمغرب والإمارات، وتقوم تلك الدول بتأمين القطاع حتى تستعيد السلطة الفلسطينية سيطرتها مرة أخرى.

أما رون بن يشاي - المحلل العسكري – يديعوت - فقد دعا مسبقًا إلى صفقة تبادل تشمل إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين لدى حماس، مقابل إطلاق سراح المعتقلين الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية، علاوة على السماح بدخول مساعدات إنسانية ووقود. وأوصي بالاستعانة بوساطة مصرية وقطرية، ودعم أمريكي غربي.

لم يعارض بن يشاي في حيثياته قيام إسرائيل بعملية عسكرية لتغيير جذري في القطاع، لكنه يركز على عائلات الأسرى. وبرغم اللهجة العنيفة في مقاله، فإن بن يشاي يطرح عمليًّا تسوية منطقية، ترجع إلى عصر ما قبل هيمنة اليمين الصهيوني، كما يؤكد على تجنب إراقة المزيد من الدماء.

كتب الضابط المتقاعد، والخبير الإستراتيجي شبتاي برئيل، في معاريڤ، رؤية مشابهة لما سبق، لكنه ركز على ضرورة التنمية الاقتصادية في غزة، وتقليص تعلق غزة بإسرائيل أو بمصر، واستقلالها النسبي في إدارة اقتصادها، ومن بين ذلك إنشاء ميناء، وتشجيع الاستثمارات بتمويل عربي وأمريكي. الدافع لرؤية برئيل بحسب قوله؛ أنه عندما يصبح لدى أهالي غزة ما يخشون فقدانه فسيواجهون "التطرف".

 في السياق نفسه طرح د. رافي نيتس - تسينجوت، الباحث في الصراع الإسرائيلي - الفلسطيني في معاريڤ، رؤية تفصيلية لمستقبل غزة، وتعتمد الرؤية التي يتبناها على إطلاق سراح مروان البرغوثي، باعتباره الشخصية المناسبة للقيادة الفلسطينية في الضفة وغزة على حدٍّ سواء.

لكن د. رافي يعتقد أن نتنياهو لن يقبل بخروج برغوثي؛ لأنَّ ذلك يَعْني الرجوع لاتفاقية السلام مع الفلسطينيين تحت قيادة فتح، والتي تشمل إعادة معظم مناطق الضفة للفلسطينيين، وهو ما يتنافى مع سياسة نتنياهو، التي أشرنا إليها في أول المقال.

 ***

 اليسار الجذري و"المستفيقين":

الاتجاه الأخير، وهو اليسار الجذري، الذي تعرض للأسف للمزيد من التفتت، فبعد أحداث 7 أكتوبر، غير المتوقعة، لم يصمد الكثير من اليساريين أمام هول الموقف، وأمام صيحات الحرب المتصاعدة، وانتشرت مقولة: "لقد أَفَقْتُ" - باعتبار قناعات السلام وَهْمًا - بل وشرعوا في مهاجمة اليسار العالمي؛ لأنهم لم يُدينوا حماس، ولم يساندوا إسرائيل في حربها. وبذلك يتفقون مع الاتجاه السابق في تحميل نتنياهو وزر تنامي قوة حماس، والفشل في حماية الإسرائيليين.

أما البقية الباقية من اليسار الجذري، التي ظلت متمسكة بمواقفها، فمعظمها من العرب، وبعضها من اليهود، في حزب الجبهة، أو من المستقلين، يملكون شجاعة لإعلان مواقفهم، مكتوبة بالطبع، في ظل حظر أي تظاهرات ضد الحرب.

تستنكر ميخال أهروني - إسرائيل اليوم - رد الفعل للمؤتمر الصحفي الذي أجرته الأسيرة يوكابد ليفشيتس، وهي إحدى أسيرتين رفضت إسرائيل قبولهم بشكل غير مفهوم، حتى سلمتهما حماس إلى الجانب المصري، يوكابد برغم من تقدم سنها، بدت متماسكة وواعية، وذكرت ببساطة أنها لم تتعرض لا للتعذيب، ولا حتى للإهمال، وأنهم عاملوها بلطف.

وتباينت ردود الأفعال سواء من الصحفيين أو من تعليقات القراء، ما بين اتهامها بالعمالة، و"اليسارية"، أو الطعن في حالتها العقلية، حتى إن أكثر من مقال تحدث عن ضرورة عدم تكرار ذلك، فإما أن يتم تلقين الأسير ما يقول، أو ليصمت تمامًا.

تساءلت ميخال: هل الأفضل أن يعاني الأسرى، لكي تخرج الصحافة بقصة مثيرة وتصف الآسرين بالحيوانات، من أن يكونوا بخير، ويظهر آسروهم بصورة إنسانية؟! كما ذكَّرت القُرَّاء بجلعاد شاليط الذي بقي خمس سنوات في الأسر وتحدث عن معاملة جيدة واهتمام بصحته وسلامته.

 الاحتلال أصل الداء:

تعرضت الناشطة اليسارية روتي لاڤي لأكثر النقاط حساسية: "لا يمكن ولا يجوز تبرير أحداث السبت الدامي، لكن محاولة فهم أزمة الفلسطينيين هي الخطوة الوحيدة التي يمكن أن تؤدي إلى الحل".

وصفت الأجواء الـ"سامة" واضطهاد كل من لا يؤَمِّن على خطاب الإعلام الإسرائيلي، العنف تجاه كل من يرفض وصف البشر بـ"مسوخ" مباح تصفيتهم وتصفية نسلهم. العنف تجاه من يتجرأ على الحديث عن المعاناة الفلسطينية، وتجاه من يؤمن بأن البحث عن مسوخ يجب تصفيتها هو ما يخلق المسوخ القادمة، والبشاعات القادمة.

العنف تجاه من يعارض شيطنة الآخر التي اجتاحت الجمهور اليهودي، من يدرك أن الخطاب المتبني لتعبير "حيوانات آدمية" يبرر في النهاية شعار سموتريتش "الآن أوان القسوة".

وختمت لاڤي مقالها الجريء بقولها: "أنا أتفهم الخوف والرعب... لكن هذا هو نفس الخوف الذي يعيش فيه الفلسطينيون في المناطق وداخل إسرائيل طوال حياتهم، مع مطالبتهم دومًا بتبرئة أنفسهم من فعل المقاومة".

تحت عنوان: "لا يمكن أن تحتل وتحافظ على آدميتك" كتب توم پيسح، باحث وناشط اجتماعي: "ليس هناك احتلال متنور، ولن يكن أبدًا". ويسترجع ما كتبه أعضاء المنظمة الاشتراكية الثورية "ماتسپين" في 22 سبتمبر 1967: "الاحتلال يجر وراءه سلطة أجنبية، السلطة الأجنبية تؤدي إلى المقاومة، المقاومة تؤدي إلى القمع، القمع يؤدي إلى إرهاب وإرهاب مضاد". انتقد پيسح ما حدث منذ أحداث السبت الدامي، حيث اقتصر الحديث على الانتقام وحسب دون أي تفكير عقلاني، وإنه طالما صدر الأمر العسكري فإن أصوات النقد تصمت.

تحت عنوان: "هل سنعيش للأبد مستلين سيوفنا؟" كتب ميخا رحمان، ناشط في (القوس الديموقراطي الشرقي) وحركة (هناك حدود) المعارضة للاحتلال: إن المفهوم الخاطئ الأساسي الذي تقوم عليه كل الأخطاء؛ أنه يمكن العيش بسلام حياة يومية عادية وآمنة مع استمرار الاحتلال ... نحن من يحتل، نحن الجانب الأقوى.. وحتى إن تَمَّت تصفية حماس فإن استمرار الاحتلال سيقوي اليمين ويهدمنا من الداخل، يستمر في خلق الانقسامات، يفسد ويخلق دولة قاسية على أسس أخلاقية لبن جڤير وسموتريتش. فمن "حل الصراع" إلى "إدارة الصراع"، واليوم "تصفية الصراع".

 * * *

 لا يستطيع أصحاب الآراء السابقة، تحقيق تغيير يُذكَر. وعلى الصعيد الفلسطيني، فإن ما يمكن إحرازه، رهين قدرتهم على الصمود، في ظل تخاذل معظم الدول العربية، ووقوف بعضهم في صف إسرائيل، إلى جانب أطراف دولية رسمية.

أما على الصعيد الإسرائيلي، فسقوط نتنياهو نفسه، مسألة وقت، لكن اليمين القومي والديني يزداد قوة؛ لتستفحل الفاشية الصهيونية، وهو ما قد ينبئ بصراعات داخلية محتملة، دون أن نتوهم أن تتصاعد لتقوض المشروع من داخله، حيث إن المتوقع أكثر تصعيد الصراع على الجبهات الحالية، وفتح جبهات جديدة بتوريط حلفاء إقليميين ودوليين، وللأسف، مثلما أصبحت تخاريف اليمين بالأمس كابوسًا اليوم، فإن تخاريفهم اليوم يمكن جدًّا أن تكون كابوسًا في الغد.